إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

للمحيط والبيئة دور في الثقافة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • للمحيط والبيئة دور في الثقافة

    دور المحيط والبيئة في الثقافة



    كل الدراسات التي تعنى بالإنسان وقيمته وقدراته وإمكاناته ترتكز على حقيقة لا يمكن تجاهلها { الإنسان عنصر يمتلك كل القدرات ( الذهنية والجسدية ) لاكتساب المهارات وهذا يؤكد قدراته للتكيف مع البيئة والتلاؤم مع المحيط والتعامل مع مقتضيات الظروف ووقائع الأحوال بما يناسب وذلك اعتماداً على مكتسبات الفكر بتعزيز عملياته ـ التعلم ـ المعرفة ـ التعبير ـ التخيل ـ التصور ـ التذكر ـ .... } وهنا يتأكد لنا أن للبيئة وللواقع المحيطين تأثير شديد في إكساب الإنسان الكثير مما يدفع به لتغيير ما درج عليه انسجاماً مع المتغيرات وتغيير عاداته المتواترة مسايرة للمحيط ، ولا شك فيه أن العنصر البشري عالم يتطور ويتغير ويتطلع ساعياً للارتقاء ويستطيع إخضاع الأشياء وإعادة تشكيلها لتلبية حاجاته منها وتطييع وتدجين المخلوقات لغاياته معيشية ، وعلى هذا أستخلص : { الفكر الإنساني عموماً فكر متجدد ومهيأ للتغيير والتطوير } أما الفكر الذي لا يقبل ذلك يبقى خشبياً محنطاً يتبع له خشبيون محنطون وهنا تتجلى عظمة الخالق عز وجل إذ أنزل كتبه السماوية الكريمة الجليلة لكل زمان ومكان ولكنها كلها نزلت لإعلاء الإنسان العاقل الراشد المتفهم المستبصر المتعلم حيث هو غايتها أولاً وأخيراً فالله سبحانه وتعالى يجل عن الحاجات أياً كانت كما أن الملائكة والمرسلون والأنبياء هم صفوة خلق الله وليس ما يدل أو يشير إلى حاجتهم لما أنزله الله سبحانه إلى خلقه من خلالهم إذ أنهم مطهرون منزهون ومعصومون ، ومن يدقق في آيات القرآن الكريم يتأكد أن الله جلت آلاؤه لم يخاطب أبداً إلا العاقل الذي يستخدم طاقاته العقلية { أفلا يبصرون ـ أفلا يتفكرون ـ أفلا يعقلون ـ ...} إذن يصح القول : أن من يتزمت أو يتطرف أو يتشدد فيما اعتنق من الأفكار أو الاعتقادات ولا يقبل وجود من لا يلزمون أنفسهم بما يريده من تفسيرات يكون أقرب للجهل أو الجاهلية المتحجرة فكرياً وهنا أطرح قضية تعنينا جميعنا وهي وجود البعض من الذين لا يقبلون آخراً ولا يعترفون بما له لا بل منهم من لا يعترف بأن للآخرين الحق في الوجود شركاء في الحياة والمجتمع وأخوة في الإنسانية والوطن والأمة ولا شك في وجود من أحب ذلك لاستثماره وغايته تقويض دعائم الاستقرار الاجتماعي وتمزيق نسيجه المتعدد الأطياف والألوان والمتنوع المناهل والمشارب وبالتالي النيل من هيبة الدولة تمهيداً لإضعافها وإجبارها للانحراف عن مبادئها والتخلي عن أهدافها وتعديل ثوابتها قومياً ووطنياً ولا أريد الخوض في المؤامرة إذ أن الجميع بات متأكداً منها عارفاً مخططاتها ومآربها ومن أعدوا لها كل ما من شأنه نجاح تنفيذها ولكنهم خسئوا ، إنما أريد البحث في أحد عناصر تنفيذها وهم هؤلاء البعض من أصحاب الفكر المحنط غير القابل لأي تجديد والرافض وجود أي آخر فهؤلاء يترعرعون في بيئات متشابهة مغلقة منغلقة ومتقوقعة على نفسها معتبرة أي خروج على المألوف والتقليد خروجاً على المعتقدات عليهم محاربته وهنا أجد أنه من الضروري والملح العمل على تنقية تلك البيئات وتعديل النمطيات فيها وهذا مثال على ما أريد إيصاله من الفكرة : تصوّروا جاهلاً لا يتمتع بما يليق بالإنسان المتحضر المتمدن من نظافة ولباقة وأدبيات وقدّر لهذا المرء أو اقتضت بعض ظروفه الحياتية انخراطه في بيئة متمدنة بين من يتمتعون بقدر أفضل من الثقافة والنظافة والتهذيب والترتيب فما سيكون عليه حاله وكيف سيتصرف حينها ..! باعتقادي أن هذا المرء سيجد نفسه منعزلاً مستنكراً ما يجبره لأن يعدل محاولاً الانسجام مع الواقع الجديد وإلا سيبقى مستغرباً دخيلاً ومنزوياً لا مكان له في هذه البيئة أو هذا الوسط الاجتماعي ولكن بما أن البيئة أو الوسط الاجتماعيين مفروض عليه وجوده فيهما فسيكون مضطراً لمسايرة الواقع الجديد والارتقاء بمستواه ليكون مقبولاً في بيئته الجديدة ، فما هو الحال إذن عند مواطن يقطن حياً شعبياً { كما يسمى } تتلاصق أبنيته وتتضايق زقاقاته وتنتشر فيه مظاهر التقوقع والانغلاق وقد انقلبت حاوية قمامة هنا وتسربت مياه المجارير هناك ليستيقظ هذا المواطن على ما نام عليه بالأمس في حين يتمتع آخرون بحياة أكثر نظافة وترتيباً في أحياء واسعة متمتعة بكل ما يخالف وقائع الحال في حيـّه الذي يعاني إهمالاً وتقصيراً شديدين في مجال الخدمات للارتقاء ولو قليلاً بالمستوى الحياتي فالواقع يقول إن هذا المواطن سيشعر بالدونية أو بالامتعاض أو حتى ستنتابه مشاعر كراهية تطال من يتمتعون بما لا يتوفر له وهنا إما سيبقى منغلقاً على نفسه ويزداد سوء حالته الثقافية وسينعكس ذلك على أهل بيئته وتتكرس عنده تلك الثقافة الهدامة الإلغائية فيكون عرضة لمن يدغدغ أحاسيسه بتعميق الفكر الانطوائي الانزوائي الذي من شأنه توسيع الهوة بينه وبين الآخرين وكراهيته لهم لا بل وعدائيته وتساهم في ذلك الحالة الاقتصادية المتردية إذ تقدم خدمة كبرى لابتعاده عن مظاهر المجتمع الائتلافي الاندماجي أما إذا التفتت الدوائر الحكومية المختصة والجهات المعنية والمنظمات الاجتماعية ( المتنورة ) إلى هذه البيئات وعملت على تحسين بنيتها وأوضاعها الحياتية انطلاقاً من توفير الخدمات عبر المرافق العامة ومروراً في توسيع شوارع الأحياء والسماح للنور والهواء النقيين بالدخول إلى الأبنية وبالعمل على إنشاء الحدائق وتحسين المظهر العام الذي بالضرورة سينعكس إيجابياً على الحالة النفسية إضافة لسلسلة من الخدمات على صعيد التثقيف والتنوير تعتمد على دراسات مستفيضة ومتعمقة للنهوض ورفع السوية الإنسانية فسيكون في ذلك ما يقلل من تنامي الفكر الجاهلي الانعزالي مما يدفع بهؤلاء المتمردين على واقعهم للانخراط في المسيرة العامة
    أخيراً فيما سبق فكرة تحتاج للكثير من الاستفاضة أتمنى على الجهات المعنية لفت أنظارها لأهمية ما للبيئات من دور في رفع أو تدني السوية الثقافية لدى المواطن وبالتالي المجتمع
    = [email protected] = 570882 0932 = 2775220 031 = حزيران 2011 =

    = عباس سليمان علي =

  • #2
    رد: للمحيط والبيئة دور في الثقافة

    أتفق واوافقك الرأي فللبيئة آثارها الكبيرة والهامة على الإنسان واطالب الجهات المختصة أن تأخذ هذا الأمر في اعتباراتها
    شكرا جزيلا

    تعليق

    يعمل...
    X