تويت
لوحته عزفاً منفرداً لهاجسه الجمالي
الفنان "إياد الصوفي" لـ المفتاح:
التشكيل بأصابع اليد يضفي على اللوحة بعداً جديداً للتحليل
المدينة والبلدة والموسيقى فضاءٌ لإبداعي التشكيلي
دمشق ـ المفتاح ـ علاء الجمّال
"إياد مصطفى الصوفي" تشكيلي وموسيقي، عكف على دراسة الفن بفهم خاص وتجربة داعمة، تعلم الموسيقى وصيّر النغم لحناً منفرداً في لوحته، وبعد مغترب دام حتى 12 عاماً في الخليج العربي، عاد إلى سورية ليقيم معرضه الثاني للعام 2010 في غاليري "فري هاند ـ دمشق" بعد معرضه الأول للعام 2009 في "مجلس غاليري ـ دبي" ليقدم حصيلة تجربته خلال الثلاثة أعوام الفائتة، موقع "المفتاح" زار المعرض، وكان للفنان الحديث التالي:
«المدينة والبلدة وذاكرة الماضي، مفردات أشبعت روحي بالحس الإنساني، بل بالتحول الجمالي الذي جعلني باحثاً في خفايا الشكل… أتأمله بصمت، كما لو أنه لوحة تنجزها يداي، أحلل مكوناته… وأرى تغيُراته… وأعلي من قيم الجمال فيه حتى تتضح أمامي خفاياه… ثم أصوغها باللون المتداخل، المتعدد، المتذبذب على مساحة اللوحة أشكالاً وتقاطعات متداخلة، توضح فهمي لبسائط الشكل الذي يُبيّنه انطباعي لدى رؤيتي للماضي… للبلدة… للمدينة بضجيجها وازدحامهما وهدوئها وتفاعلها، فتجد أصابعي هي من تقود توليفة التقاطعات والأشكال المعبّرة إلى مضمونها البصري الذي أريد عبر ملمس نقي شفيف للسطح واللون بمعزل عن ريشة العمل، فتارة تنحاز الأشكال إلى التعبيرية وتارة إلى التجريدية وتارة إلى التشكيل الرومانسي وتارة تجتمع معاً، فأبدع لوحة بالغة التأثير تروي هاجسي الجمالي، وتكون عزفاً منفرداً لنغمي الحسّي».
*اللوحة وبداية التجربة
وقال "الصوفي" حول مراحل تجربته المميزة مع العمل التشكيلي، الذي عمد إلى مباشرة تشكيله بأصابع يديه بمعزل عن ريشة العمل: «أثناء وجودي في "دبي" انتسبت إلى معهد: "رايات للموسيقى" ودرست العود والغناء الشرقي والمقامات الموسيقية العربية، وربما آن ذاك ابتعدت عن العمل التشكيلي، ولكني ما لبثت إلا أن عدت للتجربة، ووظفت معرفتي الموسيقية وثقافتي السمعية في تخطيط وبناء لوحتي بشكل فطري عفوي، وأصابعي المنغمسة باللون تعزف عليها مقامتها اللونية التي تحب، فمباشرتي للتشكيل بأصابع اليد يضفي على اللوحة فهماً جديداً للتحليل البصري».
وأضاف: «إن العزف على آلة العود طقساً روحانياً ساحراً، ينسجه نغم أوتاره الرائع، وكلما أحسست بملمس يدي تحرك ريشة العزف واليد الأخرى تتحسس الوتر، شعرت أن هذا التناغم يمكن صوغه في عمل تشكيلي… أستوحي به المكان وفضاء المكان، وما ينمّ عنه من ماض وحكايات… وبعد زمن من التجربة أصبحت لوحتي محط الاهتمام والاستمرارية والنجاح، رسمت أمكان عدّة، مثل: "القدس واستنطبول ودمشق والقاهرة والحجاز" رسمتها بذاك الإشباع الذي تحدثت، بل بذاك الهمس الموسيقي المتفرد».
وفيما يتعلق بمعرضه الجديد، قال: «اليوم أنا في "دمشق" أقيم معرضي الثاني في غاليري "فري هاند" للعام 2010 بعد معرضي الأول في "دبي" عام 2009 أضمنه تجربة ثلاثة أعوام تبعاً للمراحل التي قطعتها والحالات النفسية والحسّية التي عشتها مقابل كل عمل، بل في كل مشهد للمدينة والبلدة والذاكرة صِيغ مجدداً بملمس أصابعي وهداية فطرتي ونقاوة تأمّلي، ولا أنسى بلدتي "الفوز" الواقعة في ريف "حلب" التي ولدت بها عام 1974، وتربيت في مرجها الأخضر بين أشجار الغابات والحقول…
إذاً إنها شقاوة الطفولة التي حملتها في ذاكرتي، وأصبحت في المغترب عالماً فسيحاً يشدني إلى الحنين… إلى الصمت… إلى مفردات الشكل ونغم اللون، ولا أنسى الفنان التشكيلي "خالد السامي" والأفق البصرية التي وضعني أمامها في خيارات العمل التشكيلي السليم».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
* مختارات من أعماله...
* الفنان "إياد الصوفي"
«الفنان إياد الصوفي: التشكيل بأصابع اليد يضفي على اللوحة بعداً جديداً للتحليل» دمشق ـ علاء الجمّال
تعليق