إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الباحث ( يوسف حسين بكار ) كاتب وأديب وناقد من الإردن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الباحث ( يوسف حسين بكار ) كاتب وأديب وناقد من الإردن

    يوسف بكار

    ولد يوسف حسين بكار في منطقة جسر المجامع في الأغوار الشمالية عام 1942، درس المراحل ما قبل معهد المعلمين في مدارس الأغوار ربد، ثم التحق بمعهد المعلمين في عمان وتخرج منه عام 1960. أوفدته الوزارة في بعثة علمية إلى جامعة بغداد عام 1961 فتخرج فيها بدرجة البكالوريوس في اللغة العربية، وآدابها عام 1965. وفي عام 1967، أوفد إلى القاهرة ليواصل تعليمه العالي فحصل على درجة الدبلوم العالي والماجستير، الأولى من معهد البحوث والدراسات العربية، التابع لجامعة الدول العربية، والثانية من جامعة القاهرة. بعد أن أنهى الماجستير التحق بالجامعة نفسها في قسم اللغة العربية وفيه تخرج عام 1972، بدرجة الدكتوراه في النقد الأدبي بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى.

    عمل منذ تخرجه من جامعة بغداد في حقل التدريس، فدرس في كلية الحسين بعمان وفي مدارس إربد، في الفترات التي كان يستريح فيها بين مرحلة دراسية وأخرى. وبعد حصوله على درجة الدكتوراه عمل أستاذاً مساعداً ومشاركاً في جامعة مشهد مدة ست سنوات، وخلال هذه الفترة عمل كذلك رئيساً لقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الفردوس في مشهد. في عام 1978 عاد إلى الأردن ليعمل في جامعة اليرموك برتبة أستاذ مشارك وأستاذ فيما بعد.

    نشط يوسف بكّار إلى جانب عمله الأكاديمي المتمثل بالتدريس والبحث الجامعين في مجالات متنوعة، منها ما يتصل برئاسة وعضوية هيئات التحرير وتقويم للعديد من المجلات ومن هذه المجلات أبحاث اليرموك ومجلة دراسات/ الجامعة الأردنية وحوليه كلية الآداب/ جامعة قطر ومؤتة للدراسات، ومنها ما يتصل بعضوية المتخصصة كلجنتي البحث العلمي في الجامعة الأردنية وجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، واللجنة الوطنية العليا للبحث العلمي التابعة للمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، ولجنة إعداد شروط ومعايير الإنتاج العلمي للترقية في جامعة اليرموك، ولجنة ندوة الإسلام والغرب في جامعة اليرموك والعديد من اللجان التي يصعب حصرها. وهو مقيم لبعض الدراسات الأكاديمية الماجستير، والدكتوراه المقدمة لمجلس التعليم العالي من أجل الاعتماد، كما أنه ممتحن خارجي لبعض الرسائل الجامعية على مستوى الدكتوراه في بعض الجامعات العربيّة، والدولية إذْ قام بفحص الإنتاج العلمي المقدم للترقية إلى رتبتي أستاذ وأستاذ مشارك في عدد من الجامعات منها: جامعة "فرجينيا" الأمريكية، جامعة الملك سعود الرياض وجامعة بغداد وغيرها من الجامعات.

    مؤلفاته:

    * الدراسات الأدبيّة والنقدية:


    1. اتجاهات الغزل في القرن الثاني الهجري، ط3، دار الأندلس، بيروت، 1986.
    2. بناء القصيدة في النقد العربي القديم (في ضوء النقد الحديث) ط3، دار الأندلس، بيروت، 1986.
    3. قراءات نقدية، دار الأندلس، بيروت، 3 طبعات، 1980، 1982، 1986.
    4. قضايا في النقد والشعر، دار الأندلس، بيروت، 1984.
    5. في العروض والقافية، طبعتان، دار الفكر، عمان، 1984، دار المناهل بيروت، 1990.
    6. الأدب العربي (من العصر الجاهلي حتى نهاية العصر العباسي (1)، بالاشتراك مع د.محمود السمرة وآخرين – وزارة التربية والتعليم وشؤون الشباب – سلطنة عُمان، 1985.
    7. الوجه الآخر: دراسات نقدية. درا الثقافة – الدوحة، 1986.
    8. الترجمات العربية لرباعيات الخيام: دراسة نقدية، مركز الوثائق والدراسات الإنسانية، جامعة قطر – الدوحة، 1988.
    9. الأوهام في كتابات العرب عن الخيام، دار المناهل، بيروت، 1988.
    10. من بوادر التجديد في شعرنا المعاصر، طبعتان: الأول عن وزارة الثقافة والإعلام – بغداد، 1990، والثانية عن دار المناهل – بيروت، 1995.
    11. أوراق نقدية جديدة عن طه حسين، دار المناهل – بيروت، 1991.
    12. في النقد الأدبي (إضاءات وحفريات)- دار المناهل- بيروت، 1995.
    13. منهج قراءة النص العربي (بالاشتراك مع د.نهار الموسى، ود. صلاح جرار، ود.داود غطاشة). جامعة القدس المفتوحة – عمان ط1: 1995 & ط2: 1997.
    14. العروض والإيقاع (بالاشتراك مع د.خليل الشيخ). جامعة القدس المفتوحة، 1977.
    15. الرحلة المنسيّة: فدوى طوقان وطفولتها الإبداعية. المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2000.
    16. نحن وتراث فارس، دمشق 2000.
    17. عصر أبي فراس الحمداني. مؤسسة جائزة البابطين – الكويت 2000.
    18. سادن التراث: إحسان عبّاس. المؤسسة العربيّة للدراسات والنشر، بيروت، 2001.
    19. لعين البصيرة: قراءات نقديّة. كتاب الرياض (رقم 86) – 2001.
    20. الترجمة الأدبيّة: إشكاليات ومزالق. المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 2001.

    * التحقيق والبيليوغرافيا:

    1. قصيدة الناشئ الأكبر في مدح النبي ونسبه. تحقيق ودراسة، مجلة مجمع اللغة العربية الأردني. العدد المزدوج (3و4). كانون الثاني 1979.
    2. شعر ربيعة الرقي: جمع وتحقيق ودراسة، طبعتان:
    *ط1: وزارة الثقافة والإعلام – بغداد 1980.
    *ط2: (فريدة ومنقحة). دار الأندلس، بيروت 1984.
    3. شعر زياد الأعجم. جمع وتحقيق ودراسة، طبعتان:
    *ط1:وزارة الثقافة والإرشاد القومي. دمشق 1983.
    *ط2: دار المسيرة، بيروت 1983.
    4. شعر إسماعيل بن يسار النسائي: جمع وتحقيق ودراسة. دار الأندلس، بيروت 1988.
    5. عمر الخيام والرباعيات في آثار الدراسين العرب. دار المناهل، بيروت 1988.
    6. رباعيات عمر الخيام. ترجمة مصطفى وهبي التل (عرار) تحقيق واستخراج أصول الدراسة، طبعتان:
    *ط1: دار الجيل، بيروت، ودار الرائد العلمين في عمان 1990.
    *ط2: أمانة عمان ودار الرائد – عمان 1999.

    * الترجمة:

    1. دراستان من وشو: كتاب "قصتي مع العنتر" لنزار قباني إلى الفارسية (بالاشتراك) مع د.غلام حسين يوسفي، طبعتان:
    ط1: منشورات طوس – طهران 1977.
    ط2:منشورات طوس-طهران 1991.
    2. سياسات نامة (سير الملوك) لنظام الملك الطوس (ترجمة عن الفارسية([1]) طبعتان:
    ط1: دار القدس – بيروت 1980.
    ط2: دار الثقافة – الدوحة، قطر 1987.
    3. كزيدة أي أز شعر عربي معاصر. ترجمة كتاب "مختارات من الشعر العربي الحديث" للدكتور مصطفى بدوي (بالاشتراك مع المرحوم د.غلام حسين يوسفي)، منشورات اسبرك. طهران 1991.
    4. البحوث والمقالات المنشورة في المجلات والدوريات:
    كنّا قد أشرنا ليها من قبل، وهي كثيرة جداً وتند عن الحصر في هذا المعجم لذا سنكتفي بذكر بعض منها:
    5. نازك الملائكة وبداية الشعر الحر – مجلة الأقلام – بغداد، السنة الأولى، العدد السابع، آذار، 1965.
    6. فدوى طوقان ودورها في أدب المقاومة في الأرض المحتلة- مجلة البيان- الكويت، العدد (36) – آذار 1969.
    7. أثر القرآن في شعر حسان بن ثابت، مجلة كلية الآلهيات والمعارف الإسلامية – جامعة مشهد، العدد الرابع 1972.
    8. الفارسية وآدابها في البلاد العربية، مجلة كلية الآلهيات، جامعة الفردوس، العدد 12/1974.
    9. كوميديا الشرق الآلهية... جاويدنامة محمد إقبال/ حلقات في جريدة الرأي من 13/2 – 6/3/1981.
    شارك في كثير من المؤتمرات والندوات العلميّة المتخصصة في الأدب والنقد المتفقدة في الأردن وخارجه، وقدّم فيها أوراقاً وبحوثاً جادة، وهي أكثر من ستين ندوة مؤتمر يضيف المجال عن حصرها في هذا المعجم، لذا سنشير إلى أبرز هذه الندوات والمؤتمرات فيما هو آت: المؤتمر الدولي الثالث لتاريخ بلاد الشام، عمان – 1981، ندوة شوقي وحافظ بمناسبة مرور خمسين عاماً على وفاتهما، جامعة القاهرة – 1982، مؤتمر الذكرى التاسعة لطه حسين، جامعة البنا بمصر 1983، مؤتمر اللغة العربية في الجامعات العربية/ الجزائر – 1984، ندوة تأثيرات التغيرات الاجتماعية في الأدب العربي المعاصر، جامعة ما بناد تيرالا/ الهند – 1985، المؤتمر الدولي الرابع عشر للفنون وتبادل المعلومات، مدريد/ إسبانيا –1987. حصل الأديب يوسف بكار على العديد من الجوائز المحليّة والدوليّة تقديراً لجهوده في البحث العلمي والأكاديمي التي أنتج من خلال ما يزيد على ثلاثين كتاباً بين دراسة أدبيّة ونقدية وتحقيقيه وترجمته، كما حرَّر العديد من الكتب ونشر أكثر من أربعين دراسة ومقالة في الدوريات المحلية والعربية كمجلة أفكار التي تصدر عن وزارة الثقافة وراية مؤتة وأبحاث اليرموك ومجله عالم الكتب/ السعودية وأفلام العراقية والبيان الكويتية والعرفان اللبنانية ومجلة المنتدى في ذي والفكر الديمقراطي القبرصيّة وغير ذلك الكثير الكثير.
    أشرف على العديد من الرسائل الجامعية الماجستير والدكتوراة في جامعة اليرموك، كما اشترك في مناقشة عدد كبير من الرسائل الجامعية أيضاً في جامعة اليرموك وغيرها من الجامعات الأردنية والعربية والدولية ويزيد عدد الرسائل التي أشرف عليها أو اشترك في مناقشتها على خمسٍ وخمسين رسالة علمية وبعض الطلابة الآن أساتذة في الجامعات الأردنية والعربية. حظي إنتاجه باهتمام الطلبة والمختصين إذْ تعد بعض كتبه مراجع في حقولها، كما أفردت دراسات عدّة حول جهوده النقدية والأدبية من لدن الراصدين لتطور الفكر النقدي الأردني والعربي، كما اهتمت بنتاجاته وسائل الإعلام الصحفية والتلفزيونية، إذ أجري معه حوالي ثلاثة وأربعين لفائز إذاعياً وتلفزيونياً وصحفياً. وهو يتقن بالإضافة إلى العربية الفارسيّة والإنجليزية.

    * حصل الأديب الناقد يوسف بكار تقديراً لجهوده العلمية المخلصة في الأدب والنقد على عدّة جوائز منها:


    1. جائزة التفوق في التدريس/ جامعة مشهد لعام 1973.
    2. جائزة التفوق في البحث العلمي/ جامعة اليرموك لعام 1984.
    3. جائزة الدولة التقديرية في الآداب (الدراسات الأدبية النقدية)، وزارة الثقافة، الأردن، 1992.
    بالإضافة إلى شهادات تقدير من كل من: نادي الحسرة الثقافي، اللجنة العليا لمعرض الدوحة الحادي عشر للكتاب مركز الوطن العربي (رؤيا) بالإسكندرية، كما أقام المركز المذكور ندوة تكريماً له ندوةً خاصة بعنوان "الدكتور يوسف بكار باحثاً وناقداً لعام 1989.
    4. قراءة هادئة في "الأرض غير المقدسة" للدكتور أ.سي. فورست. مجلة المنتدى، العدد (38) – أيلول 1986.
    المقايسة النقدية قبل القاضي الجرجاني. مجلة آفاق الثقافة والتراث – دبي، السنة (3)، العدد (11) – كانون الأول 1995.
    5. الترجمة مشكلات وأخطاء (رباعيات الخيام نموذجاً). حولية كلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية- جامعة قطر. العدد (19) – 1996. 28 – النص بنية وحدث: محاولة إسهام في مشروع تيار نقدي شامل.
    6. العودة إلى طه حسين. البحرين الثقافية. السنة (5) ، العدد: يناير 1999.
    7. إحسان عباس وتحقيق الشعر في كتاب: إحسان عباس ناقداً، محققاً، مؤرخاً. مؤسسة عبد الحميد شومان. عمان. 1998.

    إِحياء التراث.. لماذا وكيف؟(·)
    د.يوسف بكار
    من كتاب "قضايا في النقد والشعر"
    دار الأندلس – بيروت
    1984

    (1)
    إن يكن "أول الجديد قتل القديم فهماً" فيما كان يقول شيخ الأمناء المرحوم أيمن الخولي، فإن إحياء التراث يظل ضرورة علمية حضارية إنسانية قومية لكل أمة تقدّر ما يستحق التقدير من تراثها وتحاول أن تفيد منه في حاضرها ومستقبلها، وتقدمه إلى الإنسانية "هدايا" تنمّ عن "مقدار مهديها".
    الاهتمام بالتراث "ليس عملاً تاريخياً ماضوياً بقدر ما هو عمل حياتي مستقبلي.... والأمر لا يمكن أن يبقى، كما هو الآن، في حدود الوفاء النظري له والإشادة العاطفية به....، وإنما هو كذلك، أو قبل ذلك، في الانتفاع به، والوفاء لأنفسنا من خلاله...، إنه ليس زينة، ولكنه سلاح..، وليس تباهياً وإدلالاً، ولكنه قبل ذلك نوع من الإِعداد، ولون من كسب الثقة بالنفس...."([2])
    (2)
    ولقد تعددت "الدعوة" إلى "إحياء التراث" وتباينت مع هذا التعدد السبل والأهداف التي لا يغرب معظمها عن بال أكثرنا" وكان آخرها، فيما أعلم، دعوة الدكتور زكي نجيب محمود: "إحياء التراث وكيف أفهمه"([3])، التي صاحبت نشر التوصيات والنتائج الهامة النافعة التي أسفرت عنها لقاءات لجنة "تحقيق التراث ومناهجه" التي اجتمعت ببغداد من 20 إلى 29/5/1980، والتي ضمّت نفراً من المحققين وذوي البصر والخبرة بالتراث العربي الإسلامي من العراق وسوريا والأردن([4]).
    فأما دعوة الدكتور زكي نجيب محمود، فتلمس جانباً هاماً من "لماذا" القضية المطروحة. فالرجل يؤمن، وأؤمن معه أيضاً، بأن "ما كل موروث يجب إحياؤه" بالمعنى العلمي الدقيق لمفهوم لفظة "إحياء". لأنه ليس من الإحياء في شيء إعادة "طبع كتاب اصفرَّت أوراقه في كتاب ابيضّت فيه تلك الأوراق" أو نقل "المادة" من "مخطوط" إلى كتاب "مطبوع" دون النظر إلى "قيمة" المخطوط والفائدة التي يمكن أن تجنى، أولاً وقبل أي شيء، من تحقيقه ونشره.
    وينادي صاحب الدعوة أيضاً بأن الهدف من الإحياء "أن يخرج قارئه ودارسه بروح يستمدها مما قرأ أو درس، ليبثها في حناياه، فإذا هو مصطنع لنظرة جديدة من شأنها أن تعقد الأواصر بينه وبين السلف الذي أحيينا تراثه، حتى لو وقف من مضمون إرثه موقف الناقد أو المشكك". فالقارئ لديوان المتنبي، مثلاً، قراءة إحياء يجب أن يخرج منها وقد سرت في عروقه كبرياء هذا الشاعر القديم، وقارئ "فكر المعتزلة" يجب أن يخرج منه "إنساناً يعتدّ بإرادته الحرّة، التي أسبغت عليه كرامة الإنسان، لأنها ألقت على كتفيه تبعات الإنسان". إن هذا النوع من القراءة الإحيائية لا يحول، بأية حال، في أن نقف من شعر المتنبي ومن الفكر المعتزلي موقف الناقد البنَّاء الموجه.
    أمّا نتائج لجنة "تحقيق التراث ومناهجه" المذكورة وتوصياتها فيجيب التالي منها عن أشياء من "كيف" في عنوان هذا المقال:
    *-إن بعض ما نشر كان حقه التأخير، وإن ما أجلّ منه كان حقه القديم. ومن هنا أوصت اللجنة بتقديم الأهم على المهم، والأصول على الفروع، وما ينشر على ما نشر، وبالتسامح بتجديد نشر المطبوعات التي لم تراع في تحقيقها القواعد العلمية.
    *-يعرِّف المحقق من الأعلام والمواضع وما في حكمها ما يحتاج إلى تعريف من غير استقصاء ولا إغراق.
    *-أن يعرّف المؤلف المشهور تعريفاً موجزاً، على أن تدوَّن مصادر ترجمته لم يريد التفصيل. ويستحسن تدوين تراجم تفصيلية لمن لم يعن بالكتابة فيهم.
    (3)
    وتدعوني دعوة الدكتور زكي نجيب محمود وتوصيات اللجنة التراثية الآنفة إلى أن أعرض مثالاً يتنافى مع جوهر الدعوتين معاً، ولا يحسب في مفهوم "الإحياء" الذي نريد.
    المثال هو كتاب "مقدمة في صناعة النظم والنثر" لصاحب "حلبة الكميت" شمس الدين النواجي (من القرن التاسع الهجري)، وقد حققه الدكتور محمد بن عبد الكريم([5]).
    وأحسب أن هذا الكتاب "من الموروث الذي لا يجب إحياؤه"، وأنه مما نشر وكان حقه التأخير أو الإهمال، ومن الفروع الضعيفة التي قدّمت على الأصول. لأنه، من أوله إلى آخره لا يضيف جديداً إلى ما تعارف عليه النقاد قبله في "صناعة" الشعر والنثر معاً. بل يكاد يكون، وهو كائن، تلخصياً لآراء أكثرهم، دون أن يذكر أيّاً منهم أو يشير إليه، في الموضوعات التي يطرقها. وهذا ما أغرى المحقق وشجعه على الإكثار من الحواشي التوضيحية للتذكير بأصول هذه الموضوعات عند أصحابها الأول وتدوين أكثرها، وربما لزيادة حجم الكتاب الذي لم يزد، مع هذا كله ومع الفهارس المختلفة، على مئة صفحة.
    إن تعريف النواجي للشعر وحديثه عما يرتبط به من وزن وقافية ولفظ ومعنى، وكلامه على "أوقات النظم وحالاته" وعلى "المبدأ" و "المخلص" و "المقطع"، وعلى "التنقيح" و "الرواية" و "الحفظ" إن هذا كله لا يخرج في شيء عما يلقانا هنا وهنالك في مثل: "صحيفة" بشر بن المعتمر في البلاغة، وفي "نقد الشعر" لقدامة بن جعفر، و "مقدمة الشعر والشعراء" لابن قتيبة، و "عيار الشعر" لابن طباطبا العلوي، و "العمدة" لابن رشيق، و "كتاب الصناعتين" لأبي هلال العسكري.
    وينسحب الأمر انسحاباً تاماً على القسم الخاص بالنثر من الكتاب الذي لم يتطرق فيه المؤلف إلا إلى "السجع" تعريفاً وأنواعاً وأمثلة. وقد عرض فيه آراء العلماء والبلاغيين قبله من غير أن يضيف إلى قديمهم شيئاً.
    أما المحقق المولع "بصنع" الحواشي ولوعاً عجيباً، فلم يكتف بحواشيه "التوضيحية" التي أشرت إليها حسب. إنما راح يدوِّن، دون حساب، أكداساً من الحواشي "التعريفية" الزائدة التي لا تضيف إلى الكتاب إلا "ورماً". أفترانا الآن، وبعد أن قطعنا مسافات طويلة في ميادين التحقيق والإحياء في حاجة إلى "هوامش" تعرّف بالمعروفين المشهورين من مثل: عمر ابن الخطاب والحسين بن علي من أعلام الإسلام، ومن مثل: زهير بن أبي سلمى، والنابغة الذبياني، والحطيئة، وجرير، والكميت بن زيد، وأبي نواس، وأبي العتاهية، وابن المعتز، وأبي تمام، والبحتري، والمتنبي، والصنوبري من الشعراء، وبأمثال بديع الزمان الهمذاني، والحريري، والصاحب بن عبّاد، والقاضي الفاضل من الكتاب، وأبي علي الفارسي وابن جني من النحاة واللغويين؟ أنحنُ في حاجةٍ حقاً إلى التعريف بهؤلاء وأمثالهم من المشهورين المعروفين؟ وهل من لوازم التحقيق وضرورات الإحياء أن يعمد المحقق أيضاً إلى ابتكار "هوامش" أخرى يدوِّن فيها "بحر" البيت أو الأبيات التي استشهد بها المؤلف، ويذكر أنواع أعاريضها وأضربها، والكتاب ليس ديواناً أو مجموعاً شعرياً.
    لقد أثقلت حواشي المحقق الزائدة، بأنواعها المختلفة، كاهل الكتاب الذي لو جرّد منها لتضاءل حجمه إلى الثلث أو أقل، ولأتاحت للمحقق نشره، إن كان يستحق النشر، في واحدة من مجلاتنا التي تعنى بإحياء التراث ونشره ودراسته ونقده.
    وعلى أية حال، فلست مع المحقق في أن الكتاب "كثير الفوائد، وهو جدير بأن يحتل مكاناً مرموقاً في رفوف كتب الأدب العربي......".

    ([1]) ترجمة الكتاب بتكليف من اليونسكو – جامعة كولومبيا. أمريكا.
    ·نشر في "العربي" الكويتية. العدد 270 – مايو "أيّار" 1981.
    [2]د. شكري فيصل: التراث العربي: خطة ومنهج – مجلة التراث العربي – دمشق. السنة الأولى – العدد الثالث، تشرين الأول 1980، ص212.
    [3]مجلة العربي – الكويت، العدد 265، كانون الأول 1980، ص12-13.
    [4]مجلة التراث العربي السابقة، ص226-231.
    [5]نشرته دار مكتبة الحياة –بيروت غفلا من تاريخ الطبع
يعمل...
X