Announcement

Collapse
No announcement yet.

الفنان نديم أصفر بمعرض فوتوغرافي بصالة بنك (ffa) بيروت

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الفنان نديم أصفر بمعرض فوتوغرافي بصالة بنك (ffa) بيروت

    معرض فوتوغرافي لنديم أصفر في (FFA)
    فتنـــة بصريـــة


    احمد بزون - السفير


    الصورة الفوتوغرافية في أعمال الفنان نديم أصفر ليست توثيقاً، ولا هي تغطية حدث مهم، وليست إبرازاً لغرابة تخترق الواقع، ولا هي نوع من التسلية الخفيفة أيضاً، فهو يعمل، كما يبدو في معرضه الجديد، على إنتاج لوحة فوتوغرافية معاصرة، يبحث فيها عمّا يغاير السائد والمكرَّر في الفوتوغراف.
    المعرض الذي يستمر حتى آخر أيار الجاري، في صالة بنك (FFA) وسط بيروت، ضم عشرة أعمال، ستة منها مطبوعة بطريقة بث الحبر على ورق مزود بالألومنيوم، وأربعة مطبوعة على ورق أرشيفي. المهم أن الفنان لا يجتهد في البحث عن مشهد يضعه في الكادر وحسب، إنما أيضاً يهتم بتقنيات الطباعة، أي بتنويع المادة المستخدمة وتنويع أسلوب استخدامها، بل أكثر من ذلك يهتم بتنويع السطح الورقي الذي يطبع عليه الصورة، كما يهتم بوضع بأسلوب وضع الصباغ اللوني الذي يجعل المشهد سائلاً ورخواً كما في القسم الثاني. أما القسم الأول من لوحاته فلم يهتم فيه بالصورة كحدث فقط، إنما كان التركيز بادياً على الرقعة التي اختارها لاصطياد لقطاته، فهذه الرقعة توهم المشاهد بأنها محضّرة سلفاً، أي قبل طباعة الصورة، ذلك أن المشهد تبدّل من لقطة إلى أخرى، في حين بقيت الخلفية ثابتة.
    كوكبة
    لوحات القسم الأول الكبيرة هي الأبرز في المعرض، بل هي التي تجذب المُشاهد. كل لوحة تحمل رقم يومٍ ما من أيام التصوير، وهي مجــزأة إلى أجــزاء مختلفة، كل جزء يحمل صورة أو لقــطة، على أن الأجزاء تشكل، بالتالي، معاً كوكبة من الصــور تشكل اللوحة، أو أبراجاً، أو ما شابه ذلك من معانٍ لعنوانها المعلن (Constellations). اللوحة الواحدة المركبة إذاً تشبه مبنى مؤلف من طبقات متناغمة ومتراكبة ومتفارقة في آن.
    هذا البناء الذي يقدمه الفنان في اللوحة يعتمد فيه على صيغة التكرار، لكنه تكرار الصوامت أو الجوامد أو خلفية اللوحة، أي تكرار المكان الذي اتخذت فيه اللقطات التي تتألف منها اللوحة، في الوقت الذي تختلف فيه الأجزاء وتتباين باختلاف المتحرك، أي السيارة أو الدراجة أو الشخص.
    فالفنان أصفر يلتقط صوره، كما يبدو، من شرفة عالية في مبنى، وهو يقف أو يجلس في نقطة ثابتة، حتى أن عدسته تبقى ثابتة، لذا تبقى خلفية الصورة ثابتة أيضاً في اللوحة الواحدة أو الكوكبة الواحدة من الصور. حركة الشارع هي التي تتبدل، ومع ذلك فالمتحرك يبدو ثابتاً أيضاً، لأن السيارة المتحركة تجمد في لحظة التقاط صورتها. مع ذلك، يبقى الفنان باحثاً عن الحركة، لا عن تصويرها إنما عن إحداثها في اللوحة. لذا يبتكر هذا النوع من العرض «الكوكبي»، الذي يعتمد فيه على المتغير بين صورة وأخرى لا على المتغير في المشهد، إلى أن نجد أنفسنا أمام شريط عرض تشبه صوره صور شريط العرض السينمائي الذي تعتمد الحركة فيه على توالي الصور، ففي قسم من الصورة طرف السيارة، وفي قسم يليه تصطاد الكاميرا نصفها، وفي ثالث يظهر طرفها أو تغادر الكادر. اللعبة نفسها يعتمدها في تكرار لقطة الرجل العابر لكادر الصورة، أو في تكرار حركة الظلال التي ترخي نفسها على المشهد، فالظل الذي يبدو في لحظة ما ليس هو نفسه في لحظة أخرى، أي أن حركة السيارة والناس والظلال والضوء تتغير بحسب الوقت. لهذا باعتماد الفنان هذا التركيب في اللوحة الواحدة يكون قد ضخ الحركة فيها، وحرّك الجامد، أو أوهمنا بحركته.
    الحركة التي يقدمها نديم أصفر في لوحاته بصرية بامتياز، بل هو لا يبحث في لوحته عموماً، لا عن فلسفة، ولا عن حدث، ولا عن موضوع غريب، ولا عن لقطة نادرة، إنما عن لعبة بصرية فاتنة، أو مفارقة بصرية مسلية، يقتل بها ضجر مراقب من شرفة عالية.
    حركة السنارة
    يذكّرنا نديم أصفر بأولئك الذين يقتلون ضجرهم بنصب سنانيرهم على درابزين كورنيش المنارة لساعات طويلة، فواحدهم يشد الخيط أحياناً فيجد السنارة فارغة ويشد مرة ثانية فيصيب، كذلك نجد بين أجزاء اللوحة لقطات فارغة، إلا من مساحة الإسفلت التي «يسلّيها» وجـــود غطاء مجرور المياه المبتذلة، أو يضغط على زر الكاميرا فتفــلت من الكادر سيارة عابرة.
    هي سخرية إذاً؟ ربما. فالفنان ينصب كاميرته على الشرفة، وفي نهاية النهار يجمع «الغلة»، بعدئذٍ تبدأ مرحلة ثانية أساسية لبناء اللوحة والبحث عن الصيغة الفنية، التي يريدها أن تؤلف مشهداً مركباً من مشاهد، فما عليه بالتالي سوى أن ينتقي من الصور ما يلائم تركيب الحركة أو إنتاجها.
    هذه المرة سلط نديم أصفر كاميرته إلى الشارع، وترك غرفته أو شرفته ساكنة، في حين ترك كاميرته من قبل، في أعمال سابقة تسرح في الداخل على سريره، راصدة آثار الحركة التي خلّفها عليه. هو إذاً يبدل موقعه باحثاً ومدققاً ومتفحصاً بعين أقرب إلى اللغة المجهرية، لاكتشاف المفارقات التي يصنعها الإنسان المتغير، كما يصنعها الزمن المتغير.

  • #2
    رد: الفنان نديم أصفر بمعرض فوتوغرافي بصالة بنك (ffa) بيروت

    كتييير شي حلو
    تسلم الأيادي

    الوطن غالي , والوطن عزيز , والوطن شامخ , والوطن صامد
    لأن الوطن هو ذاتنا ! فلندرك هذه الحقيقة
    ولنحب وطننا بأقصى ما نستطيع من الحب
    وليكن وطننا هو المعشوق الأول , الذي لا يساويه
    ولا يدانيه معشوق آخر… فلا حياة انسانية من دون وطن
    ولا وجود انساني من دون وطن.

    Comment

    Working...
    X