إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مرحلة المراهقة معاناة تفرضها تغيرات العمر وهي الأكثر خطورة - جمانة سليم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مرحلة المراهقة معاناة تفرضها تغيرات العمر وهي الأكثر خطورة - جمانة سليم


    «المراهقون» .. معاناة تفرضها تغيرات العمر
    الدستور – جمانة سليم
    تتميز خصائص شخصية الابناء في مرحلة المراهقة بأنها الأكثر خطورة حيث انها تعتبر المرحلة الفاصلة ما بين الطفولة والرشد والتي يبدأ فيها الابناء سواء كانوا ذكورا او اناثا بالتخلص من صفاتهم الطفولية والتي كانت مرتبطة بهم قبل سنوات قليلة من اجل تكريس شخصية مستقلة تعبر عن رشدهم ووعيهم .
    وبحسب الدراسات الاجتماعية فإن الفترة التي يصل فيها الابناء الى مرحلة المراهقة تكثر فيها الخلافات والمشاكل وبشكل كبير ما بينهم وبين آبائهم والسبب هو رفضهم لمعاملة ذويهم لهم كأطفال ،وسعيهم الى فرض شخصيتهم كأشخاص تخطو مرحلة الطفولة واصبح بامكانهم الاعتماد على انفسهم وكذلك الاحتفاظ باسرارهم وحل مشاكلهم دون طلب المساعدة من أحد.
    وبالرغم من أن الابناء وفي هذه المرحلة يشعرون بأنهم اصبحوا كبارا بحكم التغيرات التي تطرأ عليهم في مظاهر النمو المختلفة، الا ان الاباء يظلون ينظرون اليهم على انهم ما زالوا اطفالا حتى وان وصلوا لمراحل الشباب وهذا ما يسبب الكثير من المشاكل والخلافات بينهم .
    رقابة وخوف
    ويرجع «يونس شاهين» سبب حرصه الشديد على متابعة امور ابنه «وليد» 16 عاما ،الى ان هذه المرحلة تعتبر من اخطر المراحل العمرية التى يمر بها الانسان، حيث يبدأ وفي هذا العمر تحديدا باكتساب السلوكيات والعادات التي يمكن ان تبقى مرتبطة بشخصيته في المستقبل .ولهذا يحرص على ان يعرف كل ما يخصه وكل ما يقوم به وكذلك التقرب من اصدقائه للتعرف إلى سلوكياتهم وطريقة تفكيرهم ومدى تأثيرهم على ابنه
    ويعترف شاهين انه يشدد الرقابة على ابنه في الكثير من الامور والتى يرى ان اهمالها أوالتغاضي عنها قد يكون سببا مباشرا في انحراف بعض سلوكياتها ،فهو يحرص على ضرورة معرفة الاماكن التي يتواجد فيها ابنه وكذلك الاشخاص الذين يرافقهم وعادة ما يتفق معه على موعد ثابت للرجوع الى المنزل دون تأخير .
    وذكر انه يحاول ان يتقرب من ابنه ويشعره بانه صديق مقرب له خاصة في الفترة الاخيرة التي بات يلاحظ فيها مدى انطوائيته وحبه الشديد للتحفظ على كل اخباره واسراره .
    ومن ناحية اخرى يتحدث «سليمان عبد القادر» عن المعاناة التي يعيشها مع ابنه «باسم» 15 عاما والذي يمر بمرحلة المراهقة والذي اصبح يرفض الامتثال لكل تعليماته وتوجيهاته حتى اصبح يشعر بانه يعانده في كل ما يطلبه منه .
    واشار الى ان ابنه» باسم «هو الابن الثاني وبأن ابنه الاكبر «طارق» تخطى مرحلة المراهقة دون ان يسبب له اية مشاكل ودون ان يحدث بينهما اية مشاكل شخصية. فقد كان وفي مثل هذا العمر يشعر بانه اصبح رجلا ويعتمد عليه ولم يكن مثل اخيه «باسم» والذي يتعمد كسر تعليماته لكي يشعر كل من حوله بانه صاحب قرار .
    واضاف انه حاول كثيرا التقرب إليه لكي يوطد الثقة بينهما الا انه كان يلاحظ بأنه يعتبر هذا التقرب والتودد نوعا من التدخل في شؤونه الخاصة او لمعرفة اسراره ومن ثم محاسبته عليها .
    وفي النهاية ذكر سليمان ان العلاقة بينه وبين ابنه ساءت لدرجة ان الخلافات بينهما اصبحت دائمة وبات يفرض عليه عقوبات تأديبية مثل قطع المصروف عنه وكذلك منعه من الخروج من المنزل الا للضرورة .
    متغيرات
    وقد تبدو المتغيرات السلوكية في مرحلة المراهقة عند الفتيات مختلفة تماما عن الذكور خاصة وان الفتاة تحاول في هذه المرحلة ان تظهر الجانب الانثوي من شخصيتها من خلال الاهتمام باناقتها ومظهرها الخارجي وكذلك تغيير طريقة كلامها ومشيتها لكي تبدو اكبر من عمرها الحقيقي وبالتالي تظهر اكثر نضوجا .بينما تتمثل هذه المتغيرات عند الذكور في سلوكيات هي على الاغلب اقرب للخشونة أو للعدوانية من اجل ظهور فحولتهم .
    وهذا ما تتحدث عنه «رسمية خليل» ربة اسرة والتي باتت تلاحظ هذه المتغيرات في ابنتها 16 عاما وابنها 15 عاما حيث اصبح لابنتها اهتمامات مختلفة تتمثل بالتركيز على اناقتها وجمال مظهرها الخارجي الى جانب انها اصبحت تشارك الكبار في احاديثهم العامة ومحاولة فرض رأيها لكي تثبت لمن تتحدث معهم بأنها صاحبة رأي وان لديها وجهة نظر خاصة في الموضوع المطروح .
    واشارت ايضا الى التغيير الجذري الذي طرأ على سلوكيات ابنها الذي اصبح يتعمد التحدث بصوت خشن لكي يبدو اكثر رجولة وكذلك اصبح يقلد تصرفات والده ويستخدم نفس المفردات التي يستخدمها .
    وذكرت انها لا تجد صعوبة في التعامل مع ابنتها التي اصبحت تعاملها كصديقة وتشاركها الرأي في كل ما يخصها الا ان المعضلة الحقيقية تتمثل في عدم تقبل ابنها لمعاملتها له خاصة عندما تتصل به لتطمئن عليه فيخبرها بانها تسبب له الاحراج امام زملائه واصدقائه الذين يستهزؤن به بسبب اتصالها المتكرر به وكأنه طفل صغير .
    وذكرت بان ابنها اصبح يتمرد على كل ما تطلبه منه أو توجهه اليه بعد ان يخبرها بانه «كبير» ويستطيع ان يختار ويقرر ما يريد .
    ولا تنكر السيدة رسمية ان مرحلة المراهقة التي يمر بها الابناء هي من اكثر المراحل العمرية حرجا وصعوبة وعلى الاباء استيعاب التغيرات النفسية والسلوكية وكذلك الشكلية التى تطرأ على ابنائهم والتعامل معهم بشكل مختلف
    مرحلة هامة
    الدكتور علي المومني استاذ علم الاجتماع وفي هذا الموضوع قال: ان مرحلة المراهقه تعتبرمن المراحل المهمة والحرجة في حياة الشباب بجنسيهم وللاهل ايضا.
    فمن ميزات السلوك في هذه المرحله لدى الشباب (من الجنسين )التغير في الحالة العاطفية والانفعالية والسلوكية لدرجة الاحساس فيها من قبل المحيطين بالمراهق وخاصة الاسرة والتي قد تشعر بالمعاناة امام محاولة ردع السلوكات غير المرغوب فيها لدى المراهقين وخاصه المراهقات لكثرة الرغبة في ضوابط اكثر لسلوك البنات ومنها التمرد على قرارات الاب والام والاخوة؛ رغبة في اثبات الذات واثار ذلك السلبية على مراقبة وضبط وتوجيه السلوك لدى المراهقات وفق معايير رغبه الاب والام والمجتمع المحيط ؛ما يؤكد اهمية وعي الاسرة وخاصة الاهل بخصائص هذه المرحله لدى البنات وايجاد مساحات من الثقه والحوار المنطقي مع المراهقه للتدرج في توجيه السلوك نحو المرغوب وبما لا يؤثر على مشاعر المراهقين ونفسياتهم.


يعمل...
X