تويت
الرجولة تتأنسن بالأنوثة
كتب: زاهي وهبي - نسوة كافية
خلق الله آدم، ثم خلق حواء.
إذن الأنوثة مرحلة من الخلق متقدمة.
اكتملَ الخلقُ بحواء، دونها كان ناقصاً.
حواء من ضلع آدم، ومع ذلك كان ناقصاً دونها.
حواء من ضلع آدم ، إذن "مادة" الأنوثة فيه منذ البدء.
لا أنوثة خارجاً، الأنوثة دوماً من داخل، من الأعماق السحيقة.
أنوثة الخارج مجرد برهان لأنوثة الداخل.
لولا حواء لبقي آدم في جنته المُضجرة.
قَطْفُ التفاحة الأولى كان أول تعبير جمالي مارسه الانسان... ولم ينتبه السيميائيون بعد.
يا لها من خطيئة فعلتها حواء، لولاها لما كانت كل هذه الحياة.
لكنّ خطيئتنا أفظع وأشنَع عندما قمنا بتسليع المرأة وهذا ما يؤلمني بشدّة، فالمرأة بالنسبة لي إنسانة قبلَ أن تكون أنثى، وأنا أنظر بإيجابيّة وفرح إلى وجوه المثقفات والباحثات والمناضلات، وكل ما يروّج عن نموذج موحّد للمرأة اللبنانية هو ترويج لا يحمل الحقيقة، فالمرأة اللبنانية ليست كتلة واحدة صمّاء وهناكَ شرائح مختلفة ومتعددة .
وللأسف ما يطفو على السطح هي شريحة معيّنة، قد يصحّ تسميتها بالشريحة الإستهلاكيّة، بالنسبة لي لا أدين هذه الفئة لأنّ لها الحقّ في العيش كما يحلو لها، لكنني أدين وسائل الإعلام التي تغيّب وتطمس دور المرأة الحقيقي، وتسلّط الضوء على فئة واحدة ولا تعطي المجال الكافي للنساء اللواتي يهتممنّ بالثقافة والآداب والفنون . .
لقد قدّمت المرأة اللبنانية نماذج مشرّفة في كل ميادين الحياة، من الكفاح والنضال والمقاومة ضدّ المحتلّ وصولاً إلى الكفاح والنضال من أجل حقوقها وإثبات ذاتها، ولو أردنا أن ندخل في عمليّة ذكر الأسماء لاستطعنا استحضار مئات الوجوه النسائية الكبيرة من مبدعات وروائيات وشاعرات ورسّامات ومغنّيات . .
نعم، حواء خسَّرت آدم الخلود، لكنها وهبته الحرية، فماذا وهبَ آدم لحوّاء ؟!
تعليق