إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحقيقة من أجل لبنان والعالم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحقيقة من أجل لبنان والعالم

    الحقيقة من أجل لبنان والعالم
    استيقظت صباح يوم الاثنين 14/2/2005 ونشوة الإنشاد بالحلم مازالت تتدفق بأعماق نفسي، وعبق أنفاس الجماهير التي تشاركني بالإنشاد بالحلم ما تزال تتسرب إلى أحاسيسي ومشاعري ونحن ننشد جميعاً [طلع الفجر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعى لله داع]، استرجعت ذاكرتي تدريجياً بهدوء تلفه مشاعر النشوة، مشاهد هذا الحلم الجميل، لكنه استوقفني مشهد مؤلم يتجلى به الحلم قُتل فيه الممثل السوري [سعد الدين بقدونس] وقلت متعجباً:
    قتلوا هالمسكين!!. بينما الجماهير بقيت مستمرة بإنشادها وسرعان ما استدركت نفسي وتابعت الإنشاد معهم حتى استيقظت.
    والأمر اللافت أني تلقيت أنباء مفجعة عند الساعة الثانية بعد ظهر اليوم ذاته ببالغ الحزن والأسى، نشرتها محطات التلفزيون مفادها، أنهم قتلوا المغفور له المرحوم رفيق الحريري مع مجموعة من رفاقه.
    لكن هذا الحادث المفجع لم يثني المغفور له المرحوم رفيق الحريري رغم علو مقامه وارتفاع مكانته السياسية والاجتماعية وتواضع مكانتي الاجتماعية عن زيارتي صباح يوم الاثنين 28/2/2005 بالحلم أي بالرؤيا أو المنام، ومصاحبتي برحلة خاصة وكأنه ما يزال حي يعيش بيننا يقود سيارتنا سائق مجهول يشبه شخص بدوي يدعى...... وهو يسير بنا مسرعاً نحو جهة جنوبية متابعاً تفاصيل الطريق بنشاط وبراعة، بلهفة الحريص على سلامة الرحلة، ونباهة الحذر من عوارض الطريق.
    دفعني هاذين الحلمين أو هاتين الرؤيتين إلى مزيد من تأمل مساهمة الشهيد رفيق الحريري رحمه الله، المخلصة في بناء لبنان الحديث وإحسانه الذي انتشر في جميع ميادين الحياة اللبنانية، وأوقدت في نفسي شعلة إنسانية تعاظمت جذوتها لتشكل حافزاً متوهجاً لتحقيق مطلباً وطموحاً بذلت من أجله الجهود الشعبية والرسمية لا بل والدولية وبأشكال مختلفة تتمحور حول معرفة الحقيقة أي معرفة المجرمين الحقيقيين الذين قتلوا المرحوم رفيق الحريري؟!.
    خصوصاً بعد أن ترددت أصداء التساؤلات المحرجة والاتهامات اللامسؤولة التي صدع بها الحادث المفجع في عمق انعكاسات الحياة الشيطانية للدول الاستعمارية وانطلاق بعضها لاستغلال غضب الجماهير اللبنانية وسخطها كقوة هائجة لتنسف بها المجتمع اللبناني بأكمله وتصديع سورية التي تمثل قلعة الصمود العربية في المنطقة أو إضعافها أمام قواها الاستعمارية.
    وباتت الدول الاستعمارية تتابع الموضوع باهتمام بالغ ونشاط استعماري منقطع النظير للمتاجرة بهذا الحادث الأليم واستثماره بأكبر قدر استعماري ممكن والسير به نحو مزيد من الابتزاز للجماهير اللبنانية المخدوعة والمفجوعة وسلبهم هويتهم الثقافية الاجتماعية المميزة بالعروبة والدين العادل ودفعهم لاستبدالها بهويات أخرى تم اختيارها لهم بعناية ودقة فائقة ودفع الجماهير اللبنانية نحو مزيد من التمزق والتجزئة وتحويل لبنان وربما سورية معها إلى صندوق بريد تتبادل من خلاله مجموعة الدول الاستعمارية المتنافسة رسائلها السياسية والاقتصادية...إلخ.
    والمفارقة اللافتة أنها نجحت باستخدام بعض الشرائح اللبنانية كحصان طرواده للدخول بوساطته إلى قلب المجتمع السياسي اللبناني، وأكثر ما أخشاه الآن بعد هذا الزلزال المفجع من مد بحر أعداء شعبنا المفجوع الذين يتسترون بحرصهم المخادع وأن ينجحوا في طمس معالم الحقيقة وتحويل الاتهامات نحو الأبرياء بالرغم من توفر وسائل تطبيقية ثبت نجاحها منذ آلاف السنين مغلفة بظاهرة التواصل العقلي خارج حدود الحواس مع شخصيات انتقلت إلى صعيد آخر للحياة بعد أن توفاها الموت هنا على الأرض.
    مكنت هذه الظاهرة، إنسان الحضارات السابقة من رؤية ما لا يمكن رؤيته بالعين المجردة، وأن يسمع ما لا يمكن سماعه بالأذن العادية وهي حتى الآن مثار دهشة وإعجاب كل من لامس حقائق غابت عنه بحياة اليقظة على أرض الواقع، ليكتشفها بوساطة التواصل العقلي خارج حدود الحواس وتضيء له جوانبها، اعتمدت هذه التطبيقات الرموز الواضحة بالتعبير مع الحرص على عمق الدلالة للحقائق المطلوب معرفتها.
    وهي التي أبرزت طبيعة العلاقة الخفية بين عقل الإنسان الحي على الأرض وبين عقول الشخصيات التي توفاها الموت وباتت مجهولة الإقامة والمكان وقدمتها بصورتها الحقيقية من خلال تجلّي أطياف العديد من الشخصيات التي توفاها الموت بعقل الإنسان الحي خلال مرحلة النوم بوساطة الرؤية أو المنام أو الحلم وملامسته دقة معلوماتها بالدليل على أرض الواقع بحياة اليقظة.
    وهي كالمرآة السحرية تعكس في هندستها الخيالية التطبيقات العملية لعملية التواصل العقلي خارج حدود الحواس بين عقلين أحدهما ما يزال يعيش معنا على الأرض بينما الآخر انتقل إلى صعيد آخر للحياة بعد أن توفاه الموت وبات مجهول المكان والإقامة.
    الاحتكام للتجربة
    حتى تطمئن قلوبنا وتتيقن عقولنا من صحة التواصل العقلي خارج حدود الحواس وإدراك حقيقتها الخيالية، لابد من الاحتكام للتجربة هنا قد يجد القارئ صعوبة تطبيقية في تنفيذ هذه التجربة الميدانية على أرض الواقع خصوصاً إذا تعمد وبقصد تغيب حقيقة الحياة بعد الموت عن عقله وتفكيره لعدم يقينه بها، وانحيازه لقناعاته الخاصة التي ترسخت بعقله وتفكيره لتعكس قناعاته المادية وقصور وعيه الكوني ولكن فيما لو استطعنا تحقيق هذا التواصل العقلي خارج حدود الحواس واستطعنا التحدث مع أطياف شخصيات توفاها الموت منذ زمن بعيد وأفاضوا علينا بالمعلومات الغيبية الدقيقة والمواعظ الحسنة والنصائح المفيدة هل سيزول شبح الأوهام والارتياب عن مفهوم الحياة بعد الموت؟!
    وهل هذه التجربة الميدانية بالتواصل العقلي مع أطيافهم خصوصاً إذا كانت تلك الشخصيات ذات قدسية دينية ستجعلنا ندرك طبيعة الحياة بعد الموت وطبيعة التواصل مع قوى الملأ الأعلى الخفية في السماء؟!.
    وهل ستجعلنا ندرك حقيقة الرؤى أو الأحلام الإرادية كما هي عليه بالواقع وطبيعة المنبر الثقافي الطبيعي أي [العقل] الذي يقدم لنا نتائج المتواصل العقلي خارج حدود الحواس؟!.
    أم سنحتاج لإدراك منظومات علمية تخصصية دقيقة، وفهم روح القوانين العلمية التي ستتحكم بعمليات التواصل العقلي خارج حدود الحواس؟!
    للإجابة على هذه التساؤلات لابد من التعرف على نتائج أفرزتها تجربة الإنسان قديماً والاحتكام للتجربة في وقتنا الحالي، لا بل والعمل على تطويرها وإضاءة جوانبها المختلفة وبشكل علمي.
    آلية التطبيقات القديمة والتهيئة الذاتية للتجربة
    كان للإنسان القديم في الحضارات السابقة، عناية خاصة بهذه التطبيقات واهتمام كبير بهذه النوعية من الرؤى أو الأحلام الإرادية ضمن سياق استخدامه للرؤى أو الأحلام في الاستشفاء من الأمراض المستعصية أو في قراءة المستقبل أو في تصحيح سلوكه وأعماله.... إلخ.
    كان مثلاً يبدأ تحضيراته بتقديم القرابين ثم يتعطر بأنواع خاصة من العطور أو البخور ثم يحدد الأمر مراد بيانه وينتظر بعد ذلك النوم ليرى الرؤيا أو الحلم، التي تحمل في مضمونها تفاصيل البيان!.
    بينما أمر التواصل عقلياً مع شخصيات مقدسة مثل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يبدأ بتقديم القرابين أو الأضاحي وينتهي بالصلاة وتحديد الأمر أي موضوع النجوى بالدعاء بعد الصلاة أو الأمر الذي من أجله يطلب لقاء الرسول عليه الصلاة والسلام في الرؤيا أو الحلم. وهذا الأمر يتطلب مبادرة واعية ونية طيبة وإيمان راسخ بالله عز وجل وبشريعته السماوية ورغبة يلفها الشوق والحنين لهذا اللقاء مع تلك الشخصيات المقدسة والإصرار على طلب هذا اللقاء بعاطفة تقية ونقية من الغش والخداع والاستمرار في طلب هذا اللقاء بإلحاح الواثق من نفسه والمتيقن من عدالة مطلبه.
    التهيئة الذاتية للتواصل العقلي تجريبياً
    يبدأ الإنسان تحضيراته الخاصة بتقديم القرابين أو الأضاحي في مرحلة اليقظة ثم ينتقل إلى الصلاة سواءً كان هذا الإنسان يهودياً أو مسيحياً أو مسلماً ثم يحدد الأمر المراد بيانه من خلال دعائه لله عز وجل وأنبيائه الصالحين لمساعدته في تحقيق هذا اللقاء وبيان ما غاب عنه من الحقائق التي يطلبها، وعند اقتراب موعد النوم يستدرج أفكاره وتأملاته نحو الموضوع المراد بيانه بأكبر قدر ممكن من التركيز. ثم يستلقي على فراشه ويسترخي بعدئذ ينبغي أن يعزل نفسه حسياً وينقطع عن العالم الخارجي وذلك بإبعاد المنبهات الخارجية القوية كالأصوات القوية والضجيج أو الأضواء القوية...إلخ. ثم يسترخي متفحصاً جسمه لتحقيق استرخائه التام وتوازنه الحراري ويستدرج أفكاره وتأملاته ثانية نحو موضوع النجوى حتى يدخل في عالم النوم حيث يفترض أن يرى اللقاء مع الشخصية المقدسة والتحدث معها بالأمر المراد بيانه ولكن إذا أصبح واستيقظ من النوم ولم يرَ الحلم أو المنام أو الرؤية التي تتضمن معالم الحقيقة أو لم يتحقق له اللقاء المطلوب يكرر المحاولة في الليلة التالية... وهكذا حتى يتحقق له اللقاء المطلوب بالرؤية والتحدث إلى تلك الشخصية المقدسة لمعرفة الحقيقة.
    وهنا لابد من تحذير الأخ القارئ قبل اتخاذه قرار القبول أو الرفض لخوض هذه التجربة الجريئة من عدم استهتاره بنصائح الشخصيات التي يراها بالرؤية خصوصاً إذا كان يعرفها بحياة اليقظة وتطابقت أسمائها مع أسماء أحد الأنبياء الصالحين عليهم الصلاة والسلام، أو من إهمال تحذيراتها التي تشير إليها، يعود ذلك إلى طبيعة السلطة الممنوحة للأنبياء أو المرسلين ويمكن الآن لكل الأوفياء للمغفور له المرحوم رفيق الحريري ورفاقه بالشهادة أن يخوضوا بأنفسهم هذه التجربة الميدانية من أجل معرفة الحقيقة... ولا أدري إذا كانوا سيتبنوا هذه التجربة التواصلية أو يعتمدوا نتائجها رغم أنها ستغنيهم عن توظيف نماذج مختلفة من وسائل البحث وسيلمسون مساعدة أطياف أقاربهم الذين توفاهم الموت أو أطياف أحبائهم من الأولياء الصالحين الذين توفاهم الموت منذ زمن بعيد أو أطياف أحد الأنبياء أو المرسلين عليهم الصلاة والسلام أجمعين وسيجدهم متصلين معه بوساطة الرؤية أو الحلم، يمدون له يد العون والمساعدة في معرفة الحقيقة التي يطلبها. عندئذ سيجد نفسه وجهاً لوجه أمام اختبار جدّي أي بعد معرفته للحقيقة ولا أدري إذا كان صدره سيتسع لمثل هذه الحقيقة المؤلمة، أو سيتذكر حينها قصة أبناء آدم عليه السلام قابيل وهابيل، ولا أدري إذا كان قادراً على تجاوز المرحلة المعرفية الجديدة، دون انفعالات حادة أو بدون ارتكاب الحماقات المتهورة ولا أدري إذا كان قادراً على مقاومته للاستدراجات التي سيجره إليها الشيطان من غواية وتجميل وتزيين للأعمال الانتقامية.



    يا طالب الدبس الفرنسي كفاك الله شر العسل
    بعقول واعية مسلحة بالعلم والدين وقلوب مطمئنة محصنة بالقيم والأخلاق العربية، نستطيع أن نرى بوضوح تام مشهد الاهتمام الأمريكي والفرنسي الحديث بمنطقة سورية ولبنان الذي تطابق بمضمونه توجهات معاهدة سايكس بيكو التي تقاسم بموجبها الإنكليز والفرنسيين النفوذ الاستعماري على كامل الأراضي العربية، لا بل نتجاوز هذا الاهتمام الحديث مضمون المعاهدة المذكورة لدرجة أنه سيجعل السياسيين العرب في سورية ولبنان يترحمون على معاهدة سايكس بيكو!!.
    ونستطيع أن نسترجع بوضوح تام من الذاكرة التاريخية لسورية ولبنان كرم فرنسا الفائق بدبسها الأسود وعطائها الذي انتشر في جميع ميادين الحياة اللبنانية والسورية، خصوصاً كرم الجنرال غورو قائد القوات الفرنسية التي حضرت لتنفيذ معاهدة سايكس بيكو الاستعمارية الذي أغدق بدبسه الأسود بمعركة ميسلون على السوريين، ثم مضى مسرعاً بعد دخوله إلى مدينة دمشق يبحث عن ضريح القائد العربي [صلاح الدين الأيوبي] ليصب عليه دبسه الأسود وينثر عبق أنفاس فرنسا حول ضريحه رحمه الله، وحين وصل إليه خاطبه قائلاً: ها عدنا ثانية يا صلاح الدين، لكن الأمر اللافت الآن أن عبق أنفاس الأمريكان والفرنسيين بدأ يتسرب إلى اللبنانيين والسوريين معاً وأصداء أنفاسهم تتموج في كل الأرجاء اللبنانية والسورية، ويبدو أنهم نجحوا فعلاً بتأثير أنفاسهم السحرية على استخدام العديد من الشخصيات اللبنانية بالشكل الخارجي والأمريكية أو الفرنسية بالمضمون لإعادة النفوذ الفرنسي إلى سورية ولبنان وبمباركة أمريكية وأوربية وكأن سورية ولبنان مزرعتان سلبت ملكيتهما من فرنسا وأتى هذا الاهتمام لاستعادة تلك المزرعتان لأصحابها الذين حصلوا على ملكيتها بموجب معاهدة سايكس بيكو خصوصاً بعد الحادث المفجع الذي استشهد فيه رفيق الحريري ومعه مجموعة من رفاقه بالدبس الفرنسي الأسود والعسل الأمريكي المصفى.
    وانطلاق كل من أمريكا وفرنسا لاستغلال غضب الجماهير اللبنانية وسخط الجماهير السورية، كقوة هائجة لتنسف بها المجتمع اللبناني وتصديع سوريا التي تمثل قلعة الصمود العربية بمزيد من الدبس الفرنسي والعسل الأمريكي ولا أدري إذا كنت إسرائيل ستتكرم معهما بقليل من دبسها أو عسلها لكل من الشعبين السوري واللبناني ؟! وأكثر ما أخشاه الآن أن ينجحوا بإعادة النفوذ الفرنسي على منطقة سوريا ولبنان مثلما نجحوا في إعادة النفوذ الإنكليزي على أرض العراق وشعبه بوساطة الدبس الإنكليزي والعسل الأمريكي المصفى. وكأنها اندرجت في إعادة المزرعة العراقية لأصحابها الإنكليز !!! وهما الآن يعبثان بالشعب العراقي وأرضه بطريقة انتقامية ملئها الدبس الإنكليزي والعسل الأمريكي.
    وما نراه الآن على شاشات التلفزة يغنينا عن الكلام في كيفية سماع أنباء الاستعادة الإنكليزية لنفوذها الاستعماري من جديد بالدبس الإنكليزي والعسل الأمريكي، مع البعد عن المكان ونقلها إلينا لأحداث جني محاصيل الدبس الإنكليزي والعسل الأمريكي من المزرعة العراقية، لاسيما أن فرنسا قد بدأت فعلاً بجني محصولها من الدبس في المزرعة اللبنانية بإشراف ومبادرة أمريكية والتحضير لجني محاصيلها من المزرعة السورية، بينما أمريكا مازالت متريثة في جني محاصيلها من سوريا ولبنان، ربما تريثها وانتظارها كان لجني محاصيل أكثر جودة وأكبر كمية، ربما كانت أمريكا وفرنسا تتحرقان شوقاً لإعادة النفوذ الفرنسي على المزرعتين السورية واللبنانية كي يتسنى لكل منهما جني محاصيله التي يتمناها وربما شعرتا خطراً خفياً وتسعى كل منهما لبيان مصدره وإزالته وإن كنت أرجح أنهما يبذلان الجهود الخفية والعلنية لاستبدال الهويات الثقافية الاجتماعية المميزة بالعروبة والدين العادل بهويات ثقافية اجتماعية مميزة ظاهرياً بالعروبة لكل اللبنانيين والسوريين بينما المضمون ينطوي على ثقافات فرنسية أو أمريكية وربما إسرائيلية.

    يبدو أن رسالة سماوية جديدة، بدأت تظهر إلى الوجود، لاحت بوادرها منذ سنوات قليلة، تجلت بمجموعة رؤى أو أحلام بعقول العديد من الشخصيات السورية المعاصرة، أنذرت بقدوم أحداث مأساوية وكوارث مدمرة باتجاه العديد من المناطق العربية، ستجعل السياسيين العرب المسلمين وغير المسلمين على امتداد الوطن العربي خصوصاً في مناطق العراق وسوريا ولبنان، يترحمون على معاهدة سايكس بيكو التي أبرمها مارك سايكس الإنليزي مع جورج بيكو /1916م/ وتقاسمها بموجب هذه المعاهدة [ النفوذ الاستعماري ] بيت فرنسا وبريطانيا على المنطقة العربية، وكأن الرسالة السماوية الجديدة أتت لتستكمل مرحلة جديدة من مراحل الحياة والتاريخ البشري، باقتلاع الأنظمة الفكرية والتوجهات السلوكية المتعرضة مع الشريعة السماوية التي تردد ذكرها في الكتب السماوية الثلاثة، وخصوصاً القرآن الكريم، من عقول أهل القبائل والعشائر والشعوب المنتشرة على هذه الأراضي، ونستطيع الآن بعقول واعية مسلحة بالعلم والدين وقلوب مطمئنة محصنة بمنظومة القيم السماوية، أن نرى بوضوح تام مشهد الاهتمام الأمريكي والإنكليزي الحديث بمنطقة العراق والأحداث المأساوية والكوارث الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي قدمتها القوات الأمريكية والإنكليزية للشعب العراقي، والاهتمام الأمريكي والفرنسي الحديث بمنطقة سوريا ولبنان الذي تطابق بمضمونه مع توجهات معاهدة سايكس بيكو، ونستطيع أيضاً أن نسترجع بوضوح ناصع من الذاكرة التاريخية لسوريا ولبنان الأحداث المأساوية والكوارث البشرية التي قدمتها القوات الفرنسية للشعبين السوري واللبناني حين حضرت قواتها لتنفيذ معاهدة سايكس بيكو وطبيعة الأحداث المأساوية والكوارث المدمرة التي يتوقع أن تقدمها للشعبين السوري واللبناني، خصوصاً بعد أن ترددت أصداء التنبؤات المأساوية والكوارث التي صدعت بها تلك الرؤى أو الأحلام في عمق الحياة الاجتماعية والفكرية والدينية والسياسية لكل من الشعوب العراقية والسورية واللبنانية.
    والأمر اللافت أنني انطلقت مسرعاً منذ إطلالة هذه الرسالة السماوية في إبلاغ تحذيراتها وإنذاراتها سعياً إلى تجنب الأحداث المأساوية قبل وقوعها أو حتى لا تفسر تلك التنبؤات على غير حقيقتها، لكن المفارقة اللافتة أن هذا البلاغ أو هذه الدعوة لم تحظى بأي تقدير أو اهتمام عند العديد من المفكرين بالعلم والدين، وفوجئت باستهتار بعضهم وغموضهم العلمي والفكري والديني، وتحفظ بعضهم الآخر على تلك التنبؤات بسخافات ومغالطات مثيرة للدهشة، وأبدوا تخوفهم من الدخول في عالم الغيبيات لأن الرؤى أو الأحلام تطل إلينا بأمور غيبية لا يعلمها إلا الله وحده، وأثاروا ضجة بأن علم الغيب لا يثبت إلا بوحي من الله إلى رسله والوحي على حد زعمهم قد انقطع بموت الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، والمفارقة اللافتة أنهم ما يزالوا يتلطون خلف فرضيات واهمة بدعوى أنها علمية أو أحاديث مضللة بدعوى أنها أحاديث نبوية شريفة، لتقيد الرسالة السماوية، يرسم من حيث السلوك العلمي والديني أوسع غزو ثقافي مضلل لأبعاد أهم فائدة من الرؤى أو الأحلام وهي صون السلوك البشري من الخطأ في تقوى الله سبحانه وتعالى، وكأني بقائلٍ يقول: لا أظن بتلك الرؤى أو الأحلام وتنبؤاتها المأساوية إلاّ هلوسة فاضت عن عقولٍ أعياها المرض أو شعوذة قام بتسويقها بعض المحتالين المنحرفين أو خداعاً نفسياً حقق لأصحابها رغبات عجزوا عنها في الحياة الواقعية.
    ألا وأن تلك الرؤى أو الأحلام بتنبؤاتها وتحذيراتها، ما هي إلاّ نعمة فاضلة أفصح الله سبحانه وتعالى بوساطتها عن أحكامه العادلة وكشف عن نوع الكوارث القادمة والأحداث المؤلمة قبل أوانها وأبقى باب الاختيار أمام الجميع مفتوحاً فإما الالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى بصدق وإيمان وخشوع، أو التراجع عن الأعمال التي لا ترضيه أو التمادي في مفاتن الدنيا ومواجهتهم الحتمية أو الإجبارية بعجزهم المأساوي لتلك التنبؤات ألا تستدعي هذه التنبؤات أن يتوقف عندها السوريون واللبنانيون مجدداً؟!
    طالما انكشفت أجزائها الأولى على أرض العراق وشعبه ولاحت في الأفق بوادر الأحداث المؤلمة والكوارث المدمّرة في سورية ولبنان أي بوادر الأجزاء التي نعوذ بالله من حدوثها إذا وقعت؟!!
    ألا تستدعي هذه التنبؤات أن نفتح عيوننا وقلوبنا إلى نور الله العظيم الذي حجبه إنسلاخنا من آيات الله الحسنى بعد إذ أتتنا وأتبعنا الشياطين الذين لا ينفكوا اليوم يدلوا بمنجزاتهم العلمية ومخترعاتهم الحربية المدهشة، ويقبلون بشغف منقطع النظير على تهديدنا بها، واستعمار بلادنا بقوتها وليس لهم هم سوى أن يكونوا شياطين البشرية؟!!
    أم نستمر في ضعفنا وضلالتنا ونحسب أو نوهم أنفسنا بأننا مهتدون ونبقى مهددين بغضب الله عز وجل وسخط ملائكة السماء وتسلط شياطين الأرض نعوذ بالله منهم؟!
    وهل من المصادفات أن يقتلع الله عز وجل أو يدمر أصحاب القيم والأفكار والاتجاهات المتعارضة مع شريعته ومقاصد حكمته، في كل مرحلة من مراحل التاريخ البشري بالحروب أو بالزلازل أو بالطوفان أو بالأمراض...إلخ.
    وكأني هنا بسائل يسأل: كيف ستنتهي إليها الأمور بعد تلك التنبؤات؟! وماذا نستطيع أن نفعل لمواجهة هذا الطغيان العالمي الكبير ونحن مجرد سمكة صغيرة تسبح في محيط كبير؟! فأقول: إن كنتم تحبون لله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم، فالاجتهادات والآراء كثيرة ولا يوجد شيء نهائي ولكن من المؤكد أننا مطالبون ببذل جهود ذاتية سريعة على المستوى الفردي وعلى المستوى الجماعي من أجل درء الخطر القادم كالطوفان وأن نباشر بعمل يهز أركان القيم والأفكار والتوجهات السلوكية المتعارضة مع الشريعة السماوية، لعل الله سبحانه وتعالى يغفر لنا ما قد سلف.


يعمل...
X