إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ماهي القدود الحمصية : نوع من الغناء الشعبى تم به وضع كلمات جديدة على لحن قديم. - د.حسن بركات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماهي القدود الحمصية : نوع من الغناء الشعبى تم به وضع كلمات جديدة على لحن قديم. - د.حسن بركات

    القدود الحمصية
    ***********

    القدود هي منظومات غنائية صيغت على "قدّ" الموشح, فهي لم تماثل الموشح من حيث الصياغة والسبك الشعري ولم تشابه الأغنية من حيث سهولة النظم ومرونة اللحن.
    ويقال أن القد نوع من الغناء الشعبى تم به وضع كلمات جديدة على لحن قديم.
    لغـــويا: يقال فى اللغة الدارجة هذا قد هذا أى على مقاسه وبنفس قدره ، وهذا هو بالضبط ما تشير إليه القدود ، ومفردها قــد ، فهى ألحان قديمة وضعت لها كلمات جديدة "على قدها" أى على قدرها فيتم الاحتفاظ باللحن الأصلى مع تغيير الكلمات .
    تاريخياً: مع ضعف السلطنة العثمانية تنامت حركات تحررية وتنويرية عديدة وازدادت وتيرة الوعي القومي وبدأت مرحلة نهضوية شاملة عملت على التخلص من الهيمنة الثقافية التركية فتنادى المفكرون والأدباء والشعراء إلى التأليف والتعريب لتأكيد الهوية العربية المفقودة , وأغلب الظن أن ( القدود ) قد عرفت بشكل جلي في تلك الفترة ( أي منتصف القرن الثامن عشر) إذ من العسير جداً تحديد تاريخاً مؤكداً لنشوء ( القد), أما مصادر نشأته الأساسية فهي :
    1- الموشحات والأناشيد الدينية ( الموالد والأذكار ....) .
    2- الأغاني والموشحات الأعجمية ( تركية, فارسية.......) .
    3- الأغاني الشعبية والتراثية ذات السوية الشعرية المتدنية .
    حيث لاحظ الشعراء والموسيقيون أن بعضها يتمتع بألحان جميلة يجب الحفاظ عليها وتداولها , ولكي يتمكنوا من غنائها في مجالسهم , عمدوا إلى استبدال كلماتها بكلمات شعرية وشاعرية جديدة على (قد) الكلمات الأساسية مع الحفاظ على اللحن الأصلي , لذا سمي الواحد منها (قد) وجمعها (قدود) فهي إذاً كما عرفها الباحث الأستاذ (عبد الفتاح قلعه جي ):
    منظومات شعرية على أعاريض منظومات شعرية غنائية دينية أو أعجمية أو شعبية مع الحفاظ على اللحن الأصلي
    أقدم ما كتب عن القدود الحلبية أنها بدأت عام 1931 على يد الشيخ أمين الجندي الذي قدم إلى حلب مع ابراهيم باشا, فمن هو الشيخ أمين الجندي؟
    الشيخ أمين الجندي ( 1766 - 1840 م) هو أمين بن خالد بن محمد بن أحمد الجندي. شاعر. من أعيان مدينة حمص. مولده ووفاته فيها. تردد كثيراً إلى دمشق فأخذ عن علمائها وعاشر أدباءها. ولما كانت سنة 1822 قدم حمص عاملٌ من قبل السلطان محمود العثماني فوشى إليه بعض أعوانه بأن صاحب الترجمة الشيخ أمين الجندي هجاه، فأمر بنفيه. وعلم الشيخ أمين بالأمر ففر إلى حماة، فأدركه أعوان العامل واعتقلوه، فأمر بحبسه في اصطبل للدواب وحبس عنه الطعام والشراب إلا ما يسد به الرمق. فأقام أربعة أيام, أغار بعدها على حمص ثائر من الدنادشة اسمه سليم بن باكير بمئتي فارس فقتلوا العامل، وأفرج عن الشيخ أمين.
    أما من الناحية الموسيقية فالقد ليس قالباً موسيقياً بحد ذاته , لكنه يأخذ شكل القالب الأساسي الذي نشأ منه , فإن كان بالأصل موشحاً بقي كذلك , وإن كان طقطوقة أو أغنية بقي كذلك أيضاً من هنا نرى أن القدود اشتهرت بأسماء مؤلفيها وليس بأسماء ملحنيها (المجهولون على الغالب) فالذين ألفوا القدود هم شعراء لكنهم يمتلكون ذائقة موسيقية جيدة ومنهم من كان موسيقياً أيضاً .
    من الصعب لا بل من شبه المستحيل إيجاد حصر دقيق للقدود ومؤلفيها نظراً لعدم وجود توثيق وتحقيق لها لكننا نجد في بطون بعض الكتب ذكراً لبعضهم ومنهم:
    محمد أبو الوفا الرفاعي ( 1761-1845)م ومن قدوده الشهيرة ( وجه محبوبي تجلى بالبها والحسن يجلى).
    الشيخ محمد الوراق (1828-1910) م ومن قدوده ( أن تواصل أو تزرني أيها الظبي النفور)
    عبد الهادي الوفائي ( 1843 - 1904 ) م
    محمد خالد الشبلي ( 1867-1926 ) م
    أبو الخير الجندي (1867- 1939 ) .
    ونلاحظ أن الشيخ أمين الجندي هو أقدمهم وله وهو أغزرهم إنتاجا إذ ألف 182 مائة وأثنين وثمانين قداً نشرت في الباب الثالث من ديوانه المطبوع عام 1900 م وقد تم الإشارة إلى كل قد من حيث عروضه الأساسية ونغمته الموسيقية , وقد اشتهر عدد كبير منها ولا زال يغنى إلى الآن مثل :
    - (يا صاح الصبر وهي مني وشقيق الروح نأى عني ) نغم ( نوا).
    - (هيمتني تيمتني عن سواها أشغلتني ) نغم (رهاوي) .
    - (طاب وقتي وانمحى غيني وجلا الأكواب أحور العين ) نغم (بيات ).
    - ( يا غزالي كيف عني أبعدوك شتتوا شملي وهجري عودوك ) نغم (أصفهان ) .
    لقد ساعد نشوء الإذاعة في حلب على توثيق وتسجيل العديد من تلك القدود ضمن وصلات الغناء التراثية التي سجلتها وبثتها الإذاعة وتعرف عليها المستمع بأصوات عدد من المطربين الحلبيين الكبار والذين اشتهروا بغناء هذا اللون أمثال: ( صباح فخري , محمد خيري , عبد القادر حجار , مصطفى ماهر , سحر , مها الجابري ,....... ) فأضحت تلك القدود جزءاً أساسياً ضمن الوصلة الغنائية الحلبية , وكان قد أدرج عدد منها في نهاية الفاصل الشهير (أسق العطاش), كل ذلك ساهم بانتشار القدود على أنها حلبية وبقيت في حمص حبيسة السهرات المنزلية والسهرات على ضفاف العاصي.
    كما أن هناك مسألة فنية تتعلق بالقدود يجب الإشارة إليها , حيث يتم إدراج العديد من الموشحات والأدوار والطقاطيق لعدد من الفنانين العرب تحت مسمى ( القدود ) من مثل :
    (موشح حبي دعاني للوصال – طقطوقة سيبوني يا ناس – طقطوقة حرج علي بابا) لسيد درويش , (طقطوقة يا مسعد الصبحية – أغنية يا مال الشام – أغنية يا طيره طيري يا حمامة)
    لأبي خليل القباني ( موشح ملا الكاسات – دور أصل الغرام نظرة ) لمحمد عثمان , (طقطوقة صيد العصاري – دور بين الدلال والغضب ) لداوود حسني وغيرها من الأعمال الموسيقية , لذا أرى أنه علينا الإشارة إليها كقوالب مستقلة عن القدود , وهنا لابد من الإشادة بالفضل الكبير للدور الهام لمدينة حلب وفنانيها في حفظ وتوثيق وإشهار تلك الأعمال الموسيقية ( قدود – موشحات – أدوار – طقاطيق) سواء بتسجيلها إذاعياً أو بغنائها ضمن الوصلات الغنائية الحلبية , كما ويجب التنويه إلى الدور الريادي الهام لمدينة حلب في المجال الموسيقي وما أبدعته من موشحات وأغانٍ أثرت المكتبة الموسيقية العربية بكنوز نادرة أنتجها كبار الفنانين الحلبيين أمثال : ( عمر البطش – بكري الكردي – علي الدرويش – أحمد الأوبري
    نديم الدرويش – عبد القادر حجار – بهجت حسن – صبري مدلل) .
    إضافة إلى بعض القدود التي تم ذكرها سابقاً, هناك العديد من قدود الشيخ الجندي التي لا تزال تغنى إلى الآن في حمص منها:
    (ماالعمر إلا مدة الربيع ) نغم صبا – (إن لم تشهد ذا المشهد) نغم بيات –( يا من عقدت طفلاً) نغم حجاز – (للأغيد الألمى) نغم بيات – ( ياغصن بان يسبي) نغم راست .
    .
    د.حسن بركات
    نادي حمص الثقافي الاجتماعي
    7/12/2013
    — مع ‏‎Hala Ibrahim‎‏



    نادي حمص الثقافي الاجتماعي - منقول عنه

يعمل...
X