Announcement

Collapse
No announcement yet.

سوريا ... ودروس التاريخ والحساب

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • سوريا ... ودروس التاريخ والحساب

    السوريون نجحوا في امتحان التاريخ نجاحا باهرا رغم الصعوبات والخسائر التي تكبدوها , ساعدهم في هذا النجاح غباء المعارصة المأجورة ووفرة وثراء الارث التاريخي , كما ساعدهم انحطاط وسائل الاعلام النفطية ودعارتها التي باتت مكشوفة , مما وفرت للسوريين انفسهم حتى المترددين منهم فرصة تلقي جرعات سم خفيفة للوقاية من لدغات كبيرة لهذه الافاعي النفطية .
    يبقى على السوريين النجاح كذلك في اختبارات درس الرياضيات والحساب . وسيكون نجاحهم فيه مؤكدا , لأن اسئلة الرياضيات والحساب قُدمت للسوريين محلولة , حيث نسي الاحتلال الامريكي أجوبة الاسئلة مكتوبة على السبورة العراقية بالالوان وليس بالطباشير الذي يزول مع الايام . وما على الممتحنين السوريين , إلا قراءتها واستنساخها في الذاكرة ومن ثم استحضارها للتعامل مع ما يجري من عبث وتخريب ومؤامرة دولية غير مسبوقة على بلد مسالم عضو في الامم المتحدة , ملقح ضد الجدري والتيفوئيد وضد الاخوان المسلمين وضد الحركات المتشددة , وملقح ضد أمراض صندوق النقد الدولي والمساعدات المالية والقروض .
    أما اسئلة الرياضيات وأجوبتها النموذجية , فيجيب عليها قيادي كبير في الاخوان المسلمين في العراق , عبر كلمات كان يرددها وهو يحتضر في المستشفى , بعد أن نُقل اليها على عجل جراء إصابته بطلقات نارية من مسدس كاتم للصوت . كان يحمله طفل في السادسة عشر من العمر حاول إغتياله في شارع عام في وسط النهار ونجح بذلك . وحقيقة استخدام الاطفال دون البلوغ القانوني في الاغتيالات والتي تشي بوضوح أن الجهات الممولة والداعمة لهذا التوجه ذات خلفية مخابراتية غربية , لانها تريد أن تتنصل من التبعة القانونية باستخدام الاطفال لعمليات قذرة دون السن القانوني . وهذا الموديل يجري تسويقه في كل العمليات التي تجري في المنطقة ضد الانظمة والشعوب . هذا القيادي في الاخوان المسلمين من الذين شاركوا في العملية السياسية التي طبخها الاحتلال الامريكي بعد غزو العراق , وتبوأ مناصب قيادية في الدولة , وقبض الرواتب والمكافأت من السفارة الامريكية , وداس الجنود الامريكان على راسه في الشارع بعد أن أراد أن يدلي لوسائل الاعلام بتصريحات وطنية ( غير لائقة في مفهوم الخونة والجواسيس ) تطالب بالاستقلال أو توفير بعض الخدمات .
    ولما إنكفأ الى احد الجوامع والصومعات ليستدرك بعضا من الوطنية ويعيد حفظ بعض الاحاديث النبوية التي نسيها حينما تحالف مع العدو الصريح , جرى إعتقاله وإتهامه باللواط مع بعض المصلين ( بوضعية السلبي كي لايمنح بعض الرجولة المتخيلة عند الشاذين ) , ثم أطلق سراحه لعدم كفاية الادلة ووفرة البصمات في خلفيته , ولكي لايظل هذا الرجل مع احتقاناته ويتعفن بتلك الاحتقانات جرى إغتياله بواسطة طفل بمسدس كاتم للصوت , ونُقل الى المستشفى وهو في الرمق الاخير , وهنا لابد لتذكير كل المعارصة في سوريا وغيرها الذين تتخذهم القوى الاستعمارية دمية تقتل بهم وتفتك , لابد من التذكير بأن القانون في البلد والامن والاستقرار مهما كان شكل السلطة فيه أرحم لهم من الاجنبي المستَخدِم له , لان القوى الامنية والمحاكم سوف تخجل أو تتردد في إعدامهم أو تصفيتهم بطريقة بشعة لاعتبارات عشائرية واجتماعية , واعتبارات أخرى معقدة يحجم عنها من كان في السلطة , وما يشاع عن مقابر جماعية وهولوكسات لدى بعض الانظمة مجرد فقاعات أعلامية لتبرير الاعتداء والاحتلال والتدخل العسكري في البلاد . أما المحتل فلا يأنف ولا يأسف على تصفية أي شخص مهما علا كعبة ولو كان أخ للكلينتون في الرضاعة , ويجري تصفيته بأبشع الصور , وكلنا نتذكر قياديين كبار في المعارصة العراقية جرت تصفيتهم بعد الاحتلال مباشرة بطريقة بشعة , لانهم أرادوا أن يلبسوا لبوس الوطنية أو يدعوها . والاخرين ممن ابقت عليهم قوات الاحتلال , ونصبتهم في المقاعد والبرلمانات قيدتهم بولاء مطلق والا فالقتل على ايدي مراهق هو مصيرهم , أو اي اتهام آخر جاهز لهم . لان العميل للأجنبي يكون أرخص عندهم من (فردة النعال ) . وكلنا يتذكر أحمد شاه مسعود في افغانستان الذي قتل قبل دخول قوات الناتو , وفي الامس القريب قُتل القائد العسكري للمتمردين الليبيين عبد الفتاح يونس , الذي أبى الا أن يموت بهذه الصورة الرخيصة .
    نُقل هذا القيادي في الاخوان المسلمين وهو يحتضر ويصرخ في المستشفى : ياجماعة لو أعطينا عشرة الاف شهيد في معركة شرف ضد هذا المحتل , هم كانوا شهداء عند الله وهم كانوا ضريبة نعطيها للشرف والكرامة . وأخذ يسترسل لو اعطينا عشرين الف ...ثلاثين ألف ....خمسين ألف ....سبعين ألف .. لكان احتفظنا بممتلكاتنا وببنيتنا التحتية واحتفظنا بتاريخنا وسمعتنا , ولا أغتُصبت نساؤنا ولا تعوق اطفالنا ولا تشتت شملنا , ولا ناحت الغربان في مؤسساتنا الحكومية . لقد دفعنا لحد الان مليون شهيد وخربت البلاد والعباد , ولاكهرباء ولاماء ولا وأمن ولا أستقرار . وظل يعدد مناقب الاحتلال ومنجزاته ومآثره ورحماته الربانية حتى مات . كانت كلماته إختصارا لما جرى في العراق وكانت آيات بينات نأمل أن يقرأها السوريون الان جيدا , ونحن على يقين أنهم قرأوها . عليه فما يفقده الان الجيش السوري والقوات الامنية السورية والشعب السوري البطل من ضحايا هم شهداء أولا , وزكاة لهذه الارض وسوف يغرسون بدمائهم الزكية بذرة المنعة , ومن الرجولة بمكان أن يقوم الرجال بحماية العرض والمال والنساء والاطفال , وسيشرف سوريا أن تدفع المزيد , ويجب أن يكون التوجه لذلك من أن تكون صورة مستنسخة من العراق .
    ماجرى في العراق لم يُقرا بعد , ولا كُشفت كل تفاصيلة , لان ما جرى في العراق يندى له جبين الانسانية , ولم يجر فيه منذ هجوم هولاكو على الانسانية , وأن ما قامت بتغطيته وسائل الاعلام العالمية لم يكن الا مظاهر معارك وتفجيرات تقوم بها القاعدة ومشاكل طائفية بين المكونات . وتولت قنوات الجزيرة والعبرية الملف العراقي على طريقة بائع الفول الذي لاينادي الا على الفول , وأختزلت حسب الرغبة الامريكية المشهد السياسي العراق بانه خلاف بين الكتل السياسية , وأستلبت كل الذاكرة العراقية وكل المشهد العراقي لتقدم للعالم تناحر طائفي يجري في العراق دون السؤال مرة واحدة عمن خلق هذه الحالة الشاذة , ومن حاول أن يخرج عن الطريق في تغطيته الاعلامية ويجتهد خارج النص الامريكي , فان الطائرات الامريكية تقتله خطأ , كما جرى لمراسل ومصور رويتر . أو أن المجاميع المسلحة تقتله بصورة بشعة نيابة عنهم كما جرى لمراسلة العبرية وبعض مراسلي الجزيرة . كما أن على السياسيين في العالم الذين يزورون بغداد عليهم أن يأخذوا حقنة لعمى الالوان . كي يشاهدوا الدماء المسالة يوميا في شوارع العراق يروها خضراء ,فماذا يعني أن تنهار سوريا (لا سامح الله ) وتصبح نسخة من العراق . يعني ذلك
    أن يحرم علماء الدين في العراق أكل السمك من دجلة والفرات لانه يأكل الجثث الكثيرة الملقاة فيه يوميا , ولايعلم أحد من القاتل ,إلا الله والمجاميع التي تتشكل يوميا بالالاف .
    أن يبيع زعماء سياسيون دبابات العراق (خردة ) للدول الجارة والمنظمات والعصابات .
    قتل مبرمج وكاتم ونظيف لكل الاكاديميين وعلماء الذرة واساتذة الجامعات التخصصين والخبراء وكبار الطيارين وكبار الخبراء في القوات المسلحة .
    إستيراد 500 الف شخص أجنبي من دول الجوار وإسكانهم في مدينة لتحقيق الاغلبية الديموغرافية .
    سفراء عراقيون في الخارج يحملون جنسيات تلك الدول وبعضهم لايتكل العربية .
    إتلاف للوثائق والسجلات في بعض محافظات العراق والارشيفات وكل ما يتعلق بالتاريخ , لكتابة التاريخ من جديد وتصديق صحة الادعاءات .
    إغتصاب مبرمج ومحدد للسجناء مع وجبات الطعام مع حصانة قانونية من عدم المساءلة , لارتباطات استراتيجة أمريكية وتمرير معاهدات طويلة الاجل .
    سرقة واضحة لمليارات الدولارات من عوائد النفط ومن الخزين المالي , وإحراق مباني الوزارات دوريا التي تحوي ملفات ومعلومات بهذا الشأن .
    خمس انتخابات برلمانية , لا يقفز فيها الا رعاة العملية السياسية واذنابهم , يُساق اليها الشعب عبر غسيل الدماغ , وتثوير الرأي العام المخدر . والانتخابات في حقيقتها كانت لتملص قوات الاحتلال من التبعة القانونية لما احدثته من فوضى عارمة لم يستوعب تفاصيلها الرأي العام العالمي . ودفعت الجماهير المخدرة والمستَفزة بالطائفية حتى النخاع دفعت باشخاص أميين الى البرلمان وزيادة في ذلك تسترت على تزويرهم لشهادات الدكتوراه المشتراة من الاسواق الشعبية .
    عشرات القنوات الفضائية ووسائل الاعلام التي تعمق الطائفية وتمول مباشرة من ايران أو دولة نجد والحجاز ويتولى بندر عبد العزيز مسؤلية تمويل الجماعات السنية المقاتلة فيما يتولى جهبذ الاعلام في الحجاز تمويل القنوات الفضائية ذات الطابع التكتلي الطائفي المحرض . وتتولى هذه القنوات عمدا تعطيل أي اتفاق على العملية السياسية إن وجدت , خدمة للاحتلال الذي يريد تحقيق الفراغ الامني لتمرير الاتفاقية الامنية واتفاقيات أخرى تربط العراق به عللى الدوام .
    أما من ناحية القتل والتفجيرات فحدث ولاحرج , ويكفي أن نشير الى ثلاث تفجيرات حدثت في سنة 2006 على سبيل المثال كانت من فئة الألف قتيل , يعني سقط في كل تفجير ألف ضحية , أولها على جسر الائمة في بغداد أثناء مناسبة دينية , وكانت نتيجة خبر كاذب بوجود متفجرات مما حدا بالناس والاطفال الى إلقاء انفسهم في النهر . يومها خرج علينا رئيس الوزراء في التلفزيون في درس ديني يُفسر لنا مقادير الزكاة واقوال الفقهاء . وثانيها في بلدة داقوق وهي بلدة صغيرة يقطنها شيعة تركمان , وقد انهارت سقوف البيوت على ساكنيها من الاطفال والنساء في رمضان قبيل الغروب , والثالثة في بلدة سنجار الصغيرة التي يقطنها سكان من الطائفة اليزيدية . هذه الحوادث النموذج سقتها لكثرة الخسائر بالالف للواحدة وثانيا لانها طائفية ثانيا . ومسالة اللعب بالاقليات والطوائف يشكل ابادة جماعية لهم , لاشأن للعراقيين بها بتاتا , وأنا مسؤول عن هذا الكلام , فكلما اراد المحتل إثبات وضع أو تمريره أو استعداء جهة على أخرى تولت المجاميع الاهابية والقاعدة (المفترضة ) تحقيق هذه الرغبة , وكلما أرادت جماعات عرقية التمدد جغرافيا في العراق وإغتصاب ما يمكن إغتصابه من مكاسب في ظل عدم وجود دولة , كانت تستخدم ارواح الاقليات واطفالهم ونساءهم أداة لتنفيذ مخططات قذرة , وكلما أخفق الاحتلال في بلورة موقف لصالحة , فإن الكنائس تكون حاضرة للتفجير وقتل المصلين لاثارة الرأي العام وإستدرار إهتمام الاوربيين الذين يتساءلون بين فترة وأخرى عما يجري في العراق ,
    ناهيك عن حوادث الاغتيال الشخصية التي تنفذ فقط ب 50 دولار , والتي لايعلم من ينفذها ولا من يأمر بها ولا من يخطط لها , وناهيك عن موديل الجثث الملقاة في الشورارع في سنوات 2005 و2006 والتي لا يجرؤ أحد على دفنها ولا رفعها من مكانها لان الارهابيين أمروا أن تلقى للكلاب , وقد شهدت بنفسي جثة بقيت اسبوع في الشارع العام على طريق مروري من العمل الى البيت , ويتكرر هذا المشهد مع أم تبكي تستصرخ الناس أن يرفعوا جثة ابنها من الشارع ,
    أما في الشأن السياسي , فصورة الكتل السياسية فبل الاجتماع الاول للبرلمان الحالي تنبؤك اليقين . هواتف رؤساء الكتل السياسية مفتوحة مع طهران وانقرة والحجاز واسرائيل . وقبل أي اتفاق يأخذ السياسي الاشارة الخضراء من هذه العواصم والتي لاتخجل ابدا من الاعلان عن هذا , ففيما تعلن الصحافة أن رئيس البرلمان قرر الانسحاب , لكنه تلقى تلفونا من الرئيس التركي فعاد وقرر القبول بالمنصب وكذلك كبار القادة السياسيين , ولم يكن هذا الاجراء بعيدا عن ملاحظة المحتل وتأييدة ليورط هذه الدول باخفاقات العملية السياسية , ويجنب نفسه التبعة . فحتى المومس لاترضى أن تكون لاكثر من قواد . فما تأثير هذا على المواطن وأي ثقة تبقى للمواطن في البلد والارض والقضية والمصير , وهكذا اراد المحتل وهكذا جرى الامر .
    فالنظام السياسي الوطني , مع حد أدنى من الاستقلال والاكتفاء , ورغبة في الاصلاح والتطوير , أفضل كثيرا من صور مأساوية قد لايتمكن قلمي من نقلها . وعودة الى سوريا وللتذكير فإن الداخل اليها من تحت عباءة الاخوان المسلوخين , سيرينها وشعبها سوء العذاب , وسيذبح الاخوان والحرية المتبجح بها يوما أسود لم يروه . لانه سيستخدمهم أسفنجة يمتص بها بعض القذارات ثم يحرقها . وإلى المدن والقصبات السورية خاصة (حماة ) ونعرف أن فيها راشدين , نقول أعجزتِ أن تكوني مثل الفلوجة , التي أبت أن تكون موطئا للمحتل الا أن ابيدت ودمرت بالكامل , ستدخل الفلوجة التاريخ وستدخلينه , وعليك أن تختاري العنوان في الدخول . نحن جميع نعرف هذه الخرافة \ الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان والتعددية \ وجميعها عمليا لاتخص الانسان العربي ولاتعنيه بقدر لقمة الخبز والعمل وتوفير السكن والعيش الملائم , وهذه لاتوفرها هيلاري كلينتون , التي تتباكى على قطع الانترنيت في سوريا بضعة أيام , وأمريكا قطعت الكهرباء عن الشعب العراقي لمدة 15 عاما , ولا يوفرها العرعور ولاخدام ولا ساركوزي قاتل الاطفال الليبيين .
    بعد هذا كل اقول لمن كتب أو يكتب عن سوريا أن يضع هذه الصورة البانورامية المصغرة أمامه , ويستبق الاحداث قبل فوات الاوان . فان كان الاخوان المسلوخين , ويفترض أن يلم ببعض الادبيات الدينية , فإن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز وما بعد الحق الا الضلال . وإن كان من الاخرين الذين أشربوا في قلوبهم الخيانة والارتزاق , وأستخدموا لكي يدمروا هذه البقعة الطيبة من ارضنا العربية , أقول ولاول مرة اتلفظ بهذه الالفاظ وبعد عقود طويلة في الكتابة , ولاني أحترم نفسي والاخرين وليعذرني القراء هذه المرة ) اقول لم يبقَ من يكابر ويقفز على هذه المقارنة وهذه الحقيقة وهذا التذكير . إلا جحش إبن جحش . ومعذرة للقراء إن خدشت الحياء العام واللياقة الادبية.


    من قلم : أسامة غاندي
    منقول ...

    Photographs - Logos - Webs -
    Advertisements

    00963-932767014
    [email protected]


  • #2
    رد: سوريا ... ودروس التاريخ والحساب

    شعب يمتلك تلك الابجدية النبيلة والوطنية
    حتماً سينتصر على كل الأعداء
    شكراً على هذا الدرس
    وألف شكراً على هذا الفكر الراقي والمبدع
    دمتم ودام الوطن بمجده وعزته
    وليعطي أبنائه كل يوم درس لمن لا يفهم
    أضعف فأناديك ..
    فأزداد ضعفاً فأخفيك !!!

    Comment

    Working...
    X