Announcement

Collapse
No announcement yet.

الأديب محمد المنصور الشقحاء روائي وقاص سعودي بـفرشاة إله الرعد

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الأديب محمد المنصور الشقحاء روائي وقاص سعودي بـفرشاة إله الرعد


    نصوص تعتصر خبرة السنين
    محمد المنصور الشقحاء يرسم تفاصيل واقعه بـ"فرشاة إله الرعد"

    الرياض - العرب أونلاين

    إذا كان محمد المنصور الشقحاء واحدا من أدباء القصة والرواية المرموقين القلائل في المملكة العربية السعودية، فلأسباب جديرة بالاعتبار، منها أنه يطرز عالمه على نسيج واقعية تكاد تدلق كل ما عندها دفعة واحدة؛ ومنها انه يجيد التحكم بأدواته القصصية الى حد يتيح له ان يحدد معاييرها بنفسه؛ ومنها انه يقرأ الواقع بغير العين التي يقدم بها نفسه، وهي ميزة الأديب الذي لا يخشى أن يطرق أبوابا لم يطرقها أحد؛ ومنها انه يلج بأعماله منازل لم يدخلها إلا قلائل في محيطه الاجتماعي؛ ومنها انه ينسج على منوال بيئة أدبية خاصة به، وفرت طول التجربة كل المقومات التي تجعل منه أديبا ذا نول مختلف.
    وفي مجموعته القصصية الجديدة، الصادرة عن دار "اي كتب" -e-Kutub- للنشر الالكتروني، تحت عنوان "فرشاة إله الرعد" يضيف الشقحاء ما يجدر بالأدب السعودي ان يحتفل به كعلامة فارقة في سجل أعمال استغرقت منه عمرا بكامله.
    السلاسة سوف تكون الأداة الأهم في رسم تفاصيل عالمه القصصي، إلا انها سلاسة مخادعة، فثمة خلفها من القول ما لا يقال أحيانا.. وثمة ما يجعل من السهل على المرء أن يرى إن صورة البيئة الاجتماعية التي ينطلق منها الشقحاء لا تماثل الصورة التي يعرفها الكثيرون عن السعودية.
    كما أن من السهل على المرء أن يرى، إنه يكتب مستمتعا بما لا يُكتب ولا يُعرف ولا يُرى.
    والشيء المؤكد هو انه يأخذ قارئه معه ليدخل الى عوالم تبدو مجنونة إلا انها، مع ذلك شديدة العقل، وشديدة الواقعية.. وهنا في "فرشاة إله الرعد" فإن القارئ سيجد عالما طافحا بالجنون، ولكنْ، مليئا بالمفارقة حتى الانكسار أيضا
    فهذه المجموعة تعبر عن التذمر من الحطام الذي انتهت إليه العلاقات الإنسانية. إنما الأحداث التي لم تتشكل مصادفة، أدت إلى نتائج مدمرة وغير متوقعة في قراءة اختيارية حبلى بمفهوم الخيال وشطح الحب الجميل وأبعاده.
    وبمقاربة عميقة لمفهومي الزمان والمكان في نص قصير، يحمل شرط الرواية في تعدد الشخصيات ومساحة الزمن كمفهوم اعتدناه عند الشقحاء الذي يكتب همومه الذاتية.
    بجرأته في الحديث بعفوية، وصدق والتقاطه الذكي لعالمه المعقد، نجح الشقحاء في تجاوز الواقع، كما نجح في الهروب منه بطريقته الخاصة.
    ويثير الشقحاء اهتمام العديد من النقاد الذين حرك فيهم دافع البحث في أعماله وتقصي مكنوناتها الإبداعية.
    ويقول الناقد أحمد عبد الرازق أبو العلا "إن أعمال الشقحاء وإن خالفت بعض القواعد التي استندت إليها أعمال الرواد في المملكة؛ إلا أنها - وبشكل غير مباشر – تعد امتدادا لكل أعمال السابقين من عدة زوايا أهمها: أن الكاتب حاول - من خلالها – التعبير عن كافة المتغيرات التي أصابت المجتمع السعودي خاصة بعد اكتشاف البترول؛ ودخول المملكة إلى عصر التقدم التماسا لأسباب الحضارة والرقي، بالإضافة إلى رصده لظاهرة فرضت نفسها في المجتمع السعودي خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، وأعني بها الهجرة من الريف والبادية إلى المدينة بحثا عن فرص معيشية أفضل، والتماسا للرزق".
    ويقول: "موضوعات الكاتب متعددة ومتنوعة ومعبرة – في الوقت ذاته – عن الإنسان المعاصر في لحظات اصطدامه مع الواقع والحياة؛ بل واصطدامه مع نفسه والآخرين، والصراع هو سمة هذه الأعمال، انه صراع من أجل الوصول إلى أهداف محددة في زمن لا يحدد أهدافا واضحة، لغلبة العناصر المادية على العناصر الروحية، ولغلبة الظلم الإنساني على العدل الواجب.
    ويقول عبد الحفيظ الشمري تعليقا على مجموعة "البحث عن ابتسامة" "ان الشقحاء كتب القصة القصيرة باعتبارها حالة سرد لا حالة رؤية بنائية كتابية يمكن أن تعالج العديد من الصور، فهو المحمل دائماً بمشاهد واضحة لا تقبل المواربة أو الحدس أو التخمين.
    "كل قصة من هذه القصص في المجموعات الأربع ذات هوية خاصة إذ إن لها حكاية مبررة، وسرد مفصل على مقاسها، وهجس وجداني مقنن لا يحمل أي دلالات أو إشارات يمكن أن تؤول النص نحو فكرة ما، أو قضية ربما يعتقد القارئ أنها تتقاطع مع ما سواها من قضايا وجدانية عامرة في مخيلة الإنسان.
    ويضيف "كتبت جل نصوص هذه المجموعات الأربع التي حوتها دفتي كتاب حمل اسم المجموعة الأولى "البحث عن ابتسامة" في محاولة تحريك لغة الفأل أو طراوة الأمل في ظل سرد قاتم أليم اختطه الشقحاء حتى باتت هذه القصص بمثابة بيان سردي أليم لا يحمل أي فرضيات ممكنة لتداول الفأل أو امتزاج صور ترنوا إلى الأمل في ظل هذه المثبطات.
    ويقول "عني القاص بتقديم الفكرة السردية بوصفها حكاية أصلية على ما سواها من فنون بيقين ثابت لديه أن النص القصصي المتكئ على الحكاية لا يمكن أن يقبل التجاذب اللغوي البنائي، أو الاقتضاب الإشاري أو التلويح بالحكاية من بعيد إنما عني بتلوين القصة من خلال رسم المشاهد المقننة، والحوارات المباشرة حتى تصل الفكرة إلى القارئ بأبسط الصور.
    ويقول صالح بن إبراهيم الحسن "لا أعتقد أن القاص والأديب محمد الشقحاء إلا من هؤلاء الذين يحاولون استجلاء مكنونات أساليب كتابية أخرى، لكنه ما يلبث إلا أن يعود إلى نهج لا شك في أنه اعتاده، ووجد فيه ما يحقق رؤاه وأسلوبه في التعبير عن آرائه.
    ويضيف الحسن ان السوريالية هي النهج الذي أحبه الكاتب "فمن خلال المتابعة لما يكتبه الأستاذ الشقحاء منذ أكثر من خمسة عشر عاما يظهر لي بروز هذا الاتجاه السريالي، الذي لا تكاد تختفي معالمه الواضحة في مجموعة إلا وتظهر في مجموعة أخرى. بل إني أكاد أزعم أن بعض سمات المدرسة السريالية لا تختفي مطلقا من كتابته.
    ويقول الحسن في قراءة لمجموعة "المحطة الأخيرة، حكايات وقصص قصيرة" الصادرة عن دار الفارابي عام 2008، ان الشقحاء يصدر في نهجه السريالي من واقع ذاتي غريزي وفطري، تسوقه إليه ميوله الخاصة، وإحساسه بواقعه ورؤيته في التعبير عنها، فهو مطبوع بأسلوبها، لا مؤدلجا باتجاهاتها؛ حتى يقيس أدبه عليها.
    "تظهر لنا في هذه المجموعة آثار المدرسة السريالية بشتى جوانبها وملامحها، فنجدها في أسلوبه الكتابي دائما، كما نجدها تظهر وتختفي بملامحها الأخرى من خلال التداخل بين الواقع واللاواقع، والتكرار، والصور الصادمة المدهشة، والمشاهد العجائبية، كما نجد القصة السريالية التي تقوم على عالم عجائبي كامل مثير للدهشة.
    ويقول د. محمّد القاضي في تعليقه على مجموعة "المحطّة الأخيرة": "إن الإلحاح على جوانب الأزمة الأخلاقية التي يمر بها المجتمع يأتي ليكمل المشهد المختل في مستوى الفرد. على أن قوى الخير ها هنا أضعف من أن تواجه هذا الانهيار الشامل. لذلك تشكل نصوص هذه المجموعة صيحة فزع هي إلى اليأس والاستسلام أقرب منها إلى المقاومة والرغبة في التغيير، وكأن لسان حال الراوي ومن ورائه المؤلف يقول إن السيل بلغ الزبى وإنه لم يعد ثمة مجال للحلم.
    ولعل أوج هذه الأزمة يتمثل في الملمح الميتافيزيقي، حيث يسود الغموض والعدمية، فينطلق صوت لا نحقق صاحبه في مستهل قصة "فقر" يقول: "أين تكمن الحقيقة، وقد سرى العفن في جذوع الأشجار فيبس ورقها وتقصفت أغصانها؟". إن الداء استحكم في الأصل ولم يعد هناك من أمل في الشفاء. وهذا العفن يتنزل في باطن الكائن وفي محيطه، ويتحكم في الحاضر وفي المستقبل، ولم يبق إلا المظهر بعد أن نخر الدود شغاف الروح وقضى على البراءة والصفاء.
    ويضيف "أن محمد المنصور الشقحاء لا يروي الماضي وإنما يرسم ملامح المستقبل. وهو إذ يقص إنما يحمل هما إبداعيا ينطوي على هم فكري وهاجس حضاري. إنه بهذه اللوحات يستعير مفردات العالم ليضفيها على ذاته المتمردة ويستمد من صور الغير أقنعة لنفسه المتطلعة إلى النور. فهو في نهاية الأمر يكتب ذاته بأقنعة الغير".
    ***
    والقاص محمد المنصور الشقحاء من مواليد الرياض 1366هـ، تشمل نشاطاته الأدبية والثقافية: كتب المقال والقصة القصيرة والشعر في الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية والشهرية والدورية من عام 1384هـ - 1964م.. وساهم في تأسيس نادي الطائف الأدبي عام 1395هـ - 1975م صدرت له مجموعة هامة من المؤلفات الأدبية في مختلف مجالات الكتابة والابداع: من بين ما صدر له في مجال الشعر: معاناة "شـعر" 1397هـ 1977م، مطبوعات نادي الطائف الأدبي، وبقايا وجود "شـعر" 1398هـ 1978م مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب / القاهرة، ومقاطع من أوراق عاشق "شـعر" 1407هـ 1987م عن الدار السعودية للنشر والتوزيع...
    وفي مجال الدراسات صدر له: نادي الطائف الأدبي مسيرة وتاريخ 1414هـ 1993م، مطبوعات نادي الطائف الأدبي، وتحفة اللطائف في فضائل الحبر ابن عباس ووج الطائف "تأليف ابن فهد"،
    تعليق ومراجعة بمشاركة الأستاذ محمد سعيد كمال 1403هـ 1983م، مطبوعات نادي الطائف الأدبي، والشعر "كتاب دوري "1"" 1399هـ بمشاركة الأستاذ على حسن العبادي مطبوعات نادي الطائف الأدبي، والقصة "كتاب دوري "3, 2, 1 "" نماذج من القصص السعودية 1398 هـ، مطبوعات نادي الطائف الأدبي، ومقالات في الأدب " كتاب دوري"2, 1 "" بمشاركة الأستاذ على حسن العبادي 1397هـ 1398هـ، ومطبوعات نادي الطائف الأدبي، وكلمات حتى نصل "مقالات في الأدب والحياة" 1425هـ / 2004م، مطبوعات نادي أبها الأدبي، وأسئلة "مقالات في الأدب والحياة" كتاب الكتروني بصيغة PDF توزيع موقع الكتاب الالكتروني العربي 2007م/1328هـ...
    كما صدر للأديب السعودي محمد المنصور الشقحاء مجموعة قيمة في مجال القصة القصيرة من بينها: البحث عن ابتسامة "قصص قصيرة" 1396هـ 1976م ط2 1985م مطبوعات نادي الطائف الأدبي، وحكاية حب ساذجة "قصص قصيرة" 1398هـ 1978م ط2 1985م مطبوعات نادي الطائف الأدبي، ومساء يوم في آذار "قصص قصيرة" 1401هـ 1981م مطبوعات إدارة النشر بشركة تهامة، وانتظار الرحلة الملغاة "قصص قصيرة" 1403هـ 1983م عن نادي القصة السعودي، وقالت إنها قادمة "قصص قصيرة" 1407هـ 1987م صدر عن الدار السعودية للنشر والتوزيع، والغريب "قصص قصيرة" 1408هـ 1988م منشورات دار مجلة الثقافة / دمشق، والانحدار "قصص قصيرة" 1413هـ 1993م مطبوعات نادي الطائف الأدبي، والرجل الذي مات وهو ينتظر "قصص قصيرة" 1415هـ 1994م صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، والطيب "قصص قصيرة" 1418هـ 1997م صدر ضمن سلسلة نوافذ وكالة الصحافة العربية / الجيزة ـ مصر، والحملة "قصص قصيرة" 1423هـ /2002م منشورات نادي جازان الأدبي، والغياب "قصص قصيرة" 1426هـ /2005م صدر ضمن سلسلة أصوات معاصرة "العدد 145" ديرب نجم ـ شرقية / مصر، والمحطة الأخيرة "حكايات وقصص قصيرة" / دار الفارابي ببيروت 2008م.. ومؤخرا صدرت له مجموعة "فرشاة إله الرعد"، عن دار e-Kutub، لندن، الناشر الالكتروني العربي الأول.
Working...
X