إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أمير المقام العراقي الفنان الكبير يوسف عمر - في الرابع عشر من تموز 1986 رحل عنا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أمير المقام العراقي الفنان الكبير يوسف عمر - في الرابع عشر من تموز 1986 رحل عنا

    يوسـف عمـر ...... أميـر المقــام العـراقـي

    قحطان جاسم جواد





    في الرابع عشر من تموز 1986 رحل عنا أمير المقام العراقي الفنان الكبير يوسف عمر بعد صراع مع المرض. وكما يقال ان الفنان الحقيقي لايموت اي بمعنى ان الفن الاصيل يبقى في ذاكرة الناس ويعيش معهم حتى ان مات مبدعه. تماما كما الحال مع الفنان يوسف عمر الذي رحل جسمه وظل فنه راسخا.
    يوسف عمر من مواليد عام 1918 في بغداد في ضاحية حسن باشا من ام تركية واب عراقي هو داود سلمان البياتي. عشق المقام من خلال عمه الذي تولى رعايته بعد وفاة والده، وكان يمتلك كرامفون في منزله ترك اثرا فنيا في نفس يوسف عمر، عمقه من خلال تقاربه مع اهل المقام في مقاهي بغداد لاسيما محمد القبانجي مطرب العراق الاول. في عام 1948 دخل الاذاعة واجتاز الاختبار بنجاح كبير واعتمد كمطرب في الاذاعة.

    كان يوسف عمر يميل الى اداء كلمات الشاعر عبد الغفار الاخرس والشاعر جبوري النجار فضلا عن ما كان يكتبه بنفسه. وتشكلت لديه صداقة حميمة جدا مع عازف الجوزة الراحل شعوبي ابراهيم منذ زمن بعيد وظلت الى ساعة رحيل يوسف عمر. وقد تعلم يوسف منه ازالة الكلمات الغريبة من المقام، وهو ماكان يؤكده شعوبي اثناء تدريسه للمقام في معهد الدراسات الموسيقية. كما احب يوسف عمر الغناء الريفي واجاده وغناه متأثرا بذلك بصديقه المطرب عبد الامير الطويرجاوي، كما اجاد قراءة المواليد والاذكار الدينية.
    في عام 1956 سجل يوسف اول حفلة مقام في التلفزيون العراقي غنى فيها (الصبا) واغنية (اشلون حالي واشلون). كما شارك في حلقات برنامج قهوة عزاوي لعدة سنوات، الى جانب ظهوره في السينما بفيلم سعيد افندي وغنى فيه(عزيز وخلفت بالكلب حسرة)، كما ظهر في تمثيلية (شلتاغ) التلفزيونية غنى فيها مقام التفليس الذي ابتدعه قارئ المقام شلتاغ.
    عمل يوسف عمر مع معظم موسيقيي العراق سواء في فرقة الاذاعة او مع فرقة الجالغي، منهم منير بشير وشقيقه جميل وخضر الياس وخضير الشبلي وحسين عبد الله وشعوبي ابراهيم وعبد الكريم العزاوي. ومشاركاته الغنائية لم تقتصر على العراق بل غنى في دمشق وتركيا وايران وموسكو وامريكا.
    في عام 1984 تم تكريمه بمهرجان خاص اقامته دائرة الفنون الموسيقية. وبالرغم من مرضه الشديد فقد حضر تكريمه وغنى في المهرجان وكأنه في شبابه. ثم بقى سنوات عدة يغني في كل يوم خميس في خان مرجان الى ان وافته المنية في ليلة 14 على 15 تموز عام 1986 .
    بعد رحيله كتب صديق عمره شعوبي ابراهيم قصيدة رائعة في رثائه قال فيها:
    حزن المقام وناحت الاوتار
    وغدت عواطل دونك الاقمار
    قد كنت تنشد في الاذاعة صادحا
    لحن المقام وانت فيه منار
    ياصاحب الصوت الجميل لقد بكي
    حزنا عليك الرست والاوشار
    وبكى عليك بحرقة وبحسرة
    العود والقانون والقيثار
    وهكذا غادرنا يوسف عمر ليظل فنه الاصيل يرفرف على مسامعنا ويمنحنا دفء الطرب وروعة الغناء. نتمنى في ذكرى رحيله ان ينتبه لصوته راديو العراقية وشبكة الاعلام العراقي والتلفزيون والمحطات الفضائية لاذاعة اغانيه الجميلة حتى يبقى هذا المعلم في ذاكرتنا وذاكرة الاجيال القادمة.
    ولاهمية امير المقام يوسف عمر في المشهد الغنائي العراقي اقام له بيت المدى للاعلام والثقافة والفنون اصبوحة اسبوعية بشارع المتنبي، تخللت الحفل الذي حضره جمع غفير من محبي الراحل اغان بصوت تلميذه حامد السعدي لاقت استحسان الجمهور.
    ابتدأ الحفل بكلمة للدكتورعبد الله المشهداني اشار فيها الى اهمية الاحتفاء بمثل هذه الشخصيات التي كانت ومازالت رمزا من رموز العراق.
    واضاف : في مطلع القرن العشرين حلت ببغداد عائلة يوسف عمر قادمة من كركوك، لتسكن في دار محمد علي الدباغ زوج اخته الكبرى، الواقعة خلف المدرسة الابتدائية المطلة على شارع الرشيد.
    وتابع المشهداني ولد يوسف عمرفي هذه الدارعام 1918 وتربى في بيئة بغدادية، وكانت بداياته قراءة تراتيل القرآن الكريم والمناقب النبوية والاذكار والمقامات العراقية، برعاية السيد محمد علي الدباغ، الذي كان متأثرا بالاداءات الفنية للمرحوم محمد القبانجي عبر الاسطوانات التي بدأ بتسجيلها منذ عام 1925، دخل يوسف عمر المدرسة الحيدرية عام 1927 واستمر فيها حتى الخامس الابتدائي حيث نقل الى مدرسة الرصافة الابتدائية، وبرع فيها باداء الاناشيد والاغاني على يد معلم الاناشيد فيها السيد عبد الله حلمي العمر، وبدأ شغفه بأداء القبانجي طيلة فترة الشباب وكان يشارك في مناسبات الافراح والاتراح بمحلته دون مقابل طيلة ثلاثينيات القرن الماضي.
    واشار المشهداني: خلال حديثه الى ان الراحل اتهم ظلما بالتسبب بمقتل احد الاشخاص، وحكم عليه بالسجن لمدة خمسة عشرعاما، وطيلة فترة السجن التقى ببعض من كان يؤدي عددا من المقامات أمثال جهاد بديو وغالب الخشالي وغيرهما، وتعلم منهما الكثير، وكان دائم القراءة وذكرلي جهاد بديو في ثمانينيات القرن الماضي ان يوسف عمر لم يدع احداً ينام ليل نهار نتيجة قراءته المستمرة للمقام العراقي، خرج من السجن عام 1948بعد عدد من (المرحمات) كما كانت تسمى. وبدأ مباشرة الاتصال بقراء المقام لإيصاله لدار الإذاعة وبالذات بالمرحوم مجيد رشيد وبمساعدة السيد محمد علي الدباغ، الذي كان يعرف شخصا قريبا من سلمان موشي، الذي كان آنذاك الخبير الخاص في ترشيح قراء المقام العراقي. ومما يروي خلال هذه الفترة عن مجيد رشيد انه اصطحب يوسف عمر الى احد السرادق التابع للمرحوم عبد الرحمن خضر ليسمعه هذا الصوت الى ان ادعى بأنه غير مناسب لقراءة المقام العراقي، غير ان مجيد رشيد اجاب ان يوسف عمر سيتقدم على اقرانه كما تقدم محمد القبانجي، تقدم يوسف عمر للاختيارفي الإذاعة ونجح بعد ان قرأ مقام الرست ومن هنا بدأت رحلته الفنية الزاخرة.
يعمل...
X