إن أجمل ما يوفره العمل الإعلامي هو تلك اللحظات التي يستطيع فيها المحاور أن يترك ضيفه يتحدث عن ذكرياته بحب كبير كأنها أحلامه .
هذا الغنى الكبير الذي يُكسبه الصمت أمام شخصية كبيرة مثل الأستاذ سليم عماري تزيد كمية المتعة في عملك والمتعة هي الشرط الأهم للاستمرار في أي عمل .
سليم عماري إحدى أهم قامات النقد الموسيقي في مدينة حمص .
عشقه للموسيقار محمد عبد الوهاب وضعه على قمة الهرم الموسيقي فمن يعشق عبد الوهاب ويدخل في أدق التفاصيل الموسيقية لديه لابد أنه طبع بطابع العظماء .
يتحدث الأستاذ سمير عماري عن بدايته مع الموسيقا وعشق عبد الوهاب فيقول :
أنا من عائلة غنائية وكان عندي أخ اسمه خليل هو أجمل صوت في العائلة . كنا نأتي بالاسطوانات ونسمعها على آلة تدعى الفونغراف وكانت اغلب الاسطوانات لعبد الوهاب وأم كلثوم كنت أجلس مع أخي ونحفظ الأغاني 1947 وحفظ باللاشعور لدي أغنيتين لعبد الوهاب وهما حيران و"مضناك جفاه ".
ويتابع الأستاذ سليم عن علاقته بعبد الوهاب التي كانت محور حديثنا فيقول :
في بادية الخمسينات صرت أتابع أفلام عبد الوهاب في سينما الفردوس بحمص وسينما الفاروق كنت أحضر ثلاث حفلات يوميا وأصرف ربع ليرة كاملة يوميا كي أحفظ أغاني عبد الوهاب .
وفي عام 1959 انتسب الاستاذ سليم لنادي دار الالحان حايا يدعى در الفنون وكان بشكل حالة من المنافسة مع نادي دوحة الميماس الشهير في حمص في الغناء وكانت أغلب الاندية تغني الموشحات ةالادوار ولم يكن أحد يتصدة للغناء لعبد الوهاب بسبب صعوبة أغانيه عام 1962 تأسس نادي الخيام وكان الأستاذ سليم عضو مؤازر فيه وغنى لأول مرة إفرادي لعبد الوهاب على عدد من مسارح حمص بين عامي 1963 و65 .
عن هذه الفترة تحدث الاستاذ سليم :
أنا لست مغنيا لكن عشقي لعبد الوهاب جعلني أقدم أغانيه للجمهور فقدمنا اغاني تدعى بالطقطوقة مثل إمتى الزمان وعندما يأتي المساء وحسدوني .
ولا اأخفيك أنني لم يكن يقترب أحدنا من أداء الموسيقار عبد الوهاب إلا في 5% فقط وكان ذلك براي الخبراء انجازا عظيما .
عام 1962 اتجه الأستاذ سليم إلىالصحافة فكتب عددا من المقالات الصحفية الموسيقية وأجرى العديد من المقابلات مع موسيقين مشهورين مثل محمد خيري ووديع الصافي وصفوان بهلوان .
وفي نفس الحقبة الزمنية أي بداية الستينات اكتشف الأستاذ سليم بداخله موهبة لالرسم وكان يرسم اعلانات من افلام من اجل كسب لقمة العيش على حد تعبيره لكنه اتجه فيما بعد إلى رسم اللحوات التعبيرية والتي وجدنا قسم منها موزع في منزلهوقسم كبير اهداه الى اصدقاءه يقول الستاذ سليم عن الرسم :
الرسم موهبة لا تستطيم تعليمهالأحد وأنا تعلمت إلى جانبهاالخط لأن الرسام يمكن أنيتعلم الخط لكن الخطاط ليس بالضرورة أن يتعلم الرسم والخط ميول أما الرسم فموهبة .