Tweet
غلاف الكتاب
"دعامة عرش الرب" كتاب عن الدين والسياسة فى إسرائيل
كتبت نورا النشار
يقدم كتاب "دعامة عرش الرب.. عن الدين والسياسة فى إسرائيل" للكاتب والروائى الفلسطينى أحمد توفيق عوض، دراسة أكاديمية تتناول قضية الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى، ويهدف إلى تغيير الوعى وتبيان الحقيقة لدى الجانبين، ويلقى الضوء على الظاهرة الاصولية الدينية المتغلغلة فى عمق المجتمع الإسرائيلى، مبينا علاقة الجماعات الدينية اليهودية بمؤسسات "الدولة" العبرية، واتجاهات تلك العلاقة، وأثرها الواضح فى السياسة الداخلية والخارجية الإسرائيلية، وصنع القرار السياسى الرسمى.
ويقع الكتاب الصادر عن دار "الأهلية" الأردنية، والذى نال عليه عوض شهادة الدكتوراة من معهد البحوث والدرسات العربية التابع للجامعة العربية فى القاهرة، فى 500 صفحة ويتضمن 6 فصول، ويبدأ بتقديم المنهج النظرى للدراسة الذى يعتمد على منهج التحليل الوظيفي، ويتعرض بعد ذلك لواقع اسرائيل اليوم من حيث مكوناتها الديموغرافية والاقتصادى والمخاطر الحقيقية والمدعاة التى تتعرض لها، والمأزق الإسرائيلى المتمثل فى ادعاءات اسرائيل عن الديموقراطية واليهودية والاسرائيلية والتعارض ما بين اسرائيل كدولة عادية قابلة للنقد والدراسة، وإسرائيل كدولة فوق التاريخ والواقع.
ويعرض الثقافة والموروث الدينى اليهودى باعتباره أكثر تمثيل لواقع الحال فى إسرائيل اليوم، حيث إن النظام السياسى الإسرائيلى وإن كان ذا شكل غربى، إلا أن مكوناته الحقيقية هى فكر وموروث الجماعات اليهودية المختلفة، ومن خلال ذلك فان الفكر الدينى المسيطر حاليا هو الأكثر تأثيراً على مجمل النظام السياسى الإسرائيلى، خاصة بعد انهيار أو تفكك المعسكر اليسارى والاشتراكى.
ثم تتناول الدراسة تأثير القطاع المتدين فى إسرائيل على السياسة الداخلية والخارجية، والعملية السلمية مع العرب والفلسطينيين، وذلك فى مجالات التعليم والاستيطان والجيش، والعلاقة مع باقى الطوائف، ويناقش ظاهرة الأصولية المتعمقة فى إسرائيل وأمريكا وطبيعة العلاقة بينهما وترجمة ذلك إلى سياسات متشددة فى المنطقة والعالم.
وانتهى الكتاب إلى عدة استنتاجات من أهمها، أن السلام حسب المفهوم الإسرائيلى هو مجرد اندماج بالقوة، وأن إسرائيل تتجه إلى أن تتحول إلى يهودية أكثر وإسرائيلية أقل، وأنها غير قادرة على صنع السلام بسبب طبيعة الثقافة السائدة وتعمق الفكر الدينى وسيادته، وأن النخب الإسرائيلية فى مجملها تميل إلى نفى الآخر وعدم تقبله .
جدير بالذكر أن السلطات الإسرائيلية منعت دخول هذا الكتاب عند صدوره إلى الأراضى الفلسطينية لمدة عشرة أيام، ثم سمحت بعد ذلك بدخوله دون إبداء أى مبررات.