تويت
اوركسترا البيت العربي
مشروع فني يربط الأسرة السورية بالفعل الإبداعي
رنا رفعت
مشروع فني يربط الأسرة السورية بالفعل الإبداعي
رنا رفعت
اللاذقية-سانا بدأت مؤخرا أوركسترا البيت العربي للرسم والموسيقا في اللاذقية تدريباتها الفنية عقب الانتهاء من اختيار أعضاء الأوركسترا التي يتبناها برنامج /روافد/ التابع للأمانة السورية للتنمية في إطار ما يعرف بحاضنة المشاريع الثقافية حيث تم انتقاء 43 عازفا وعازفة على مختلف الآلات الموسيقية من قبل لجنة متخصصة ضمت كلا من الموسيقيين ميساك باكابودريان وفواز العلي ومروان دريباتي وفيصل عمران ورامي عودة.
وقال ياسر دريباتي مدير البيت العربي للرسم والموسيقا انه تم اختيار العازفين ممن لديهم خبرة ومهارة سابقة في المجال الموسيقي فخضع كل مشارك لاختبارات عملية في تكنيك العزف والقدرة على قراءة النوتة الموسيقية ليبدأ لاحقا تدريب المجموعة على العزف الجماعي تحضيرا للحفل الأول الذي سيقام في حزيران القادم.
وأوضح /دريباتي/ أن الاختبارات التي أجريت للمتسابقين أفرزت ثلاث مجموعات موسيقية نظرا لما ظهر من مواهب مبدعة فانضمت المجموعة الأفضل لتشكل أوركسترا البيت العربي بقيادة ميساك باكابودريان قائد الفرقة السمفونية الوطنية كما تم استثمار المواهب الأخرى فيما سمي أوركسترا شرقيات بإشراف الموسيقي حسام إبراهيم وأوركسترا غيتار بإشراف الموسيقي فيصل عمران.
كذلك أشار دريباتي إلى أن تشكيل مجموعات موسيقية رديفة يؤمن مستقبلا رصيدا من العازفين والعازفات من مستوى جيد لمد الأوركسترا بعناصر بشرية مدربة وقت الحاجة خاصة وأن بإمكان الأوركسترا أن تستوعب ما يصل عدده إلى مئة وخمسين عنصرا مؤكدا أن هذا المشروع قدم فرصة لإدخال مجموعة جديدة من الآلات الموسيقية غير الشائعة في المشهد المحلي.
بدوره قال مروان دريباتي مدير الأوركسترا إن من شأن هذه التجربة أن تنهض بالذائقة الموسيقية لأفراد الأوركسترا ومهاراتهم الفنية وأن توسع ثقافتهم من خلال ندوات ومحاضرات دورية ترافق التدريبات وتغوص في تاريخ الموسيقا العالمية لا سيما وأن خطة التدريب تتضمن العديد من البروفات والورشات العملية بالتعاون مع ذوي الخبرة.
وأشار إلى أن إحدى الغايات وراء هذا المشروع تتمثل في ربط الأسرة السورية من خلال مجموعة موازية من الفعاليات التثقيفية بمشروع الأوركسترا كشريك أساسي فيه ليتم دعمه واحتضانه اجتماعيا وبالتالي تكريس حضور هذه التجارب على نحو واسع في الساحة المحلية.
من ناحيته قال الموسيقار باكابودريان إن مجرد جمع هذه الباقة من العازفين والعازفات الشباب هو إنجاز مهم بحد ذاته خاصة عندما يباشرون العمل والتعلم والتدريب في مناخ جماعي يؤمن لكل منهم التواصل مع الآخر والتأثير فيه بالإضافة إلى ما يبلوره هذا العمل من خطوة جديدة تستكمل الجانب الأوركسترالي الذي يتم الاشتغال عليه في سورية عموما.
وأضاف: هذا لا يعني أنه ما من صعوبات كثيرة تعترض هذا العمل وأولها غياب جانب من الكادر الموسيقي المطلوب لهذه الأوركسترا والسبب يعود إلى غياب العديد من الآلات الموسيقية وعدم شيوعها في المشهد الموسيقي الراهن الحالي كالناي والترومبيت وبعض الآلات النفخية الأخرى وهي آلات تشكل عمقا فنيا وإبداعيا لأي مشروع مماثل.
وحول التدريبات الحالية لفت قائد الأوركسترا إلى أنه تم انتقاء مجموعة من المقطوعات الموسيقية الشرقية والغربية بما يتناسب والمستوى الفني للعازفين ليتم تقديمها إلى الجمهور خلال الإطلالة الأولى لهذه المجموعة المتميزة الشهر القادم وجميعها منتقى من الإرث العالمي على تنوعه.
بدورها أوضحت رنا يازجي مديرة برنامج احتضان الثقافة والفنون في /روافد/ أن هذا المشروع يساعد على خلق بيئة ثقافية واجتماعية متطورة وقادرة على استيعاب الأطفال من ذوي الطاقات المتميزة على الصعيد الموسيقي وبناء قدراتهم بما يحقق مستوى عال من الارتباط الوثيق والمستمر مع هذه البيئة مشيدة بالخطوة التي أقدم عليها البيت العربي من خلال المشروع والتي من شأنها تطوير عمله على مستوى التعليم المنهجي والأنشطة المتخصصة واحتضان الخريجين من الطلبة.
من ناحيتها عبرت هيا شروف عازفة كمان عن سعادتها في اجتياز الاختبار والانضمام إلى الأوركسترا مشيرة إلى أنها استطاعت بعد شهرين من التدريب المتواصل أن تلمس تطورا ملموسا في أدائها.
كما ذكرت بتول كفا عازفة بيانو بدورها أنهم يتدربون أسبوعيا لمدة أربع ساعات تقريبا بهدف أن يكون حفلهم الأول والذي سيقدم فيه إحدى عشرة مقطوعة موسيقية ناجحا وجديرا بما يتم تقديمه في هذه التجربة كأول أوركسترا في الساحل السوري.
أما أوس عثمان عازف غيتار فقال انه شارك سابقا في مجموعات موسيقية لا ترقى لمستوى الأوركسترا ولهذا فانه يواظب اليوم على الحضور بشكل منتظم ليحافظ على موقعه الذي حصل عليه هنا بعد جهد طويل خاصة أن غياب أي فرد عن التدريبات سيؤثر على باقي المجموعة.
يذكر أن مشروع روافد قد أطلق في الأول من آذار الفائت حاضنة المشاريع الثقافية للدورة التجريبية 2010 / 2011 بهدف تمكين العاملين في القطاع الثقافي وتشجيع المبادرات الفردية الواعية في هذا الحقل وتأمين الدعم اللازم لتحويلها إلى بنى مؤسساتية مستقلة تسهم في تفعيل عملية التنمية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية من خلال أفكار يمكن تنفيذها في بيئات مختلفة تلبي احتياجات المجتمع المحلي وتمنح فرص عمل لعدد من الشباب المحترفين في المجالات الثقافية والتقنية والإدارية.
تعليق