تويت
الفنان الذي باع دراجته ليقدم أول عرض مسرحي
همام كدر
هذه كانت بداية الفنان "أحمد منصور" مع المسرح، لا أحد في "حمص" يجهل من هو "أحمد منصور" أو "أبو جاسم" فلكنته الحمصية التي يتقصد إظهارها في المسلسلات تجعل الحماصنة يتباهون دائما به "أحمد منصور" ابن المسرح. موقع eHoms التقى الفنان "أحمد منصور" بتاريخ 23/12/2008 ليحدثنا عن تاريخه الفني وبداياته مع المسرح فقال: «أول مرة مثلت فيها كانت عام/1953/عن طريق الأستاذ "جهدي الأتاسي" الذي اختارني لدور"بلال" مؤذن الرسول "صلى الله عليه وسلم" وكنت في الصف الرابع الابتدائي، أعجبتني قصة التمثيل والبروفات والتدريبات على المسرحية، ثم دخلت في الوسط الرياضي والكشفي في فوج "الجوالة" و"المضرية" للكشاف بـ"حمص" حيث قدمنا العديد من الاسكتشات بمعسكرات الكشاف كان ذلك في أعوام/1957/ و/1958/ وكنت أقوم بالكتابة والتمثيل والإخراج».
عام /1968/ قام الشاب "أحمد منصور" بدور "العم أحمد" في مسرحية "الجدران القرمزية" والتي تتحدث عن القضية الفلسطينية مع فرقة نادي "دوحة الميماس" ويقول عن هذا العمل: «قدمناه لثلاث عروض في سينما "الزهراء" بـ"حمص" وأعتبره أول عمل لي بشكل احترافي أمام الجمهور، تأثرت
به كثيرا منذ قراءة النص لكن قبل عرضه أجرينا بروفات لمدة شهرين ثم احتاجت المسرحية لـ/200/ ليرة حتى تتم فقمت ببيع دراجتي الهوائية التي كنت أذهب عليها إلى المعمل لتغطية جزء من التكاليف».
على الصعيد الشخصي توظف الشاب "أحمد منصور" بمعمل الغزل والنسيج ولم يكمل دراسته وعلى صعيد المسرح تابع العمل فاشتغل مسرحية "العيون ذات الاتساع الضيق" عام /1972/ ثم "الحفلة دارت بالحارة" إخراج "فرحان بلبل"، وكان له دور كبير بتأسيس أول فرقة عمالية في سورية وسميت فرقة المسرح العمالي بـ"حمص" التي قدمت مسرحية "الحلاج" عام/1973/ التي لاقت صدىً كبيراً وتحدث عنها الفنان "منصور" قائلا: «الانطلاقة الحقيقية لي كانت من خلال هذه المسرحية وهي بالنسبة لي نقطة تحول في عملي المسرحي فقد كنت بطلها المطلق وكانت مسرحية صعبة وأخذت عليها جائزة أحسن ممثل في سورية وتكمن صعوبتها بالنص الذي كان من الشعر الحديث للشاعر المصري "صلاح عبد الصبور" وإخراج "فرحان بلبل"».
أحب الممثل "أحمد منصور" عمله وبدأ بتقديم عمل مسرحي كل عام مع فرقة
"المسرح العمالي" فاشتغل "الممثلون يتراشقون الحجارة" الذي قُدّم في أغلب المحافظات السورية وأخذ عليه جائزة أحسن ممثل في سورية للمرة الثانية على التوالي و"القرى تصعد إلى القمر" عام/1978/ التي قدمها في "بغداد" أيضا ثم "لا تنظر من ثقب الباب" و"جوهر القضية" و"الملك هو الملك" كما قدم عدداً من المسرحيات للأطفال منها "الفتى مهران والأميرة جلنار" وأعمال من الفنون الشعبية مثل "العرس الحمصي" الذي لاقى شعبية كبيرة آنذاك.
لم يترك الفنان "أحمد" فرقته المسرحية رغم العروض التي أتته من التلفزيون والسينما وذلك لإيمانه بالعمل الجماعي على حد قوله لكن مع كثرة المسؤوليات وزواجه أصبح بحاجة لمساعدات مالية خصوصاً أنه لم يقبض أي أجر من عمله المسرحي حتى عام /1990/ لذلك توجه للتمثيل التلفزيوني وعن أول عمل له في التلفزيون قال: «كانت سهرة تلفزيونية بعنوان "النزاع" وقمت بدور "القاضي" العمل من إخراج "محمد فردوس أتاسي" وتأليف "عبد النبي حجازي"، أما العمل الثاني فكان مسلسل "الذئاب" مع المخرج "بسام الملا" ثم تتالت بعد ذلك الأعمال التلفزيونية من "العبابيد" إلى "عدالة الصحراء" و"المحكوم" و"الجسر" و"ثلوج الصيف" و"ليل المسافرين" وصولا إلى "ليس سرابا" و"الحوت" عام/2008/».
أما في رصيده السينمائي فيوجد فيلم واحد بعنوان "بقايا صور" المأخوذ عن رواية الأستاذ "حنا مينا". وإذاعياً عمل واحد أيضاً وهو عمل ديني بعنوان "سدنة الكعبة". أما آخر عمل مسرحي قام به مونودراما بعنوان "محاكمة فرحان بلبل" للأستاذ "محمد بري العواني" عام/2008/ ولديه تجربة في الكتابة المسرحية عام/2006/ في عمل بعنوان "لحظات منسية" ويعمل حالياً على كتابة مسلسل تلفزيوني يقدم الأحداث الهامة التي جرت بـ"حمص" منذ عام/1924/ وحتى الاستقلال وسيقدمها مسرحية بعنوان "أم الحجارة السود" يقول الفنان "أحمد" عن هذا العمل: «أتمنى من المسؤولين بـ"حمص" أن يدعموا هذا العمل لأنه الوحيد الذي يتحدث عن "حمص" في هذه الفترة وأظن أن طلبي ليس مستحيلاً لأن "حمص" مدينتنا».
الجدير ذكره أن الفنان "أحمد منصور" من مواليد "حمص" /1941/، ممثل مسرحي لديه أكثر من/30/ عملاً مسرحياً، أكثر من/20/ عمل تلفزيوني، حصل على جائزة أفضل ممثل في سورية عامي/1973/ و/1974/. متزوج منذ عام /1980/ ولديه ثلاثة أبناء وهم "حسناء وزينة ومحمود".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
تعليق