إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المرأة هي مرآة الأمة وعنها تنعكس أشعة آدابها - عمل المرأة -لبيبة ماضي-Hisham Zaweet

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المرأة هي مرآة الأمة وعنها تنعكس أشعة آدابها - عمل المرأة -لبيبة ماضي-Hisham Zaweet

    Hisham Zaweet




    فهلمّ وكن يداً واحدة وقلباً واحداً بما يعود عليكن بالفخر وعلى الوطن بالنفع العميم واعلمن أن المرأة هي مرآة الأمة وعنها تنعكس أشعة آدابها حسنة كانت أو سيئة وإِن شككتن فانظرن إِلى كل قوم لم يمهدوا سبل التعليم لنسائهم بل آثروا بقاء برقع الجهل على بصائرهنَّ كيف لا يزالون خابطين في ظلمات الهمجية سائرين في سبيل التقهقر والانحطاط وهذا أعظم برهان يدلنا على أهمية منزلة المرأة من المجتمع الإِنساني ومالها من التأثير في حالتي سعادته وشقائه.
    وكيف ولا وهي التي بآدابها تطبع في أخلاق ولدها آثار الفضل والفضيلة وترفع نفسه إِلى طلب الكمالات الإنسانية وتعدّه لارتقاء الدرجات العليا في سلم الحضارة. وبجهلها تنحط به إِلى الدركات الحيوانية وتقذفه في مهاوي الشقاء والمذلة. فهي القادرة على دمار القصور المشّيدة وهي المشيدة قصورا من العدم وهي مجلبة السعادة لأسرتها وكذلك مجلبة التعاسة لها وبالجملة فهي محور الهيئة الاجتماعية وعليها يتوقف نظام العمران. فمن العجيب بعد هذا تغاضيكنّ عن القيام بحقوق هذا المكان الخطير واستخفافكن بما خوّلتكن الطبيعة من الحقوق وها أن الوسائط معدّة لديكن لكن النجاح معقود بالاتحاد مع الهمة والثبات وإِنما يتم الاتحاد بإِنشاء الجمعيات العلمية والأدبية التي لا تقل أهميتها عن المدارس وبها تتألف منا الأهواء والمشارب وتمتزج الأفكار والخواطر وتجتمع الآراء على التماس كل أمر لنا فيه فائدة وعلو شأن في المجتمع الإنساني واجتناب كل ما هو مضر بشرفنا وآدابنا وبذلك تسمو منزلة المرأة الشرقية التي وصلت من العلم إِلى درجة يحرم معها بقاؤها في حالة الخمول والتقاعد وإِنفاق ساعات العمر فيما لا طائل تحته من الزخارف الوهمية التي قلما تأتيها بفائدة بل قد تُلحق بها وبالعمران خسائر أدبية لا يتأتى لرجل وحده أن يعوضها مهما اجتهد واخترع واكتشف.
    لبيبة ماضي – مجلة البيان، عدد 1 آذار، 1897





  • #2
    رد: المرأة هي مرآة الأمة وعنها تنعكس أشعة آدابها - عمل المرأة -لبيبة ماضي-Hisham Zawe


    لبيبة ماضي

    عقبة زيدان
    تعود أول صحيفة نسائية عربية إلى أواخر القرن التاسع عشر، وبالتحديد إلى عام 1882م، حيث أصدرت الأديبة اللبنانية هند نسيم نوفل مجلة شهرية في القاهرة تحت اسم (الفتاة). ومن ثم توالى صدور المجلات النسائية، التي حاكت المرأة العربية، ودعتها إلى أخذ موقعها في المجتمع العربي. شاركت اللبنانية لبيبة ماضي هاشم في الحركة النسائية العربية، وأصدرت مجلة (فتاة الشرق) عام 1906م في القاهرة، ونالت شهرة واسعة، إذ استمرت في الصدور ثلاثة عشر عاماً. تناولت لبيبة في مجلتها وضع المرأة في المجتمع العربي، وقارنته بوضعها في المجتمعات الغربية، وطالبت بحقوقها السياسية والاجتماعية، وطالبت بتحريرها من كل القيود ومساواتها بالرجل. ولدت لبيبة ماضي في بيروت، عام 1882، ودرست في مدارس الإرساليات الإنكليزية والأمريكية، وتتلمذت على يد الشيخ إبراهيم اليازجي. وبعد نزوح أسرتها إلى مصر، في مطلع القرن العشرين، بدأت العمل في الصحافة، وأصدرت مجلتها (فتاة الشرق). كانت مصر حينها الدولة العربية الأكثر انفتاحاً وتطوراً، فاستطاعت لبيبة من خلال علمها ونشاطها أن تجلب الأنظار إليها، ما دعا الجامعة المصرية إلى تعيينها خلال عامي 1911 و1912 أستاذة في القسم النسائي كمحاضرة في التربية. فيما بعد، وفي عهد الحكومة الفيصلية العربية، دعيت إلى سورية، وعينت مفتشة في وزارة المعارف السورية، وكانت أول امرأة تتسنم هذا المنصب. ولكنها، ومع دخول القوات الفرنسية سورية، غادرت إلى سانتياغو عاصمة تشيلي، وهناك أصدرت مجلة (الشرق والغرب) عام 1923، ومن ثم عادت إلى مصر بعد عام، وعاودت إصدار مجلتها (فتاة الشرق). كتبت لبيبة ماضي الرواية والمقالة والقصة. واشتهرت روايتها (قلب رجل) التي تحدثت فيها قصة غرام شاب بفتاة أثناء أحداث لبنان الطائفية 1860. وتعتبر هذه الرواية في طليعة الروايات العربية في ذلك الزمن. ولها مجموعة من القصص التاريخية والاجتماعية القصيرة، نشرتها في مجلتها عام 1907، منها: شيرين، جزاء الإحسان، شهيد المروءة والوفاء. افتتحت صالوناً أدبياً في القاهرة، استقبلت فيه عدداً من الأدباء والكتاب والشعراء من الجنسين، لكنه لم يشتهر على نطاق واسع. توفيت لبيبة ماضي هاشم عام 1953، بعد أن تركت اسماً في عالم الصحافة والأدب، ورمزاً من رموز الدفاع عن حرية المرأة ومساواتها مع الرجل.‏

    تعليق

    يعمل...
    X