إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

علي الصيرفي الاديب و الناقد - يحاورة : نبيه اسكندر الحسن‏

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علي الصيرفي الاديب و الناقد - يحاورة : نبيه اسكندر الحسن‏

    حوار مع الاديب و الناقد علي الصيرفي
    اذا كانت الرواية في بنائها الفكري ، هي دراسة الواقع بطريقة تراكمية تتبنى الشمولية الجمالية، والعمل على تغيير هذا الواقع ثم تتمثل تغيراته
    فإن النقد هو الموضح لهذه المتغيرات ودلالات المرحلة الفكرية واحالة هذه الرؤى الى هدف قابل للتحقيق وازاحة متأنية لكشف الغطاء عن حقيقة مايريده المبدع . لذلك كان لابد لنا من إقامة حوار مع الناقد علي الصيرفي ... الأديب القاص والناقد فهو يحمل اجازة في الادب العربي ودبلوم في التربية - كتب القصة القصيرة في السبعينيات واشتغل على النقد بكل جوانبه الابداعية / القصة - والرواية - والشعر / صدر له عدد من المؤلفات النقدية كتاب - النقد وتقنياته دراسةنقدية في القصة العربية الرواية - دار التوحيدي كتاب- النقد ومفهوم النص دراسة نقدية في النقد - دار التوحيدي كتاب - منمنمات دراسة نقدية في الرواية العربية - دار إنانا كتاب - صدى الاقلام دراسة نقدية في القصة العربية المعاصرة دار إنانا كتاب - الفعل الشعري وإشكاليات القصيدة العربية الحديثة قيد الطبع كتاب- البناء النقدي وقضية الفكر المعرفي دراسة نقدية - نقدية- دار إنانا حيث اشتغل الناقد على مجموعة من الاسماء الأدبية المعروفة والجديدة فكان من الاسماء الروائي عبد الكريم ناصيف ، والروائي نهاد سيريس ، والروائي علي عقلة عرسان ، والروائي حسن حميد والروائي - نبيه اسكندر الحسن - والروائي جميل بشور - الروائي محمد معتوق - والروائي نبيل سليمان - والروائي انور الخطيب - والروائي خليل الرز . أما في مجال القصة القصيرة فهناك عدد من الادباء المعروفين والجدد الذين تناولهم الناقد في كتابه النقد وتقنياته - وصدى الاقلام وأهم هذه الاسماء : الاديبة أنيسة عبود - والاديب وليد إخلاصي - والدكتور ؛تور القاص دريد الخواجة - والقاص غسان ونوس - والقاصة وفاء خرما - والقاص صفوان حنوف - والقاص نبيه اسكندر الحسن - والقاص حسن حميد - والقاصةالإماراتية سعاد العريمي - والقاصة اعتدال رافع ولكي نستفيد من تجربة الناقد علي الصيرفي لابد ان نتحاور معه بخصوص المشهد الثقافي . س1- اذا اردنا قراءة اللوحة الثقافية الادبية من خلال ما أنتج من روايات وقصص ودوريات ماذا نشاهد . ج- تظل الحركة الثقافية الادبية هي الأكثر امتدادا وتعمقا على ارض المعرفة ، لأن الحركة الفكرية الكتابية لاحدود لها . وما كتب في أجناس العمل الادبي هو جزء فاعل في هذه الحركة الفكرية ، فالرواية هي قلعة الكتابة الحصينة ، وخارطتها التي تتسع لكل المساحات ، يابسها ورطبها وطريها وجافها والرواية هي المجتمع بصورته المتحركة ، وفكره ، ومشكلاته ، فمن عرف مجتمعه وفهم محاور بنيانه عرف الرواية وأجاد في كتابتها و كثيرون الذين برزت اعمالهم فقدموا روايات تتفاوت في الجودة والجمال ولو قمنا بعملية نقدية فنية؛ بغض النظر عمن اجاد أو تعثر في كتابة الرواية نرى ان الاعمال كثيرة والاسماء تجد السير في طريق العمل الروائي ، وهذا موشر جيد رغم الصعوبات والمنحدرات التي ظهرت فهناك أعمال يشاد بها وبكتابها . وأما في مجال القصة القصيرة ، فالابواب مشرعة للمبدعين في هذا المجال الرائد والمتقدم ، وقد تفاوتت الاعمال بين الكثرة والتنافس والاقدام على الكتابة رغم ان بعض ما كتب لا يتجاوز عتبة الضعف والاضمحلال ، فالقصة هي المنعكس المؤثر كمرور التيار لا يفسح لك المجال للتهرب من قوته ، بل تسري تلك القوة اذا كانت القصة قد وصلت الى القمة ، ويكون التيار ضعيفا اذا كانت القصة رديئة وبعيدة عن الابداع الفني ،والساحة الادبية في تلك الفترة قد أتخمت بالكتابات ... روائية - وقصصية - وشعرية ، والدوريات حملت الكثير من العبء الادبي وأظهرت اسماء كثيرة دخلت حيز الثقافة . وتعاملت مع أجناس الادب بجهود عومت الكثير من الاسماء ووصلت بهم الى الشهرة. والدوريات تملأ واجهات المكتبات وتعد بالمئات ، وكلها ساهمت في عرض الأدب القيم - والرديء وخاصة تلك التي تعتمد على العمل الوظيفي حيث تصبح العلاقات مرتبطة بالتقرب والتزلف لبعض هؤلاء الموظفين ، فالادب غير مرتبط بالتقرب من ذاك الموظف ومزاجيته أو حبه - وكرهه لذلك الكاتب او الاديب ، أما الدور الذي تلعبه الدوريات الرسمية والخاصة فهي تملك حيزا بارزا في خلق جو ثقافي لولبي متصاعد ، رغم كل الهفوات والتقعرات ، فالهدف ، الثقافي يبقى هو العنوان الأمثل لتلك المحطات الثقافية / الدوريات / س2- إننا نشاهد محاولات قصصية ومحاولات شعرية وروائية . فهنا أطرح سؤالاً يسأله كل مهتم ..أين الآثار الادبية والنقدية والى أين وصلت ؟ لعل العملية النقدية تسير في طريقها نحو الافضل وهذا يعود لما يبذله الناقد من جهد وعمل يبني فيه ثقافته ويدعم اهتماماته فالعملية النقدية يظنها الكثيرون انها عملية تأنيب وترويع وحشد لكل ما هو مؤلم وبحث عن المثالب والاخطاء التي يقع فيها الكاتب / الروائي - القاص - الشاعر/ غير ان الكتابة النقدية هي ثقافة واسعة ملونة بالصعاب ، والناقد لا يقرأ النص ليرى عيوبه فقط بل يقرأه ليتعرف على فلسفة هذا النص ومكانته في التأثير على عقلية المتلقي ، وجوانب النهوض بالصور الواقعية الى مستوى الفنية والابداع ، وهذا ما يجعل النصوص تصعد نحو الأعلى وتنهض متعالية الى قمة الفهم فالكثير من النقاد يؤكدون على ان النصوص الادبية لا تأ تي من الفراغ بل هي جهود مبذولة تتضافر معها كل اللمسات الفنية التي يمتلكها الكاتب المبدع فيعمل على دفع نصه نحو الأعلى ويسبح به في خضم آلاف الأمواج التي تظهر في طريقه فالساحة الادبية بحر هائج تبحر فيه كل النصوص فالجيد يصل وتلامس كلماته عقول الناس والفاقد للأهمية يهبط ضائعا في هذا الموج الصاخب من النصوص ، ولعلنا لا نبالغ عندما نقول بأنه على الكاتب ان يتقمص مكانة الناقد بعد الانتهاء من نصه ويحاول ان يقلبه برؤيته عله يرى جوانب القوة والضعف في هذا النص ... وهل راعى الكاتب ذاته معايير الكتابة القصصية او الروائية او الشعرية مما يجعله وبصورة دائمة يقيم ما يكتب وما يقدم من إبداع . س3- هل خليت الساحة الادبية من الحلم الجمالي ؟ ج3 -لا يمكن ان تخلو الساحة الادبية من جماليات الفن وروائعه فالكتابة الادبية ليست إلا لوحات فنية يقدمها الكتاب لمتلقيهم فالقصيدة هي حلم تتجسد فيه صورتها وغنائيتها وكأنها المرأة الجميلة صاحبة الثوب المزركش والشعر المجدول والعيون المكحولة والابتسامة الساحرة فالقصيدة اي كان نوعها هي امرأة محبة - او ثائرة ومقاتلة - أو وطن مجروح ، والرواية طفلة وصبية - وشابة وأم - وجدة تختزل الأمة والتاريخ والوطن ، والقصة صورة فنية يتشابك فيها جمال النسج وروعة اللون وقوة الانطلاق فالكلمات المنحوتة تصرخ بكل جمالها في قلوب المستمعين وتحلق في فضاء الكون الابداعي لتنشد أغنية التفرد والجمال ، اذا نحن امام ساحات عامة للابداع وخلق روائع من الكلمات ، ولكن الخبز الفاسد يفسد الخبز الجيد والثمار العفنة تضر بالثمار الجيدة فنغرق في ضعف المنتج وهذا يرهق قدرتننا على التواصل والتماهي مع الثقافة لذلك علينا ان نرى الكوب بما فيه من فارغ وملآن لأن الثقافة بكل اجناسها أمانة علينا حملها وتحملها والسعي بها نحو الافضل فالجمال الحالم نراه في كل الأمكنة وعند كل الكتاب وما يرهل الجمال ويفسده هو الزمن وعدم الاهتمام بالحفاظ على هذا الجمال . س4- هل هناك تسطح في العقول اذا كان العمل الادبي مبتذل ومطروق من قبل غير العارفين ؟ ج4 - إن الكتابة المعرفية هي الناظم لعملية التقدم والتطور والتمازج بين الثقافة والواقع ، والتصور الدقيق لهذا الواقع والتعامل معه بمخيلة الفنان ، الذي يرى مالا يراه الكائن العادي فكاتب القصة يرى الحدث في عينه الابداعية التصويرية الفنية فيحمل هذا الحدث حلمه وفكره وجميع خطوط فنه ، وهذا ما نراه في قصص القاص حسن حميد - والقاص غسان كامل ونوس والقاص صفوان حنوف-والقاص نبيه اسكندر الحسن والقاصة المبدعة وفاء خرما وأعتذر من الادباء الكبار أمثال زكريا تامر والقاص الكبير وليد اخلاصي فهم اغنياء عن الحديث وذكر مكانتهم في كتابة القصة وريادتها كفن ، وفي الجانب الروائي ، فقد ركبت الرواية موجة السرعة والتباري في كتابتها فهناك كم يحتاج الى تحول اي الى كيفية جديدة تفيد المجتمع والمتلقي فالرواية هي السقف العالي للكتابة والثقافة وبوابتها كبيرة ومتسعة تجمع الكثير من الزوار والمصطافين في ربوعها وجناتها لذلك نرى بأن المتمتعين بجمال الرواية وحسن استعمالها يتفاوتون في المكانة والابداع وهذا ليس عيباً وإنما هو التنوع والتنافس ، فالابداع قدرات وقيم وكل كاتب لديه الادوات التي يجيد استعمالها ، لذلك سنرى بأن المنتج لا يقرر نجاح الاديب أو فشله فالارض المزروعة ببذور جيدة تعطي بوفرة في بعض السنين وفي بعضها تغص بعطائها والاشجار المثمرة في بعض السنين يكثر ثمرها وفي بعضها لانرى إلا القيل . س5- هناك ميل الى التقريرية والتاريخ اكثر من الميل الى القصة او الرواية الابداعية فما رأيك ؟ ج5- ما يجعل العمل الكتابي ابداعيا قدرة الكاتب على التخلص من التقريرية والمباشرة في طرق مخ المتلقي بمطرقة كلماته وسندان جمله فعلى الاديب ان يحول كتاباته الى تماس مبلل بالوصف والسرد الفني الذي يدخل الروض فيفتن بزهوره ورياحينه والداخل الى الروض لينظر الى عمر الالوان وتاريخها بل سيفتن بجمالها وما يكتبه الادباء ان كان معاصرا او تاريخيا هو ربيب الابداع والفن ومن لا يعرف أهمية التحكم في إسقاط التاريخي على الحالي سيدخل عملية الابداع بكل جدية ونجاح ، والكتابة لا يمكنها ان تخرج من التاريخ فالرواية تسير في رحاب التاريخ من خلال احداثها والقصة تسبح في تيار التاريخ اثناء تركيب حبكتها ، والشعر هو تأريخ لمجريات الاحداث في هذا المكان او ذاك. س6- هل نحن امام فراغ ابداعي اذا كانت الفنون مشوهة ؟ ج6- لا يوجد ما يسمى بالفراغ الابداعي فالكتابات تنمو باستمرار وتزدهر ، وتزاحم بعضها وهناك من يتجاوز كل خيول السبق ويفوز ، والادباء فرسان يتبارزون في الميدان في سباق طويل سيفوز في النهاية من يستمر فيهبط الوديان ويصعد الجبال حتى نهاية المطاف ، فالعمل الفكري عمل شاق وخطير ويحتاج الى التحمل والتماسك فعمل اليوم نراه منبوذا من بعض النقاد والادباء والمتفلسفين فيردمون كل نبتة ويقتلونها بكلماتهم التي تقزم كل الاشياء ، فهناك من المتأدبين من ينظر بعين مثقوبة لا ترى إلا ذاتها فيسأل عن الابداع فيقول : لا يوجد ابداع وعن النقد فيقول لا يوجد نقد وعن الشعر فيجيب لا شعر في هذه المرحلة ، هذه رؤية أنانية متضخمة ومتعفنة لا حكم لأي شخص على هذا المنتج من خلال نزواته وحلمه المتضخم بل من خلال تشخيص تقني دقيق . س7-هل ثمة رواية - قصة شعر - يمكن ان توازي مرحلة المؤسسين أمثال - حنا مينا من الروائيين - زكريا تامر من القاصين - بدر شاكر السياب من الشعراء . ج7- لكل مرحلة زمنية رجالاتها وأدباؤها ومفكروها ، فالرواد حنا مينا وزكريا تامر وبدر شاكر السياب كانوا في حقبتهم أسياد العمل الابداعي ولازالوا ولكن هذا لا يعني انه لا يوجد سواهم ، فهناك الكثيرون الذين قدموا ما هو رائع وابداعي ، فهل يعني ان أية مرحلة تكتفي بمجموعة من الاسماء : أقول لا النجوم كثيرة ولامعة والادباء كالنجوم في عالم الكتابة ويلمعون في كل الاوقات ومن يقيم الادب بعنف وتوتر نفسي لا قيمة لرأيه ، فهو يحصر معرفته بذاته فقط ويحبس العالم في عينيه لذلك لا يمكننا ان نحدد الزمن بشخوص محددين بل علينا ان نرى الجميع كما الروض نرى فيها كل الأزاهير . س8- يقال ان الجيل الثاني يحكمه الفراغ والتشتت ما رأيك ؟ ج8- ما يقدمه هذا الجيل هو نتاج جيد ومتقدم ، ومن يرى غير ذلك فهو لا يساير الحركة الديناميكية للمجتمع ، فقد كنا في السابق نلبس / الشروال والطربوش والمشاية / ونركب العربة التي تجرها الخيول ونتفرج على صندوق الدنيا وكان هذا جزء من الفن والمرحلة والتقدم في تلك الفترة . والآن كل ما نراه هو تطور وتقدم فانعكس ذلك على لغة الادب وملامح الابداع فالمتغيرات تسوق الواقع وتغير فيه وتدون المرحلة التي نعيش فيها ، وشبابنا لا يرسمون صورهم في الهواء بل هم يملكون الادوات التي نملكها لكنهم وضعوها في قوالب تختلف عن صناعتنا نحن فقصص الخمسينيات لها نكهتها وما يكتب الآن له نكهته ، لذلك علينا ان نراعي تطور المراحل وتغيراتها فالمرحلة الحالية تنحو نزعة التكثيف والاختصار وجمال اللغة المستعملة في هذه الحقبة تميل الى التحديث والتجديد ، وما يرصد من صور لابد ان تكون اكثر عجائبية عما مضى فالمذاهب الفكرية والتجديد فيها خلق جيلا مقترنا بالتكنولوجية والسرعة .
    ٭ حوار : نبيه اسكندر الحسن‏
يعمل...
X