إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأديبة ( مريم جميل عويس ) الكاتبة الإردنية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأديبة ( مريم جميل عويس ) الكاتبة الإردنية

    مريم جميل عويس

    هي خلف الحكايات

    إنتعاش

    استيقظت ذات صباح اغتسل فجره بالحب، فتحت ذراعيها متثائبة ولكنها أخذت تلملم بانثنائها كل لحظات الأمس، ابتسمت وتألّق بريق شهي في عينيها، ليت الأمس لم يرحل!! غادرت السرير وأحسّت كم استطالت وكأن روحاً عريقة من البتراء رحلت معها، توجهت إلى المطبخ، فنجان قهوتها ونسيم الذكرى، خطواتها قوية واثقة بإغراء عجيب، واجهتها والدتها بدهشة: ما بالك تسيرين هكذا، وكأنك ملكة؟!!! ملكة والبتراء مملكتي، أعجبتها الفكرة. عانقت أمها بفرح.


    هل أنت عاشقة؟!! سألت والدتها بدهشة، أومأت بالإيجاب حين تورد وجهها بلون البتراء تشرق عليها شمس النهار. تابعت سيرها وهي تضحك، لضحكتها رنين حبيب.


    ميلاد

    أجلسوا بينهم وأحاطوا بها، نظراتهم مصوبة إليها بتحفّز تلاحق دقّات قلبها، انتظرت عاصفة كلامية، فهدأت نفسها، لن تضعف!!! عبق جو الصالة برائحة الخطر، لن تستسلم!! تململت أمها وتنحنح بغضب والدها، بينما انطلق السؤال زوبعة في وجهها: من هو؟!!! ارتجفت، ستحبه بعيداً عن عيون الناس، كل الناس، ودقّت طبول زنجية في مكان ما في جانبها الأيسر، اعترتها قشعريرة ناعمة.
    لن تخاف، وسيبقى اعترافها في القفص ولن تطلقه إلاّ متى شاءت. من هو؟!!! وأسنان فم يقابلها تصطك غضباً، من هو؟!!! أضاء ألق أسمر عينيها، أسبلت جفنيها خفراً وشوقاً لذكرى ذاك الذي سيأتي، من هو؟ ابتسمت رغماً عنها وهي تنظر ناحية الجنوب، كم تحبه، عانقت طيفاً وتأوهت.
    أداروا بغيظ رؤوسهم جهة الجنوب ثم بدهشة نحوها، وقفت إحتراماً، تأبطت يسار الطيف واتجهت خطواتها نحو الجنوب وعندما التفتت مودّعة أقرت عيون والدها باعتزاز بأن: عرفته، عرفته.


    حب وحنين

    نهاراتها قوس قزح تتبارز ألوانه في الظهور، كل نهار يرافق لوناً، وأسعد نهاراتها ذاك الذي يرتمي فيه القوس على كتفيها مثيراً مريحاً خلاباً، لكنها كانت تشعر بالضيق، بيد تمتد إلى عنقها، بجسم ثقيل يجثم فوق صدرها. محاولة فاشلة لخنقها، لن تختنق، لكنها كانت تشعر بالضيق، ثمة موسيقى انبعثت من زوايا أفكارها رقصت لها مشاعرها حنيناً، ليته يأتي فتضمه وتخبئ في ثنايا عطره عبراتها. أتى. كما عودها، أتى لأنه يشعر بها، لاحظ ضيقها، أراد أن يسأل، وقبل أن يفعل أجابته بأنها تمنت أن تضمه وتبكي، اختلج في وجهه شيء لم تميزه، ولكنه لم يعد هو؟... كان هناك رقة قصوى، رجولة يتحداها موقف، محبة عظمى، تهاوى اعترافها لما رأت، نظرت إلى الأرض هاربةً بأنوثتها الصارخة، تراجعت، لكنه ناداها، نظرت إليه تطلب رحمة من نوع ما!! نظر في عينيها فغاص شيء إلى أعماقها وتفتح شيء آخر، وعادت فتمنّت لو أنه يحضنها الآن فتبكي. وأدركت بأنها لن تنام تلك الليلة، وعرفت بأنه لم ينم.


    *من مجموعة "لست أنا".



يعمل...
X