إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وظيفة المسرح المساهمة في الإصلاح وتقديم الحقيقة كما أكد المسرحيون السوريون

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وظيفة المسرح المساهمة في الإصلاح وتقديم الحقيقة كما أكد المسرحيون السوريون

    المسرحيون السوريون: وظيفة المسرح المساهمة
    في الإصلاح وتقديم الحقيقة كما هي للنهوض بالوطن


    دمشق - سانا
    سلوى صالح يتحسر الفنانون المسرحيون على بدايات كان المسرح فيها طقسا اجتماعيا ممتعا وناديا للحوار ومجالا إبداعيا يستقطب أسماء كبيرة مازالت مطبوعة في ذاكرة الوطن كسعد الله ونوس وفواز الساجر ونهاد قلعي وعبد اللطيف فتحي وكثيرين غيرهم.
    والمسرحيون كغيرهم من رجال الفكر والثقافة ينتظرون دورهم في عملية الإصلاح التي دخلتها سورية في هذه الفترة من أوسع أبوابها أملا في إنقاذ أبي الفنون والارتقاء به إلى المكانة التي يستحقها فيعود للمسرح جمهوره ويتحقق للمسرحيين طموحهم فينهضون بمشاريعهم الثقافية ويتخطون حالة الركود التي يعيشها المسرح والناجمة عن أسباب عدة كقلة التمويل وتخلف القوانين وعوامل أخرى.
    يرى المخرج المسرحي الدكتور سامر عمران أن الأمل كبير بعد أن تم إطلاق البداية في مجال الإصلاحات ولكن إنجازها يحتاج إلى وقت ونحن جاهزون كل في مجال اختصاصه لخدمة سورية وأنا أدعو الجميع إلى تحويل الأحلام والأمال إلى واقع ملموس من خلال المشاركة بالنهوض بالوطن.
    عمران: إتاحة الشروط الفنية اللازمة لنهوض العمل المسرحي بشكل خاص والفني بشكل عام
    وفي مجال المسرح يقول عمران لوكالة سانا إن النوايا الطيبة لا تكفي وهذا ينطبق على الفن بشكل عام فإن لم تتغير القوانين الناظمة لذلك فلن يكون هناك أي تطور أو إصلاح.
    وتحدث عمران عن الفساد في المجال الثقافي وقال إنه تراكم على مدى سنوات بحاجة إلى اجتثاث من الجذور وهذا لا يتم إلا بتغيير القوانين وتفعيل الفنانين المحترفين والأخلاقيين وإتاحة الشروط الفنية اللازمة لنهوضهم بالعمل المسرحي بشكل خاص والفني بشكل عام.
    وأشار عمران إلى تجربة ناجحة خلال احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية عام 2008 عندما تم خلق قوانين جديدة وإيجاد حلول بديلة تمثلت بدعم الدولة ومساعدتها وأدت إلى حراك ثقافي واسع كان من الممكن أن يستمر حتى الآن ولكن للأسف تلاشى بانتهاء الاحتفالية.
    قزق: نحتاج الى الفن في حياتنا ونرغب بأن يكون كل إنسان فنانا
    أما الفنان فايز قزق فيرى أن الإصلاح بشكل عام هو لمصلحة المواطن وأن متابعة الإصلاحات أمر مهم للغاية وقال كلنا مع الإصلاح لكن أي قانون يوضع بهذا الخصوص ينبغي ألا يخرق من أي شخص كان.
    وأضاف.. نحن بحاجة إلى الإصلاح على كافة المستويات وخاصة على الساحة الثقافية السورية التي تم إهمالها وعدم تجديد قوانينها وأدواتها ووسائلها المختلفة حتى سيطرت المركزية القاتلة عليها ولهذا ضعف الفن المسرحي في سورية وتقلصت آفاقه إلى أن أصبحت دمشق التي يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة لا يتواجد فيها إلا ثلاثة مسارح القباني والحمراء ودار الأسد تقدم فيها برامج وإنتاجات مسرحية هي أقل بكثير من حاجة الناس الحقيقية للعروض المسرحية.

    وأكد قزق أن تطبيق مبدأ اللامركزية يتيح لنا الاستفادة من 422 مسرحا في سورية تقف اليوم دون أي فرق مسرحية حقيقية وينام معظمها في الظلمة والرطوبة وتقاد من أشخاص لا يدركون معنى سيادة الظلمة والصمت في المسرح.
    ولفت إلى وجود الكثير من الأسماء الوهمية لمشاريع مسرحية في سورية كالمسرح التجريبي ومسرح الطفل اللذين ليس لهما أي قوام مالي أو تنظيمي.. كما تم تغييب المسرح الوطني وكذلك مسارح المحافظات والمسرح الجامعي.
    وخلص الفنان قزق إلى القول إن كلمة فنان لا تعطى بشهادة ولا تمنحها نقابة بل هي السعي الى خدمة الناس كما فعل المسرحي الراحل سعد الله ونوس لهذا نحتاج الى الفن في حياتنا ونرغب بأن يكون كل إنسان فنانا.
    كفارنة: أهمية التسويق الإعلامي والإعلاني للعمل المسرحي وإعادة النظر في آلية تسويق العروض
    المخرج المسرحي هشام كفارنة مدير المسرح القومي يرى أن الفنانين السوريين بشكل عام لقوا اهتماما خاصا ورعاية كبيرة في السنوات الأخيرة ما أدى الى تطور الدراما السورية وانتشارها الواسع.

    وقال إن المسرحيين مظلومون من حيث الأجور والمكافات مقارنة بفناني التلفزيون على الرغم من أن العمل المسرحي يتطلب جهودا أكبر وهو عمل مضن مشيرا إلى أنه تمت إعادة النظر مؤخرا بالمكافآت المالية إلا أنها لم تصل حد الطموح ما يستدعي زيادة الميزانية المخصصة لمديرية المسارح.
    وتحدث كفارنة عن أهمية التسويق الاعلامي والاعلاني للعمل المسرحي ما دعا الى اعادة النظر في الية تسويق العروض فبدأنا بالاعلان بشكل اوسع من خلال الاعلانات الطرقية والصحف والاذاعة والتلفزيون..وهنا تبرز أهمية وجود برامج مختصة بالمسرح اسبوعيا على الشاشة الصغيرة.
    ولفت الى ان العروض المسرحية لم تتوقف خلال الشهرين الأخيرين وهناك اهتمام كبير بطبيعة الموسم المسرحي بحيث يكون أكثر غنى ويستوعب أكثر من شكل فني داعيا الى ضرورة الاهتمام بالبنى التحتية للمسارح وانصاف الفنان المسرحي.
    جان: وضع آلية دائمة لتشغيل الشباب المتخرجين من مختلف الجامعات والمعاهد وخصوصا في المجال الفني
    اما الكاتب المسرحي جوان جان فقال ان خطوات الاصلاح التي خطتها سورية لم تكن وليدة اللحظة بل جاءت تتمة لسلسلة من الخطوات السابقة المتعلقة بالنواحي الاقتصادية والخدمية ذات الطابع المباشر في العلاقة بين الدولة والمجتمع داعيا الى ضرورة وضع الية دائمة لتشغيل الشباب المتخرجين من مختلف الجامعات والمعاهد وخصوصا في المجال الفني.
    وبالنسبة للمسرح قال جان إن معاناة المسرحيين هي جزء لا يتجزأ من الوضع العام فالهم الأول الذي يؤرقهم هو التوصل إلى حد أدنى من العدل فيما يتعلق بمسألة الأجور التي يتقاضونها نظير أعمالهم المسرحية لتصبح قريبة من اجور الأعمال التلفزيونية والسينمائية.
    وأضاف أن إيجاد فضاءات جديدة للعرض المسرحي يبدو مطلبا ملحا كون الصالتين المخصصتين لعروض مديرية المسارح والموسيقا منذ الستينيات لم تعودا كافيتين لارواء ظمأ المسرحيين لتوسيع نشاطهم المسرحي وشموله أكبر قدر ممكن من الجمهور.
    الفنان المسرحي الدكتور جمال قبش عبر عن أمله في ان تكون القوانين الاصلاحية دائما سباقة ومواكبة للتطورات وقال نحن بحاجة الى قوانين وضوابط تضعنا على السكة الصحيحة وتفتح لنا مسارات.
    ورأى أن المسرح هو بداية الاصلاح ولذلك بقي فن المسرح قائما منذ ايام الاغريق حتى الأن ففي المسرح يدخل اصلاح النفس أولا وقبل اصلاح القوانين نحن بحاجة الى اصلاح الذات أي ان وظيفة المسرح هي المساهمة في الاصلاح وتقديم الحقيقة كما هي.

    وقال ان المسرح حياة تقال فيه الكلمة الصحيحة ويعبر فيه الفنان عن مكنونات داخله ويسمع صوته للجمهور ويستمع الى هذا الجمهور وهذا هو الحوار الديمقراطي الحر فالمسرح هو أول باب للحرية وللاصلاح يتم من خلاله تسليط الضوء على الأخطاء وتجسيد هذه الأخطاء والاشارة الى مواقع الفساد والفاسدين.
    المسرحي الشاب ابراهيم نعيم المتخرج حديثا من المعهد العالي للفنون المسرحية يطالب باعادة النظر بالمناهج المعتمدة في المعهد والتي لم تتغير منذ افتتاح المعهد في اواخر السبعينيات مشيرا الى وجود تجارب مسرحية متجددة في الدول الاوروبية والعالم من حق طلاب المعهد مواكبتها والاطلاع عليها.
    وتحدث نعيم عن معاناة الطلاب بعد التخرج حيث يرتبطون بالعمل مع المسرح القومي لمدة ثلاث سنوات يتحملون خلالها الوضع المادي السيىء والمتمثل في مكافآت وزارة الثقافة التي لا تسمن ولا تغني ولا تقبض في وقتها ومع ذلك يعملون بحماسة من منطلق حبهم للمسرح وشغفهم به.
    ويشكو الخريجون من عدم وجود تقدير لنشاطهم المسرحي اضافة الى قلة الأعمال فقد يكون عملا واحدا بالسنة أو لا شيء وبهذا الصدد يطالب نعيم بأن يكون هناك مسارح خاصة و انتاج مسرحي خاصعلى نمط الانتاج التلفزيوني ما يوفر فرص عمل للخريجين وبالتالي يضمن عدم هروب المسرحيين إلى التلفزيون بعد دراستهم للمسرح.
    وعبر عن أسفه لكون مديرية المسارح تتعامل مع ممثلين معروفين متجاهلة اسماء الخريجين الجدد فالأساتذة في المعهد يرشحون بعض الأسماء البارزة فيما يواجه باقي الخريجين المجهول وطالب بفتح المجال لتوظيف الخريجين في المسرح القومي بعد تفعيله بشكل أكبر ومضاعفة عدد الاعمال المسرحية ليس من اجل المادة وانما للمحافظة على بقاء الخريجين في اطار العمل المسرحي وابعادهم عن التسرب الى التلفزيون مشيرا ان الخشبة لا تقدم لهم متطلبات الحياة المعيشية وهذا الموضوع بحاجة الى دراسة.
    يذكر انه اقيمت في السنوات الاخيرة الكثير من الندوات واللقاءات من اجل دراسة واقع المسرح السوري ووضع اليد على اسباب تراجع الحراك فيه وايجاد الأليات اللازمة للنهوض بهذا الفن العريق الذي يعتبر حاجة ثقافية ويتبلور من خلاله ضمير الأمة.
    وكان المعهد العالي للفنون المسرحية قد انشىء عام 1977 في دمشق بهدف تخريج اختصاصيين في الفنون المسرحية واثراء التنمية الثقافية والفنية في مجال المسرح ويضم المعهد اقسام التمثيل والاخراج المسرحي والدراما والنقد المسرحي اضافة الى قسم الديكور وتقنيات المسرح والسينما والتلفزيون وشاركت فرق المسرح العالي في العديد من المهرجانات العربية والدولية.
يعمل...
X