تويت
مدينة تمور بريدة
رافد اقتصادي وسياحي وقيادي
سليمان الفايز
والنخل باسقات لها طلع نضيد .. رزقا للعباد
ويا عائشة بيت بلا تمر فيه جياع أهله ...
و .. من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر
هكذا هي النخلة والتمرة في وجدان المسلمين .. رزقا وغذاء ودواء وارتباطا بالسنن والعبادات .. ولذلك قلما تجد بيتا ليس من ضمن غذاء أهله اليومي التمر وعلى مدى العام.
وفي السعودية بقيت النخلة من قديم الزمان في وجدانهم وتفننوا فيها بأشعارهم واتخذوا من نبوعها وجريدها مساكن لهم .. ومن سعفها فرشا وحصيرا.. فلا غرابة أن اتخذوها رمزا محببا لشعار بلادهم.
وفي بريدة .. وفي كل عام تُهز فيه جذوع النخيل المحيطة بالمدينة إحاطة السوار بالمعصم .. قنوان دانية.. طيبة من عطاء ربك.. وما كان عطاء ربك محظورا.
وفي كل عام أنت على موعد باذخ لا يتكرر إلا في بريدة .. في تظاهرة أخاذة حين تحتضن مدينة التمور ـــ مع أول نفس صبح من فجر كل يوم ـ إنتاج نخيلها الذي تجاوز عدد الستة ملايين وثلاثمائة نخلة.. حيث تهز السوق حناجر الدلالين .. حينها يتسارع نبضك مع الصبح بأنفاسه في جلجلة تجبرك على أن تقترب أكثر وأكثر.. ما يحتاج أن تسأل.. فصوت المزايدات يأتيك مدويا.
في ذات المكان يصل حجم تداول التمور لملايين الريالات حيث تشكل الكميات الواردة إلى السوق أكثر من 40 في المائة من الحجم الإجمالي لصفقات التمور.. بينما تتم تداول النسبة البالغة 60 في المائة خارج نطاق السوق في مزارع النخيل.. وتصل الكمية المنتجة من نخيل القصيم من 100 إلى 150 ألف طن بقيمة تسويقية تقترب من ملياري ريال.
ومن هنا.. في مدينة التمور في بريدة حيث تقيم أمانة القصيم مهرجانها السنوي مع بداية كل موسم.. بدءا من تدشين ومباركة الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم وتشريفه لافتتاح أول مهرجان للتمور في المنطقة عام 1421 للهجرة.. ومرورا بالعلامة الفارقة في جبين هذا المهرجان حين افتتح الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد مهرجان موسم 1424 للهجرة.. حيث الدفعة القوية والنقلة النوعية.. وتأكيد التوجهات والدعم والمساندة لهذا المنتج الحيوي من قبل القيادة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين أيده الله .. وليس انتهاء وإنما امتدادا للتطوير والنقلات في كل عام حيث يشرف الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن عبد العزيز نائب أمير منطقة القصيم مهرجانها كل عام ويطلع بنفسه على الاستعدادات والترتيبات ويتابع بدقة لحظة بلحظة.
كل هذه المعطيات أملت على المسؤولين في أمانة منطقة القصيم ومن خلال لجنة شكلت للتنظيم والمتابعة والتطوير المسؤولية الكبيرة .. فكانت مدينة التمور بمساحة إجمالية بلغت 300 ألف متر مربع .. التي بدأت مراحلها الأولية تظهر باكتمال مركز النخلة وتتابع بقية المفردات باستكمال البنية التحتية والأساسية والمرافق .. والتي تضم فندقا وهايبر ضخما ومرافق ومنافذ تسويقية وترفيهية وخدمية وسياحية .. في مدينة ستشكل بعد اكتمالها رافدا اقتصاديا وسياحيا .. ومركزا قياديا لصناعة التمور في المملكة ..
مدينة التمور في بريدة منظومة متكاملة .. ومن خلال مهرجانها الأكبر حين تتكامل مفردات التنظيم وتبدأ خيوط شمس أول يوم في الموسم ترسم لوحتها الباكرة المباركة بإحصاء للسيارات المحملة بالتمور وهي تدخل يوميا عبر بوابة المدينة في مسارات منظمة تستوعب أكثر من ألفي سيارة .. تنتهي بالمظلة الرئيسية التي تبلغ مساحتها سبعة آلاف و500 متر مربع والمخصصة للتمور المنزلة والفاخرة .. في ساحة تم تنظيمها وترقيمها وتوزيعها مع تطوير لآليات العرض والتحميل والتنزيل .. إذ يتم عن طريق رافعات وطبليات مخصصة ومرقمة تبعا لترقيمات ومساحات الساحة المظللة .. تحقيقا لخدمة نوعية تراعي الجودة وتحارب الغش وتحقق السرعة في الأداء .. فأنت في سوق حيوي لا يتثاءب .. يعج بالحركة ليلا ونهارا .. ويقوم على الخدمة فيه شباب سعوديون بالتعاون والتكامل مع جهات حكومية وأهلية وخيرية.
وعلى الجانب الآخر تم توفير كافة الخدمات التي يحتاج إليها التاجر والمتسوق من تخصيص مكان لسيارات التصدير وشركات الشحن والتوصيل .. ومكائن الصرف الثابتة والمتحركة على جنبات السوق.
ولا غرو أن تندار اهتمامات المستثمرين ورجال الأعمال تلقاء مدينة التمور في بريدة.. والتي يسعى المنظمون وعبر برنامج متكامل على مدى العام لأن تكون حاضرة بمهرجاناتها وبرامجها والتي كان من أبرزها معرض (قوت) لتسويق التمور والذي يقام كل عام بعد اكتمال تصنيع وتغليف وتعليب التمور من قبل المصانع .. ويهدف إلى تطوير آليات العرض والتغليف والتعليب واطلاع التجار وأصحاب المصانع على التقنيات والتجارب من داخل المملكة وخارجها .. في تجمع كبير ضم تجار التمور من داخل المملكة وبعض دول الخليج .. تم فيه عرض الأحدث في جوانب التغليف والتصنيع والتعبئة .. الأمر الذي يتوقع أن يترك أثرا في خلق نوع من التنافس والتسابق بين المصنعين والعارضين والارتقاء بهذه الصناعة وهو واحد من الأهداف التي يسعى المنظمون لتحقيقها.
أنت في مدينة التمور .. فلا أجمل من جلسة وإطلالة أخاذة .. أدعوك لتتناول معي فنجانا من قهوة مع شيء من تمرات طيبات.
هل تقبل الدعوة؟
نائب مدير التعليم في القصيم
أمين لجنة مهرجان تمور بريدة
رافد اقتصادي وسياحي وقيادي
سليمان الفايز
والنخل باسقات لها طلع نضيد .. رزقا للعباد
ويا عائشة بيت بلا تمر فيه جياع أهله ...
و .. من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر
هكذا هي النخلة والتمرة في وجدان المسلمين .. رزقا وغذاء ودواء وارتباطا بالسنن والعبادات .. ولذلك قلما تجد بيتا ليس من ضمن غذاء أهله اليومي التمر وعلى مدى العام.
وفي السعودية بقيت النخلة من قديم الزمان في وجدانهم وتفننوا فيها بأشعارهم واتخذوا من نبوعها وجريدها مساكن لهم .. ومن سعفها فرشا وحصيرا.. فلا غرابة أن اتخذوها رمزا محببا لشعار بلادهم.
وفي بريدة .. وفي كل عام تُهز فيه جذوع النخيل المحيطة بالمدينة إحاطة السوار بالمعصم .. قنوان دانية.. طيبة من عطاء ربك.. وما كان عطاء ربك محظورا.
وفي كل عام أنت على موعد باذخ لا يتكرر إلا في بريدة .. في تظاهرة أخاذة حين تحتضن مدينة التمور ـــ مع أول نفس صبح من فجر كل يوم ـ إنتاج نخيلها الذي تجاوز عدد الستة ملايين وثلاثمائة نخلة.. حيث تهز السوق حناجر الدلالين .. حينها يتسارع نبضك مع الصبح بأنفاسه في جلجلة تجبرك على أن تقترب أكثر وأكثر.. ما يحتاج أن تسأل.. فصوت المزايدات يأتيك مدويا.
في ذات المكان يصل حجم تداول التمور لملايين الريالات حيث تشكل الكميات الواردة إلى السوق أكثر من 40 في المائة من الحجم الإجمالي لصفقات التمور.. بينما تتم تداول النسبة البالغة 60 في المائة خارج نطاق السوق في مزارع النخيل.. وتصل الكمية المنتجة من نخيل القصيم من 100 إلى 150 ألف طن بقيمة تسويقية تقترب من ملياري ريال.
ومن هنا.. في مدينة التمور في بريدة حيث تقيم أمانة القصيم مهرجانها السنوي مع بداية كل موسم.. بدءا من تدشين ومباركة الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم وتشريفه لافتتاح أول مهرجان للتمور في المنطقة عام 1421 للهجرة.. ومرورا بالعلامة الفارقة في جبين هذا المهرجان حين افتتح الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد مهرجان موسم 1424 للهجرة.. حيث الدفعة القوية والنقلة النوعية.. وتأكيد التوجهات والدعم والمساندة لهذا المنتج الحيوي من قبل القيادة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين أيده الله .. وليس انتهاء وإنما امتدادا للتطوير والنقلات في كل عام حيث يشرف الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن عبد العزيز نائب أمير منطقة القصيم مهرجانها كل عام ويطلع بنفسه على الاستعدادات والترتيبات ويتابع بدقة لحظة بلحظة.
كل هذه المعطيات أملت على المسؤولين في أمانة منطقة القصيم ومن خلال لجنة شكلت للتنظيم والمتابعة والتطوير المسؤولية الكبيرة .. فكانت مدينة التمور بمساحة إجمالية بلغت 300 ألف متر مربع .. التي بدأت مراحلها الأولية تظهر باكتمال مركز النخلة وتتابع بقية المفردات باستكمال البنية التحتية والأساسية والمرافق .. والتي تضم فندقا وهايبر ضخما ومرافق ومنافذ تسويقية وترفيهية وخدمية وسياحية .. في مدينة ستشكل بعد اكتمالها رافدا اقتصاديا وسياحيا .. ومركزا قياديا لصناعة التمور في المملكة ..
مدينة التمور في بريدة منظومة متكاملة .. ومن خلال مهرجانها الأكبر حين تتكامل مفردات التنظيم وتبدأ خيوط شمس أول يوم في الموسم ترسم لوحتها الباكرة المباركة بإحصاء للسيارات المحملة بالتمور وهي تدخل يوميا عبر بوابة المدينة في مسارات منظمة تستوعب أكثر من ألفي سيارة .. تنتهي بالمظلة الرئيسية التي تبلغ مساحتها سبعة آلاف و500 متر مربع والمخصصة للتمور المنزلة والفاخرة .. في ساحة تم تنظيمها وترقيمها وتوزيعها مع تطوير لآليات العرض والتحميل والتنزيل .. إذ يتم عن طريق رافعات وطبليات مخصصة ومرقمة تبعا لترقيمات ومساحات الساحة المظللة .. تحقيقا لخدمة نوعية تراعي الجودة وتحارب الغش وتحقق السرعة في الأداء .. فأنت في سوق حيوي لا يتثاءب .. يعج بالحركة ليلا ونهارا .. ويقوم على الخدمة فيه شباب سعوديون بالتعاون والتكامل مع جهات حكومية وأهلية وخيرية.
وعلى الجانب الآخر تم توفير كافة الخدمات التي يحتاج إليها التاجر والمتسوق من تخصيص مكان لسيارات التصدير وشركات الشحن والتوصيل .. ومكائن الصرف الثابتة والمتحركة على جنبات السوق.
ولا غرو أن تندار اهتمامات المستثمرين ورجال الأعمال تلقاء مدينة التمور في بريدة.. والتي يسعى المنظمون وعبر برنامج متكامل على مدى العام لأن تكون حاضرة بمهرجاناتها وبرامجها والتي كان من أبرزها معرض (قوت) لتسويق التمور والذي يقام كل عام بعد اكتمال تصنيع وتغليف وتعليب التمور من قبل المصانع .. ويهدف إلى تطوير آليات العرض والتغليف والتعليب واطلاع التجار وأصحاب المصانع على التقنيات والتجارب من داخل المملكة وخارجها .. في تجمع كبير ضم تجار التمور من داخل المملكة وبعض دول الخليج .. تم فيه عرض الأحدث في جوانب التغليف والتصنيع والتعبئة .. الأمر الذي يتوقع أن يترك أثرا في خلق نوع من التنافس والتسابق بين المصنعين والعارضين والارتقاء بهذه الصناعة وهو واحد من الأهداف التي يسعى المنظمون لتحقيقها.
أنت في مدينة التمور .. فلا أجمل من جلسة وإطلالة أخاذة .. أدعوك لتتناول معي فنجانا من قهوة مع شيء من تمرات طيبات.
هل تقبل الدعوة؟
نائب مدير التعليم في القصيم
أمين لجنة مهرجان تمور بريدة