إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الباحث ( عبد الحميد عبد الفتاح الأنشاصي ) أديب وشاعروروائي ومسرحي وقاص من الرواد بالأردن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الباحث ( عبد الحميد عبد الفتاح الأنشاصي ) أديب وشاعروروائي ومسرحي وقاص من الرواد بالأردن

    عبد الحميد الأنشاصي(1910-1991)
    ولد عبد الحميد عبد الفتاح الأنشاصي في مدينة الرملة سنة 1910، وتلقّى تعليمه الابتدائي في مدرستها الأساسية قبل أن يلتحق بمدرسة الفرندز في رام الله، وقضى فيها خمس سنوات، حصل بعدها على شهادة الثانوية العامة سنة 1927
    في سنة 1928 التحق بالجامعة المصرية مستمعاً لمدّة سنة واحدة، التقى خلالها أعلام الأدب، ورجال الفكر، أمثال: طه حسين، وأحمد أمين، وعبد الحميد العبّادي، وبعض المستشرقين الأوروبيّين مثل المستشرق الايطالي نيللينو. عاد إلى الرملة في أواخر عام 1928.
    كان أول أعماله الأدبيّة مسرحيّة نثرية بعنوان حسّان بن تبعّ التي كتبها سنة 1929، وتقع في نحو (60 صفحة) ثم أتبعها بمسرحيّتين "المنتصر" و"الزبّاء ملكة تدمر". وفي سنة 1932 عيّن موظفاً في قائمقامية الرملة وظلّ في هذه الوظيفة إلى سنة 1942 حين تمّ نقله إلى العمل نفسه في اللد فيما بين سنتي 1946 و1948. عيّن أمين سر لحاكم نابلس الانجليزي Mr. Fuller، وعيّن سنة 1955 مديراً لجمرك نابلس. وفي عام 1956 نقل إلى جمرك عمّان، وظلّ يشغل هذا المنصب إلى أن أحيل على التقاعد سنة 1966. عمل بعد ذلك في بعض مستودعات الأدوية في عمّان، وتوفي في عام 1991م.
    مــؤلـفـاتــه
    الشعر:
    أزهار من حديقتي (ديوان شعر) مطبعة الأزهار، عمّان، 1985.
    الرواية:
    المجد المنحوت وزارة الثقافة والشباب، عمّان، 1980.
    من أجل المال، رابطة الكتّاب الأردنيّين، عمّان، 1985.
    اليقظة، (رواية)، عمان، المطبعة الأردنية، عمان، 1990.
    الوفاق الزوجي، (رواية)، دار الينابيع، عمان، 1995.
    القصص:
    عطف أم وقصص أخرى، دار سعد، القاهرة، 1952.
    أثمار من بستاني، مطبعة شاهين، عمّان، 1985.
    الوطن السليب، جمعية عمال المطابع التعاونية، عمّان، 1989.
    بقايا مدينة، منشورات رابطة الكتاب الأردنيين، عمان، 1996.
    قوّة الإرادة، ومقالات أخرى، مطبعة الأزهار، عماّن، 1985.
    المخطوطات:
    حسّان بن تبع، مسرحيّة تاريخية كتبت سنة 1929.
    المنتصر، مسرحيّة تاريخيّة كتبت سنة 1930.
    الزبّاء، مسرحيّة تاريخيّة كتبت سنة 1931.
    الخروج إلى المنفى (رواية اجتماعية) كتب سنة 1945.
    القيود وهي رواية في 800 صفحة كتبها المؤلّف عام 1946.
    مجرمون بلا قضاة، مسرحيّة عن سقوط القدس. كتبت سنة 1968.
    من مراجع ترجمته:
    جرّار (صلاح): عبد الحميد الأنشاصي وتجربته الأدبية، جريدة الرأي، عمّان، 27 تشرين الأول، 1989.
    شاهين (أحمد عمر): موسوعة كتاّب فلسطين في القرن العشرين، منظمة التحرير الفلسطينية، 1992.
    مصلح الغسّالات
    الدكتور حكمت أبيض اللون شاب بانتصاب قامته وصفاء ذهنه وقوّته، وبريق عينيه وحركات يديه، وشاربيه الأسودين الصغيرين. نظّارته غالية الثمن جميلة الشكل، تنسجم مع شبابه، وشهادته الجامعية. وهو محبوب مشهور بين النّاس ببراعته في إجراء العمليّات الجراحيّة وإن كان يأخذ عليها أجرة لا يحتملها الفقراء من المرضى.
    الدكتور حكمت يهمّه أن يأخذ من المرضى مبلغاً ضخماً من المال لقاء أتعابه واهتمامه بهم؛ ليعوض نفسه ممّا أنفقه من ماله في الجامعة قبل أن يفوز بشهادتها. وهو يرى أنّه نال كل حظّه من الثقافة ما دام قد قرأ كلّ الكتب الطبيّة التي قررّتها إدارة الجامعة التي تخرّج فيها. ويرى أنّ مطالعة الكتب الأدبيّة والفلسفيّة والاجتماعية إضاعة لوقته الثمين. إنّه يتكلم بصوت منخفض مهذّب، ولكنه حينما يغضب يتحوّل إلى وحش ضارٍ لا يقيم للأدب وزناً.
    أنيس أخوه في أوّل شبابه. إنّه يدرس في الصفّ الثالث الثانوي، وهو طموح كأخيه. يريد أن يصبح طبيباً مثله، ولا سيّما حينما تقع عيناه على ذلك العدد الكبير من المرضى في عيادته. وقد أنبأه الدكتور حكمت أنّه على استعداد للإنفاق عليه من ماله الخاصّ حتّى ينال شهادة الجامعة.
    أنيس اختار الطبّ مهنة له، لأنّ أقاربه ومعارفه يزيّنون تلك المهنة له، ويحرّضونه على مزاولتها لا لأنه يرغب فيها ويؤثرها على غيرها من المهن. إنّه يميل إلى المهن اليدوية المرهقة أكثر ممّا يميل إلى المهن الفكرية. وهو يطمح إلى أن يكون مبتكراً في ميدان من ميادين الصناعة ليُعرف اسمه في خارج بلاده.
    كمال رجل متفوّق في إصلاح الغسّالات والثلاّجات. إنّه ثري وإن كان يقضي معظم نهاره مرتدياً بدلة كاكية القماش. ومعتزّ بنفسه وإن كان منهمكاً في فك الآلات وتركيبها، وهو يرى في كثير من الأحيان جالساً على كرسيّه، وقد وضع رجلاً على رجل، وراح يدخّن غليونه الضخم الطويل الشّاق في كبرياء وهدوء وبلا مبالاة.
    كمال رجل محترم بين الناس وفي نفسه، لأنّه يسعف الناس في وقت الضيق فيصلح غسّالاتهم وثلاّجاتهم. وهو وإن كان لا يلبّي طلبات عدد كبير منهم غير أنّه يرضي عدداً قليلاً منهم كلّ الإرضاء. وهذا العدد كافٍ لأن يبث دعاية طيبة له في المجتمع، إنّه يقوم بالأشغال التي يقوم بها العامل، ولكنّ ثقافته وحديثه وأفكاره تدلّ على أنّه مفكّر كبير مستنير العقل متين الخلق.
    لقد تضايق الدكتور حكمت كثيراً من الغسّالات. اشترى منذ ثلاث سنوات غسّالة عانى مرارة نفسية محزنة بسببها؛ لأنّها كانت تتوقّف عن العمل من حين إلى آخر. ولم يكن العمّال مخلصين في إصلاحها. فاضطّر إلى بيعها وشراء غسّالة أخرى خير منها. ولكن لم تلبث هذه الغسّالة أن توقّفت عن العمل كتلك، فحار في أمرها. وأخيراً دلّه أحد أصدقائه على كمال مثنيا ًعلى هذا ومعدّداً محاسنه.
    قال الطبيب لأخيه:
    - اذهب يا أنيس إلى كمال وأنبئه بما جرى للغسّالة.
    - ولكنّني أخشى يا أخي أن ألقى من المصاعب معه مثل تلك التي لقيتها مع غيره من مصلحي الغسّلات. فإنّني مازلت أذكر ثلاثة منهم أذاقوني عذاباً أليما ًبغيابهم عن محالّهم. وكان الأجراء الذين تركهم معلّموهم في تلك المحال يعدونني بإنباء معلّميهم بحضوري لمقابلتهم في شأن الغسّالة. ولكنّهم لم يفعلوا ذلك. ومراراً اجتمعت إلى المصلحين أنفسهم فأقسموا لي بأنّهم سيذهبون إلى منزلي لإصلاح الغسّالة. وقد أعطوني وعوداً بذلك، غير أنّهم لم يحضروا. ليتك تذهب أنت إلى كمال لعلّه يكترث لك ويلبّي طلبك احتراماً لك.
    فابتسم الدكتور حكمت ابتسامة رجل خبير لغلام غرير، وقال بنغمة واثقة: ولكنّ كمالاً يختلف عن غيره من مصلحي الغسّالات، وإنني على يقين بأنّه سيحضر إلى المنزل لإصلاح غسّالتنا. إنّك ما زلت ضئيل الحظّ من الخبرة)
    فقال أنيس جامد الوجه: سوف ترى معاملته. إنّه لا يختلف عن غيره.
    واعتدل أخوه في وقفته، ورفع رأسه قائلاً: قل له: "لقد أرسلني إليك أخي الدكتور"، فيهتّم بالأمر. إن فشلت في ذلك ذهبت أنا إليه وأشبعته لوماً.
    - سأذهب إليه غداً. ولكنّني لا أريد أن أقول له: "لقد أرسلني إليك أخي الدكتور" ينبغي له أن يحترمني لنفسي وإلاّ فلا.
يعمل...
X