تويت
تناول نماذج سلبية في إطار التحول المجتمعي
"حيسة وعفيسة" كوميديا ناقدة لفوضى العلاقات
الشارقة - حسام ميرو: بحضور محمد حمدان بن جرش مدير عام مجموعة مسارح الشارقة وإسماعيل عبد الله رئيس جمعية المسرحيين وأحمد بو رحيمة مدير إدارة الفنون في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة عرضت مساء أمس الأول فرقة مسرح أم القيوين الوطني مسرحية “حيسة وعفيسة” في قصر الثقافة في الشارقة، والعمل من تأليف وإخراج سالم العيان، أما الأشعار والألحان التي تضمنها العمل فهي من تأليف زياد قطان، وقد سبق العرض فقرة تكريمية، حيث كرم سعيد سالم رئيس مجلس إدارة مسرح أم القيوين كلا من بن جرش، وعبدالله وبو رحيمة، وشكر جهودهم من خلال المؤسسات التي يمثلونها في دعم الحركة المسرحية في الإمارات .
أما العرض الذي ضم عدداً كبيراً من الممثلين فقد وصل إلى 17 ممثلاً، فقد تناول على مدار ساعتين تحولات المجتمع الإماراتي من حياة الفريج إلى الحياة الحديثة، وما اسم العمل “حيسة وعفيسة” والذي يعني باللهجة العامية حدوث نوع من الفوضى التي تؤدي إلى حدوث أخطاء، سوى تعبير عن الثيمة الأساسية للعمل، ويركز العرض على أربع شخصيات رئيسية هي عبدان وخلفان، وسويلم، وأبوعزيز، وهم رجال كبار السن عاشوا معاً طفولتهم وشبابهم في الفريج، لكن التحولات أثرت في كل واحد منهم بطريقة مختلفة، لكن التأثير السيئ للوفرة المالية كان أكثر بروزاً لدى خلفان وعبدان، حيث راح الأول يتزوج المرة تلو المرة، حتى أصبح لديه أربع زوجات، ومع ذلك فهو غير راضٍ وما زال يسعى وراء رغباته، وأصبح لديه كم كبير من الأولاد، من دون أن يهتم بهم، أو يعرف ماذا يفعلون، وإذا كان خلفان لم يكن قد أكمل تعليمه، و”ربما” لديه بعض العذر على لسان صديقه أبوعزيز، إلا أن عبدان المتعلم ومدعي الثقافة ليس بأحسن حالاً من خلفان، وهناك سويلم الذي تحول إلى شخص سلبي ليس لديه أي موقف، بينما نجد أن “أبوعزيز” هو الصوت الناقد لما يجري من حوله، ورغما من الطابع الكوميدي للعمل، لكن النهاية المأساوية التي تحل باثنين من أبناء خلفان، والابن الوحيد لعبدان والمتمثلة بإمساكهما متلبسين في قضية مخدرات، والإصابة بمرض الإيدز، تكشف عن سقوط جدار الدفاع الذي تمترس وراءه الوالدان، وهو أن التربية لا تعني سوى إمداد الأبناء بالمال .
جاء ديكور العمل المتمثل بالمقهى الشعبي الذي يجاوره محل لبيع الهواتف المتحركة وآخر لبيع العطارة إشارة إلى الفوضى التي حلت بالمكان الاجتماعي، ومتناغما على المستوى الدرامي مع موضوع العمل وشخوصه .
وعلى مستوى الأداء يمكن القول إن العمل أظهر عدداً من المواهب المتمكنة في الأداء الكوميدي، خاصة أنه من المعروف بأن أداء الكوميديا هو أمر صعب، وقد اعتمد العرض بشكل رئيسي على كوميديا الحركة واللفظ معاً، وهو ما جعل وتيرة العمل لا تقع في رتابة الإيقاع، كما أن التنوع في الكاريكترات وضع المتلقي أمام نماذج متنوعة الأمر الذي ظهرت نتائجه الإيجابية في ردة فعل الجمهور .
وقال سعيد سالم إن هذا العرض هو محاولة جادة من قبل مسرح أم القيوين الوطني لتقديم مجموعة من الطاقات الأدائية التي تآلفت ضمن هذه المسرحية، كما أن العمل يقدم نقداً اجتماعياً بصيغة كوميدية هادفة تسعى إلى التفاعل - من خلال ما تطرحه - مع الجمهور في خضم التحولات التي طرأت على المجتمع، وقد جاء العمل نتيجة للتعاون المسرحي مع جهات عدة، مثل مجموعة مسارح الشارقة، ومسرح رأس الخيمة الوطني، والمسرح الحديث، وهو يشكل بذلك نموذجا عن التعاون بين مختلف الجهات المسرحية الإماراتية .