إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وداعاً محمد حسنين هيكل..القلم الأشهر بالصحافة العربية..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وداعاً محمد حسنين هيكل..القلم الأشهر بالصحافة العربية..

    القلم الأشهر يرقد في سلام أبدي.. الدولة تشيع هيكل بالبيانات والسابقون مع أبناء المهنة يصحبونه إلى "دار العودة"


    هشام يونس

    محمد حسنين هيكل


    من حي شعبي ذي عبق يختلط فيه الدين بالتاريخ، ودعت قلة اندست بصعوبة وسط زحام القاهرة الكاتب الصحفي الأشهر في العالم العربي الذي غيبه الموت ظهر اليوم الأربعاء.

    في مسجد الإمام الحسين - بناء على وصيته - وقبل نحو ساعة من صلاة العصر سُجى جسد محمد حسنين هيكل الذي ولد في 23 سبتمبر 1923، فقد وصل الجثمان قبل مشيعيه وخلا المسجد إلا من أبناء حي الجمالية الذي خرج منه أديب نوبل نجيب محفوظ، حيث لفت انتباههم تدافع المصورين لحجز أماكن يستطيعون الوقوف فيها.

    وصل لمسجد الحسين عدد من الصحفيين لا يناهز معجبي الراحل من أبناء المهنة في أي جيل، وغاب المسئولون الرسميون عدا وزير الشباب خالد عبدالعزيز الذي صادق أباه هيكل وزامله في الأهرام قبل عقود، إضافة إلى وزير الثقافة حلمي النمنم، وهو صحفي بالأساس.

    كانت أكثرية المشيعين من الصحفيين الذين حضر معظمهم للتغطية، أما مؤسسة الأهرام التي يعتبر هيكل حبرها الأكبر، فقد كان حضورها محدودًا مقتصرًا على رئيسها أحمد السيد النجار، ورئيس تحرير جريدتها الأهم محمد عبد الهادي علام، ومديرها محمد فايز، فيما اتكأ عم ساتي سائق الكاتب الراحل بصعوبة على سنوات عمره الطويلة ليلحق جنازة الأستاذ.

    وأما المؤسسة العسكرية الذي كان هيكل مدافعا صلدا عنها، فلم تثبت حضورا يذكر في الجنازة الأقل جندا منذ سنوات، وربما لو لم يكن على الشرطة تأمين الجنازة لغابت هي الأخرى، عن وداع رجل تخلف كثيرون عن تشييعه.

    زاد عدد الكاميرات وآلات التصوير على عدد المشاهير، وكان عمرو موسى وحمدين صباحي مرشحا الرئاسة السابقين، هما أبرز الحضور مع نبيل العربي أمين عام الجامعة العربية، وفاروق جويدة ومحمود سعد وعبدالحكيم نجل الرئيس جمال عبدالناصر معشوق هيكل الأول.

    غاب الوزراء وحضر السابقون منهم فقط، تقدمهم كمال أبو عيطة، ومصطفي الفقي بينما امتنع الفنانون والرياضيون والنواب.

    10 صفوف غير مكتملة من المصلين اصطفت في منتصف المسجد الحسيني، لتؤدي صلاة الجنازة على رجل وصل إلى عقده العاشر، تملؤه حيوية وانتباه أبناء العشرين بحضور كان موضع حُسادٍ كثيرين.

    سيارات متناثرة تبعت الجنازة لتصل تباعا إلى مقابر أسرة هيكل في الماظة، والتي صدر مدخلها بكلمتين لم ينس فيهما أنه صاحب قلم، إذ تعلو باب المقبرة لوحة رخامية مكتوب عليها "دار العودة".

    في مراسم بسيطة لا تتناسب مع قامة كاتب احتفظ بأسلوب تحليلي مركب يتسم بالعمق، وُوري الأستاذ هيكل الثرى دون بيارق أو أعلام، ودون تمائم لم تكن لتنفع حتى لو وجدت.

    يتهامس المشيعون أن الأستاذ قبل أسابيع من وفاته كان واقفا على قدميه لم تتداع ساقاه، لكنه أخيرا ودون تأنٍ كان يفضله، هاجمه المرض لينوء جسده فجأة بحمل السنين.

    وباستشراف طالما مارسه في السياسة والصحافة، أدرك أن النهاية المكتوبة على الجميع قد اقتربت، ففضل ألا يرهق جسده بدواء لن يغني عنه من الموت شيئا، ولن يدفع ما قُدر سلفا في صحيفته غير المطبوعة.

    كان مفهوما لماذا غاب الملوك والرؤساء الذين صادقهم "الجورنالجي" عن جنازته التي أعدت على عجل، لكن لم يكن مفهوما لماذا غاب الرسميون بمختلف مستوياتهم عن تشييع وزير سابق في الحكومة المصرية، إذ اكتفت مؤسسات الدولة بأن تشيع الأستاذ بالبيانات وكأنها أصبحت فرض كفاية.

    طوى الأستاذ صُحفه، ووضع أقلامه، وسِير به إلى "دار العودة"، ليترك فراغًا لن يملؤه المنتفخون بفعل الشاشات، ولا المنتشون في مواكبهم الرسمية.
يعمل...
X