إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سنة بطولها في انتظار الهلال لكي يبيع الياميش

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سنة بطولها في انتظار الهلال لكي يبيع الياميش

    "بياع الياميش"..سنة بطولها في انتظار الهلال

    كتبت – فادية عبود





    بعد صوم العام كله.. تفطر المهن الرمضانية في الشهر الكريم على الرزق الوفير، كالمسحراتي والكنفاني وبائع الياميش الذي لا يبدأ موسمه إلا في منتصف شعبان ، وفي الأغلب تكون العطارة مهنته الأساسية ويطرق أبواب الشهر الفضيل بحثاً عن لقمة العيش .
    "كريم" 28 عاماً ، سائق بباب الشعرية ، لكنه في الأصل مزارع أسواني تمتلك عائلته بعض النخيل في أسوان، رمضان موسم العمل الرئيسي إن لم يكن الوحيد لهم، لذا وقبل أيام من بداية الشهر الفضيل يترك مهنته كسائق ويقوم مع أشقائه بجمع بلح النخل الذي يمتلكونه ويتوجهون به إلى القاهرة ليبيعونه في أسواق الحسين، ويقول : بيع البلح رزق كبير بالنسبة لنا وكان يغطي أكثر من ثلث احتياجات السنة لدينا في السنوات السابقة، ولكن مؤخراً بدأ الأمر في التراجع سنة البيع فيها جيد وأخرى هادئ، أما هذا العام فالزبائن تسأل كما ترين ولا تشتري إطلاقاً.
    اللي ما يشتري.. يتفرج
    يؤكد كريم أن هذا أسوأ موسم رمضاني صادفه ، فجميع الزبائن تسأل ولا تشتري، مرجعا ذلك إلى خوف الناس بعد الثورة من النزول إلى الأسواق لانتشار أعمال البلطجة والسرقات، إضافة إلى ارتفاع أسعار البلح نتيجة ارتفاع أسعار الشحن والمصاريف اليومية .
    وفي المقابل يؤكد "أشرف سمير" ، يعمل في العطارة منذ 8 سنوات ، أن رمضان هو موسم البيع ورواج مهنته، قائلاً : رمضان موسم كبير خاصة وأن الشعب المصري استهلاكي من الدرجة الأولى، ويقبلون أكثر على السلع الموسمية مثل الياميش والعصائر سريعة التحضير مثل التمر هندي والعرقسوس والخروب ، وبداية من 15 شعبان نستعد لرمضان وتبدأ حركة البيع والشراء .
    ويضيف : رغم ضعف حركة البيع وارتفاع الأسعار التي وصلت إلى الضعف في بعض الأصناف ، مازال هنك إقبالا من الناس على الياميش ولكن مع تقليل الكميات ، فمن كان يشتري كيلو من صنف أصبح يشتري ربع أو نصف، وبالتالي فإن رزق هذا العام مختلف تماماً عن السنوات السابقة .
    رزق الكبير والصغير
    لا يبخل رمضان برزقه على الكبير والصغير، لتكون مهنة بائع الياميش رزق للكبير المسن والطفل والمراهق، فالحاج "محمد حسونة" ( 55 عاماً ) يعتمد على الشهر الكريم من العام إلى العام، ومع كونه موظف إلا أنه يمتلك محل عطارة صغير في الحسين يبيع فيه الياميش والعطارة بداية من شعبان حتى انتهاء الشهر الفضيل، مشيراً إلى أن جشع المستوردين هو السبب في ارتفاع الأسعار مما أوقف سوق المكسرات وجعل الناس تتراجع عن الشراء بصفة عامة .
    ورغم أنه يمتلك محلا وإن كان صغيرا لبيع العطارة، إلا أنه يؤكد أن مهنة بيع الياميش قبل رمضان هي مصدر الانتعاش الوحيد طوال العام لأي عطار .
    أما "فيصل" ابن الـ16 عاماً، فقد جاء في جماعة من أقاربه وجيرانه إلى القاهرة، ويعمل في إجازة المدرسة ليساعد والده ،سائق، في تربية إخواته الـ7 ..يقول : " مفيش لقمة عيش في أسيوط وجيت هنا اشتغل مع أخويا وابن عمي، احنا بنطلع جماعة من أسيوط في الموسم بس، وبنبقى حوالي 200 أو 300نفر ، والحمد لله ان رمضان بييجي في اجازة المدرسة علشان أقدر اشتغل واساعد أبويا لأن العيشة صعبة في أسيوط واحنا 7 إخوات.
    فيصل كل أحلامه انه يشتغل طول السنة ويستر إخواته البنات ويقول: ياريت رمضان كان طول السنة مش شهر واحد ..كانت الدنيا تضحك لنا بصحيح.
    ياميش الغلابة
    "سيد" سائق من محافظة أسيوط ، نزح إلى قاهرة المعز قبل رمضان بـ15 يوم بحثاً عن الرزق ليبيع "ياميش الغلابة" البلح الذي يأتي به من سوق العبور ليبيعه في شوارع المحروسة ، ويشكو هو أيضاً من ضعف الإقبال على شراء البلح هذا العام .
    أما "محمد" فرغم أنه يحمل دبلوم تجارة إلا أنه حمل البلح من أسوان ليسترزق منه في القاهرة باحثاً عن سوق أكبر، ولكنه فوجئ هذا العام بضعف الإقبال ويقول : لا أجد فرصة عمل آدمية في الصعيد، ورغم أني أعمل سائق إلا أن أن أحوالي المادية متعثرة لأنني أعمل بالأجرة ولا أملك سيارة وظروفي لا تساعدني، من الآخر البيت "مفيهوش ولا لقمة" وأحضر إلى القاهرة بحثاً عن 10 جنيهات في اليوم .
    ركود الأسواق والظروف الخانقة ليست شكوى محمد الوحيدة فهناك أيضا البلدية وأمناء الشرطة ،يقول عنهم : كل ما أروح في مكان يمشوني ويبهدلوني ومش سايبني في حالي .
    محمد يعول أطفاله الثلاثة وزوجته وكان يقف بعربة البلح في المطرية، ورغم أنه بائع موسمي إلا أنه يوجه رجاء إلى الحكومة بتوفير سوق يجمع الباعة الجائلين لأنهم لا يريدون التحول إلى بلطجية أو لصوص .
يعمل...
X