تويت
تمهــيد
كان إنساناً بالمعنى الحقيقي للكلمة ، ولم يعرفه إنسان إلا وأحبه ، أحب فيه الروح الشابة الحية ،
التي تتمثل في الجرأة ، والصدق ، وفي المزايا الإنسانية الكبيرة التي تحس بأنها تنبع من نفس رضية ، ومنت سلوك إنساني رفيع .
وكان دائم البسمة ، تتعالى ضحكته فوراً ، ولهذا كان له حضور الإنسان الذي لاينسى ،
وكيف يمكن أن ننساه وهو الذي ملأ بضحكته حياتنا ، وأضاف إلى رسومه من نفسه ما حول الرسوم الضاحكة ،
إلى أعمال فنية ، تجمع بين اللغة الفنية البسيطة ، وبين التعبير المتميز ، وبين الجرأة في طرح المشكلة أو المفارقة ،
وبين الأسلوب الفني الضروري لهذه المفارقة لتتحول من مجرد ( لقطة ضاحكة ، إلى ( لقطة فنية ضاحكة ) ،
ومن مجرد مفارقة حياتية ، إلى تلاعب
بالرسوم والأشكال ، وتغريب في التشكيل ، وتحوير مفاجئ ، يقف المشاهد أمامه للحظة ثم يحس بغمق ( النكتة ) ،
وأسلوبها الخاص ، وهكذا تمكن خلال سنوات قليلة ، خمس سنوات فقط ، من أن ينتقل من مجرد رسام ( هاو )
إلى فنان له أسلوبه الشخصي ، وله حضوره في دنيا الفن .
ولهذا كان غيابه عن دنيانا مفاجئة كبيرة لأننا كنا قد وضعنا ثقتنا في إمكاناته الفنية وفي قدرته على مجابهة كل
المشاكل التي تعترضه بروح سمحة وبإمكانات جسدية متميزة تعطيه الفرصة الأكبر ليعيش ويستمتع بحياته
ويغني حياتنا بما يقدمه من تجارب ومن أعمال .
وهكذا خسرنا فيه إنساناً وفنان وخسرت فيه بلدنا وجهاً مشرقاً، وإمكانات هائلة ودوماً نحس بهول المأساة
حين يفاجئنا القدر بانتزاع إمكانية كنا نعلق عليها الآمال وقدرة كنا نثق بما تحمله لنا من عطاء كبير
لقد بدأ عزيز علي من رسوم بسيطة تلتقط مفارقة يومية في حياتنا ، أي من التقاط المفارقة الواقعية يحولها إلى رسم
، وأضاف إليها – بعد فترة – عملية تحوير فني وعملية خلق جديد لها يعتمد على الخيال ، وعلى عمق الإحساس بكيفية إيجاد الكاريكاتير
، وابتكار المشهد المضحك ، إذ لم يكن هذا المشهد واقعياً وحاول بعد ذلك أن يربط بين المفارقة الواقعية ، والمفارقة المبتكرة
من الخيال ، وجعل الخيال يعكس الواقع ، لحلول كثيرة عن طريق التحوير الفني ، ليوصلنا إلى المعنى أو المضمون الذي تبحث عنه اللقطة أو المفارقة المخلوقة .
تطورت تجاربهم تأخذ من الواقع تارة ، ومن الخيال أخرى يجمع بين الاثنين بقدرة على الخلق كبيرة وأضاف
في تلك الفترة تجارب هامة قطعت أشواطاً بعيدة حين أكتشف شخصية الإنسان البسيط الفقير ،
الذي كرره في رسوم كثيرة ، ورمز به إلى ابن الشعب الفقير ، الذي نحس بأنه يعاني من إنسان
آخر يضع نظارة على عينيه ليخفي نفسه ، ومن عملية المقارنة والمفارقة قدم لنا التناقض الهائل
بين الإنسان البسيط وبين من يستغله ، وهكذا جسدت هذه الرسوم وعياً هاماً جديداً أضاف
ليعمل ( عزيز علي ) ما يمكن اعتباره خطوة متطورة على طريق البحث عن الشخصية الفنية الخاصة ،
وقدم تجارب عديدة في هذا المجال ، تعتبر من أفضل ما قدمه في مجال الرسم الكاريكاتيري .
وفي معرضه الأخير الذي نظمه عام 1980 في المركز الثقافي العربي في دمشق تحت عنوان
( خيانة السادات . وأخطار معسكر داوود ) ، يقدم لنا صيغة جديدة للتعامل مع الكاريكاتير السياسي ،
وهذه الصيغة تكشف عن مدى تطور فنه ومدى تفاعله مع الأحداث التي كنا نعيشها ،
إن ( عزيز علي ) يقدم لنا الفن المتميز بقضايا أمته المصيرية فهو يكشف لنا مدى التناقض الذي وقع فيه
( أور السادات ) ليؤكد لنا عبر الرسم الموجه أن ثمة مفارقة سياسية كبيرة قد حدثت وإن شيئاً هاماً
جديداً يحمله لنا رسم الكاريكاتير ، إن رسم مضحك في بداياته يعتمد المفارقة ،
لكنه حين يطرح القضايا المصيرية الإنسانية و السياسية والاجتماعية فهو أكثر قدرة على التوجيه ،
ونقل الموقف الإنساني للمشاهد لتوعيته وتوجيهه وتحريضه للتنبه إلى الأخطار المحدقة به ولهذا فقد وصل
( عزيز علي ) على مرحلة متطورة من التعبير حين جمع الموقف التناقض والتوجيه والتحريض وهكذا
وصل إلى مرحلة العطاء الهامة في حياته كفنان كاريكاتيري راحل .
وهكذا فقدناه في لحظة من لحظات العطاء الأصيل و الذي بلغ الفنان فيه مرحلة المسؤولية والقدرة على التوجيه والتأصيل لإنتاجه .
..وهذا يكشف لنا عن عمق المأساة التي حصلت حين فقدناه.
كان إنساناً بالمعنى الحقيقي للكلمة ، ولم يعرفه إنسان إلا وأحبه ، أحب فيه الروح الشابة الحية ،
التي تتمثل في الجرأة ، والصدق ، وفي المزايا الإنسانية الكبيرة التي تحس بأنها تنبع من نفس رضية ، ومنت سلوك إنساني رفيع .
وكان دائم البسمة ، تتعالى ضحكته فوراً ، ولهذا كان له حضور الإنسان الذي لاينسى ،
وكيف يمكن أن ننساه وهو الذي ملأ بضحكته حياتنا ، وأضاف إلى رسومه من نفسه ما حول الرسوم الضاحكة ،
إلى أعمال فنية ، تجمع بين اللغة الفنية البسيطة ، وبين التعبير المتميز ، وبين الجرأة في طرح المشكلة أو المفارقة ،
وبين الأسلوب الفني الضروري لهذه المفارقة لتتحول من مجرد ( لقطة ضاحكة ، إلى ( لقطة فنية ضاحكة ) ،
ومن مجرد مفارقة حياتية ، إلى تلاعب
بالرسوم والأشكال ، وتغريب في التشكيل ، وتحوير مفاجئ ، يقف المشاهد أمامه للحظة ثم يحس بغمق ( النكتة ) ،
وأسلوبها الخاص ، وهكذا تمكن خلال سنوات قليلة ، خمس سنوات فقط ، من أن ينتقل من مجرد رسام ( هاو )
إلى فنان له أسلوبه الشخصي ، وله حضوره في دنيا الفن .
ولهذا كان غيابه عن دنيانا مفاجئة كبيرة لأننا كنا قد وضعنا ثقتنا في إمكاناته الفنية وفي قدرته على مجابهة كل
المشاكل التي تعترضه بروح سمحة وبإمكانات جسدية متميزة تعطيه الفرصة الأكبر ليعيش ويستمتع بحياته
ويغني حياتنا بما يقدمه من تجارب ومن أعمال .
وهكذا خسرنا فيه إنساناً وفنان وخسرت فيه بلدنا وجهاً مشرقاً، وإمكانات هائلة ودوماً نحس بهول المأساة
حين يفاجئنا القدر بانتزاع إمكانية كنا نعلق عليها الآمال وقدرة كنا نثق بما تحمله لنا من عطاء كبير
لقد بدأ عزيز علي من رسوم بسيطة تلتقط مفارقة يومية في حياتنا ، أي من التقاط المفارقة الواقعية يحولها إلى رسم
، وأضاف إليها – بعد فترة – عملية تحوير فني وعملية خلق جديد لها يعتمد على الخيال ، وعلى عمق الإحساس بكيفية إيجاد الكاريكاتير
، وابتكار المشهد المضحك ، إذ لم يكن هذا المشهد واقعياً وحاول بعد ذلك أن يربط بين المفارقة الواقعية ، والمفارقة المبتكرة
من الخيال ، وجعل الخيال يعكس الواقع ، لحلول كثيرة عن طريق التحوير الفني ، ليوصلنا إلى المعنى أو المضمون الذي تبحث عنه اللقطة أو المفارقة المخلوقة .
تطورت تجاربهم تأخذ من الواقع تارة ، ومن الخيال أخرى يجمع بين الاثنين بقدرة على الخلق كبيرة وأضاف
في تلك الفترة تجارب هامة قطعت أشواطاً بعيدة حين أكتشف شخصية الإنسان البسيط الفقير ،
الذي كرره في رسوم كثيرة ، ورمز به إلى ابن الشعب الفقير ، الذي نحس بأنه يعاني من إنسان
آخر يضع نظارة على عينيه ليخفي نفسه ، ومن عملية المقارنة والمفارقة قدم لنا التناقض الهائل
بين الإنسان البسيط وبين من يستغله ، وهكذا جسدت هذه الرسوم وعياً هاماً جديداً أضاف
ليعمل ( عزيز علي ) ما يمكن اعتباره خطوة متطورة على طريق البحث عن الشخصية الفنية الخاصة ،
وقدم تجارب عديدة في هذا المجال ، تعتبر من أفضل ما قدمه في مجال الرسم الكاريكاتيري .
وفي معرضه الأخير الذي نظمه عام 1980 في المركز الثقافي العربي في دمشق تحت عنوان
( خيانة السادات . وأخطار معسكر داوود ) ، يقدم لنا صيغة جديدة للتعامل مع الكاريكاتير السياسي ،
وهذه الصيغة تكشف عن مدى تطور فنه ومدى تفاعله مع الأحداث التي كنا نعيشها ،
إن ( عزيز علي ) يقدم لنا الفن المتميز بقضايا أمته المصيرية فهو يكشف لنا مدى التناقض الذي وقع فيه
( أور السادات ) ليؤكد لنا عبر الرسم الموجه أن ثمة مفارقة سياسية كبيرة قد حدثت وإن شيئاً هاماً
جديداً يحمله لنا رسم الكاريكاتير ، إن رسم مضحك في بداياته يعتمد المفارقة ،
لكنه حين يطرح القضايا المصيرية الإنسانية و السياسية والاجتماعية فهو أكثر قدرة على التوجيه ،
ونقل الموقف الإنساني للمشاهد لتوعيته وتوجيهه وتحريضه للتنبه إلى الأخطار المحدقة به ولهذا فقد وصل
( عزيز علي ) على مرحلة متطورة من التعبير حين جمع الموقف التناقض والتوجيه والتحريض وهكذا
وصل إلى مرحلة العطاء الهامة في حياته كفنان كاريكاتيري راحل .
وهكذا فقدناه في لحظة من لحظات العطاء الأصيل و الذي بلغ الفنان فيه مرحلة المسؤولية والقدرة على التوجيه والتأصيل لإنتاجه .
..وهذا يكشف لنا عن عمق المأساة التي حصلت حين فقدناه.