إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الباحث ( نمر حسن نمر حجاب) كاتب بالتراث وأديب وناقد من الإردن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الباحث ( نمر حسن نمر حجاب) كاتب بالتراث وأديب وناقد من الإردن

    نمر حجاب


    ولد نمر حسن نمر حجاب في الياجور/ حيفا عام 1937، حصل على ليسانس فلسفة وعلم اجتماع من جامعة بيروت العربية عام 1970، عمل معلماً في وكالة الغوث خلال السنوات 1957-1974، ومديراً في أحد مدارس الوكالة خلال السنوات 1974-1993، وعضواً في مجلس بلدية اربد بالانتخاب خلال السنوات 1995-1999، وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين، وعضو اتحاد الكتاب العرب، ورئيس فرع رابطة الكتاب الأردنيين في اربد لدورتين 1985، 1991، ورئيس لجنة إحياء التراث الشعبي لليوم العالمي للتراث الفلسطيني 1981-1983، ورئيس جميعة إسكان الكرمل التعاونية للسنوات 1984-2001.

    مؤلفاته:


    1. الأغنية الشعبية في شمال فلسطين (القوالب اللحنية) رابطة الكتاب الأردنيين، عمان، 1981.
    2. أغاني ألعاب الأطفال في فلسطين (دراسة) مطبعة الشعب، اربد، 1997.
    3. الأغنية الشعبية في عمان (دراسة) أمانة عمان الكبرى، عمان، 2003.


    التراث الشعبي

    علم وحياة
    بقلم: نمر حسن حجاب

    اربد -الأردن
    بحث مقدم إلى ندوة الثقافة بوصفها تراثاً قومياً المنعقدة في عمان 7-9 أيار 1991 بين رابطة الكتاب الأردنيين والمنظمة العربية للثقافة والعلوم.
    لقد استعمل بعض الباحثين العرب اصطلاح (التراث الشعبي)([1]) بديلاً عن كلمة فلكلور. مع إني وكثير من الباحثين العرب([2]) نفضل استعمال كلمة فلكلور؛ لأن هذا الاصطلاح شامل وعالمي. ولغتنا العربية مرنة تتقبل الكثير من المصطلحات الأجنبية العلمية والأدبية؛ إذ تأخذ من أية لغة أجنبية كلمة ما وتدخلها في حظيرتها اللغوية، ثم تشتق منها فعلاً أو مصدراً، وتضفي عليها مسحة جديدة، حتى تغدو كأنها عربية المنشأ.
    فكلمة فلكلور يمكن أن تشتق منها الفعل الرباعي "فكلر، يفكلر، فكلر، مفكلر". فلا عجب في ذلك فإن لغتنا كائن حي كاللغات الحية في العالم تأخذ ما يناسبها في كل عصر وتلفظ ما لا تحتاج إليه. لقد دخلتها كلمات كثيرة وماتت كلمات كثيرة أيضاً. إنها في عمليات تجدد مستمر. والغة التي لا تقوى على استيعاب المصطلحات الحديثة في العلم والأدب والتقنية - خاصة ونحن في عصر انفجار معرفي مستمر- لا تستحق الحياة.
    لكنني في مقالتي هذه سأستعمل اصطلاح التراث الشعبي بعد أن أقدم نبذة عن تاريخ الفلكلور؛ لأن الاصطلاح مقترح من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في المنشور المرسل.
    الفلكلور؛ اصطلاح علمي مشتق عن الإنجليزية أدخله العلامة وليم تومس (W. G. Thoms) لأول مرة على المصطلحات العلمية عام 1946 والترجمة الحرفية للكلمة تعني "حكمة الشعب" أو "المعرفة الشعبية" وسرعان ما تبنى الباحثون في مختلف البلدان هذا الاصطلاح، ومن ثم أصبح اصطلاحاً عالمياً.
    وقد استخدم الاصطلاح أول الأمر ليشير فقط إلى المادة الفلكلورية ثم تردد استعماله بعد ذلك ليدل ذلك الفرع من العلم الذي يوقف نفسه على دراسة هذه المادة. أما في الوقت الحاضر وتبعاً لما يأخذ معظم العالميين، فإن اصطلاح فلكلور يدل على المادة موضوع الدراسة. أما الدلالة على العلم الذي يدرس هذه المادة فيستعمل اصطلاح علم الفلكلور. ولقد ظهرت بجانب هذين المصطلحين العالميين في دول متعددة مصطلحات علمية أخرى مقابلة. فاستخدم الألمان مثلاً للدلالة على علم الفلكلور كلمة (Volkskende) بمعنى الفلكلور باعتباره علماً، وكذلك فعل الفرنسيون والإيطاليون.
    إن الفلكلور باعتباره علماً يزخر بالإبداعات الفنية المعبرة عن حياة الشعب والمرتبطة بعاداته وتقاليده في حلقات متصلة متجددة دائماً بين ما هو قديم وأصيل من التراث وما هو مستمد من حياة الشعب. فالتراث الشعبي اتخذ مكانه اللائق به باعتباره علماً بين الدراسات الإنسانية في معظم أقطار الوطن العربي؛ لأنه عبارة عن عناصر ثقافية حية ومؤثرة وفعالة تساير الشعب في تطوره، مسايرتها لحياة الأفراد في سلوكهم وعلاقاتهم.
    إن مفهوم الفلكلور لم يعد مقصوراً على القرية والفلاحين وإنما أصبح مرتبطاً بالأفراد الذين يتألف منهم الشعب. وأن المأثورات الشعبية لا تناقض العلم ولا تقف في وجه التقدم المعرفي، ولم يعد الفلكلور مجرد رواسب متحجرة تخلفت من الماضي؛ إنه ليس زائراً من بيئة أخرى إنه جزء لا يتجزأ من مجتمعنا يتفاعل معه ويؤثر فيه ولا يقف في وجه المعرفة والعلم. إنه يبدأ بالحس المشترك وينتهي بالحس المشترك. والطابع المميز للتراث الشعبي باعتباره معرفة علمية هو معرفة عامة لجميع فئات الشعب ليس حكراً ولا وقفاً على طبقة خاصة، أو تجربة خاصة، أو معرفة خاصة؛ بل هو لا بد من أن يصبح حقاً مشاعاً لسائر الثقافات وأنواع المعارف كلها، والطبقات، وأصحاب المعتقدات. وما دام التراث الشعبي لم ينفصل عن تجارب الناس بما فيها من تنوع، وهو قادر على التعبير عن تفاؤل الإنسان الشعبي وثقته بالحياة؛ صور كذلك إحساس الإنسان الشعبي بأن لا مناص من الصراع من قوى الشر والظلم، وذلك من أجل حماية مكتسباته وإنجازاته عبر الإنسانية الطويلة. وينطبق عليه ما ينطبق على المعرفة العلمية.
    وقد مثل التراث الشعبي عبر أنماطه المتنوعة في المكان والزمان، التي تنتظم في مجالات عدة من فنون الأدب الشعبي من أزجال وشعر شعبي، وحكايات خرافية، وقصص شعبي، وملاحم وأمثال، وعادات وتقاليد، وممارسات شعبية تنتظم حياة مجتمعاتنا وتنظم سير حياتهم الاقتصادي والاجتماعي والإداري والسياسي. وفنون الموسيقى والغناء والرقص الشعبي الجماعي، والألعاب الشعبية وما يتخللها من حركات إيقاعية وإشارات إيمائية عبرت بأصالة وصدق عن طبيعة العصور والبيئات المختلفة التي أنتجت هذه المادة. فكان التراث الشعبي بحق المتنفس للمشاعر الإنسانية العربية في صورها الأولى، كما أنه النموذج المثالي، والحكم السامي الذي كان يطمح إلى تحقيقه. وكان التراث الشعبي مرآة انعكست عليها دلالات متنوعة ينصرف قسم منها إلى ظواهر ذات طابع سياسي، تبدو بشكل أولي غير مكتملة خاصة في الحكاية الأسطورية.
    أما من وجهة النظر الحياتية فإن التراث الشعبي هو الشيء الوحيد الذي يمكن للإنسان أن يمتلكه، بل إن امتلاكه مفروض عليه مهما حاول رفضه والتخلص منه؛ لأنه يعيش في أعماق كيانه. وكل ما يستطيع هو أن يغير نظرته إليه، بأن يعيد تفسيره، وتحليله، وتقييمه، على أُسس جديدة، تثبت فيه الحياة، وقوة التأثير وتفتح عين الإنسان وقلبه عليه ليقبله ويرضى عنه، ويشعر بأنه في داخله.
    إن مظهره الحضاري من زينة وزخرفة،وعمل ولباس، ومأكل ومشرب، وكرم ضيافة، وطرز بناء، وعادات زواج، وختان وموت وحياة، إنه حياته التي يحياها ويتمثلها في كل لحظة من لحظات حياته.
    إن الماضي كتراث يؤثر عبر الحاضر في المستقبل، فإن زمن الأزمة زمن واحد غير منفصل، ولا منقطع، فالتقدمية بمعناها الصحيح إنما هي استئناس يسر الأمة في تاريخها الحي الصاعد، قبل أن ينتابها الجمود والاستلاب والانحطاط.
    وأن الجهود التي قام بها فريق من المستشرقين منذ أواخر القرن الماضي وبداية القرن العشرين جهود مشكورة، أبقت أحسن الأثر في ميادين الدراسات المعاصرة في حياتنا الشعبية. وكانت لنا مشاعل نور تهدينا لثقافتنا الشعبية في وقت لم نكن نهتم بهذا الصنف من الثقافة. لقد عرفونا قبل أن نعرف أنفسنا. إن الذين كتبوا في الفلكلور العربي كانوا يهتمون بحياة شعوب هذه المنطقة من العالم ولا سيما لكونها مهبط الأديان، ومنبت حضارات عظيمة، وأمر الفنون الشعبية لا يختلف عن أمر الآثار المستخرجة من باطن الأرض؛ تلك التي تحدثنا عن حياة الآباء والأجداد، فنزهو ونثمن كل الثمين ما نعثر عليه من كتابات وفنون شعبية، ومعمار يدل على معاني العزة والاعتزاز، من مكونات حياتهم ومعيشتهم من فخاريات ونحاسيات ونقوش، وأدوات حياتية أخرى. إنها ذاكرتنا. والأمة التي تنسى ماضيها ترتبك في حاضرها ومستقبلها، ومن لا يعرف ماضيه جاهل ضائع كما قال الكاتب الروماني (ششرن). فيجب أن نحفظها منسقة في متاحف لنحفظها من الانقراض، ولتكون وسيلة جيدة من وسائل الاتصال بالجماهير وتثقيفها، وتنمية الذوق الفني لديها.
    إنه العلم الذي يربط أوضاع الحياة الشعبية التي عاشها الأجداد منذ قديم العصور، فيتبين لمن يقف عليه مدى ما عرض للإنسان من تطور اجتماعي وبيئي.
    هذه النظرة تعتبر التراث حافزاً للأمة لبعث ماضيها وحافظاً لأصالتها في إطار ورؤية عصرية في فهمنا لتراثنا والتعامل معه، دون أن نتجاوز الوضع التاريخي لهذا التراث، بحيث نسقط عليه مفاهيمنا المعاصرة. إننا إذا فعلنا هذا لا نخالف المنهجية العلمية التي ندعو إلى إتباعها فيالتعامل مع التراث. إن المنهجية العلمية تدعونا إلى إحياء التراث والسير بخطاه.
    فتراثنا الشعبي الحق؛ هو الجانب المضيء في ماضي الآباء والأجداد. والذي يكشف عن الظواهر الثقافية والحضارية، عبر فترات تطورية متعددة، تجذرت وتغيرت وتجددت بتلقائية وثراء، متأثرة بروافد الحضارات الأخرى التي رفدتها. وهو كما يقول الباحث يوسف الأسدي([3]): "الجانب الذي يمثل الفردي والاجتماعي خلال التاريخ، أو يعبر عن الذات العربية وتجربتها، ويعطيها مميزاتها، ويذكر بوجودها، ويبرز ملامح شخصيتها، وأصالتها الخاصة ويجدد منظورها القومي الخاص. وهو بذلك مُلك للأمة، وجزء من وجدانها. به نستطيع التعرف إلى التغيرات التي طرأت عليها وإلى الشروط التي يمكن أن تصنع منها تاريخها أو تستمر في صنعه.
    إن دراسة تراثنا الشعبي كحقيقة موضوعية اجتماعية؛ إنما هي دراسة مدى تأثير الماضي في حاضرنا الذي نحياه. فحياة أي مجتمع أو كيانه ينبعثان من خلال العادات والتقاليد لهذا المجتمع.
    إن شخصية الأمة تتبلور من خلال ربط القيم وأنماط السلوك الاجتماعي والعادات والتقاليد بمواقف محددة (كالعمل، والإنتاج، والاستهلاك، الزواج، والإنجاب، العلاقات الإنسانية، التعاون، الملكية، الأكل الشعبي واللباس) ومجالات معينة.
    إن أهمية الدراسات للتراث الشعبي باعتباره علماً لا تكون مثمرة إلا إذا انطلقت من هذا العلم الذي يجب أن يخدم الإنسان، وكلما كان تأثيرها في الحياة أكثر؛ كانت أكثر أهمية. إن "ديرولبوف"([4])، يقول في هذا الصدد: "إن علم الفلكلور يجب أن يدرس الأدب غير المكتوب؛ لارتباطه بالحياة وبالمعيشة اليومية".
    إن دراسة الفلكلور باعتباره علماً إنما تعني البحث في حياة المجتمع على اختلاف صنوفه ونشاطه، وعاداته وطرق معيشته، بالإضافة إلى فهم العلاقات ومكوناتها الأساسية، وانعكاسها بعد ذلك على المواقف الأخلاقية، حيث أن الصورة التي يعطيها أي فن من فنوننا الشعبية؛ إنما هي صورة ذاعت أجزاء متواضعة لكنها حية صادقة، مصدرها وجدان الشعب، والعلم ذو الفطرة النقية، والبعيدة عن سيطرة الحكام والمستغلين.
    والفلكلور هو أحد شقي ثقافتنا الشعبية غير المدون والشفاهي الذي لم يسجل معظمه تسجيلاً علمياً، ولم يصنف ويحلل كما يجب. والذي جمع منه ما زال في طور الدراسة الوصفية، ولم يحظ بالدراسة النقدية التحليلية الأكاديمية.
    وإذا ما أردنا أن نكتب في التراث الشعبي فعلينا أن نمنح كتابنا المفهوم الحضاري والاجتماعي لقيمة هذا التراث الذي لا يمكن أن يفصل عن مفهومنا المعاصر أساساً لنظرتنا العلمية. إلا أننا لم نجد هذه النظرة لدى الكثير من كتابنا. ومعظمهم يفصل بين الموضوعية ويعطي الهوامش والسطحية جانباً دون التوغل في حقائق التراث. أو تراه يمزج بين الحقائق والسطحية ناسياً أن التراث هو مجموعة حقائق وأفكار تركها الزمن، فيها التقاليد والعادات والعوامل الاجتماعية الأخرى، وكان الأحرى أن يبرزها بشكل علمي متوخياً الحقائق أزاءها، فالتراث جزء من تاريخ هذه الأمة الحافل بالحياة، وما يحرك الحياة من تفاعل ونشاط اجتماعي واقتصادي وإداري.
    لم ينفصل التراث الشعبي عن واقع حياة الناس وتجاربهم بكل ما فيها من تنوه. لقد عبر عن التفاؤل أو الثقة بالحياة. كما أنه صور إحساس الإنسان الشعبي بأنه لا مناص من الصراع مع قوى الشر والظلم وذلك من أجل حماية مكتسباته وإنجازاته عبر المسيرة الإنسانية الحافلة الطويلة.
    إن تجربتنا التاريخية في الماضي البعيد والقريب هي الإطار الذي يستطيع فيه إنساننا بلورة هذاالواقع بشكل يمكنه فيه من التخطيط لمستقبل يغنيه الماضي بإضافات دون أن يفقده جديثه وإبداعاته. إنه لم يفعل ذلك خوفاً من أن يقع في الارتجال والاغتراب والاستلاب لفكر وحضارة القوى التي تفرض سيطرتها ونفوذها علينا وتفرض على حاضرنا أن يسير في غير الطريق الصحيح له، وتفرض علينا حلولاً لقضايانا التي تلح علينا لنتحول بها عن معركتنا المصيرية مع الأعداء.
    ومن هنا يكون الماضي حافزاً لنا، وإضاءة في دربنا الطويل لكي لا نتغرب عن واقعنا أو نبتعد عن ماضينا، وحضارة الآباء والأجداد، فالتراث هو وعي ذاتنا كي نعرف من نحن ومن نكون. إنه حياتنا في الماضي وحاضرنا ومستقبلنا الذي سيشرق، إن أمة بلا تراث تنكون أمة بلا جذور. إن أصالتنا في الماضي هي خير ممثل لحضارتنا في الحاضر. أو على الأصح ما نعيشه من حضارة في حياتنا الحالية هو جزء صغير من حضارتنا في الماضي استطعنا أن نكشفه. إنها إضاءات من الماضي. إننا نعيش صراعاً بين الماضي واتلحاضر والمستقبل. إنه يحقق ذاته باستلهام الماضي فيتحرك نحو المستقبل انطلاقاً من الماضي الذي يجذبه إليه؛ إما لإعادة تحقيق رغبة سبق أن حققها في ماض مجيد فات، وإما لتعويض خيبة في إدراك شيء أي بدافع التغلب على هزيمة أو حرمان تعرض لهما فيه. إن الماضي هو ميراثه الذي يبعث فيه روح التقييم، ويقوي عمل الضمير والموضوعية. إن الإنسان خلا هذا الصراع يحاول تحقيق وجوده في حاضره الذي يجمع فيه تجربة الماضي بما تحمله من تراث أمته، وما تحويه من تطلعات وإبداعات([5])، كما يستطيع أن يحس بإلغاء الزمن والتغلب على محدوديته. إنه وهم يوقع نفسه فيه، إنه مهما حاول لن يستطيع ذلك، فإن قانون الصيرورة يأبى إلا أن تكون الحياة حلقات مرتبطة بين ماضي تراثه ومستقبله متتابعين.
    إن الذي يتخلى عن ماضيه ويعيش لحاضره فقط، إنه لم يعش ولن يعيش، ولا أمل له في العيش، إن من ليس له ماض ولا تراث ليس له مستقبل. إن التواصل والامتداد بينهما هو الذي يمد الإنسان بطاقات تتفجر خلال نشاطاته ليتغلب على نهاية الحياة.
    إن أهمية الدراسات الفلكلورية باعتبارها علماً لا تكون مثمرة إلا إذا انطلقت من هذا العلم الذي يجب أن يخدم الإنسان ويؤثر في الحياة. فما دام الفلكلور التعبير الحي عن البيئة الشعبية وما يتخللها من ظروف سياسية واجتماعية بأطر ومجالات متعددة؛ كالمعتقدات والعادات والتقاليد والآداب الشعبية والفنون تكاد تكون في معظمها متشابهة في جميع أقطار وطننا العربي الكبير. قد تختلف اللهجة التي تُحكى فيها الفنون الشفاهية ولكن المضمون واحد (الأغنية، المثل، الحكايات، والقصص الشعبي). والرقصات والدبكات تكاد تكون متشابهة وإن اختلفت الوسيلة كالسيف والدف والطبل والمزمار واليرغول والناي.
    وسأحاول إلفقاء الضوء على بعض الفنون الشعبية ومنها تمثل الجانب العملي لحياتنا من صدى الماضي وصوت الحاضر، إنها ترتبط مع مجتمعاتنا بعلاقة جدلية.
    فالأسطورة نجد فيها جذور ظواهر سياسية وبدايات ملامح اجتماعية فإن هذه الأصداء المختلطة تمكن أن تعزز منها تلك الأصوات الواضحة الدلالة. إنها تقوية التقاليد ومنحها قيمة عظيمة ومكانة كبيرة([6]). إنها وفق هذه الرؤية وسيلة لبناء كيان الإنسان البدائي وفكره ودينه. وقد ساهمت في إرساء هذه المفاهيم، وفي بلورتها واستمرارها.
    والطقوس السحرية وهي تمثل الجانب العملي للأسطورة فالخوف الجارف الذي يثيره الساحر في نفوس الناس والثروة الطائلة التي يجمعها من ممارسته مهنته. من المحتمل أن يكون لها دخل كبير في وصوبه إلى ذلك المركز. ولكن إذا كانت حرفة الساحر تعود عليه بالفائدة فإنها في الوقت نفسه محفوفة بالمخاطر والمزالق التي قد يقع فيها الممارس الأخرق. فحيث يعتقد الناس أنه في إمكان الساحر أن يجعل الغيث يهطل والشمس تسكع، وثمار الشجر تنضج يكون من الطبيعي أن ينسبوا الجدب والقحط إلى إهماله الأثيم أو إلى عناده المتعمد وبذلك يحق عليه العقاب. فالطقوس السحرية([7]) عند البدائيين كانت ذات أغراض عملية؛ أي أن الطقس السحري كان عملاً تكنيكياً.
    وفي القصص الشعبي، كثيراً ما نلمح صوراً للتعبير الدقيق عن واقع الإنسان الأول، وقد تعالج قضايا إنسانية شاملة من خلال التعبير الرمزي البسيط. وفي الحكاية الخرافية، وهي وريثة الحكاية الأسطورية طاقة رمزية كبيرة، فهي بمنحاها التجريدي وبإنعزالها عن عنصري الزمان والمكان توحي بمعان إنسانية كبيرة، فالبطل في الحكاية الخرافية رمز للإنسان الطموح الذي لا يرضى بالعادي والمألوف من الأشياء. إنه يجازف ويخاطر بحياته في سبيل الوصول إلى هدف عميق، طريقه وعرة. وهذا البطل قد يمتلك طاقات جسدية جبارة، وقد يكون العكس ضعيف الجسد ولكنه قوي العقل. وقد يكون جميلاً لا يقاوم جماله. ومن المألوف في الحكاية الخرافية أن المرأة الجميلة تستطيع أن تعيد الممسوخ في حالة حيوان إلى شاب وسيم الطلعة تتزوج به، وإذا غضبت منه فإنها تحوله إلى حيوان.
    والحكاية الخرافية تقف إلى جانب الجمال والتناسق والعدل وترفض الظلم والفوضى والقبح. فبطلها يحمل أفضل الصفات الإنسانية، والبطل المنقبض يحمل كل الصفات السيئة. فينتصر الحق على الباطل، والخبر على الشر وتنتحر قوى الشر والقبح.
    والحكاية الشعبية أقرب إلى واقع الحياة من الحكاية الخرافية، إنها صورة من حياتنا الاجتماعية المعاشة. فقد تعالج قيمة شعبية أو معتقداً أو مفهوماً دارجاً. إنها تعبر عن الصدفة في صياغة حياة الإنسان وفكرة الحظ، ونهاية الإنسان بالموت. وقد تعبر عن لمحات الإنسان كطموح الإنسان، والصدق والكذب، والشجاعة والمرؤة... الخ من صفات إنسانية إيجابية أو سلبية.
    ويعتبر العرب من الشعوب الخصبة الإنتاج في خلق الحكايات الشعبية وصياغتها والاحتفاظ بها عن طرق الرواية الشفهية أو المكتوبة([8]). وقد حفظت لنا قصص العرب كثيراً من المعتقدات ذات الصدى الاجتماعي والسياسي آنذاك. وما ألف ليلة وليلة إلا وعاء ضخم لحكايات خرافية.
    أما السير الشعبية فقد ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالأشخاص والأحداث التي اقترنت بها، والتي شهدتها الأمة. والبطل يحقق أو يقوم بتحقيق آمال أمته، وطموحاتها، باقتدار وهو بطل تتجسد فيه كل الملامح والصفات والقيم ذات الطابع السياسي والاجتماعي التي ترنو الأمة إلى تحقيقها في حقبة من تاريخها. ويمثل بطل السيرة الثائرة الذي يريد أن يقوم الشيء الشاذ والسيء ويصلح الفاسد. وفي الغالب يحمل بطل السيرة عقيدة لتحقيق ما يريد، فيحطم الحواجز ولا يسمح أن يقف في طريقه عائق، وإن حدث فإنه يذلله. وبطل السيرة الحسن يحمل صفات جيدة. أما الشخصية الشريرة في السيرة فإنها تحمل كل الصفات السيئة التي تنفر منها الجماعة، ويسعى البطل إلى القضاء عليها. فهذا (عقبة) يقف على النقيض من شخصية الأميرة (ذات الهمة) لا يكل ولا يمل من المؤامرات التي يحوكها ضد الأميرة المكافحة. ومثل ذلك يُقال عن شخصية (جوان) الذي يحاول عرقلة مسيرة (الظاهر بيبرس) والإيقاع به، إلا أن الأخير ينتصر لأنه هو المعبر عن القيم الخيرة التي تسعى الجماعة إلى الاحتفاظ بها واستمرارها.
    وقد يكون البطل في السيرة الشعبية لا يمتلك قوة جسدية جبارة؛ بل يملك الحيلة والعقل المتوقد، والبراءة في التصرف، كما فعل (علي الزئبق) في سيرته المسماة باسمه. وشخصية (شيبوب) في سيرة عنترة. أو (مرزوق) في سيرة الأميرة ذات الهمة.. الخ.
    والمثل الذي يمثل خلاصة التجربة الإنسانية الشعبية وهو العاكس لحياة الناس وخلاصة تجربتهم تشكلت في هيئة مثل شعبي بصيغة أدبية مركزة يسهل تناولها وحفظها وتداولها. إنه صدى بيئات شعبية تخص فئات من الناس دون غيرها.
    ويتخذ المثل الشعبي طابعاً أخلاقياً فهو يدعو إلى قيم الجماعة وإلى تكريس([9]) مثلهم ونهجهم الأخلاقي. ومن المثل يستطيع التعرف على كثير من العادات والتقاليد التي اعتادت الجماعة سلوكها وممارستها. وغالباً ما تتخذ هذه الأمثال سمة فنية رائعة جذابة تبدو في شكلها أو في مضمونها أو في كليهما معاً. والمثل يصاغ بلغة متميزة. ذات إيقاع وهي مسجوعة في أغلب الأحيان مما يجعله أسهل حفظاً وأكثر تداولاً وانتشاراً وتغلغلاً في أعماق الإنسان الشعبي. وموضعه فإنه يرتبط بعبرة حارة وبأسف حاد على ممارسة خاطئة أو سلوك خاطئ. وقد يرتبط المثل بحكاية شعبية إما أن يكون إيماءة لهذه الحكاية أوتلخيصاً لها.
    والأغنية الشعبية ينطبق عليها ما ينطبق على أنماط التراث الشعبي من أنها مرآة تنعكس عليها عواطف الإنسان الشعبي وطبيعته وتفكيره. إنها ترتبط بأحاسيس الناس وتتواصل مع مشاعرهم. إنها تتميز بالنغمة واللحن مما يجعلها تنتشر وتتغلغل داخل الإنسان الشعبي. وقد وصف أحد الدارسين الأغنية الشعبية بأنها واحدة من أعظم الغاز التجربة الإنسانية، فهي بلا شك مُلك لالناس أو العامة ومع ذلك فإن الناس لم يقوموا بصنعها، وكذلك فإنها ليست تعبيراً تم بطريقة خفية عن الحياة العاطفية للناس؛ لأنها على العكس من ذلك نتيجة حصادٍ المهارة الفنية الفردية من خلال عمل عدد غير محدد من المغنيين الشعبيين الذين أسهموا في فترات زمنية متواصلة في صقلها إلى أن وصلت إلينا في شكلها الحالي.
    وكثير من أغانينا الشعبية، تعتبر قالباً تصاغ على لحنه نصوص عدة تلائم العصور والحوادث. ولكن لها القالب اللحني نفسه. ومعظم البلاد العربية تتشابه في هذه القوالب اللحنية ولكن تختلف الكلمات الكلمات واللهجات. وأبسط تقسيم للأغنية الشعبية هو ما يتعلق بالرجال وما يتعلق بالنساء.
    إن الأغنية الشعبية شكل متعدد الجوانب من أشكال التعبير الإنساني ومتأصل لدرجة يصعب معها تحديد أفضل الاتجاهات لتناولها. والذي يهم الباحثين التراثيين هو التحقق من مكانة الأغنية الشعبية في حياة الناس، ومعرفة قوانينها اللحنية.
    ويلاحظ جميع دارسي الأغنية الشعبية أنها ذات طبيعة غنائية؛ أي أنها ذاتية للغاية، وإنها تعالج موضوعها بقدر من الجدية، وأن مزاجها ليبس مزاجاً مرحاً. على الرغم من أنها عاطفية بدرجة كبيرة، لا أن هذه العواطف تتميز بالبساطة ليس فيها مشكلة أو صراع. إن معانيها شفافة.
    إن جميع صنوف الأغنية الشعبية من حب وزواج، وندب، ومهد، واستصقاء، وألعاب، وعمل كلها جميعاً كانت تحمل في أصلها قيماً دينية سحرية، وأنها كانت تشارك التعاويذ في طبيعتها.
    إن الجانب الموسيقي مهم في الأغنية الشعبية، وله ارتباط كبير بخصائصها العامة. فالأغنية الشعبية تنتقل من مغن إلى آخر وتسهم الموسيقى مساهمة كبيرة، إذ تعد عاملاً فعالاً في تقوية الذاكرة عند المغنين. هذا علاوة على أنه بدون الموسيقى تصبح الأغنية الشعبية خالية من تقاليد تحكم وجودها. فاللحن يضيف الكثير إلى كلمات الأغنية، ويزيد من تأثيرها ويعمقه. مع أنه لحن بسيط يتسخدم عدداً من الوحدات الموسيقية البسيطة التركيب تناسب خبرة المجتمع ومعرفته الموسيقية.
    أما النكتة الشعبية فهي دعوة للإنسان الشعبي إلى التفاؤل وإلى المرح، قد تكمن وراءه سخرية مريرة من مظاهر يرفضها الإنسان الشعبي ويريد إدانتها بأسلوب ساخر فكه، يعتمد على المقارنة والمفاجأة. إنها تعبير جماعي عن الضيق والحاجة وتنفيس فكه عن هذا الضيق خاصة السياسي منه. ويسري هذا النوع من النكتة في الأوساط الشعبية معبراً عن إدراك الإنسان الشعبي ووعيه من جانب ومن حاجته للتخلص من هذا الإحساس المرير([10]) الذي يعتريه. فتؤدي النكتة إلى ما يؤديه الحلم من إعادة التوازن إلى الإنسان الشعبي وتعويضه عما ينقصه في عالم الواقع.
    والأحاجب (الألغاز) وتكون شعرية أو نثرية، وتسمى في بعض الأقطار العربية حزيرة أو فزيرة، وفي بلاد المغرب (خبو وطلاعة وتشنشيني). وكثيراً منها ينسب إلى رجل خرافي.
    إن تراثنا الشعبي لا يخلو من أخطاء علمية أو أخلاقية، وهذه الأشكالية يجب أن تؤخذ بمحمل الجد، وأن لا تترك تأخذ مسارها وتأثيرها على الجمهور؛ بل يجب على المختصين فقط تهذيبها وإصلاح الجانب المشوه دون أن يغير الشكل الأصلي. ودون إثارة للشكوك. على أن يبقى النص كما هو للمختصين والدارسين.
    إن علينا أن لا ننقل لأطفالنا من التراث المشوه، سواء في الادات أو التقاليد، أو الأدب الشعبي، دون تدخل أو إصلاح من المختصين؛ فإن الأطفال أهم من التراث، كما أن الحاضر والمستقبل أهم من الماضي على أهمية الماضي. فالقدامى أوجدوا ما يحتاجون إليه، فإن أفادنا أخذناه، وإن احتاج إلى التطوير طورناه، وإلا تركناه للعلماء والمختصين([11]).
    إن الفلكلورين الباحثين يدرسون الثقافات المختلفة التي تسود مجتمعات معينة إنما يصلون إلى معرفة تامة، ودراسة كاملة للإنسان ولأنفسهم، وهذا من شأنه أن يقرب المسافة الاجتماعية ما بين الشعوب وإلى إدراك أكبر وأعمق لمشكلاتهم ونفسياتهم. ويؤدي بالتالي إلى إيجاد أُسس لتفاهم أفضل بينهم. فكما أن عالم الفلك يمكن استخدامه في تحسين الملتحة. والكيمياء لتحسين الصيدلة والطبيب وعالم الحياة في تحسين الزراعة؛ فإن عالم التراث يمكن أن يلعب دوره في تلك الهندسة الاجتماعية بأن يلجأ إلى مساعدة ذلك الفرع من فروع العلوم، مستنداً إلى العلوم النظرية، وأبحاثه الميدانية لثقافة هؤلاء الناس لإدارتهم وتربيتهم، والنهوض بمستواهم بوسائل رفاهيتهم الاجتماعية. فقد يفيد المسؤولين في وضع خطة للتعليم العام أو الخطط الاقتصادية، أو السياسية والاجتماعية. هذا إلى جانب المهمة الإنسانية الكبرى في حفظ تراثنا وصيانته وتطوره.
    إن دراسة ثقافة أي شعب من الشعوب لشعب آخر لا شك في أنها تقرب ما بين الشعبين من خلافات سواء في العادات والتقاليد، أو في النفسية والإدارة والسياسية، والاقتصاد. وإذا وجد التفاهم المشترك بين الشعوب أدى هذا إلى الإقلال من النزاعات والحروب، التي ما زالت تطحن الإنسان منذ زمن طويل إلى الآن. وتقض مضجعه وتبدد أمنه وسلامته.
    فعالم التراث يستطيع أن ينشر دراساته عن الثقافات المختلفة ويفهمها للشعوب المختلفة لتقريب الأمزجة، والعقليات، وإحلال التفاهم محل الخصام والسلام محل الحرب.
    والآن؛ أتساءل هل الدراسات التراثية في عالمنا العربي تستغل للنهوض بالمجتمعات في جميع نظمها الاقتصادية والإدارية، والدينية، والتربوية؟!
    إن دراسات الباحثين الفلكلورين لا زالت دراسات وصفية لم تخضع للتحليل والتفسير والتعميم. إننا ما زلنا نقتصر في مهمتنا على دراسة النظم والظواهر والوقائع واستخلاص بعض القواعد والقوانين والعادات التي تخضع لها دون أن نجري تعديلاً في ممارسة تطبيقية.
    وما دام التراث علماً. ومهمة العلم دراسة الظواهر واستخلاص النتائج، فإن مهمة علماء التراث هي دراسة الظواهر والوقائع واستخراج النتائج؛ لتستخدم هذه النتائج في إصلاح الحياة الاجتماعية. هذه تزيد قيمة التراث وتزيد من لذته الأخلاقية، وتطمئن به نفسه فيتشجع لعمل المزيد من أبحاثه.
    إننا ننتظر من الأخوة الباحثين التراثيين بأمل كبير أن يساعدوا في إصلاح مجتمعاتهم،والتعاون مع السُلطة الحاكمة في النهوض بمستوى شعوبهم.
    كيف تعمل على صيانة تراثنا الشعبي؟
    إلى جانب الجهود التي بدأت منذ بداية هذا القرن بالاهتمام بالتراث الشعبي خاصة من المستشرقين وبعض الدارسين العرب، الذين بدأوا بنشر أبحاثهم عن التراث الشعبي بالجرائد والمجلات العربية والأجنبية. وأصدروا مجلات متخصصة بالفنون الشعبية في مصر: "مجلة الفنون الشعبية" والعراق "مجلة التراث الشعبي" و "الفنون الشعبية الأردنية" والتي توقفت منذ أشهر. و "المأثورات الشعبية القطرية"، والكتب المتخصصة في الدراسات التراثية التي صدرت في دول العالم العربي؛ إلا أن الجهود ما زالت دون المستوى المطلوب، خاصة في ما يتعلق بالتراث الفلسطيني الذي يتعرض للنهب والتزنييف. ولذلك فإني أوصي بما يلي:
    1-دعم الجهود الفردية والجماعية لجمع التراث الشعبي العربي الفلسطيني؛ حماية له من الإندثار والنهب. فمن الضروري أن نحمي تراثنا من اليهود المحتلين، الذين هودوا فلسطين حتى الدماغ، وحتى التراث الفلسطيني، فنقلوا ووثقوا جميع المادة المكتوبة والشفهية باسم التراث اليهودي، فقد صدروا لباسنا الشعبي وأكلاتنا للعالم باسم التراث اليهودي.
    2-إعداد الباحثين التراثيين الأكفاء، والمدربين، ولك بإنشاء قسم للفنون الشعبية في كل قُطر عربي، وفي إحدى جامعاته.
    3-إنشاء مجلة للفنون الشعبية في كل قُطر عربي تنشر فيها الأبحاث، ويتم التنسيق والتعاون بين هذه المجلات.
    4-إقامة المتاحف والمعارض في عواصم ومدن الدول العربية.
    5-تكوين فرق الرقص الشعبي والمسرح وفرق الأغاني الشعبية وتشجيعها.
    6-دعوة الأقطار العربية إلى إنشاء مراكز وطنية لجمع وتدوين التراث الشعبي كما يجري في القاهرة وبغداد، ومركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية في الدوحة.
    7-دعوة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم إلى إصدار موسوعة عربية للتراث الشعبي العربي يساهم في تحريرها نُخبة من الكتاب التراثيين في العالم العربي.
    8-إقامة المهرجانات المتخصصة في شتى أقطار العالم العربي، وأن يتم التنسيق بين الدول العربية ليحضرها أكبر عدد من الجمهور والفرق الشعبية العربية.
    9-إصدار تشريعات لصيانة فنوننا الشعبية وحمايتها، خاصة في أرضنا المحتلة فلسطين.
    10-إجراء الدراسات العلمية، والبحوث لتطوير الفنون الشعبية عبر العصور. وتشجيع الباحثين والدارسين.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    [1]حاول بعض الباحثين أمثال الأستاذ عبد الحق فاضل تبديل كلمة فلكلور بكلمة "الفلقيات" وبعضهم أطلق عليها "الثقافة العامة" وهذه الأخيرة تقسم الشعب إلى خاصة وعامة.
    [2]أمثال: الدكتور محمد شوقي محمد خليفة/ رئيس شُعبة الدراسات الفلكلورية –جامعة البصرة، وغيره.
    [3]نظرة الثورة للتراث –مجلة "التراث الشعبي العراقية"، العدد 7 السنة العاشرة 1979م.
    [4]ن.أ. ديرولوبوف/ المجموعة الكاملة، جـ6، موسكو، 1934، ص429.
    [5]يوسف الأسدي، مصدر سابق.
    [6]د. أحمد الحجاجي – الأسطورة في المسرح المصري، ص384.
    [7]د. عبد المنعم تليمة – مقدمة في نظرية الأدب، ص31.
    [8]فون دير لاين/ الحكاية الخرافية ص11.
    [9]التكريس مشتقة من الكرس وهو الزبل المتراكم وخير منها، تقديس، و (تكريم).
    [10]المرير هو الشديد العزيمة والحبل المجدول جدلاً محكماً، فيقال: "إحساس مُر".
    [11]خليل محمد إبراهيم/ ملاحظات حول التراث الشعبي، مجلة "التراث الشعبي العراقية"، العدد 9، 10/1984م.

يعمل...
X