إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سورية الثانية عالمياً في ألبسة الأطفال رغم بعبع التحدي الصيني والتركي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سورية الثانية عالمياً في ألبسة الأطفال رغم بعبع التحدي الصيني والتركي

    سورية الثانية عالمياً في ألبسة الأطفال
    الملابس السورية في مواجهة (البعبع) الصيني والتركي

    بقلم : قاسم بريدي
    مجلة الإقتصادي
    في دورته العشرين (خريف ـ شتاء 2008)، التي أقيمت في الفترة ما بين 31 تموز ـ 4 آب في مدينة المعارض في دمشق، حيث استقطب أعداداً كبيرة من رجال الأعمال العرب والأجانب، ليس من الدول التقليدية فقط التي تزور المعرض وهي دول الخليج ودول المغرب العربي، بل أضيف إليها زوّار من الدول المجاورة كلبنان والأردن والعراق والأراضي المحتلة وقبرص واليونان وتركيا، إضافة لبعض الدول الأوروبية كإسبانيا وبريطانيا.
    ويبدو أن التوقيت كان مناسباً هذه المرة إضافة إلى الاستقرار النسبي للأوضاع في المنطقة، مما جعل عدد الزوّار يرتفع إلى ما بين 20 و30 ألف زائر بينهم 4000 زائر ورجل أعمال عربي وأجنبي، وهذا رقم جيد في هذه الظروف وعلامة بارزة للمعرض الذي انطلق قبل عشر سنوات وتنظّمه غرفتا تجارة دمشق وصناعة دمشق وريفها.
    "الاقتصادي" تابعت وقائع المعرض ورصدت من خلاله واقع صناعة الألبسة السورية وطموحاتها ومدى تأثير المنافسة الخارجية عليها.
    من المحلية إلى العالمية
    وقال وزير الاقتصاد والتجارة عامر لطفي أثناء افتتاحه للمعرض: إن الأنشطة المتميزة لإقامة المعارض التخصصية تساعد على التعريف والترويج للسلع والمنتجات التي يقوم بها الصناعيون السوريون الذين يقدمونها بصيغة تجذب المستهلك لتمنحه الثقة بصناعته الوطنية وجودتها.
    وأضاف: معرض موتكس يتسع ويتطور بشكل ملحوظ عاماً بعد عام وبالتالي أصبح معرضاً تقليدياً، ومن الممكن أن ينتقل من المحلية إلى العالمية وأتمنى له مزيداً من التألق والنجاح.
    واعتبر نائب رئيس غرفة تجارة دمشق محمد غسان القلاع أن موتكس عامل من عوامل تطوّر صناعة الألبسة وقدّم خدمة شعر بها جميع المشاركين المنتجين، وهي أنهم انتقلوا من مرحلة صنع البضاعة ووضعها في المستودعات بانتظار زيارة الزبائن لتسويقها إلى مرحلة عرض النماذج وتسجيل الطلبات والبدء بتنفيذها وتسليمها بالشكل والزمان والمكان المحدد في الاتفاق، وبهذا الأسلوب انخفضت كميات المخزونات من المنتجات القديمة وهذه خطوة متقدمة في عالم الإنتاج.
    وكذلك أتيحت الفرصة للمنتجين المشاركين للاحتكاك بالزوّار من الدول العربية والأجنبية، والتعرف إلى متطلباتهم ورغباتهم وعاداتهم الاستهلاكية دون الحاجة إلى السفر والتعرف إلى الأسواق الأخرى.
    وأكّد عضو غرفة تجارة دمشق نزار نسيب القباني، أن المعرض أظهر آخر ما توصلت إليه صناعة الألبسة السورية بأنواعها "الرجالية، النسائية، ألبسة أطفال، لانجري" من تطوّر وفن وذوق لهذه الصناعة بأسعار مقبولة للدول المجاورة ومنافسة رغم غزو البضائع الصينية للمنطقة، لأن هذه الدول لا تزال تفضّل الألبسة السورية والكميات المقبولة وسرعة التسليم، ولمسنا التوسّع في عدد الشركات وعدد العارضين الذي بلغ 400 شركة وبمساحة تزيد عن عشرة آلاف متر.
    وبدوره امتدح رجل الأعمال محمد الشاعر المعرض الحالي حيث يوجد تميّز هذا العام في النوعية والجودة العالية، وموتكس يشكّل فرصة كبيرة للقطاع النسيجي لتصدير منتجاته وهذا ما يحدث، فسورية تصدر ما قيمته 3.3 مليارات دولار بين غزل ونسيج وملبوسات، وبالتالي المعرض فرصة لتنمية الصادرات وهذا واضح من خلال زوّار المعرض القادمين من الخليج والمغرب وأوروبا.
    التنافس مع الصين وتركيا
    وعن منافسة البضائع الأجنبية للبضائع السورية يقول الشاعر:
    مستوى المنتجات الصينية دون مستوى المنتجات السورية التي ما زالت محافظة على مركزها، وأعتقد أن المنافسة الصينية مسّت الطبقة المنخفضة والمتوسطة من حيث الجودة، ولكن الطبقة العالية حافظت على زبائنها ووجودها.
    أما التنافس مع المنتج التركي فإن طبيعة البيئة الاقتصادية التركية تعزز التنافسية للمنتج التركي ولكن ليس بكل الأنواع، وهناك أنواع عليها بصمة سورية واضحة ومميزة.
    أشار عضو مكتب غرفة صناعة دمشق هيثم الحلبي، إلى أن الألبسة الصينية شكّلت ضرراً على الصناعة السورية وانخفضت مبيعاتها، ولكن يبقى الرديء رديئاً والبقاء للأجود في النهاية، والآن قد يفرح المستهلك بشرائه قطعة رخيصة، لكنه بعد الاستعمال سيكتشف أن هذه القطعة لا تستحق الثمن الذي دُفع لها تماماً كما يحدث في الأجهزة الكهربائية الصينية الرخيصة التي سرعان ما تتلف.
    واعترف الحلبي أن تركيا تتفوق بصناعة الألبسة النسائية والرجالية ولا عيب أن نعترف بذلك، لكننا نتفوّق عليها بالألبسة القطنية واللانجري وألبسة الأطفال، وأسعار منتجاتنا أقل من أسعار البضائع التركية.
    رابطة المصدّرين تشارك؟!
    وفي بادرة لافتة شاركت رابطة المصدّرين السوريين للألبسة والنسيج في معرض موتكس لأول مرة منذ تأسيسها، حيث ذكر أمين سر الرابطة أديب الأشقر أن جهود الرابطة لم تنقطع خلال السنوات الماضية لتأخذ دورها في هذا المعرض المهم، متمنياً أن تكون هذه الخطوة بادرة خير مع منظّمي المعرض وهما غرفة تجارة دمشق وغرفة صناعة دمشق وريفها.
    وقال الأشقر لـ "الاقتصادي": نحن نركّز عادة على مشاركة أعضاء الرابطة في معارض خارج سورية، وباعتبار معرض موتكس يجذب رجال أعمال من عرب وأجانب من خارج سورية، فإن ذلك يهمنا أيضاً.
    وعن الدورة العشرين للمعرض قال: لقد كانت من أفضل الدورات لأن توقيتها ناجح يصادف وجود زوّار عرب وأجانب ومغتربين في منتصف العطلة الصيفية، إضافة إلى التنظيم الجيد الذي يضاهي أفضل المعارض التخصصية المشابهة في تركيا أو غيرها، ومن خلال زيارتنا كرابطة لأجنحة المشاركين لاحظنا أن كل جناح زاره رجال أعمال عرب من دول الخليج ودول المغرب ومن اليمن ومصر والعراق.
    ولاحظ الأشقر أن عدد السوريين الذين يستوردون بضائع صينية قد تراجع، قائلاً لهم: عليكم أن تضعوا ثقتكم بالمنتج المحلي، لأن اليوم قد يكون لديكم فرصة لاستيراد الألبسة الصينية، لكن الديمومة هي للمنتج السوري لأن مواصفاته أفضل والتعامل معه أسهل، وقد فوجئ بعض المستوردين بارتفاع الأسعار بنسبة 7% وبضائعهم على الطريق ولم تصل بعد.
    لا.. للخصخصة
    وعن أهداف الرابطة يقول: جزء من أهدافنا إقامة دورات تدريبية لأصحاب شركات ومعامل النسيج والألبسة ولاسيما المعدّة للتصدير، تشمل الترتيبات القانونية وشهادة المنشأ العربية الجديدة والإشكالات التي تواجه المصدّرين لأوروبا، حيث يُطلب أن تكون اليد العاملة ضمن السن القانونية ونحن نُوعّي المنتجين بعدم تشغيل عمالة الأطفال، لأن منشآتهم ستوضع عليها إشارة سوداء تمنعهم من التصدير، إضافة إلى التوعية للمصدّرين بكيفية استخدام شهادة المنشأ الأوروبية (يورو وان).
    أما ما نعاني منه مع الحكومة ـ يتابع الأشقر ـ فهو سعر الغزل القطني السوري الذي لا يراعي الأسعار العالمية، فالحكومة تصدّره بسعر أرخص مما تبيعه محلياً، وهذا يعني أنهم يدعمون المنتج الأجنبي على حساب الوطني، ونأمل أن يصبح سعر التصدير ليس أقل ولو بسنت واحد عن السوق المحلية.
    وعن رأيه بما يطرح حول خصخصة القطاع العام، قال أمين سر رابطة المصدّرين: توجّه الحكومة لاقتصاد السوق الاجتماعي يعني عدم الاستغناء عن القطاع العام وأنا شخصياً خرّيج بريطانيا، وأذكر أن مارغريت تاتشر رئيسة الحكومة السابقة قامت بخصخصة القطاع العام، وعندما استلمت حكومة جون ميجر ألغت الخصخصة وأعادت القطاع العام، والمطلوب إصلاح القطاع العام كفصل الملكية عن الإدارة ومبدأ الإدارة بالأهداف وغير ذلك لإنعاش هذا القطاع ولجعله رائداً للاقتصاد الوطني.
    بين وسورية.. ومصر
    ومن زوّار المعرض المهمين والجدد، رجال الأعمال المصريون الذين زاد عددهم عن 200 زائر، كما قال لـ"الاقتصادي" رئيس مجلس إدارة شركة ديفيليه المصرية ديجيبت حسام ضيف الله مضيفاً: أنا شخصياً أول مرة أحضر موتكس لكني أعرفه مسبقاً لأنه معرض مشهور عالمياً، ونستطيع أن ننافس به ونشارك ونسوّق له دولياً أكثر طالما المكان ممتاز والتنظيم جيد، وكذلك الدعاية وعدد الزوّار إضافة إلى التوقيت المناسب.
    أما بالنسبة لشركتنا فعمرها عشر سنوات ومتخصصة بتنظيم معارض الألبسة والأنسجة في قصر المؤتمرات بالقاهرة مرتين سنوياً ضمن معرضين: الأول متخصّص بملابس الأطفال والثاني بملابس النساء والرجال، وقد شارك وفد تجاري يمثل رابطة المصدّرين السوريين ومعرض موتكس في معرضنا بالقاهرة، وتم تسويق معرض موتكس، ولهذا زاد عدد الزوّار لهذه الدورة من موتكس عن 200 رجل أعمال مصري.
    كما سنقيم معرضاً لألبسة الأطفال السورية في القاهرة في شهر شباط 2009، في إطار هذا التعاون نأمل تطوير التعاون والتبادل بيننا وبين موتكس بصفة فعلية "افتحوها يا شيخ"، بمعنى أن أسوّق للسوريين عندي وللمصريين في موتكس: ونريد مشاركة فعلية في هذين المعرضين لا أن نكون زوّاراً فقط.
    ونفى ضيف الله ما يُقال عن وجود عوائق تمنع وصول الملبوسات السورية إلى مصر قائلاً: إذا كان المصدّر السوري مستكملاً أوراقه فلا مشكلة أبداً لدخول بضائعه، وأنا أعرف كبار المنتجين والمصدّرين السوريين قد نجحوا وهم مستمرون وأصبح لديهم مكاتب في القاهرة، ولا يوجد جمارك بين البلدين في إطار اتفاقية المنطقة الحرّة العربية الكبرى، والبضاعة السورية مرحّب بها بالنسبة لملابس الأطفال واللانجري لأنه لا يوجد إنتاج مصري قوي فيهما، إنما يوجد تركي سعره مرتفع، بينما السوري سعره مقبول وبضاعته جيدة.
    ألبسة الأطفال وعقدة "الصيني"
    وبدورها احتلت صناعة ألبسة الأطفال مكانة بارزة في معرض موتكس واستحوذت على اهتمام خاص من الزوّار العرب والأجانب، إلا أن بعض المصنّعين عبّروا عن قلقهم وخوفهم من وجود تنافس حقيقي غير عادل بين صناعة ألبسة الأطفال السورية ونظيرتها الصينية.
    وقال أمين سر لجنة صناعة ألبسة الأطفال بغرفة صناعة دمشق وريفها أكرم كتوت: سورية دولة رائدة في صناعة ألبسة الأطفال عربياً وتتهيأ لتكون مصدّرة لها على الدول الأوروبية بعدما نجحت في دول الخليج والمغرب العربي والدول المجاورة.
    واستدرك قائلاً: أسواق ألبسة الأطفال التي تشكّل 50% من الصناعة النسيجية السورية، تراجعت مبيعاتها الخارجية والداخلية خلال العامين الماضيين بنسبة كبيرة، مما جعل قسماً لا بأس به يتكدّس بالمستودعات وذلك بسبب دخول ألبسة الأطفال الصينية الرخيصة الثمن لكن نوعياتها رديئة، فنحن نصنّع قطناً 100%، بينما هم يصنّعون أقمشة فيها ألياف وبوليستر وتسبّب مشكلات تحسسية للأطفال.
    وأضاف كتوت: أنا غير متفائل إذا استمرت الأمور على ما هي عليه، فالتكلفة ازدادت وتحوّل بعض المنتجين إلى تجار يستوردون الألبسة جاهزة، في وقت لسنا مهيّئين لمنافسة الصين بالأسعار والموديلات على حساب النوعيات الجيدة.
    وبدوره حذّر رئيس لجنة ألبسة الأطفال هشام عرب الحلبي من استمرار السماح بدخول ألبسة أطفال صينية إلى الأسواق، ودخول أشخاص مستوردين ليسوا أصحاب مهنة ولا يفكّرون سوى بمصلحتهم الخاصة وهي جني الأرباح، بينما الصناعيون يحرصون على نجاح مهنتهم والاستمرار بها وتشغيل اليد العاملة والأجهزة التي يملكونها بأفضل صورة ممكنة، وهم لا يفكرون بالأرباح وأن يصبحوا "مليارديرية" إنما دخلهم محدود يعملون ليعيشوا، ويمكن أن تعتقد أن صاحب المنشأة وعمّاله شراكة وليس علاقة رب عمل وعمال، ولهذا فهم يحتاجون إلى دعم ليستمروا.
    وقال: سورية ثاني دولة بعد إيطاليا في صناعة ألبسة الأطفال، لكن معاملها الصغيرة توشك أن تتوقف بسبب استيراد بضائع صينية ومن نوعيات رديئة لكنها رخيصة الثمن.
    وأضاف الحلبي: إذا ساعدت الدولة المنتجين وحمتهم من المنافسة غير العادلة فسوف تحصد نتائج طيبة في المستقبل غير البعيد
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    سورية الثانية عالمياً في ألبسة الأطفال رغم بعبع التحدي الصيني والتركي

يعمل...
X