إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مجموعة أرحوم البقالي المغربية للفن الصوفي بالحضرة الشفشاوية في حاضرة أبوظبي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مجموعة أرحوم البقالي المغربية للفن الصوفي بالحضرة الشفشاوية في حاضرة أبوظبي


    ليلة رمضانية أندلسية أحيتها مجموعة
    أرحوم البقالي المغربية للفن الصوفي
    الحضرة الشفشاوية في حاضرة أبوظبي

    أحمد علي البحيري
    مجموعة أرحوم البقالي المغربية للفن الصوفي والحضرة الشفشاوية والمديح والسّماع النبوي”، المتخصصة في التراث الغنائي والفن الصوفي، هي مجموعة نسائية أنيقة بكل المقاييس، بخاصة في منهجية تقديم صورة مشهدية بصرية درامية متكاملة على المسرح، وتقديم أداء فنّي غنائي أنثوي هادئ النبرة والأجواء وعال المستوى، والصورة أيضا لافتة للمدرك البصري للمشاهد على مستوى الأزياء الجميلة التقليدية البديعة لمنطقة “شفشاون”، وعلى مستوى الأداء المتعدد النغمات لجانب الجمع بين الأداء الفردي والثنائي والجماعي “الكورال” كذلك على مستوى مهارة استخدام الآلات الايقاعية مثل: البندير والتعريجة والدربوكة والطبل والدفّ والرّق، بالإضافة لما تحتويه الصورة الفنية المتوازنة شكلا ومضمونا من الأداء الرفيع واللحن التراثي الشعبي المتقن القائم على تكرار الترديد والجمل الموسيقية، والاعتماد على القصيدة ذات المفردة الانسانية القريبة من القلب والأذن والوجدان، ليتحول المشهد كله في النهاية الى لوحة تشكيلية تعبر عن أصالة الموروث المغربي.
    نتحدث عن مجموعة نسوية من المنشدات التي تتراوح أعمارهن ما بين 16 الى 23 عاما، معظمهن من المنتسبات الى المدارس والجامعات المغربية، ساهمن برفقة مؤسسة المجموعة “أرحوم البقالي” سفيرة الفن الصوفي والحضرة الشفشاوية في امتاع جمهور أبوظبي، في أمسيتين استثنائتين ضمن فعاليات المهرجان الرمضاني السادس الذي نظمه نادي تراث الامارات على مسرح أبوظبي بكاسر الأمواج برعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الامارات. وكان لافتا نجاح الفرقة التي تأسست عام 2004 في منطقة شفشاون بشمال المغرب، في جذب أكثر من 3000 متفرج، تمتعوا بوصلات من المديح النبوي التي تمتح من صميم التراث المغربي الأصيل، وتحديدا من منطقة شفشاون التي تنفرد عن بقية المدن المغربية بتنوع ألوان وأشكال متعددة من الفنون الفلكلورية ذات الأصول الأندلسية كما تمتعوا بخشوع وجماليات الأداء الجماعي، وشفافية ونقاء الأصوات المتدفقة تناغما وجاذبية منسجمة مع الزخرفة اللحنية المناسبة للاجواء التراثية الصوفية البديعة الماهرة في ادخال المتفرج في حلقة الغناء بكل تفاصيلها.
    في حوار مع أرحوم البقالي وهي أول امرأة مغربية حاصلة على الجائزة الأولى في التكوين الموسيقي، والجائزة الشرفية “الاتقان الثاني” في الموسيقى الأندلسية، وعازفة ماهرة على آلتي العود والبيانو، حول تأسيس المجموعة ورسالتها قالت: تعتبر المجموعة أول فرقة فنية نسائية في المملكة المغربية، بغرض تلقين وتحفيظ فن الحضرة الشفشاوية والمديح والسّماع النبوي لأكبر عدد من الفتيات بأسلوبية أكاديمية، وللمجموعة طابعها الخاص في الايقاع، وهي متخصصة به على المستوى المحلّي، ويعدّه الخبراء من أصعب الايقاعات التي تؤدى ضمن قالب ستة عشر على أربعة.
    أضافت البقالي: لقد سعيت منذ سنوات على تطوير هذا اللون من الفن، فبعد أن كان مادة تقليدية خام، تجمع ما بين الغناء الشعبي البسيط والمديح والذكر والحضرة، وتؤديها الجدّات في البيوت والمناسبات الدينية والاعراس، اجتهدت في تطويره من خلال أداء الطرق الصوفية التي تنتمي الى الزوايا الدينية واخراجه الى أجواء وطقوس “الحضرة الشفشاوية”، وهو اللون المميز لدى مجموعتنا، التي تنتمي الى الزاوية البقالية وأنا أنتمي الى هذه الزاوية التي نبع منها هذا النمط الغنائي الصوفي، ولعل هذا النمط هو الذي جعل للفرقة اشعاع محّلي وعالمي اذ فتحت أمامنا الأبواب للمشاركة في العديد من المهرجانات والملتقيات الثقافية منها: عروض معهد العالم العربي بباريس 2006، عروض المهرجان العالمي للايقاعات ببرشلونة عام 2007، ليالي المغرب بجنيف بسويسرا، وتمثيل المغرب بمهرجان الموسيقى العربية بسان فلوران بفرنسا عام 2008، والمشاركة في المهرجان الدولي (موسيقى جبال العالم) بسويسرا 2010، وافتتاح المهرجان الدولي بمدريد باسبانيا، والعديد من المهرجانات الوطنية والعربية.
    وعن أسلوبها في التطوير الموسيقي الخاص بالمجموعة قالت: النمط الصوفي الممتزج بروحية أندلسية والذي نقدمه اليوم، لم يكن موجودا أو معروفا لدى العامة قبل عدة سنوات في المغرب، لكنني استثمرت دراستي للموسيقى، ووظفت هذا اللون الصوفي الجميل في ايقاع محافظ، ونظمت اللحن من حيث (الطبوع الموسيقية) والأنغام والايقاعات، بل وضعت له منهجية في الغناء والارتقاء بفن الحضرة والفن الصوفي من خلال مدرسة نموذجية وفريدة من نوعها في المغرب، ودفعته بقوة ليصبح فنّا جماهيريا، يستمع اليه الجمهور في وسائل الاعلام المختلفة، وفي المهرجانات، ومنها هذا المهرجان العزيز الذي تشرّفنا بالمشاركة في فعالياته للمرة الأولى.
    في معرض ردّها على سؤال حول سبب تكوين المجموعة بالكامل من الفتيات الشّابات، أرجعت البقالي ذلك الى أن الفتيات يتجاوبن أكثر مع طريقة التكوين والتأطير، “فمعظمهن من صغيرات السّن القادرات على التقاط الطريقة وحفظها وترديد اللحن وتصويره بالصوت، كما أن رسالتنا تهدف الى المحافظة على تراث الفن الصوفي وتقاليد الثقافة المغربية وتواصلها عبر الأجيال، وقد وجدت أن الفتيات أكثر اندفاعا نحو هذا الهدف السامي النبيل، ويصل عدد عضوات الفرقة حتى الآن نحو 100 فتاة، والعدد ما زال يتضاعف. إن رسالتنا واضحة وتتمثل في تلقين الفتيات لون الفن الصوفي الأصيل بصفة عامة، وكذلك تحفيظهن المديح والسماع النبوي والأذكار، حتى يتطبعن بالفن الراقي الملتزم الهادف والمحافظة عليه من الانقراض بمواجهة فنون الأداء الهابطة التي تسيطر على عقول وعواطف شبابنا الذي فقد من أسف العديد من القيم الاصيلة وسط زحمة العولمة. أما المجموعة بصبغتها الحالية فتسعى الى توسيع مساحة الريبوتوار القديم، وتطوير ما كان يقدّمه كبار المنشدين والملحنين والمؤدين من فن صوفي كان يقام في المناسبات الدينية التي كانت تقاد فيها جلسات الذكر وترديد القصائد والمدائح النبوية التي تعود لكبار شيوخ التصوف الذين عاشوا في المنطقة، التي عرفت جهود كل من الشيخ الصوفي أبو الحسن الشاذلي، والشيخ الرياني مولاي عبدالسلام بن مشيش، وغيرهما كثيرون. لقد كانت ألحان زمان تقدم نموذجا واحدا من كل مقام، لكننا عملنا على استكمال تلك الالحان ذات المقامات البسيطة، وقدمناها في قالب لحني متكامل وذات طابع مغربي أصيل، مأخوذ من مناح الموسيقى الأندلسية، ونحن نقدم اليوم غناء روحيا يتوشى بقيم الاسلام والمدائح النبوية بصبغة أشعار واذكار توظف فيها الآلات الايقاعية توظيفا متوازنا ينسجم تماما مع رسالة القصيدة المغناة”.
يعمل...
X