إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رغم انف سقراط الفلاسفة العقليون سفسطائيون - الكاتب: باسم مزعل الماضي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رغم انف سقراط الفلاسفة العقليون سفسطائيون - الكاتب: باسم مزعل الماضي

    كاتب الموضوع: باسم مزعل الماضي
    الفلاسفة العقليون سفسطائيون كذلك على رغم انف سقراط

    باسم مزعل الماضي
    ماذا فعل الفلاسفة المستنيرون ، والمفكرون المتمردون ،وكل من حمل لواء الثورة على هرطقات العقل البشري ، بانحيازه المعلن السافر تارة، او المتستر بعقلانية الآيديولوجيات المستأسدة الطاحنة تارة اخرى ، هل كانوا فعلا منحازين الى النية الصادقة اذ اعلنوا مرارا وتكرارا خلال مسيرة التاريخ الطويلة انهم مع العقل المحض مجندون ، ضد خرافاته ، واساطيره ، التي تهجم عليه من عوالم اخرى مجاورة له في الجوهر الانساني ، تشكل في مجموعها معقل الخرافة ، والجُدُر َ المحصّنة للسفسطة ؟
    هل كان سقراط مثلا ، نبيّ العقل فعلا ، عندما ناقش زملاءه السفسطائيين الفلاسفة ، واحرجهم في الاجابة ؟ ام انه بعد ان انتصرت سفسطته على سفسطاتهم عاد مريدوه فزعموا انهم عنوان العقل الابرز ، بل الوحيد ، وصدّق الناس هذا الزعم جريا على عادة البشرية في اضفاء المشروعية على فكر المتغلب وحده ؟

    الحقيقة ان طلاب هذا الفيلسوف الكبير الزاعم ان للتفكير البشري قواعد ومسالك يمكن تحديدها بشكل نهائي ، وقوالب مسكوكة
    منذ الازل ، وستبقى هي هي الى الابد ، من دون ان يطرأ عليها تغيير ما كانها الله الازليّ السرمديّ الذي لا يزول ولا يحول ، يخرقون باستمرار هذه القاعدة التي يقررها استاذهم ، والتي هي المبرر الوحيد لجلوسه على قمة الهرم الفلسفي كامبراطور عظيم هزم الممالك كلها ، وانفرد وحده ، من دون ان تهدده سلطة عزرائيل ، بحكم العالم .
    من افلاطون ، الى ارسطو ، ومن عاصرهما ، الى فلاسفة الرومان الذين يشكلون امتدادا لهذه الرؤية ، الى الفلاسفة الذين عاشوا في كنف الحضارة الاسلامية ، ابن سينا ، وابن رشد ، والفارابي ، والكندي ، وابي حامد الغزالي ، حتى الملا صدرا ، وصغار الفلاسفة الذين عاشوا وماتوا وهم عالة على تراث هؤلاء طيلة قرون بعدهم ، وحتى المتكلمون ، اولئك المخنثون ، الذين مارسوا التفكير الفلسفي بمكر ودهاء ، انتصارا لعقائدهم التي يقررون صدقها وعدم قابليتها للنقد والخطأ سلفا ، والتي لا تحترم نتائج وقرارات العقل الخالص الا قليلا ، أي بمقدار ما تكون تلك النتائج دعامة قوية ، تستند عليها تلك العقائد والآيديولوجيات الغيبية ، التي يعتبر ايمان ِالمرء ، وميله القلبي اليها ، دليلا اوحد على صدقها في نظر معتنقيها .. كل هؤلاء يخرقون وينتهكون القاعدة التي قرروها هم ، فيشكل بعضهم على بعض باستمرار حتى تجد بعضهم لبعض خصيما ، بل ان لكل الاديان ، والعقائد ، والآيديولوجيات ، منظوماتها المنطقية التي تدافع عنها ، وتدين بالولاء لذلك المنطقي ّ الكبير ، اعني الفيلسوف العقلي ّ الكبير ، الذي هزم سفسطات سواه من فلاسفة عصره ، وبالرغم من انها تتبع الخطوات نفسها والطرائق ذاتها ، في محاولة العثور على الحق ،الا انها في النهاية تنتهي الى حق لا يشبه حقا آخر فتلجأ الى قوة السلاح ، والنزاعات العسكرية ، كآخر حل لأشكالية الحق .
    ان كان الفلاسفة الذين هزمهم جدل سقراط وافلاطون وارسطو سفسطائيين وحدهم ، كون احدهم يستطيع بمهارة الجدل ان يصيّر من أي حق باطلا ، كما يمكن له احقاق الباطل ، والاستعاضة به عن كل حق يتم دحضه استنادا الى نتائج مغلوطة يسفر عنها ذلك الجدل غالبا ، فهل ان مثل هذا الصنيع حكر على السفسطائيين ، هؤلاء الاعداء التقليديين للفلاسفة العقليين ، اتباع سقراط ومن لف لفه وحدهم ، ام ان هؤلاء الاخيرين شركاء لهم في هذه الخاصية التي تجعل احكام العقل تبدو بيادق موزعة على رقعة شطرنج المهزلة لا غير ؟ اليس الفلاسفة العقليون ، السقراطيون ، مختلفون فيما بينهم ؟ او ليس فلسفة كل واحد منهم انما تنقض فلسفة الآخر من الاتجاه ذاته ؟ ولماذا لم تحبل جمجمة سقراط بفلسفة الانسان العقلية فتلدها مرة واحدة والى الابد ؟ ولماذا لا يوقع طلابه ومريدوه الازليون عقد سلام دائم بين وجهات نظرهم وفسفاتهم المتعددة ، والمتنوعة ، فلا تنشب حرب اخرى بينهم تهدد امن واستقرار المعرفة ؟
    كل جريمة السفسطة ، هو انها لا تمنح العقل الانساني ، المتكثر ، او الكلي ، باحكامه ونظراته وتمثلاته ، ثقة راسخة لا تتزعزع ، بل هي تختار مقارباتها للعالم ، والاشياء عموما ، سواء كانت تنتمي الى منطقة المادة او المعنى ، بناء على قاعدة هي وحدها الراسخة التي لا تتزعزع مطلقا ، وهي قاعدة الشك ، وعدم التسليم بالاراء التي تزعم انها امتلكت حقيقة تلك الاشياء ، ولم يشذ عنها أي شارد او وارد ، مما هو مفصل اساسي جوهري من مفاصل تلك الحقيقة ، فهل فعل اتباع سقراط ومصنموا احكام العقل البشري غير هذا في وقوف بعضهم ضد بعض في تفنيد بعضهم لرؤى وتصورات البعض الآخر عن الحقيقة المطلقة الكلية المزعومة ؟
    اذا ً الفلاسفة العقليون سفسطائيون ايضا ، لكنهم سفسطائيون احتكاريون ، لا يسمحون لمن لم يمنح صنمهم الاكبر سقراط بالاضافة الى الصنم التالي من حيث الاهمية بالنسبة لهم وهو ارسطو ولاء ا مطلقا ، ان يمارس عقله المبدع حقه في انتاج الافكار ، ونزع جلدها ، لينبت مكانه دائما جلد اكثر شبابا وملائمةللفكر التالي الجيد بحجة ان هذا العمل هو السفسطة بعينها ، بينما اقـِرّت قواعد المنطق التي هي ذروة السفسطة التي انتصرت انتصارا ساحقا يوما ، ولا يحق لاحد مهما اوتي من قوة الحجة ،وبلاغة الفكرة ، ان يمارس جدل التفكير خارج الدائرة القانونية الصارمة لتلك القواعد المنطقية السفسطائية في الاصل ، التي حظيت باجماع كهنة العالم ودجاليه على تقديسها ، وضمها الى المنظومات العقائدية السماوية ، حتى كأن ّ جبرئيل عليه السلام اوصى بها عن الله سبحانه الى الانبياء ليبلغوها اقوامهم ولم نعلم نحن ولا سقراط بهذا الامر حتى نطق الكهنة الدجالون بذلك !
    استانف الحديث عن الفلاسفة والمفكرين الذين نذروا انفسهم واعمارهم لاستئصال شافة الخرافة حتى يعود العقل نقيا محضا من كل ما يمكن ان يعرض احكامه للزيغ والخطأ فاسال هل فكروا بجدية واخلصوا النية من اجل تحقيق هذه الغاية او الاقتراب منها على الاقل ام انهم كانوا جادين فقط في احلال خرافاتهم واساطيرهم هم مكان خرافات واساطير غيرهم من الفلاسفة والمفكرين والقديسين الوهميين الزائغين الذين سبقوهم في اتقان صنع الخرافة وتمرير الاساطير في ميدان الاحكام العقلية الخالصة على فرض ان لنا شرعية الاعتقاد بوجودها اصلا في ميدان المعرفة الانسانية العامة عبر التاريخ في السن بالنسبة للبشرية على هذا الكوكب المبتلى بداء الاحكام المطلقة والازلية الصارمة منذ عرف الانسان اللغة ، وجعلها الوسيلة الرئيسية للتعبير عن مكنوناته التفكيرية ومقارباته الباطنية للعالم في شكل منظومات اعتقادية نظرية او عملية اعتبرت الاجيال اكثرها بفعل تاثير الآيديولوجيا على عقول البشر مقدسا ..
    يفكر الفيلسوف في محاربة الكاهن ويعتبره متجاوزا على حقه الشخصي في معالجة القضايا التي تهم الشان الانساني والوجودي العام اذ هو المؤهل الوحيد في رايه اذ هو الوحيد الذي لا يقبل في مجال اصدار الاحكام بشان هذه القضايا سوى العقل وما يقتضيه مرجعية له في تمييز القضايا الخاطئة من القضايا الصائبة وما ان يتخلى الكاهن مضطرا عن هذه المنزلة اثر معركة طويلة حامية الوطيس بين انصار كل من الرؤيتين حتى يكشف الفيلسوف عن دكتاتوريته المضمرة ويتصرف وفقا لمنطق الكاهن محتكرا حق سواه في مساءلته او مساجلته او مجادلته بشان ما يخرج به من الاستنتاجات التي يعتقد انها نتاج لمخاض طويل من التفكير العبقري الذي حازه هو وحده ولا يمكن لغيره بالطبع ان يكون بالمستوى نفسه من العبقرية بحيث انه يمتلك حق المساءلة والمجادلة والمناقشة والحوار فهل لحكم ٍ بعد هذه الصفة في اكثر الفلاسفة من الشرعية ان يدعي انه يمتلك كل مقومات الحق والصواب مادام مؤسسا على مثل هذه النظرة من الدوغمائية والمصادرة اللذين هما البوابتان الرئيسيتان اللتان من خلالهما تقتحم فلول الخرافة حصن المعرفة ؟!
    كم من قضية حاسمة ومصيرية بالنسبة للشعوب والمجتمعات او بالنسبة للانسان على الصعيد الوجودي العام تمت مناقشتها واصدار الاحكام بشانها من قبل الفلاسفة عبر التاريخ الطويل من عمر الفلسفة فتمت مغالطتها والالتفاف على الحقيقة فيها الى درجة ان الوضوح اصبح مطلبا عسيرا لو اراد الانسان حسب ان يفهم ما كان ليس بحاجة كي يفهم الى صياغة كل هذه المغالطات والالتفافات والمداورات بل كم من قضية هي من الوحل الخالص برهن الفلاسفة عموما عقليين وسفسطائيين على انها ذهب خالص والعكس بالعكس .. انه فن الجدل والكلام لا غير الذي يصيّر من ايّ شئ ٍ أي َّ شئ ٍ سواه كما يشاء خيال الفيلسوف .. قد يقال : لكن من سمات الفلسفة انها ان ارتكبت خطأ فانها تعود فتصحح نفسها بما لديها من ادوات الكشف التي تتخذ من العقل مرجعا وحيدا لها .. ولكن أي عقل هذا الذي نتحدث عنه هنا ؟ انه العقل نفسه الذي صاغه الفلاسفة واضرابهم وليس عقلا محايدا معلقا في الفضاء .. انه العقل المكون من تراكمات فلسفية او سفسطائية فلا فرق مع الاسف وانه لمن الطبيعي الا يعترف العقل الفلسفي نفسه بانها ان هي الا سفسطة بل يصر بعنجهية فارغة انها الحق الذي لا يمكن ان ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه هكذا يضفي الفيلسوف على استنتاجاته السفسطائية صفة الحق المطلق ويطمح بمفارقة مضحكة الى ما يناقض ما يبرر احترام الناس له من انه انما يجعل الاحترام للمراجعة المستمرة وفتح باب الحوار معه الى النهاية دون ان يتحدث باسم اية مرجعية او منظومة سماوية تحجر على الناس حق التفكير الى ان يبرهن انه في الحقيقة لا يختلف في شئ عن زعماء المذاهب الدينية الذين يعتقدون بعنجهية انهم انما ينطقون باسم شريعة السماء وانهم مسددون من قبل اله سبحانه فلا يمكن ان ينطق كل واحد منهم على تعارض اقوالهم وآراءهم فيما بينها الا بالصواب !
    الخرافة سيدة الموقف في مجمل تاريخ المعرفة الانسانية للاسف .. الخرافة التي يرتكز عليها سائر بنيان المعرفة فات اوان التخلّي عنها الآن بل ربما صار التمسك بها والمحافظة على وجودها عين الحكمة والا انهار بناء المعرفة الانسانية كلها خصوصا في بعدها العربي والاسلامي وربما اقتضى طرحها جانبا ان تولد اجيال كاملة بلا ذاكرة او رؤوس وربما اقتضى كذلك ان تفتح البشرية اعينها على غير هذا الكوكب الذي تمت مقاربة كل اشياءه وتفاصيله الصغيرة منها والكبيرة السري منها والمعلن بعقول آمنت بالخرافة واعتبرتها عن قصد او من دون قصد السبيل الاوحد للقبض على مطلق الحقيقة حتى تفاقم زيف الوجود كله اذ تحول في اعيننا ذات الغشاوات الآيديولوجية المتعددة الى حقيقة زائفة مطلقة !
    [email protected]



  • #2
    رد: رغم انف سقراط الفلاسفة العقليون سفسطائيون - الكاتب: باسم مزعل الماضي

    شكرا لتواجدك الدائم غاليتي و لتقاريرك الرائعة,,,

    يسعد أوقاتك,,,,

    تعليق

    يعمل...
    X