Announcement

Collapse
No announcement yet.

الكاتبة السعودية رحاب ابو زيد برواية (الرقص على أسنة الرماح)

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الكاتبة السعودية رحاب ابو زيد برواية (الرقص على أسنة الرماح)

    رحاب ابو زيد.. المشكلة التقليدية
    والغوص في اللحظة بشعرية




    بيروت (رويترز)

    في رواية الكاتبة السعودية رحاب ابو زيد (الرقص على اسنة الرماح) تركيز على المشكلات التقليدية التي تواجه المرأة في بعض مجتمعاتنا المحافظة والمغلقة فالقصة تشبه قصص الاخريات لكن الفرق يكمن في قدرة الكاتبة على التعبير.
    ورحاب ابو زيد قادرة على التعبير بعمق وشعرية ونكهة ادبية جلية مميزة.
    لكن القارىء قد يشكو من هذا الامر الجميل نفسه اذا ان الكاتبة تستغرق فيه احيانا فتتوقف حركة السرد وتصبح تكرر نقل حالات ومشاعر معينة وان بجمال. التعمق في المكان نفسه يتسبب في بطء حركة الرواية ويحول كثيرا منها الى وجدانيات شعرية وهذا بحد ذاته جميل الا انه يطغى في العمل القصصي. عليه ان يكون رافدا يعزز ماء النهر الكبير لا ان يتحول هو نفسه الى نهر كبير.
    جاءت الرواية في 136 صفحة متوسطة القطع وصدرت عن دار بيسان للنشر والتوزيع والاعلام في بيروت.
    المشكلة هنا هي المشكلة التقليدية بين جيل جديد يريد الانطلاق وحقه في الحياة وجيل متزمت مستبد يسعى الى الوقوف في وجه عجلة التطور بحجج وذرائع تقليدية معروفة.
    تصف الكاتبة ذلك بوضوح بليغ وحيوية شعرية مؤثرة. "النموذج" هنا يبدو كأنه مأخوذ من عالم الفن اي من الرواية لكننا نعلم ان "الرواية" المقصودة هذه مأخوذة من الحياة نفسها. اي النموذج هنا يشبه السيد احمد في ثلاثية نجيب محفوظ بل انه يكاد يكون اشد منه.
    تبدأ الرواية بالقول "كان يستهويه نفث دخان سيجارته في وجهها البائس.. تمتعا بمشهد ذوبان الالم بالقهر في تغضنات ذلك الوجه الغض وذوبان الاحلام والتطلعات الخارجية عن اعراف هذا المنزل معها.
    "كان رجلا ذا طبيعة تعود الى عصر (سي السيد) رافضا الاعتراف بتقمصه بمظاهر هذه الشخصية وتطبيقه لمتطلباتها على رؤوس اهل بيته المسالمين... حوارات تدور بينها وبين هذا الوالد المتزمت فتنتهي برفع القمع لاعلامه لصالح فكر متضعضع لا اساس له من المرجعية الحكيمة... حوار مثخن بانتهاكات الكرامة."
    اما الوالدة وسائر العائلة فعاجزون. "شجعتها والدتها المغلوبة على امرها في معظم الوقت واخوتها الصغار بطرد الصفة التي يتهمونها بها دوما.. الخوف وقراءة بعض الاذكار والادعية قبل الدخول عليه في مجلسه وطرح الموضوع."
    اضافت "تلك الام التي تجيد القفز بين حبلين رخوين فتارة هي في صف زوجها رجل البيت... وتارة اخرى هي في صف الابناء الشاكين الباكين .. واينما احرز الفريق الاقوى ظفرا اكبر تتحيز هي وتندفع بكل انفعالية في الاتجاه نفسه مجانبة الصواب في كثير من الاحيان."
    عرض على الابنة في عملها ان تلتحق بدورة سكرتارية وادارة ملفات على الا تدفع المصاريف ابلغته ذلك قاطعها "لا.. دون النظر اليها.. لا قلت لك كلمة واحدة لا." فقالت له متابعة المحاولة ان ذلك سيساعدها في الحصول على ترقية. "لم تمهلها الدقائق والثواني لتفيق من صفعة سقطت على خدها الايمن."
    قال "الا تعلمين ماذا يقوله الناس عن السكرتيرة.. الا تعلمين ما هي سمعتها... لابد ان لك غاية معينة وساعرفها."
    اما مصيرها ومستقبلها فليس لها فيه رأي.
    انها تنتظر قادما قد لا يأتي كما تتصوره ويأتونها بمن لا تريد. تقول "انني اشعر به هو حي يرزق في مكان ما من هذا العالم... اتظنين اننا سنلتقي.. ربما .. اخاف ان تنتهي نبضات قلبي قبل وصوله.. واخشى نفاد مؤونة الفرح المؤجل عند وصوله.. اخشى ان يرسموا لي وجها غير وجهي.. ويلصقوا بي نصفا ليس بنصفي.. وهكذا انا كالثوب الجديد الذي يفصلون فيه ويضيقون لاكون على مقاسه بينما هو كالثوب البالي يزيدون رقعه ترقيعا ومدارة وتجميلا لارضى به.. ولن ارضى. لن ارضى ولن تعكس مراتي سوى الوجه الذي انتظره."
    في سير حركة السرد شح في الاحداث اي شح في الحركة عمليا. قصص حب مخفقة. زواج وطلاق وقليلات جدا من يتمردن.
    اجواء الكاتبة عاطفية تراوح بين غادة السمان وسعاد الصباح. ما قد يشكو منه القارىء ليس تلك الاجواء الشعرية الدائمة عندها فهي اجواء جميلة وعميقة وممتعة. لكن الشكوى هي من عدم مفارقة هذه الاجواء والانطلاق في حركة سردية فعلية حتى ولو كانت احداثها ذهنية. بقاء في مكان واحد نوعا ما.
    هنا كثرة "الحلاوة" قد تفسد الموضوع. القص يحلو بالشعر احيانا لكنك حين تفتش في "لجج" الشعر هذه عن عمل قصصي فانك تكاد لا تجده.
    وهذا على جمال ما فيه قد يخلق شعورا بالارتواء الشعري عند القارىء وعدم القدرة على الانتقال الى قص حي متحرك.
    من جورج جحا
Working...
X