إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بين الهواية والاحتراف الموسيقا إقبال متزايد على تعلمها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بين الهواية والاحتراف الموسيقا إقبال متزايد على تعلمها

    الموسيقا بين الهواية والاحتراف
    إقبال متزايد
    على تعلم الموسيقا في المعاهد الحكومية والخاصة


    دمشق - سانا
    شهدت سورية في السنوات العشر الأخيرة نهضة موسيقية حقيقية ترافقت مع تغير ملحوظ في نظرة الناس لهذا الفن وإقبالهم على تعلم الموسيقا بمختلف المراحل العمرية سواء في المعاهد الحكومية أو الخاصة لتتراوح دوافع التعلم بين تنمية المهارات والهوايات الشخصية واستغلال أوقات الفراغ أو الرغبة في الاحتراف والامتهان إلى جانب التخصص الجامعي.
    ورغم تنوع أسباب هذا الإقبال المتزايد على تعلم الموسيقا إلا أنه لا يمكن التقليل من أهميته وانعكاسه الإيجابي على الواقع الموسيقي بسورية عبر الارتقاء بالذائقة الموسيقية العامة أو تأهيل الموسيقيين المحترفين القادرين على تطوير هذا الفن لرفد الجهات الموسيقية الأكاديمية وغيرها.
    وحول هذه الظاهرة قال أثيل حمدان مدير المعهد العالي للموسيقا بدمشق لـ سانا.. إن التغير الذي تشهده سورية في نظرة الناس للموسيقا يرجع إلى عدة أسباب أهمها الاعتراف بمهنة الموسيقا كحرفة وليس كترف أو حرفة مساعدة فضلاً عن الاهتمام الذي تبديه وزارة الثقافة بإقامة النشاطات والأمسيات الثقافية المتنوعة إلى جانب اهتمام الناس بفوائد الموسيقا النفسية ودورها بتشذيب الروح وتهذيبها.
    ورأى أن ملامح النهضة الموسيقية بسورية بدأت بالظهور منذ الأربعين سنة الأخيرة إذ أصبحت النظرة للموسيقا أقل ارتباطاً ببعض العادات والتقاليد السيئة وأكثر انفتاحاً وتفهماً لمهنة الموسيقي مشيراً إلى أن الآلات الغربية تحظى باهتمام وإقبال الناس على تعلمها أكثر من الآلات الشرقية وخاصة البيانو والكمان والغيتار نظراً لما لهذه الآلات من شعبية عالمية يلعب الإعلام دوراً كبيراً بتكريسها.
    وعن المعهد العالي للموسيقا أوضح أن عدد الطلاب في تزايد مستمر حيث بلغ هذا العام 170 طالبا لافتاً إلى أهمية دور معاهد الشبيبة المنتشرة في معظم المحافظات السورية ومستواها العالي نظرا للتعاون الفني الموجود بينها وبين المعهد العالي الذي يمدها بالكوادر التدريسية وغيرها إضافة إلى أهمية وجود المعاهد الخاصة بسورية لتعليم الموسيقا كرديف لمعاهد الشبيبة.
    بدوره رأى جوان قرجولي مدير المعهد العربي بدمشق أن هناك إقبالاً كبيراً على التعليم الموسيقي بسبب زيادة الثقافة والوعي بأهمية الموسيقا وتقديرها كفن ومهنة لافتاً إلى أن عدد الطلاب المتقدمين لمعهد صلحي الوادي بدمشق تزايد بشكل كبير منذ العام 2000 حيث كان حوالي 350 طالباً ليصل اليوم إلى 1150 طالباً إضافة إلى 400 طلب انتساب للمعهد العربي في السويداء وكذلك 650 طلب لكل معهد عربي في محافظات حمص واللاذقية والحسكة.
    وأشار إلى أن جميع المعاهد العربية المنتشرة بسورية تهدف إلى إعداد جيل من الموسيقيين المحترفين وتعتمد أحدث طرق التعليم وهو ما تفتقده المعاهد الأخرى التي لا تنتمي إلى وزارة الثقافة لافتاً إلى أن معهد صلحي الوادي بدمشق يقبل الطلاب من عمر الثلاث سنوات ويضم ثلاث مراحل دراسية تصل إلى 11 سنة دراسية وهي المرحلة التحضيرية خمس سنوات.. والمتوسطة أربع سنوات.. والمتقدمة سنتان.
    أما عن المنهج المستخدم لتدريس الطلاب فقال.. يعتمد المعهد على أحدث المناهج النظرية بدلا من كتاب اي بي سي الفرنسي الذي مضى على تأليفه 100 سنة والمعتمد في معظم المعاهد الموسيقية الأخرى حيث لدينا مادة اسمها "فن علوم التعليم.. من الألف إلى النون" وهي تدرس للمرة الأولى بسورية وألفت بناء على بحث ودراسة بعض المناهج الفرنسية والألمانية والروسية المشهورة وإضافة شيء من الموروث الشعبي السوري في نهاية الكتاب.
    ولفت إلى أن المعهد يهتم بالأسلوب التربوي الجيد وتعليم الأطفال قيم الموسيقا والتحدث بلغتها ومصطلحاتها وخاصة في المرحلة ما قبل دراسة المعهد الأساسية وتسمى "بري انسترومانتال" ومدتها أربع سنوات كما يتعلم الطلاب في السنة الثانية من هذه المرحلة العزف على آلة نفخية تدعى "فلوت ريكوردر" ثبت عالميا أنها تنظم الجهاز التنفسي للعازف مشيرا إلى أن كل هذه الأسباب إضافة إلى سمعة المعهد وأساتذته تجذب الناس إلى تعليم أطفالهم الموسيقا.
    وبالنسبة للإقبال على تعلم الآلات الغربية قال.. إن المشرفين على العمل الموسيقي لدينا يفتقرون للتخطيط الاستراتيجي على المدى البعيد فنحن مثلا لدينا مهرجان جاز بسورية وليس هناك مهرجان للموسيقا العربية وبالتالي اتجه 70 بالمئة من الموسيقيين إلى موسيقا الجاز سنة 2009 و 2010 ولم تتجاوز نسبة حفلات الموسيقا العربية في هذين العامين 10 بالمئة وهذا يؤدي على المدى الطويل إلى ابتعاد الناس وخاصة الشباب عن سماع الموسيقا العربية وتعلم الآلات الشرقية.
    بينما أشار هيثم أمين مدير معهد شبيبة الأسد المركزي إلى أن الناس تقبل بشكل متزايد على تسجيل أطفالها في المعاهد الموسيقية وتطالب بوجود مادة الموسيقا ضمن المنهج المدرسي في المدارس الحكومية والخاصة لافتا إلى أن هذا الإقبال له علاقة بزيادة الوعي واهتمام الناس بتربية الحس الموسيقي عند أطفالها.
    وأوضح أن عدد الطلاب في معهد الشبيبة ازداد كثيرا في السنوات الأخيرة حيث تضاعف من 200 طالب إلى 600 طالب في هذا العام وخاصة أن المعهد يقبل الشريحة الأكبر من المتقدمين ليحصل على الطلاب المتميزين وهو لا يقوم بتخريج الموسيقيين المحترفين دائما إذ ينتسب بعض الطلبة للمعهد ويأخذون فكرة عن الموسيقا الجادة والهامة وقواعد تأليفها ثم يتركون الدراسة بعد السنة الأولى أو الثانية.
    أما عن نسبة الاحتراف والطلاب الذين يتابعون في مجال الموسيقا فأشار أمين إلى أنها نسبة قليلة جدا تصل إلى 10 بالمئة أي بين كل 100 طالب في معهد الشبيبة يتابع 9 أو 10 طلاب بعد ست سنوات دراسية في هذا المجال لافتا إلى أن السبب يتعلق بضغط الوظائف المدرسية التي يكلف بها الطالب إلى جانب دراسته الموسيقية إضافة إلى انشغال الأهل وعدم قدرتهم على توصيل أطفالهم إلى المعاهد الموسيقية.
    كما اعتبر أن الموسيقا الجادة يجب أن تبنى على أسس علمية وان تعلم منذ الصغر منوها بأهمية التخصص ووجود مدرسة موسيقية تبدأ من المرحلة الابتدائية حتى مرحلة البكالوريا وتهيئ الطالب الراغب بالتفرغ للموسيقا لإكمال دراسته الموسيقية في المعاهد العليا.
    ومن المشاريع الهامة أيضا في معهد شبيبة الأسد المركزي مشروع "الموسيقا للجميع" وهو صف تعليمي افتتح خصيصا للطلاب الكبار بالعمر ممن لديهم رغبة كبيرة بتعلم الموسيقا ولم تسنح لهم الفرصة بتعلمها في الصغر إضافة إلى تركيز المعهد على تعليم الموسيقا الشرقية بقدر اهتمامه بالموسيقا الغربية معتمدا على كتب للموسيقا الشرقية والكتاب الفرنسي اي بي سي المعروف.
    وحول المنهاج قال أمين.. تضم مراحل الدراسة في المعهد ثلاث مجموعات عمرية.. المجموعة الأولى من عمر 5 سنوات إلى 7 سنوات والثانية من 8 إلى 12 والثالثة مفتوحة وكل مجموعة لها برنامج خاص بها حيث نضع المنهاج الملائم بناء على إدراك الطالب وفهمه ولدينا مادة اسمها الصولفيج العربي هدفها تعليم المقامات الشرقية لكل الطلاب أما اعتماد المعهد على كتاب اي بي سي الغربي فيرجع إلى مشكلة تتلخص بعدم تفكير أحد بمنهجة الموسيقا في الوطن العربي.
    من جهتها اعتبرت عازفة البيانو جمان عبيد ورئيسة قسم البيانو بمعهد صلحي الوادي أن هذا الإقبال على تعلم الموسيقا بسورية هو نوع من البريستيج أكثر منه رغبة في الاحتراف والعمل الجدي في مجال الموسيقا مشيرة إلى أن الأهل ما زالوا ينظرون للموسيقا على أنها هواية ويفضلون أن يكمل أولادهم الجامعة إذا ما خيروا بينها وبين أن يصبحوا موسيقيين.
    وتابعت.. كل سنة لدينا طالب فقط يوافق أهله على أن يحترف الموسيقا دون أن يجمع بينها وبين اختصاص جامعي ورغم ذلك لا يمكن أن نلوم الأهل على عدم رغبتهم باحتراف أولادهم الموسيقا وذلك لأن نظرة الكثير من الناس للموسيقي ما زالت غير جيدة نظرا لجهلهم بمدى صعوبة ورقي هذا الفن واعتبارهم أن العازف هو الشخص الذي يعزف وراء المطرب أو المطربة.
    وحول تفضيل الطلاب للآلات الغربية قالت عبيد.. هناك إقبال على تعلم آلة البيانو والكمان ولدي بقسم البيانو بمعهد صلحي الوادي 200 طالب والعدد نفسه بصف الكمان والسبب أن البيانو آلة صالون والرغبة بتعلمها هو نوع من "البريستيج" رغم أننا نشجع الأهل على تعليم أطفالهم الآلات الأخرى التي تدخل على الأوركسترا والمجموعات وبعضها سهلة الحمل ما يسمح للطالب بأخذها معه أينما ذهب.
    ولدى سؤالنا لبعض الأهالي في معهد شبيبة الأسد المركزي عن الموضوع أجمع الكثيرون على أهمية الموسيقا ودورها في تهذيب الروح وصقل الإحساس فضلاً عن رغبتهم في ملء أوقات الفراغ لأولادهم بهواية ممتعة ومفيدة في الوقت نفسه كما أشار البعض إلى عدم ممانعتهم لاحتراف أطفالهم الموسيقا في الكبر إلى جانب الاختصاص الجامعي الذي يختارونه معتبرين أن الدراسة الجامعية أولوية ضرورية ثم تأتي الموسيقا مكملا لها.
    نيفين الحديدي
يعمل...
X