إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الكاتب والمترجم السوري رفعت عطفة: الترجمة ليست خيانة! - حاوره: بشير مفتي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكاتب والمترجم السوري رفعت عطفة: الترجمة ليست خيانة! - حاوره: بشير مفتي

    الكاتب والمترجم السوري رفعت عطفة: الترجمة ليست خيانة!
    حاوره: بشير مفتي
    رفعة عطفة من أهم المترجمين السوريين في العالم العربي اليوم خاصة في مجال اللغة الإسبانية والتي نقل لنا منها روائع مهمة من مثل رواية دون كيخوتة للروائي الاسباني ثربانتس والتي تعد أول رواية حديثة كما أكد علي ذلك أغلب الباحثين والنقاد وهو جهد معتبر إذ ما قسنا حجم الرواية 1000 صفحة تقريبا ولغتها الاسبانية الكلاسيكية العتيقة، ومكانتها الأدبية كذلك، وأيضا السيرة الأخيرة التي كتبها الروائي الكولومبي صاحب جائزة نوبل غابريال غارسيا ماركيز نعيشها لنرويها وإلي جانب ذلك فالمترجم رفعت عطفة شاعر وروائي ويشغل حاليا منصب مدير المركز الثقافي العربي السوري بمدريد ويعمل علي أن يكون مركزا للإشعاع الثقافي العربي في بلاد اسبانيا التي كانت رمز حضارة الإسلام القوية والمتفتحة ولقد قبل رغم ضيق وقته هذا التطفل علي ورشاته في الترجمة والكتابة.

    أول سؤال يمكننا أن نبدأ منه هو كيف جئت للترجمة، أو ما الذي دفعك لهذا الحقل؟ الهواية، حب اللغات، الرغبة في تنوير القارئ العربي؟؟ أو أي سبب آخر؟
    ما زلتُ أذكر أنّني عندما كنتُ طفلاً وكان أبي ضريراً واضطُرِرتُ لأن أعمل وأنا في التاسعة من عمري، كنتُ أعمل علي أن أوفّر ما أشتري به كتاباً، حتي أنّني حين وصلتُ مرحلة الدراسة الثانوية، كان أبناءُ الحيّ يستخدمون مكتبتي، بحيث أنّها علي تواضعها صارت مكاناً يقصدونه في بيت ليس فيه غير غرفتين. منذ ذلك الوقت كنتُ قد قرأت أعمالاً مترجمة، روايات وأشعاراً، وأحببتُ هذا العالم، أحببتُ الشعر والرواية والقصّة، ما زال في ذاكرتي طعم روايات من مثل البؤساء وأحدب نوتردام لفيكتور هوغو والدكتور جيفاكو وبعض الأشعار مثل موت الحبّة ودمار والعدوّ لبودلير وردّ نينا السفينة المترنِّحة لرامبو قصائد لبول إليوار لبول فاليري وهذه القصيدة وتلك لغارثيّا لوركا. وبابلو نيرودا ونيكولاس غيليين غيرهم. كان هذا دافعاً لي للبحث عن تعلّم لغات أخري. واخترتُ الإسبانية لعلاقتها القديمة بالعالم العربي والثقافة العربية.

    هل تعتبر الترجمة خيانة كما يقالّ؟
    الخيانة عمل قصدي، عمل يقوم به المرء خائناً ضميره، والترجمة بهذا المعني مهما كانت أبعد أن تكون كذلك، أعتقد أنّ الجملة الإيطالية إنّما قيلت في سياق أنّ المترجم يخون حين يترجم، للأسباب سياسية ولم يكن القصد منها العمل الأدبي والفكري. الترجمة صعبة؟ تحتاج إلي ملكة ومعرفة جيّدة باللغتين المترجم عنها والمترجم إليها.

    هل تعتقد أن الترجمة في العالم العربي لا تزال قائمة علي مجهودات الأفراد أكثر من المؤسسات؟ وكيف يمكن تجاوز النقص الكبير في هذا المجال؟
    بكلّ تأكيد، رغم وجود مؤسسات في العالم العربي تُحاول أن تقوم بذلك، مثل وزارة الثقافة السورية والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت والمجلس الأعلي للثقافة في مصر وغيرها.

    ترجمت أول رواية حديثة وهي دون كيخوتة لثربانتس ما الذي جلبك لهذه الرواية؟ وكم دامت فترة الترجمة؟ وهل تشعر بأنك أوفيتها حقها بالفعل؟
    قصّتي مع دون كيخوتِ طويلة. بحكم دراستي للآداب الإسبانية، كان أوّل عمل قمت به هو اقتناء أمّهات الكتب الكلاسيكية الإسبانية وكان من بينها أعمال ثِربانتِس. قرأت الرواية في المرّة الأولي وأنا أخطو خطواتي الأولي في تعلم اللغة الإسبانية، كانت قراءة مشوّشة. ثم قرّأتها ثانية وثالثة، وفي أواسط التسعينات خطر لي أن أقرأ الترجمة بعد قراءتي للأصل. لاحظتُ، أنّ شيئاً ما غير ممسوك. قلتُ سأترجمها وبالفعل بدأت بالترجمة في عام 1996 كما أذكر؟ واستغرق منّي العمل بين قراءة وتنقيح ومقارنة مع الأصل ما يزيد عن أربع سنوات. راضٍ عن الترجمة؟ أعتقد أنّني قمتُ بكلّ ما لدي من جهد كي يخرج العمل جيّداً، لا أستطيع أن أقول أكثر. الرأي الأساسي هو للقارئ، وللقارئ الاختصاصي الموضوعي وليس للمترجم.

    وكذلك مذكرات غارسيا ماركيز مع أنها ترجمت أيضا في دار عربية أخري. هل لك تعليقات علي تعدد الترجمات لنص واحد؟
    أوّلاً هذه مشكلة ناتجة عن عدم أخذ البلاد العربية بحقوق المؤلف. ثانياً هي مشكلة سوق، الكتاب المقروءون جيداً الجميع يسعي لترجمتهم. رابعاً ليس هناك مشكلة في تعدّد الترجمات، آخذ مثلاً رباعيات الخيام لعمر الخيّام قّدمت عدّة ترجمات لها وكلّ ترجمة كانت لها نكهتها الخاصّة جدّاً والرائعة جدّاً. لكن حديثاً المسألة مُختلفة، الترجمة السريعة دائماً ومن أيّ شخص أتت تنطوي علي مخاطر.

    ما هي تصوراتك الحالية عن نقل الأدب الإسباني والامريكي ـ اللاتيني للعربية؟
    إنّه أدب ناهض كأدبنا العربي، لكنّه وجد من يُقدّمه للعالم، بينما وللأسف لم يحظي أدبنا بهذا. أعتقد أنّنا في العالم العربي نعرف أعلام وكبار الكتاب الأمريكيين اللاتينيين خاصّة والإسبان عامةً بشكل جيّد، حبّذا لو يعرفون كتّابنا كما نعرف كتابهم وحبّذا لو نعرف نحن كتّابنا وعندنا منهم من لا يقلون أهمّية إطلاقاً عن أولئك، كما نعرفهم نحن أيضاً.

    وما هي المشاريع التي تشتغل عليها في اللحظة الراهنة؟
    الآن شغلي الشاغل هو عمل المركز الثقافي العربي السوري في مدريد، المفتوحة أبوابه لكلّ عربيّ ومن أي قطر كان. فهو منبر يجب ترسيخ أسسه الثقافية في أذهان الإسبان، ونحن نعمل علي ذلك، نعمل علي التعريف بثقافتنا العربية وفنوننا بكلّ أنواعها، بفكرنا ومجتمعاتنا، بحقيقتنا بعيدةً عن تشويه الإعلام الغربي المقصود لها، نعمل علي بناء جسور راسخة لعلاقة قائمة علي الاحترام المتبادل والمعرفة المتبادلة أيضاً. في هذا الخصوص أعمل الآن علي إطلاق مشروع طريق عبد الرحمن الداخل، علي شاكلة طريق الحرير ـ من سورية مروراً بمصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وحتي وصوله إلي تأسيس إمارته في قرطبة، حيث نستطيع أن نقيم في كلّ عام ملتقي ثقافياً في المدن والبلدات التي مرّ بها ونترك كما فعلنا ونفعل في المنكّب ذكري تبقي علي مرّ العصور، تماثيل تُذكّر بالعلاقة الوثيقة بين الشعب العربي والشعوب الإسبانية وآمل أن أنجح في ذلك.
    طبعتُ هذا العام ديواناً لي باللغتين العربية والإسبانية بعنوان قصائد الحب والأمل أقوم بين الحين والآخر ببعض الترجمات وبمتابعة كتابة رواية بدأتها منذ فترة قصيرة.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

يعمل...
X