إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تشكيل الشخصية بين الأداء الإبداعي، والتسامي، ومواجهة الحتميات في وردة النيل - الروائية عزة دياب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تشكيل الشخصية بين الأداء الإبداعي، والتسامي، ومواجهة الحتميات في وردة النيل - الروائية عزة دياب






    مجال إنساني ذي شاعرية خاصة
    حياة المكان وعلاماته الثقافية في "وردة النيل"..


    محمد سمير عبد السلام* - العرب أونلاين

    • ثانيا: تشكيل الشخصية بين الأداء الإبداعي، والتسامي، ومواجهة الحتميات:
    تشكل الساردة شخصياتها وفق مبدأ الانسجام الجمالي، وما يحويه من سلام داخلي يتجاوز الموت، ويتباين هذا المبدأ الفني مع حالات الانشقاق المولد للأزمات الداخلية، وكذلك التعارض المفرط بين الأنا، والآخر إلا في بعض المواقف الخاصة بعلي، وعلاقاته المهنية.
    وأرى أنه يمكن تأويل الهويات الفردية، والفريدة من خلال جماليات السلام الداخلي للتكوين، وهي تكمن في أخيلة الوعي المنتجة عن الذات في علاقتها بالآخر، ومدى شاعريتها، وتحققها المضاد لنوازع الشر، والعدوان، وتجاوزها للحتميات، والنهايات الحاسمة، ولقائها المجازي السري بالإشارات الكونية، وتحولات المكان.
    تتولد شخصية عزيزة من بساطة الإدراك، والأداء اللاواعي في انتقالها من مرحلة لأخرى في حياتها، ولهذه البساطة قوة فنية فريدة تتجاوز الانتقاء الدقيق للرجل، وتعلوعلى أحاسيس زوجته المحتملة. إنها قوة الطاقة الأصلية الشعرية للحياة بعيدا عن التفاصيل المكتسبة من الوجود الاجتماعي المعقد.
    لقد انتقلت من الرفض الآلي لعلي يوم الزفاف إلى قبول عالمه الخاص، وانفعالاته، وحكاياته، ومهنته، وأزماته ؛ فالأداء الآلي لدى عزيزة يمتزج بروح بهيجة مسالمة توافقية، تتمركز أخيلتها على الانحياز الإيجابي للخصوبة، والحياة منذ زواجها حتى خطبة ابنتها الكبرى / نوال، وانخراطها في أفعال الأمومة، وتناميها المجازي في النص.
    وتتجسد آثار التضحية في شخصية أنس، وكأن وهج الحياة في المكان ينتصر انتصارا مطلقا للبساطة الإنسانية، ولا مركزية علامات الحياة ؛ ومن ثم ظل التواصل الروحي القائم على الحدس المباشر هوما يجمعها بعزيزة، بينما أنتج وعيها الأنثوي عالما إبداعيا تجسدت فيه كعروس تتميز بالخصوبة، والتعالي الشعري المولد من وجودها المتسامي الأول في واقع النص الروائي.
    أما علي فتتصارع بداخله حتميات البحث عن الرزق الملازمة للإنسان في لقائه الأول بالأرض، وما يحمله هذا اللقاء من معان دينية، وبهجة اندماجه بالأطفال، وحرصه على وجودهم الطبيعي السلمي، وقد تجلى الصراع الداخلي بوضوح في تعارض رغبته في توسع مشروع الصيد، وحتمية غرق القارب، ثم الانتصار الجزئي للقهر الآلي عليه، واستعادته لصورة أنس قبل وفاته، وتجسده الأخير في القبوالذي بنته له عزيزة، وكأن بساطة السلام تتجاوز الأزمات الحتمية فيما وراء حضورها الظاهري.
    إن إغواء الصور، والأطياف المتوافقة مع فكرة دائرية الحياة، وتجددها يقاوم الغياب المطلق في الحتميات ؛ فثمة وجود استعاري كامن في لحظات السكون، والتلاشي، والاختفاء.
يعمل...
X