Hisham Zaweet
فهلمّ وكن يداً واحدة وقلباً واحداً بما يعود عليكن بالفخر وعلى الوطن بالنفع العميم واعلمن أن المرأة هي مرآة الأمة وعنها تنعكس أشعة آدابها حسنة كانت أو سيئة وإِن شككتن فانظرن إِلى كل قوم لم يمهدوا سبل التعليم لنسائهم بل آثروا بقاء برقع الجهل على بصائرهنَّ كيف لا يزالون خابطين في ظلمات الهمجية سائرين في سبيل التقهقر والانحطاط وهذا أعظم برهان يدلنا على أهمية منزلة المرأة من المجتمع الإِنساني ومالها من التأثير في حالتي سعادته وشقائه.
وكيف ولا وهي التي بآدابها تطبع في أخلاق ولدها آثار الفضل والفضيلة وترفع نفسه إِلى طلب الكمالات الإنسانية وتعدّه لارتقاء الدرجات العليا في سلم الحضارة. وبجهلها تنحط به إِلى الدركات الحيوانية وتقذفه في مهاوي الشقاء والمذلة. فهي القادرة على دمار القصور المشّيدة وهي المشيدة قصورا من العدم وهي مجلبة السعادة لأسرتها وكذلك مجلبة التعاسة لها وبالجملة فهي محور الهيئة الاجتماعية وعليها يتوقف نظام العمران. فمن العجيب بعد هذا تغاضيكنّ عن القيام بحقوق هذا المكان الخطير واستخفافكن بما خوّلتكن الطبيعة من الحقوق وها أن الوسائط معدّة لديكن لكن النجاح معقود بالاتحاد مع الهمة والثبات وإِنما يتم الاتحاد بإِنشاء الجمعيات العلمية والأدبية التي لا تقل أهميتها عن المدارس وبها تتألف منا الأهواء والمشارب وتمتزج الأفكار والخواطر وتجتمع الآراء على التماس كل أمر لنا فيه فائدة وعلو شأن في المجتمع الإنساني واجتناب كل ما هو مضر بشرفنا وآدابنا وبذلك تسمو منزلة المرأة الشرقية التي وصلت من العلم إِلى درجة يحرم معها بقاؤها في حالة الخمول والتقاعد وإِنفاق ساعات العمر فيما لا طائل تحته من الزخارف الوهمية التي قلما تأتيها بفائدة بل قد تُلحق بها وبالعمران خسائر أدبية لا يتأتى لرجل وحده أن يعوضها مهما اجتهد واخترع واكتشف.
لبيبة ماضي – مجلة البيان، عدد 1 آذار، 1897
فهلمّ وكن يداً واحدة وقلباً واحداً بما يعود عليكن بالفخر وعلى الوطن بالنفع العميم واعلمن أن المرأة هي مرآة الأمة وعنها تنعكس أشعة آدابها حسنة كانت أو سيئة وإِن شككتن فانظرن إِلى كل قوم لم يمهدوا سبل التعليم لنسائهم بل آثروا بقاء برقع الجهل على بصائرهنَّ كيف لا يزالون خابطين في ظلمات الهمجية سائرين في سبيل التقهقر والانحطاط وهذا أعظم برهان يدلنا على أهمية منزلة المرأة من المجتمع الإِنساني ومالها من التأثير في حالتي سعادته وشقائه.
وكيف ولا وهي التي بآدابها تطبع في أخلاق ولدها آثار الفضل والفضيلة وترفع نفسه إِلى طلب الكمالات الإنسانية وتعدّه لارتقاء الدرجات العليا في سلم الحضارة. وبجهلها تنحط به إِلى الدركات الحيوانية وتقذفه في مهاوي الشقاء والمذلة. فهي القادرة على دمار القصور المشّيدة وهي المشيدة قصورا من العدم وهي مجلبة السعادة لأسرتها وكذلك مجلبة التعاسة لها وبالجملة فهي محور الهيئة الاجتماعية وعليها يتوقف نظام العمران. فمن العجيب بعد هذا تغاضيكنّ عن القيام بحقوق هذا المكان الخطير واستخفافكن بما خوّلتكن الطبيعة من الحقوق وها أن الوسائط معدّة لديكن لكن النجاح معقود بالاتحاد مع الهمة والثبات وإِنما يتم الاتحاد بإِنشاء الجمعيات العلمية والأدبية التي لا تقل أهميتها عن المدارس وبها تتألف منا الأهواء والمشارب وتمتزج الأفكار والخواطر وتجتمع الآراء على التماس كل أمر لنا فيه فائدة وعلو شأن في المجتمع الإنساني واجتناب كل ما هو مضر بشرفنا وآدابنا وبذلك تسمو منزلة المرأة الشرقية التي وصلت من العلم إِلى درجة يحرم معها بقاؤها في حالة الخمول والتقاعد وإِنفاق ساعات العمر فيما لا طائل تحته من الزخارف الوهمية التي قلما تأتيها بفائدة بل قد تُلحق بها وبالعمران خسائر أدبية لا يتأتى لرجل وحده أن يعوضها مهما اجتهد واخترع واكتشف.
لبيبة ماضي – مجلة البيان، عدد 1 آذار، 1897
تعليق