للناقد النحات غازي عانا ..الفنان أحمد الياس الحرف الأجمل ..
أضاف Ahmad Elias
مقالة قديمة للناقد النحات غازي عانا
منشورة في صحيفة تشرين السورية العدد 5576 تاريخ 22\2\1993
الفنان أحمد الياس الحرف الأجمل ... ومساحات لونية مضاء ة ..
لوحات الياس انطلقت بحرية ... من متاهات الحروفية .. إلى فضاءات أرحب
تمكن الفنان أحمد الياس خلال فترة قصيرة نسبياً أن يحلق بلوحته في فضاءات اللون الأرحب ، وذلك بتمكنه من تطويع الحرف والاستفادة القصوى من جمالياته عندما جرده وحوله إلى شرائط تتراقص مزهوةً بألوانها ، متفقة فيما بينها على انتقاء الركن الجمل في جسم اللوحة ، والذي لم يهمل الفنان جزءاً منه .
فهو جهد في حشد مفردات تشكيلية متنوعة ، ووزعها بكل عناية على قماش لوحته التي ظهرت في أبهى حللها ، وهذا ما جعل أي لوحة تختلف في اجوائها العامة عن جارتها التي تعيش معها فرح اللحظةفي كل ركن منها ، بأبعادها المختلفة ، فتجعلنا نشعر بشكل أو بآخر أننا أمام اكثر من مشروع لوحة.
مقومات نجاح لوحة أحمد الياس (الجديدة) كانت متواجدة بوفرة .
فهو اعتمد على تقنية التصوير الزيتي على سطح مصقول ، دسم في لونه ، غني بعناصره، متقن في توزيعها ، هذا إضافة إلى اهتمامه الواضح في إخراج تكوينه بشكل رشيق ومتناغم ، مبتعداً عن الجملة الحروفية المقروءة .
وهكذا بقيت لوحة الياس تحاكي بصر المتلقي وخياله الذي دأب الفنان على تحريضه دائماً بتوهج الأصفر في نهايات حروفه الجميلة ، التي تبدأ بلون آخر من وسط اللوحة كالأحمر مثلاً مشكلةً ما يشبه الشفق قبل الغروب ، والذي يفصل ما بين الألوان الباردة الصاعدة باتجاه أعلى اللوحة ، والحارة المتجهة إلى الأسفل .
(الأخضر اللون الأكثر حضوراً ) هذا اللون الأصعب والأقل استخداماً من أغلب الفنانين ، كان في معرض الياس الأكثر حضوراً وكان غالباً ما يطغى على مساحة نصف اللوحة ، موشحاً بالذهبي بتقنية عالية ومهارة فائقة ، فانتشر بالمساحات الأهم مجاوراص للسود بكثير من الاتفاق ، ومشكلاً مساحة خلفية تحتضن عناصر اللوحة الأساسية ، أما الأصفر ، والذي يأتي بالأهمية بعد الأخضر مباشرة مانحاً إياه كثيراً من الحيوية على تلك المساحات الهامة ، ومتداخلاً معه في أكثر الأحيان .
إن الملاحظ في لوحة الفنان الياس رغم انتمائها للمدرسة الحروفية كاتجاه ، أنها امتازت عن تلك بالتنوع والحداثة فخرجت منبثقة من تلك المتاهة التي وقعت بها اللوحة الحروفية في
التشكيل السوري خاصة والعربي عامة ، وهكذا لتصل أخيراً إلى خصوصية غلبت على جميع أعماله التي توزعت في معرضه الأخير ، والتي بلغت خمسين لوحة ، شكلت مجموعها إنعطافة هامة على صعيد تجربته الشخصية ، مستفيداً من تجارب وأخطاء الآخرين الذين سبقوه في هذا المضمار ، وما زالوا يحلقون في دائرة محكمة لا خروج منها .
إن خروج الفنان أحمد الياس بلوحته من دوامة التكرار جعله ينطلق في عوالم أرحب .
فأدخل إلى لوحته المساحات اللونية النظيفة ، مربعات متداخلة بهندسة وبناء معماري متماسك مضاءة من الداخل ، على خلفية داكنة اتفق فيها الأسود مع الأخضر المذهب ، لتخرج اللوحة بكامل أنا قتها ، يشكل الحرف فيها عنصراً زخرفياً مكملاً يضيف إليها كثيراً من الاحتفال ...
أضاف Ahmad Elias
مقالة قديمة للناقد النحات غازي عانا
منشورة في صحيفة تشرين السورية العدد 5576 تاريخ 22\2\1993
الفنان أحمد الياس الحرف الأجمل ... ومساحات لونية مضاء ة ..
لوحات الياس انطلقت بحرية ... من متاهات الحروفية .. إلى فضاءات أرحب
تمكن الفنان أحمد الياس خلال فترة قصيرة نسبياً أن يحلق بلوحته في فضاءات اللون الأرحب ، وذلك بتمكنه من تطويع الحرف والاستفادة القصوى من جمالياته عندما جرده وحوله إلى شرائط تتراقص مزهوةً بألوانها ، متفقة فيما بينها على انتقاء الركن الجمل في جسم اللوحة ، والذي لم يهمل الفنان جزءاً منه .
فهو جهد في حشد مفردات تشكيلية متنوعة ، ووزعها بكل عناية على قماش لوحته التي ظهرت في أبهى حللها ، وهذا ما جعل أي لوحة تختلف في اجوائها العامة عن جارتها التي تعيش معها فرح اللحظةفي كل ركن منها ، بأبعادها المختلفة ، فتجعلنا نشعر بشكل أو بآخر أننا أمام اكثر من مشروع لوحة.
مقومات نجاح لوحة أحمد الياس (الجديدة) كانت متواجدة بوفرة .
فهو اعتمد على تقنية التصوير الزيتي على سطح مصقول ، دسم في لونه ، غني بعناصره، متقن في توزيعها ، هذا إضافة إلى اهتمامه الواضح في إخراج تكوينه بشكل رشيق ومتناغم ، مبتعداً عن الجملة الحروفية المقروءة .
وهكذا بقيت لوحة الياس تحاكي بصر المتلقي وخياله الذي دأب الفنان على تحريضه دائماً بتوهج الأصفر في نهايات حروفه الجميلة ، التي تبدأ بلون آخر من وسط اللوحة كالأحمر مثلاً مشكلةً ما يشبه الشفق قبل الغروب ، والذي يفصل ما بين الألوان الباردة الصاعدة باتجاه أعلى اللوحة ، والحارة المتجهة إلى الأسفل .
(الأخضر اللون الأكثر حضوراً ) هذا اللون الأصعب والأقل استخداماً من أغلب الفنانين ، كان في معرض الياس الأكثر حضوراً وكان غالباً ما يطغى على مساحة نصف اللوحة ، موشحاً بالذهبي بتقنية عالية ومهارة فائقة ، فانتشر بالمساحات الأهم مجاوراص للسود بكثير من الاتفاق ، ومشكلاً مساحة خلفية تحتضن عناصر اللوحة الأساسية ، أما الأصفر ، والذي يأتي بالأهمية بعد الأخضر مباشرة مانحاً إياه كثيراً من الحيوية على تلك المساحات الهامة ، ومتداخلاً معه في أكثر الأحيان .
إن الملاحظ في لوحة الفنان الياس رغم انتمائها للمدرسة الحروفية كاتجاه ، أنها امتازت عن تلك بالتنوع والحداثة فخرجت منبثقة من تلك المتاهة التي وقعت بها اللوحة الحروفية في
التشكيل السوري خاصة والعربي عامة ، وهكذا لتصل أخيراً إلى خصوصية غلبت على جميع أعماله التي توزعت في معرضه الأخير ، والتي بلغت خمسين لوحة ، شكلت مجموعها إنعطافة هامة على صعيد تجربته الشخصية ، مستفيداً من تجارب وأخطاء الآخرين الذين سبقوه في هذا المضمار ، وما زالوا يحلقون في دائرة محكمة لا خروج منها .
إن خروج الفنان أحمد الياس بلوحته من دوامة التكرار جعله ينطلق في عوالم أرحب .
فأدخل إلى لوحته المساحات اللونية النظيفة ، مربعات متداخلة بهندسة وبناء معماري متماسك مضاءة من الداخل ، على خلفية داكنة اتفق فيها الأسود مع الأخضر المذهب ، لتخرج اللوحة بكامل أنا قتها ، يشكل الحرف فيها عنصراً زخرفياً مكملاً يضيف إليها كثيراً من الاحتفال ...