إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرسامة ( ميرنا الراهب ) الرائد في فن الأيقونات بحمص

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرسامة ( ميرنا الراهب ) الرائد في فن الأيقونات بحمص

    "ميرنا الراهب"
    الرسامة الأولى والوحيدة للأيقونات "بحمص"

    كنان متري

    طبيبة أسنان ناجحة ومتميزة بعملها، لم يقتصر نجاحها على الطب وحده، فقد احترفت أيضاً فناً له خصوصيته، وأصبحت أول فتاة ترسم الأيقونات بمحافظة "حمص".

    إنها الطبيبة الرسامة "ميرنا الراهب" التي التقاها موقع eHoms بتاريخ 17/8/2011 وأجرى معها الحوار التالي:

    * كيف نشأت موهبتك الفنية؟


    ** «بالبداية وأثناء فترة الدراسة الإعدادية والثانوية كنت أهوى رسم الوجوه "البورتريه" بالرصاص والفحم، ولقيت تشجيعاً من أسرتي التي تهوى الفنون وخاصة الرسم، وتشجيعاً من أساتذتي في المدرسة فشاركت في العديد من المعارض المدرسية وفي مسابقات الرواد الشباب ضمن فترة دراستي، لكنني في الثالث الثانوي انقطعت عن هذه الهواية والتفت لدراستي وبعد نجاحي في الثانوية دخلت كلية طب الأسنان في "جامعة البعث" وبعد تخرجي في الكلية اهتممت بعملي وعيادتي».

    * ماذا عن بدايات اهتمامك بفن رسم الأيقونة؟

    ** «بعد مدة خمس سنوات من العمل شعرت بأن عيادتي ازدهرت، وصادف أنني رأيت أيقونة كنسية أثرت في نفسي كثيراً، ونبهتني لفن رسم الأيقونات، فصرت أسأل وأتعرف على هذا الفن ومنذ عام 2000 بدأت الاهتمام بفن رسم الأيقونات من خلال المراجع العربية والأجنبية ومن خلال اختيار أيقونات معينة ومحاولة تقليدها ورسمها.
    واتبعت دورة بسيطة في رسم الأيقونات على يد الأب "جابر ليوس"، ومن ثم تابعت معه بشكل شخصي كمشرف على رسوماتي وقد أفادني بالكثير من الملاحظات والتوجيهات في فن رسم الأيقونة وأشرف على العديد من أعمالي رغم انشغالاته الكثيرة إلى أن سافر خارج سورية وبالتالي تابعت الرسم بشكل ذاتي».

    * ما الأسباب التي دعتك للانتقال من مرحلة الهواية إلى مرحلة الاحتراف في فن رسم الأيقونة؟


    ** «حين بدأ الناس يرون الأيقونات التي أرسمها ويعجبون بها صاروا يطلبون اقتناءها في منازلهم، وهذا الأمر شجعني وأشعرني بأن أعمالي مرغوب بها، ما جعلني أفكر باحتراف رسم الأيقونات وأتعمق أكثر في دراسة أصول هذا الفن».

    * ما الذي يميز رسم الأيقونات عن غيره من فنون الرسم، وما سبب ندرة رسامات الأيقونات الفتيات؟

    ** «يعتبر رسم الأيقونات من أصعب الأعمال الفنية الإنسانية، فهو بحاجة إلى جهد كبير وصبر وتأنٍ، كما يحتاج إلى قوة بدنية كبيرة، لكنني بالتدريب

    "ميرنا الراهب" وأيقونتها الفريدة للقديس "اليان الحمصي"
    والإرادة استطعت تجاوز هذه العقبة، إضافة إلى أن هذا العمل الفني مكلف جداً من الناحية المادية من حيث الأدوات المستخدمة، والمطلوب أيضاً من رسام الأيقونات الالتزام بخط روحي محدد له خصوصيته».

    * ماذا تحدثيننا عن أيقونة "مار اليان الحمصي" التي رسمتها والتي حققت شهرة واسعة؟


    ** «أيقونة القديس "إليان" أعتبرها بصمة فنية هامة في حياتي، أنجزتها عام 2007 بطلب من "مطرانية الروم الأرثوذكس" "بحمص"، وبقيت عليها عاماً كاملاً حتى أنجزتها، هي عمل يعد الأول من نوعه عالمياً، لأنها تصوّر القديس "اليان الحمصي" بهيئة الطبيب لأول مرة بعيداً عن هيئة المحارب التي اعتاد عليها المؤمنون في مدينة "حمص"، وفيها يظهر القديس بلباس روماني يتناسب مع الفترة التي عاش فيها في أواخر القرن الثالث وبداية القرن الرابع.
    وهذه الأيقونة رسمتها بأبعاد 165 سم× 110 سم، حيث تحيط بصورة القديس سبعة مشاهد تمثل مراحل حياته، وتتخللها عشرين شخصية جديدة، فهي أيقونة جديدة غير منسوخة، وهي معلقة اليوم في صالة "مطرانية الروم الأرثوذكس" "بحمص"».

    * ما المعارض التي أقمتها بعد احترافك فن رسم الأيقونة؟

    ** «في عام 2009 أقمت معرضاً لبعض أعمالي في "دير الآباء اليسوعيين" بحمص ضمن التظاهرة الثقافية السنوية "منمنمات ثقافية".
    وفي عام 2010 أقمت معرضاً في صالة الكنيسة المارونية "بحمص" ضمن احتفالية اليوبيل المئوي السادس عشر لوفاة القديس "مارون" الذي انطلق بتبشيره من سورية، وزار المعرض أناس من مختلف أطياف المجتمع استحوذ على إعجابهم.
    وإلى اليوم تم اقتناء حوالي مئة أيقونة من أيقوناتي لأناس في سورية وفي دول فرنسا وبلجيكا ولبنان والإمارات وكندا، ومنها تم اقتناؤها لكنائس وأذكر منها في مدينة "حمص" أيقونات في كنيسة "البشارة" وفي كنيسة القديس "رومانوس المرنم"».

    * وماذا عن خوضك مؤخراً غمار فن جديد هو الرسم على الزجاج؟

    ** «بعد معرضي الثاني وفي العام 2010 بدأت العمل بفن "الزجاج المعشّق بالرصاص"، إضافة إلى الرسم على الزجاج مع حرق الألوان بأفران عالية الحرارة.

    وأعتبر أن القدر

    خلال إنجازها إحدى النوافذ
    الملونة للكنيسة الأثرية "بفيروزة"

    الفني وضعني في هذا الطريق، فقد طلب مني أن أشتغل نوافذ لكنيسة العذراء الأثرية في قرية "فيروزة"، وبالفعل أنجزت ثلاثة نوافذ تعتبر الأولى من نوعها في "حمص"، حيث إن هذا الفن كفن كنسي لم يعمل فيه بعد في "حمص"، وهو عبارة عن فن ضوئي يعتمد على مرور الضوء من خلال الزجاج لتُرى جمالية القطعة، من خلال مشاهد مركبة من الزجاج الملون التي يربط بينها الرصاص، ويتطلب هذا العمل جهداً كبيراً وكلفة مادية بالإضافة إلى الحس الفني العالي».

    * كيف تستطيعين أن تربطي بين مهنتك كطبيبة وبين فن الرسم؟

    ** «أحب المجالين ولا أستطيع أن أفصل "ميرنا" الطبيبة عن "ميرنا" الرسامة، فقد ارتبط العملان باسمي، وبات الناس يعرفونني الطبيبة والرسامة بنفس الوقت».

    * ماذا قدم لك فن رسم الأيقونات على المستوى الشخصي؟


    ** «لقد أعطاني الله موهبة ميزتني عن الآخرين، هذه الموهبة جعلتني أتذوق طعم نجاح لم يذقه غيري، وبقدر ما أكتسب من مهارة في هذا الفن أشعر بالسعادة، وشعور التميز هذا ليس للتعالي على الآخرين بل يجعلني أقترب أكثر من الناس.

    وكرسامة للأيقونات أشعر شخصياً بأن لدي واسطة سماوية، وأشعر بأن الله معي ويحميني في كل خطوة أخطوها، وحين أرسم أيقونة لقديس معين أشعر وكأن علاقة محبة نشأت بيني وبينه وأنه قد شكرني على هذا العمل ويتشفع لي لدى الله».

    * ما آخر أعمالك الفنية وما المشاريع التي تفكرين بالعمل عليها؟

    ** «انتهيت مؤخراً من إنجاز مجموعة من الأيقونات بطلب من رئاسة دير "مار موسى الحبشي" في "النبك"، وحالياً أفكر أن أتابع في مجال الرسم على الزجاج، وأعد العدة ليكون لدي ورشة لحرق الألوان على الزجاج، كما أفكر بالتحضير لمعرض قريب لعرض بعض الأعمال من أيقونات ورسم على الزجاج».

    وللتعرف على رأي بعض المطلعين على أعمال الرسامة "ميرنا الراهب" التقينا الباحث التاريخي والآثاري المهندس "ملاتيوس جغنون" فتحدث قائلاً: «تحاول رسامة الأيقونات الدكتورة "ميرنا الراهب" أن تنأى بنفسها عن الأضواء

    خلال معرضها في صالة الموارنة
    وعن يمينها المونسينيور "أنطوان

    "
    ما أمكن، وهذه خصلة تشكر عليها، ولكنها لم تنجح دوماً في الهروب من الوسائط، ولا بأس عليها من ذلك لأنه يجب ألا يوضع إنتاجها تحت المكيال بل ندعه يرى النور ليُعرف وليُتذوق ولكي يتطور نحو الأفضل.

    ولقد وهبها الله هوى خاصاً لهذا الفن المسيحي الكنسي المكرّم الذي تكرس له كل أوقات فراغها، وهو- أي فن رسم الأيقونة - إرث عريق هنا في سورية كما في باقي الأقطار التي انتشرت فيها المسيحية بكنائسها الشرقية الأصيلة والعربية فيما بعد».
    من جهته قال النائب الأسقفي العام وراعي الكنيسة المارونية في "حمص"
    المونسنيور "أنطوان الخوري حنا": «صُنع الأيقونة هو فعل صلاة وتأمل عميقين جسدتهما الدكتورة "ميرنا" بأيقونات وضعت فيها كل إحساسها وقدرة عقلها المؤمن، فأبدعت بعملها الخلاّق أيقونات ناطقة تعكس روح الصلاة التي كانت نتاجها المشرق، فلها منا كل التقدير والدعاء».
يعمل...
X