Announcement

Collapse
No announcement yet.

تغيب ذكرى الشاعر الراحل محمد عفيفي مطرعن بيت الشعر ولجنته

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • تغيب ذكرى الشاعر الراحل محمد عفيفي مطرعن بيت الشعر ولجنته

    ذكرى محمد عفيفي مطر تغيب عن بيت الشعر ولجنته


    - القاهرة- أ.ش.أ
    الشاعر الراحل محمد عفيفي مطر










    تحل، يوم الثلاثاء المقبل، الذكرى السنوية الأولى لرحيل الشاعر الكبير محمد عفيفي مطر، ولا يحتفي بالذكرى سوى "ورشة الزيتون" مساء اليوم نفسه، بأمسية يشارك فيها الناقد الدكتور محمد عبد المطلب، أستاذ النقد الأدبي بجامعة عين شمس، بتقديم بانوراما نقدية حول المسيرة الأدبية لصاحب ديوان "الجوع والقمر"، فيما تخلف "بيت الشعر"، الذي يرأسه الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، عن المناسبة.
    وقال الشاعر شعبان يوسف، لوكالة أنباء الشرق الأوسط: إن الشاعرة والروائية سهير المصادفة ستشارك في أمسية ورشة الزيتون بشهادة عن محمد عفيفي مطر، الإنسان والشاعر، ويشارك القاص سعيد الكفراوي بشهادة أخرى، من منطلق العلاقة الإنسانية المميزة التي ربطته، على مدى سنوات طويلة، بالشاعر الراحل، وستركز على محنة اعتقاله وتعذيبه على يد نظام حكم الرئيس السابق حسني مبارك، على خلفية انتمائه إلى أحد الأحزاب القومية العربية.
    وأضاف شعبان يوسف، أنه سيدير تلك الأمسية، فضلا عن أنه سيشارك فيها بدراسة حول الثورة في قصائد محمد عفيفي مطر، ودوره في تبني مواهب عدد من شعراء جيل السبعينيات في مصر، مثل جمال القصاص وأمجد ريان وعلي قنديل.
    ومن جانبه، قال الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، لوكالة أنباء الشرق الأوسط: إنه سيتعذر، سواء على "بيت الشعر"، أو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، إحياء الذكرى السنوية الأولى لرحيل محمد عفيفي مطر في حينها دون أن يبدي أسباب ذلك.
    وبعيدا عن المنافسة على صدارة المشهد الشعري المصري، بين حجازي ومحمد عفيفي مطر، والتي شهدت تشاحنا مكتوما ومعلنا، خصوصا خلال ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي في دورته الأخيرة، وخلال تأسيس بيت الشعر واختيار مجلس أمنائه، فإن حجازي يرى في مطر واحدا "من أبرز شعراء مصر في النصف الثاني من القرن العشرين، ونستطيع أن نقول، إنه من أهم المحدثين، وهو شاعر له لغة خاصة، وله عالم شعري، استطاع أن يبنيه ويعرف به. وبهذا يكون شعره إضافة وليس تكرارا لشعراء آخرين".
    أما بالنسبة للاحتفال بذكراه، فإن حجازي يقول، ردا على سؤال في هذا الشأن: "نحن احتفلنا به، وأقمنا حفل تأبين له في "بيت الشعر" بعد رحيله مباشرة، ولا شك أننا سنحتفل بمرور عام على رحيله بمناسبة مرور سنة على افتتاح بيت الشعر، فالفترة الراهنة ازدحمت فيها المناسبات، احتفلنا بصلاح عبد الصبور وبأمل دنقل ومحمد
    الشهاوي"!
    "لم أغلق بابا في وجه أحد، ولم أكن عونا على فساد"، تلك خلاصة شهادة لمحمد عفيفي مطر نشرتها مجلة "الشعراء"، التي يصدرها "بيت الشعر" في رام الله، في عدد خاص عنه، قبل نحو عامين، وتوقف أمامها صديقه القاص سعيد الكفراوي، يرى الكفراوي أن التجاهل لا يزال يلاحق محمد عفيفي مطر، بعد مرور عام على رحيله، كما كان يلاحقه حيا، ويضيف، أن مطر واكب، من خلال قصيدته، كل المتغيرات التي حدثت منذ الخمسينيات وحتى رحيله، كتب تراث القرية وحلمها وطقوسها، واهتم بتلك المنطقة الغامضة من الروح المصرية، منطقة الأحلام والأساطير، والعلاقة بالعالم الخفي، وبالطقس اليومي، مع الميلاد والموالد والفصول والأزمنة، واهتم بتقديم هذا العالم عبر دواوينه كلها.
    ويرى الكفراوي أن كتاب "زيارات أوائل الدهشة"، الذي يتضمن جزءا من السيرة الذاتية لمحمد عفيفي مطر، يوازي مشروعه الشعري، حيث خرج بطفولته لسؤال العلاقة بين جدلية الحياة والموت، واستطاع عبر سرد ما عاشه غلاما أن يكشف عن روح قريته ومن ثم وطنه. وفي الخلاصة، يرى الكفراوي أن محمد عفيفي مطر هو أحد الرواد المنسيين، فلم يحدث أن تعدى شعره نطاق النخبة، بسبب من تجهيل الإعلام وأصحاب السلطة والنقاد، وفي المقابل ظل هو عفيفا، واختار الجماعات المغمورة وأهل الهامش ليظل معهم حتى رحيله.
    وبحسب رئيس الإدارة المركزية للشؤون الثقافية في هيئة قصور الثقافة، الشاعر محمد أبو المجد، فإنه يجري التباحث حاليا مع أسرة الشاعر الراحل لإعادة إصدار كتاب نقدي له، بعنوان "شروخ في مرآة الأسلاف"، كان قد صدر في السبعينيات من بغداد.
    وكذلك مجموعاته للأطفال التي أصدرها تحت عنوان عام هو "مسامرات للأطفال حتى لا يناموا"، وكانت الهيئة قد أصدرت، أواخر العام الماضي، الأعمال الشعرية الكاملة لمحمد عفيفي مطر في أربعة مجلدات، وتميزت بتضمنها ثلاثة دوواين لم تنشر من قبل، ولم تتضمنها بالتالي الأعمال الكاملة له التي أصدرتها دار الشروق عام 2000.
    وإذا كانت ورشة الزيتون ستواكب الذكرى الأولى لرحيل محمد عفيفي مطر في موعدها، فإن دار الكتب مضطرة، كما يقول رئيسها الجديد الدكتور زين عبد الهادي، إلى إرجاء احتفالها بتلك الذكرى إلى الأسبوع الأخير من شهر يوليو القادم، حتى يتم الانتهاء من الترتيب اللائق بها، مع أسرة صاحب ديوان "احتفاليات المومياء المتوحشة"، وتحديدا زوج ابنته الدكتور شوكت المصري.
    وعلى أية حال، فإن تلكؤ البعض، وارتباك البعض الآخر، في ما يتعلق باحياء ذكرى شاعر بحجم محمد عفيفي مطر، يؤكد، من جديد، أن التجاهل يصر على ملاحقته حيا وميتا، وتعليقا على ذلك يقول الشاعر والروائي صبحي موسى: كانت سمعة محمد عفيفي مطر، في البعيد، أكبر منها في القريب، ربما لأن القرب حجاب، وربما لأن زمار الحي لا يطرب، وربما أيضا لأننا تعودنا على نوع من القهر، تمثل في التعالي والغياب، وخلق المسافات الفاصلة بين المحب والمحبوب.
    وعن علاقته وجيله بمطر، يقول موسى: لم نعمل خيالنا كثيرا حول قيمة الرجل وقامته، ومشروعه الشعري الكبير، بمراحله المتعددة ومستويات تأويله الكثيرة، ومن أجل أن نريح ضمائرنا، ونحن نفلسف الوجود، كما اعتدنا دائما من على كراسي مقاهينا، كنا نبحث عن الأخطاء ونضخمها، كنا نبحث عن مبرر للتجاهل والقتل بالترك، رغم أن سعادتنا كانت تتجلى كلما رأيناه قادما علينا بوجهه الناعم الصغير، وشعره الأبيض الذي اختار له تسريحة تشبه غيطان الذرة بشواشيها البيضاء.
    ويضيف، كان لصمته رائحة الكلام، ولحديثه رائحة الحروب والعسف وصراعات البشر الكبرى والصغرى، كنا نسمع منه بالساعات، ونتهمه بالصعوبة والغموض، فيتهمنا بالجهل والتقصير وعدم المعرفة، لكننا لم نكن أعداء في يوم ما، كان كالأم التي تجمع حولها الأبناء الطيبين والأشرار، فتعامل كلا منهما على قدره وقدرته، كان حبه الأكبر موجها لهؤلاء الذين لم تدركهم حرفة الأدب، وقسوته الوحيدة على هؤلاء الذين تركوا قراهم وبيوتهم، وجاءوا بقوانينهم الجديدة كأساس للعمل البشري، قوانين تمتلئ برائحة الغابة، وقطاع الطرق، والبحث عن الوجود بالجسد، البحث عن إسكات الجوع عبر انتحال الأدب!.
Working...
X