طائر (الأم كوز ) السوري
من روائع برارينا
من روائع برارينا
دمشق
منوعات - تشرين
(الأم كوز) طائر فنان نادر، يبني عشه على شكل جرة الشرب الفخارية الصغيرة (الكوزية) وعنه يتحدث الباحث البيئي إياد السليم هذا السبت،.
فيذكر أنه في أودية جبالنا الساحلية الكثيفة الأحراج، تصادفك هذه الأيام، جرةٌ صغيرةٌ مقصوصة، وملصقة على ريف صخري عمودي بارتفاع (2-3م) هذه الجرة هي عش طائر الأم كوز ( rock nuthatch )، حيث يتعاون الذكر والأنثى لأشهرٍ في بناء هذه الجرة – العش، جالبين حبيبات الطين الصغيرة، يضعانها على بنية العش، ثم يطرقانها، و..يطرقانها بمناقيرهما في مكانها الصحيح، وبهندسة غريزية رائعة، يبنيان ذلك العش بشكل عنق جرة كمدخل لدخولهما وخروج فراخهما – كما في الصورة لإحداها بقرية السلورية شرق بانياس في طرطوس- كما يجلب الطائران الحشرات ويهرسانها، ويخلطانها مع الطين كمادة صمغية تعطي صلابة كبيرة لبنية العش، وتعطي زخرفة جميلة فيه، حتى إن الذكر يزيّن المنطقة المجاورة للعش بالريش وشعر الحيوانات، وفي هذه الأيام يضيف أوراق النايلون البراقة، فهو من الطيور الذكية النشيطة، والدائمة الحركة، وفوق هذا يشغل الدنيا من حوله بزقزقته وصياحه، حيث صوته أكبر من حجمه، الذي لايزيد عن حجم العصفور الدوري، ويضيف المهندس السليم: إن الموقع الذي يختاره الطائر لبناء عشه يكون حصيناً، ومن شبه المستحيل وصول الضواري إليه، ولايمكن للطيور الجارحة كسره، وطائر أم الكوز ذو لون رصاصي جميل، وكحلٌ أسود على العينين، وبصدر مائل إلى اللون البرتقالي..غير أن مأساة هذا الطائر أنه غدا للأسف نادراً جداً، فهو لسوء حظه تقع مناطق تكاثره في وديان رعي قطعان الماعز، إذ يقوم الرعاة بكسر أعشاشه كتسلية، أو لأخذ فراخه، فلا ناصح ولامرشد يوعيهم إلى أهمية هذا الطائر الجميل، رغم كثرة الوحدات الإرشادية، وموظفيها الأكثر،إذ لاتأتيها التعليمات، ولاالنشرات لهذا الغرض، وهي لاتبادر من نفسها، ذلك أن هذه الوحدات الإرشادية تتبع لمديريات الزراعة، مع أنه يمكن بسهولة ربطها إدارياً كذلك بمديريات البيئة، لتقوم بعمل مزدوج، فأمر مفيد أن تقوم هذه الوحدات بجهود التوعية في المجال البيئي، الذي لايتناقض مع عملها الإرشادي الزراعي، بل على العكس يكمله. منوعات - تشرين
(الأم كوز) طائر فنان نادر، يبني عشه على شكل جرة الشرب الفخارية الصغيرة (الكوزية) وعنه يتحدث الباحث البيئي إياد السليم هذا السبت،.
تعليق