إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفنان فراس كالوسية يختبئ خلف ظلّ امرأة في معرضه وجوه في باب شرقي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفنان فراس كالوسية يختبئ خلف ظلّ امرأة في معرضه وجوه في باب شرقي

    فراس كالوسية يختبئ خلف
    ظلّ امرأة في معرضه «وجوه»
    المصدر : عبد الحسيب زيني
    ابتدع «أستر ألكوفيس» كي لا ينكسر
    على جدران «نينار- آرت كافيه» في باب شرقي، أحد أحياء دمشق القديمة، علّق الفنان فراس كالوسية لوحاته، في افتتاح معرضه التشكيلي الأول تحت عنوان «وجوه»، والمستمر حتى الرابع من الشهر المقبل.
    يمارس الفنان كالوسية هوايته المفضلة في الخداع الفني والأدبي المشروع، فبعد أن ابتدع شخصية «استر ألكوفيس» منذ سنين مضت، وقد نسب ما يكتبه من شعر إلى هذا الشاعر الوهمي أمام أصدقائه، يعود الآن ليمارس هواية الخداع الفني في رسوماته، حيث يعلن عن وجوده في لوحته «المختبئة وراء ظلها»،

    فكانت المايسترو الذي جذب رواد المعرض، يقول عن هذه اللوحة: «من خلال علاقتي مع الأنثى، أحسست بشيء ما في حياتها يجعلها ضعيفة ومختبئة دائماً، ربما يكون رجلاً، أو عائلة، أو حدثاً معيناً في حياتها، ونرى في وجه الفتاة ذلك العنفوان، وفي عنقها صموداً ضدّ مجتمع يقسو عليها».
    ينوّع الفنان الشاب في لوحاته، فكلّ واحدة تعبّر عن خفايا ذاته الداخلية ورؤيته للآخر، فلوحة «المهرج» اكتشاف لـ «مرآته الداخلية»، كما وصفها، و»تعبر عن وجهه وتفاصيله»، فيما تتحدّث لوحة «صرخة.. ثورة» عن الكبت المخيف في دواخل الناس، وفيها ذلك الوجه الصارخ بملامح القهر الذي تلاشى مع تلك الصرخة المتمرّدة والمتفجرة. وعلى بطاقة التعريف بالمعرض يكتب «كالوسية»: «خلافاً لكلّ الأزمنة.. سقط يوم هنا.. تنحّى عن وجهه المرهق.. وارتمى على صدغ لوحة.. ينزف أجناساً جديدة.. من ريشة صامتة.. تصرخ حرّة في أروقة الملامح.. أنا متعبة».
    بعد معرضه الأول في مجال التصوير الضوئي «رسم بالضوء» العام الفائت، تتنوّع لوحات كالوسية في تجربته التشكيلية، بين ما هو تجريدي، وهي السمة الغالبة للمعرض، وما هو انطباعي وتكعيبي وسريالي، فتنطق رسومات لوجوه إنسانية بمشاعر وجودية تحمل قيم الجمال، ولوحات أخرى يعبر صمتها عن صراخ وجداني لا يكاد ينتهي، فيما تركت لوحات أخرى ألوانها تسافر في الأحداق بلا نهاية، يقول كالوسية: «كلّ اللوحات تحمل رسائل، وقد تكون مبهمة لبعضهم سوى الذين يستطيعون قراءتها».
    والجديد في هذا المعرض، كعمل فني إبداعي، أنه اختلاف عمّا قدمه في السابق واستمرار للتجربة، وتجدّد للذات، كما يرى كالوسية.. «كلّهم تتمّة. كانوا صور فوتوغراف لوجوه دمشقية من الحياة.. والآن رسوملت تجريدية، وهي السمة الغالبة في هذا المعرض، كما يوجد بينها الانطباعي والسريالي».
    ولا يغوص الفنان الشاب في مدرسة إبداعية معينة.. «فأنا أتأثر بكلّ المدارس (انطباعية، تكعيبية، تجريدية، سريالية)، والفكرة العامة أنّني قد أرسم الوجه وفق الاتجاه الانطباعي، وأحياناً وفق التجريدي أو التكعيبي، وأحبّ الرسم بكلّ المدارس العالمية».
    الفنان كالوسية ممثل وكاتب ومخرج مسرحي، لكّنه لا يرى اختلافاً بين الفنون.. «لا فرق بين اللوحة الدرامية واللوحة الفنية، فكلاهما فن ودراما بالنسبة إلي، ويحملان قصصاً، والفرق أنّ الدراما تعبير جسدي، والآن أعبر بلوحة... يوجد لوحات قد أستغرق زمناً لأشرح رسائلها والمشاعر التي تحملها، ويمكن تأليف كتاب عن لوحة»، ويرى أنّه أثّر وتأثّر في مجاله الأدبي والفني..». أنا الذي أثّرت في أعمالي، حينما أكون صاحب الفكرة في المسسرح، وهي كتاباتي وتعبّر عن داخلي، وبالتأكيد تأثّرت بأعمالي الأدبية والفنية، لأنها تسهم في ترك بصمتي الخاصة والإعلان عن هويتي».

    ¶ تجربة
    بدأ كالوسية في مجال الكتابة الأدبية (الشعر) هواياً، منذ الطفولة، لكنه، مثل كثيرين يتطلّعون إلى الكتابة، عانى من «رهاب» يبعده عن الاستمرار، وذلك يعود، وفق رؤيته، إلى عدم ثقة الآخرين بالفن والإبداع، وهذه النظرة تسهم في إحباط الموهوبين الشباب، ويروي تجربة قديمة قام بها بنفسه لكسر هذه الحواجز، فبعد أن كتب الشعر والخواطر والقصص، ولم تعجب أصدقاءه، لجأ «كالوسية» إلى التحايل لكسر الانطباع السائد والنظرة المسبقة السلبية عن الأدب المحلي أو الشرقي، فنسب قصائده إلى شاعر أجنبي وهميّ أطلق عليه اسم «أستر ألكوفيس»، وقرأ شعره المنسوب إلى هذا الشخص على أنه مترجم من صحيفة «النيوز ويك»، فنال الإعجاب، يقول: «لا أحد يثق بالآخر وبقدراته»، وبعد مدّة أخبرتهم بالحقيقة، وقال لهم إنّ «أستر ألكوفيس» شاعر وهمي منحوت من أحرف اسمه الحقيقي. وسبب لجوئه إلى هذه الخدعة أنّه «لا يريد أن ينكسر».

    ¶ عن الجمهور
    يقول كالوسية: «الجمهور المحلي يميل إلى البساطة والوضوح بعيداً عن التعقيد. يقرؤها بسرعة، مثل لوحة «البنت المختبئة وراء ظلّها» و»الصرخة» رغم أنّها حزينة... والأسباب تعود إلى التعليم في المدارس، حيث لا نعلم شيئاً عن الفنون العالمية في المدارس، فلا تتطور الذائقة الفنية لدينا... الفن موجود داخل الجمهور، لكنّه لا يعتني به.... وقد تطوّرت الذائقة إلى حدّ ما»، ويضيف: «نحن نعاني من مشكلة الافتقار إلى الدعم وتبني الفن والمبدعين، فإذا اهتممنا بالتعليم منذ الصغر فسوف تتطوّر ذائقة الجمهور الثقافية والفنية، وسيظهر مبدعون كثر على مستوى رفيع».
    أما اختياره مكاناً غير رسمي للعرض فقد علّله بأنّ بعض المراكز الثقافية وافق، وبعضها الآخر لم يوافق لأسباب تتعلّق، وفق رأيه، بالمزاجية أو عدم شهرة الفنان.


    فراس كالوسية من مواليد دمشق 1977. ممثل ومخرج وكاتب، عمل في الإخراج وكتابة السيناريو، كتب وأخرج 4 مسرحيات، كما أخرج مجموعة من الـ «كليبات»الغنائية، وعمل في البرنامج التلفزيوني «الكاميرا الخفية».
    كتب في مجال الأدب، وله مجموعة قصصية بعنوان «إلى أن خلق الإنسان» وثانية لم تطبع بعد، بعنوان «أعمق من جرح»، وله مجموعة شعرية ستصدر قريباً، وأقام معرضاً في مجال التصوير الضوئي.

يعمل...
X