إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تشكل النيازك مفاتيح لأسرار المريخ ودلائل تظهر وجود الماءعليه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تشكل النيازك مفاتيح لأسرار المريخ ودلائل تظهر وجود الماءعليه

    دلائل تظهر وجود الماء

    على سطح الكوكب الأحمر منذ فترة طويلة

    نيازك تشكل

    منذ أن فقد العلماء الاتصال بالمركبة الفضائية بيغل 2 بعيد هبوطها على سطح المريخ أواخر عام 2003، توالت الأسئلة في الأوساط الاختصاصية وخارجها عن الزمن الذي سيرسل فيه العالم مسباراً آخر للبحث عن الحياة على الكوكب الأحمر.
    حملت بيغل 2 معها جهازاً متطوراً كان يمكن أن يكتشف آثار وجود كائنات حية حالية أو في عصور سابقة على المريخ. وفي المقابل فإن أياً من المسبارات الثلاثة التي أرسلتها ناسا بنجاح إلى المريخ منذ ذلك الحين استطاع امتلاك القدرة على القيام بمثل هذه المهمة. وكانت ناسا قد اتفقت في السابق مع وكالة الفضاء الأوروبية على مهمة لإرسال مسبارين جوالين للبحث عن الحياة على سطح الكوكب الأحمر بحلول 2018. لكنها أعلنت هذه السنة انها مضطرة بسبب القيود على ميزانيتها لإعادة النظر في حجم المشروع على نحو قد يفضي إلى تقليص قدراته وتجهيزاته العلمية إلى حد بعيد. وحتى وكالة الفضاء الأوربية نفسها، كانت قد وعدت بإرسال رحلات تالية للبحث عن الحياة على المريخ في 2007، لكن ذلك التاريخ تم تأجيله مرة تلو الأخرى.
    لكن لحسن الحظ، كما يقول كولي بيلينغر، أستاذ علم الكواكب في الجامعة البريطانية المفتوحة، فإن هذه الإحباطات كلها لا تعني أن علينا التوقف عن البحث عن الحياة على الكوكب الأحمر. فلدينا هنا على الأرض مورد كبير من قطع الصخور النيزكية المتشظية عن سطح المريخ، والتي حملتها إلينا الكويكبات السيارة الصغيرة التي اصطدمت بالأرض في العصور السابقة. ويوجد أكثر من 90 مثالاً على هذه النيازك المريخية، وإن كان بعضها قد جاء من جسم فلكي واحد تفتت في غلافنا الجوي. وكان العلماء قد عثروا على العديد من هذه الصخور في صحراء الشمال الإفريقي.
    يقول البروفيسور بيلنغر في هذا الصدد: نحن نعلم ان هذه الشظايا آتية من المريخ لأن جميع الينازك تحتوي على مفاتيح تدل على أصولها. فداخل بعضها، هناك جيوب صغيرة دفينة من الزجاج المتشكل خلال اصطدام الكويكب بالأرض، وتحتوي تلك الجيوب على آثار غازية. وعند قياس تكوين هذا الغاز وجد العلماء أنه متطابق مع تحليل الغلاف الجوي المريخي الذي جمعت بياناته مسبارات فايكينغ التي أرسلتها ناسا في عقد السبعينات، وهو اكتشاف قدم أول إثبات على أن بعض النيازك التي عثر عليها على الأرض قادمة من المريخ.
    ومن المؤشرات الأخرى التي تدل على أصل النيزك الوفرة النسبية لنظائر الأكسجين الثلاثة: الأكسجين 16، الأكسجين 17 والأكسجين 18، في جزيئات السيليكات التي تحتوي عليها. وبما أن الوفرة النسبية لهذه النظائر تتفاوت من مكان إلى آخر في أنحاء نظامنا الشمسي، فمن الممكن تحديد ما إذا كان النيزك قادماً من القمر، أو حزام الكويكبات السيارة أو المريخ. وفي الجامعة البريطانية المفتوحة، ابتكر بيلينغر وزملاؤه أسلوباً يستخدمون فيه الليزر لصهر معادن السيليكات بوجود مواد كيميائية معينة تحرر الأكسجين، ليقوموا بعد ذلك بإجراء قياسات دقيقة جداً لنظائر الأكسجين الناتجة. وتتميز النيازك المريخية بأن نسبة الأكسجين -17 فيها زائدة قليلاً، وهكذا يتم تحديد ما إذا كان الشظية الصخرية مريخية أم لا.
    ويمكن لهذه النيازك أن تخبرنا أيضاً عن وجود الماء على المريخ. ولذلك لأنها تحتوي على معادن مثل الكربونات، والتي من المحتمل أن تكون قد ترسبت من الماء. ولم تتمكن المركبات الفضائية التي دارت في فلك المريخ قط من العثور على هذه المعادن بكميات وفيرة، وإن كان مسبار فونيكس الأميركي الذي هبط على سطح المريخ قد عثر على أملاح مختلفة ربما تكون قد نشأت بطريقة مشابهة. وهناك دلائل كثيرة أخرى تشير إلى أن الماء، الذي يعتبر أهم مكونات الحياة، قد وجد في عصر من العصور على سطح المريخ لفترة طويلة. فلقد اكتشفت مركبة مارس إكسبرس الأوروبية وغيرها من المركبات الأميركية معالم واضحة على سطح الكوكب الأحمر لا يمكن أن تكون قد تشكلت إلا بوجود كميات كبيرة من الماء قبل نحو 3 مليارات سنة. وهذا التاريخ يتوافق مع ترسبات الكربونات المكتشفة في شظايا النيازك المريخية على الأرض، والتي يقدر عمرها بنحو 3.9 مليارات سنة، وذلك باستخدام طريقة قياس النظائر المشعة.
    سر جديد
    استطاعت دراسات النيازك المريخية التفوق على النتائج التي توصلت إليها مسبارات ناسا أيضاً. ففي عام 1978، قام روبرت هاتشيسون في متحف التاريخ الطبيعي في لندن بدراسة حجر من نيزك مريخي، وعثر فيه على دلائل تشير إلى وجود معادن مترسبة من الماء وكان هذا قبل 25 سنة من الدلائل المشابهة التي توصل إليه ستيف سكويرز وفريقه في ناسا من دراسة البيانات التي أرسلها المسباران المريخيان سبيريت وأبورتشينيتي.
    ولذلك فإلى أن يتم إرسال مركبة أخرى للهبوط على سطح المريخ، وهو أمر لا يتوقع أن يحدث قبل ثماني سنوات، ليس أمام العلماء سوى الانتظار - أو البحث عن سر جديد مخبأ بين ثنايا أحد النيازك المريخية الكثيرة الموجودة على الأرض.
يعمل...
X