إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفنان كارلوس لاتوف صاروخ الكاريكاتير العالمي - برازيلي من جذور لبنانية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفنان كارلوس لاتوف صاروخ الكاريكاتير العالمي - برازيلي من جذور لبنانية

    لاتوف يحارب الإمبريالية والصهيونية والظلم بالكاريكاتير
    أصوله اللبنانية لم تؤثر في اتجاهه الفني بقدر شعوره بقضية العدل
    بقلم - باسم توفيق :
    سوف تهبط الى الارض ..... تجوع وتتعرى .... سوف يكون الالم هو خبزك اليومي .. سوف تسبح في دموع المعذبين والمقهورين

    سوف ترسم لهم طريقا للفردوس ....طريقا متخيلا لكنه سوف يستحيل احلاما مفعمة بالامل ثم يصبح حلم النضال ....!!
    هذه ليست اقتباسات من العهد الجديد ولا تدوينا لرحلة مسيح جديد الى ارضنا البائسه لكنها مجرد كلمات احببت ان اشق بها طريقي لدنيا هذا الفنان المعجزة ...فنان رحل بريشته وقلمه فوق حوائط الالم وجبانات القهر البشرية ...ليست السخرية هدفه الوحيد لكن التعبير عن الظلم هو هدفه الاول والمناداة بالمبادئ السامية والعدل هو اهم مذاهبه ...

    هذا هو صاروخ الكاريكاتير العالمي كارلوس لاتوف والذي في يوم من الايام وضعته اسرائيل على لائحة الممنوعين من دخول اسرائيل تحت تصنيف ( ألد أعداء الصهيونية ) كما وصفته الصحافة الاسرائيلية بانه ( اعماله اكثر خطوره من صواريخ القسام وبنادق المقاومة وهتافات حماس )
    كما وصفته الديلي ميرور الانجليزية في احد تحقيقاتها عن الكاريكاتير الاكثر تاثيرا في العالم بانه من اهم رسامي الكاريكاتير في العصر الحديث على الرغم من ان الصحافة الغربية تتبنى حملة واسعة لاتهامه بمعاداة السامية ومعاداة السياسة الامريكية الا ان النقاد اعطوه حقه كفنان وكعامل مؤثر في حركة البوليتكال كارتون العالمية .
    ولد كارلوس لاتوف في البرازيل في نوفمبر 1968 ومنذ فترة كبيرة مارس الرسم الصحفي في عدة جرائد محلية وبصفته فنانة يسارية حتى النخاع كانت قضية العدل والحرية والمساواة ورفع الظلم عن المظلومين والمقهورين في العالم هي قضيته الرئيسية لكن ايضا كما في حياة اي فنان عظيم هناك لحظة يطلق عليها لحظة التحول وهذه اللحظة كانت بالنسبة للاتوف هي زيارة فلسطين في عام 1990 والتي اصبحت فيما بعد هي لحظة التحول الحقيقية في فكرة السياسي الذي جند له فنه ويقول لاتوف ( الحقيقة ان جذوري اللبنانية العربية لم يكن لها تاثير في توجيهي كما سوف يعتقد البعض لكن بذور التمرد كانت بحكم الفكر اليساري الذي انتمي اليه لاني لم ار حتى جدي اللبناني حيث مات قبل ان اراه لكنني عندما زرت فلسطين في عام 1990 احسست اننا كلنا فلسطينيون واني مشتبك بشدة مع قضايا الشرق الاوسط وان هذه هي القضية التي يجب ان يخدم فيها الفنان دفاعا عن العدل)
    والحقيقة ان لاتوف من اصول عربية لبنانية ولقب لاتوف ليس لقبا روسيا كما قد يوحي للبعض لانه نطق غربي لاسم عائلة كارلوس العربية ( لطوف ) واعتراف كارلوس بنقطة التحول في حياته يعطي لفنه مصداقية ومذاق حريف وعالي القيمه فكارلوس لاتوف ليس في حاجه ان يتمسح او ان يجامل بل على العكس لان لاتوف الاكثر هجوما على العنصرية الامريكية المستتره وراء قناع الاخت الكبرى التي تحمي العالم وتحافظ على ميزان الامن فيه والذي يصورها دائما لاتوف من خلال قادتها في صورة نفعية وانتهازية رعناء وغير مسؤولة بل ودموية واحيانا اخرى تابعة للفكر الصهيوني متمثلا في الطفلة المدللة اسرائيل .
    لم يصدق احد ان لاتوف كان احد المراجل التي فار منها الحس الثوري العربي حتى انه اصبح يعبر باعماله منذ يناير 2011 عن الثورة المصرية لدرجة ان الناقد الايطالي الفونسو دمياني اطلق علية ( كاريكاتيريست الثوره المصرية ) وهذا بالطبع قد رفع الحجاب عن ان معظم فناني مصر لا يملكون هذه الجرأة والقوة في التعبير بل وتحول الكاريكاتير المصري احيانا لاداة لمغازلة السلطة السابقة والحكومة الفاسدة مما يجعلنا لا نجد غضاضة في ان نسمية كاريكاتيرست الثورة لانه يستحق هذا اللقب .
    تتمحور اعمال لاتوف حول نقد الصهيونية والامبريالية الامريكية كما ينتقد دائما العنصرية ومع كل هذه الحملات القوية التي يشنها لاتوف على سوءات المجتمع الدولي فانه يدرك تماما الفرق بين السخرية الجوفاء والنقد الحقيقي ويعود بالكاريكاتير لوقاره الذي نشأ عليه منذ ايام دوميه الفرنسي ابو الكاريكاتير ويقول لاتوف معبرا عن هذا الراي ( هناك فرق كبير بين النقد النابع من قضية الحرية والتعبير عن الراي وبين فكرة السخرية لمجرد السخرية او لمجرد مخزون من مشاعر الكره وهذا ما يجعلني لا اعتبر ان الرسوم المسيئه للرسول في الدنمارك هي قضية تتبع حرية الراي لانها نابعة من مخزون حقيقي لعاطفة الكره تجاه الاسلام )
    ولشدة اقتناع لاتوف بهذا الرأي اشترك في المسابقة التي اقامتها ايران لرسوم كاريكاتيرية نقدية ردا على الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم وفاز بالجائزة الثانية عن كاريكاتير له يقارن بين الهلوكوست النازي ضد اليهود قديما والهولوكوست الاسرائيلي ضد الفلسطينيين حاليا ووضع على آثاره في قائمة الماديين للسامية بل وتمت مقاضاته ايضا .
    نهاية وحتى اترك المساحة لاعمال لاتوف تتحدث عن نفسها وقبل ان اختم عليّ ان احيي هذا العبقري الذي اجبر الغرب على سماع صوت الالم الذي تعانيه فلسطين واجبر الورق على ان يحمل زخات من دمائنا سواء التي اهرقها العدو الصهيوني او الحاكم المستبد ... وعلى ان اطرح سؤالا اخيرا: اين انتم يا رسامي الكاريكاتير في بلدنا العريق مصر ؟ حتى يكون هناك فنان غير مصري واعيا بهمومنا الثورية اكثر منا.
يعمل...
X