إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشاعرة التونسية زكية الطنباري بحوار - بقلم : الكاتب والباحث احمد محمود القاسم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشاعرة التونسية زكية الطنباري بحوار - بقلم : الكاتب والباحث احمد محمود القاسم

    حوار مع الشاعرة التونسية زكية الطنباري
    1. بقلم : الكاتب والباحث احمد محمود القاسم





    زكية الطنباري شاعرة تونسية قديمة، من مدينة توزر التونسية وهذه المدينة، هي بلد أبو القاسم الشابي، الشاعر التونسي المشهور، لهذا، أحبتْ شاعرتنا زكية الشعر والشعراء، قراءة وكتابة، وكان اسم الشاعر أبو القاسم الشابي، يصدح في أذنيها.
    من القناعات التي دأبتْ الشاعرة زكية على ترسيخها في أفكارها: (أن الفضيلة، ليست حجاباً نغش به الآخرين أو كلمات جوفاء، عن الاستقامة والصدق، بل في نظرها إيمان وعقيدة)، والشاعرة زكية تملك حساً قوميا عميقاً، كعادتي مع كل من التقي بهن بداية،
    كلت سؤالي الأول لها هو:

    • @الرجاء التعريف بشخصيتك للقارئ: جنسيتك ومكان إقامتك، وطبيعة عملك والعمر والحالة الاجتماعية والمستوى التعليمي وهواياتك المفضلة؟؟؟

    اسمي زكية الطنباري، تونسية الجنسية، اعمل بشركة للتمور، مستواي التعليمي يعادل شهادة البكالوريا، لست من اللواتي سلكن الدروب المعبدة المتلألئة بالأنوار والمخمل، ولم يكن لوجودي فور ولادتي بعد وفاة أمي، غير المرارة والأسى، بمدينة توزر، رأيت النور لأول مرة، وقد أحببتها فيما بعد، فهي تضم رفات أبو القاسم الشابي.

    @ ما هي الأفكار، والقيم، والمبادئ، التي تحملينها، وتؤمني، بها وتدافعي عنها؟؟ وهل شخصيتك قوية وجريئة وصريحة ومنفتحة اجتماعياً ومتفائلة؟؟؟
    من القناعات التي دأبت على ترسيخها في أفكاري، أن الفضيلة، ليست حجاباً نغش به الآخرين، أو كلمات جوفاء، عن الاستقامة والصدق، ذلك أنها في نظري إيمان وعقيدة، برغم ما تعانيه المرأة من مخلفات الاستكانة والتخلف، وسط مجتمع مأزوم، وان كنت لا اْدعي أنني اْمتلك شخصية قوية ومنفتحة، نظراً لعامل اليتم المبكر، وما ينجر عليه من الانتكاسات النفسية، فجرتْ في أعماقي ثورة داخلية، وان كنت اعتنق الصراحة، واعتز كثيراً بما حققته المرأة التونسية من تطور في الحياة المهنية، وتحمل لأعباء البيت والأسرة، وهي تبذل المستحيل من اجل تحقيق مستقبل زاهر لأبنائها.

    @ما هي علاقتك بالقراءة والكتابة ؟؟ وهل لديك مؤلفات؟؟ لمن تكتبي من فئات ألمجتمع؟؟؟ وما هي الرسالة التي تودي إيصالها للقارئ؟؟؟وما هي طبيعة كتاباتك، هل هي أشعار، أم قصص، أم خواطر وغيرها؟؟؟ ومن هم الكتاب والأدباء الذين تعتبرينهم قدوة لك، سواء عرب أو خلافهم???

    فتحت قلبي همساتْ جبران خليل جبران، وأبو القاسم الشابي، وإيليا أبو ماضي، وكنت في سن مبكرة، مما جعلني اعشق القراءة عشقاً، لا شفاء منه، لي ديواني شعر: ممطر الحنين، ورماد الفصول، اكتب شعري لكل الناس، ورسائلي واضحة، تتسم بإعلان المخبوء، والخوض في انتزاع تلك الأقفال الصدئْة، الخانقة، لمسيرة المرأة، سواء كانت شاعرة، او صحفية، او غير ذلك، من مجالات الخلق والفن، اقرأ كثيراً لنزار قباني، وفدوى طوقان ونازك الملائكة، وغيرهن. نحن يا سيدي نمارس الكتابة بالنار، وندخل دهاليز الذات، في جميع حالاتها. اكتب في كل المجالات، وأدين للإبداع الحقيقي، الضارب في عمق الواقع الأليم للأمة العربية، سواء في ذلك ومضة، ام قصيدة حرة او عمودية.

    @ كيف تتمخض كتابة وولادة القصيدة الشعرية لديك، وهل هي من خيالك، آم تعبر عن حالة خاصة مررت بها، او تعبر عن معانا صديقة لك، وكم تستغرق من الوقت حتى انجازها؟؟؟
    تستدعيني القصيدة، فلا املك لها رداً، وهي التي تطرق بابي، وتكتبني بأحرف من وهج، وليس لأنني اْنقل التجربة، بضمير المتحدث، اْكتب لذاتي، تتوغل قصيدتي في عمق الواقع، وتتنقل في الدهاليز الأنثوية، وتستغرق معاناتها زمنا ليس بالقصير.
    وهذه قصيدة من قصائدي بعنوان: قالت رجوتك لحظة:
    ألكاس الأخيرة، ليست هي المغالية في الاتهام دائماً، ولم تكن ظالمة في كل الأحوال، فاسمح بها، واشرب معي، ألكاس الأخيرا، ماذا يفيد بقاؤنا، والخلف أضحى بيننا، لا يقبل التبريرا، كم مرة أقسمت اْنك تائب، عن دربها، واْتيته، من بعدها مكسورا، لا هم عندك غيرها، ذهبت بلبك صيرتك أسيرا، فإذا سألتك حاجة، أهملتني، وجعلت عيشي نقمة وثبورا، ألهبت ظهري بالسياط، وكم شقيت، لكي تعود كسيرا، إن لم يثب عن غيه، سوط الهوان، توجَّب التكسيرا ، فاذهب وحسبي إنني، والله يشهد، قد صبرت كثيرا.

    @هل أنت مع الديمقراطية، وحرية التعبير، واحترام الرأي، والرأي الآخر، والتعددية السياسية، وحرية الأديان، وسياسة التسامح في المجتمع، ؟؟؟

    أنا مع الديمقراطية، والحرية، بالنسبة للوقوف عند الحدود التي لا تسيء إلى الآخرين، لا أومن بتعدد الأحزاب، واكره أن يضيع وطني بين الاختلافات والمناصب الجوفاء، احترم كل الأديان، واعتنق سياسة التسامح في المجتمع. بمناسبة إعدام الزعيم العراقي الخالد صدام حسين :
    اْكتم على وجع النهاية أيها الخفاق، حان الرحيل، فلا تقل اْشتاق، لاهبة للنخل تحيي مهجة، لا صرخة للحق، لا إشراق، هذي حبال الموت حولك، لا بد تمتد نحوك، أو يهب رفاق، قدر هي الأشواق جين تهزنا، فتجر عند مهبها الأشواق، فاشرب لنخب العيد كأسا من دمي، واكتب على الألواح عاش عراق.

    @ما هو تعليقك على مقولة أن: الشعراء يتبعهم الغاوون، ألا ترى إنهم في كل واد يهيمون، وأنهم يقولون ما لا يفعلون، وكبر مقتا عند الله أن تقولوا ما تفعلوا؟؟؟

    نعم الشعراء يتبعهم الغاوون، ألا ترى أنهم في كل واد يهيمون، وإنهم يقولون مالا يفعلون صدق الله العظيم.
    ولعلهم المورطون في عشق كل جميل أبدعه الله جل جلاله. وهذه قصيدة من أشعاري بعنوان:إن كنت تبغي سواها
    لما استبحتَ هواها، وتقتَ بوحا إليها، ورمت أن تلقاها، كم تهتَ في ناظريها، وطوقتكَ يداها، وساجلتكَ المعاني، مسكونة بِحداها، محمومة الهمس كانتْ، مغرورة بِشذاها، فامضِ أيا شهريار، ولا تُعرها انتباهاً، والق إليها البقايا، من وهمها ورجاها، واعبر كاْن لم تكن، أقمارها وضياها.

    @ما هو رأيك بالثقافة الذكورية المنتشرة في المجتمعات العربية؟؟؟ والتي تقول: المرأة ناقصة عقل ودين، وثلثي أهل النار من النساء، والمرأة خلقت من ضلع آدم الأعوج، فلا تحاول إصلاحها، لأنك إن حاولت فسينكسر، لذا لا تحاول إصلاحها، والمرأة جسمها عورة وصوتها عورة، وحتى اسمها عورة، وما ولَّى قوم أمرهم امرأة، إلا وقد ذلوا. والمرأة لو وصلت المريخ نهايتها للسرير والطبيخ???

    للرجل المثقف في المجتمعات العربية رأيان في المرأة، إذا سلَّمنا أنها ناقصة عقل ودين، وان ثلثي أهل النار من النساء، وإنها مخلوقة من ضلع آدم الأعوج، فما كان أحوجها لرجل المقوم لاعوجاجها، الذي ينتزع من تركيبته المنتقصة، بذور غوايتها والعبث بضعفها وانكسارها، ولست اْدعي أن المرأة أهل لأن تتولى الأمور الجليلة، إلا إذا عرفتْ، كيف تتقن صيانة جسدها، وكذلك السرير والطبيخ.

    @كيف تصفي لنا وضع المرأة التونسية من الناحية الثقافية والتعليمية والتوعوية ؟؟وكيف تصفي لنا نظرة الرجل لها، وتعامله معها، وهل أنت راضية عن ذلك أم لا ؟؟؟ وكيف تحبي أن يعامل الرجل المرأة بشكل عام ؟؟؟

    تتمتع المرأة التونسية بمكانة مرموقة، جعلتها تتبوأ اعلي المناصب في الثقافة والتعليم، وكل الميادين، وتتوقف نظرة الرجل لها، بحسب وعيها، وقوة إرادتها وامتلائها
    بالخبرة والثقة. وقالت إليك هذه القصيدة من أشعاري:
    أي شاْو قطعته يا لميس، منذ أهداك للغوا إبليس، نبأْ لم أصدقه خبريني، كيف بالبخس تشتريك الفلوس، بت كالكأس بالمدامة نشوى، قد تساقوك مالهم والكؤوس
    بىئس صك ملوث بوحول، اْبعد الله ما أْتته النفوس، كيف أعطيت للمذلة (كارا)، فاعتلتك بلا حياء تيوس، قاذفتك الذئاب وأحر قلبي، لم يعد فيك من نقاء قبيس

    @هل أنت مع حرية المرأة، اجتماعياً، واستقلالها اقتصادياً، وسياسيا،، أم تؤمني بان المرأة يجب ان تكون تحت سلطة الرجل بكل شيءً؟؟؟
    للحرية حدودها، فإذا استقلت المرأة اقتصادياً، تحررتْ شيئاً فشيئاً من سلطة الرجل
    القاتل لطموحاتها وأحلامها. وهذه قصيدة من قصائدي بعنوان:ذهول
    ومن أين لي أن أغالب هذا الذهول؟؟؟ واْشرح للمشهد الدموي اتقادي، وكيف أفسر لهف يديا، وقد طارتا مثل عصفورتين، تحطان فوق كروم بلادي، ومن أين أهرق دمع الندى، بعد مر الفصول، وكيف أيمم في مذبح الورد، ليل الخريف، وماذا سأشعل في موقد الحزن، إن خذلتني الحروف.

    @ هل أنت مع ظاهرة الصداقة، والحب، والزواج، عبر صفحات، التواصل الاجتماعي؟؟؟وهل تعتقدي أن الشبكة العنكبوتية نعمة أو نقمة على الإنسان؟؟؟

    هذه الشبكة العنكبوتية تفتح الأبواب على مصراعيها، وتتيح الفرص والحب والزواج والتواصل خير الوسائل، فالحذر الحذر من سلبياتها المخيفة، هي نعمة لتحقيق الانتشار الايجابي، ونقمة فادحة، إذا استخدمت لملء الفراغ والعبث والاستهتار.
    وهذه قصيدة من أشعاري بعنوان: متقلبة
    لو جرب الوجع الذي نغصَّني، لو جربه، لسعى يجفف دمعة متسربة، لكنه الأستاذ في علم الهوى، وأنا التي في الحب لست مدربة، إن لمته عاتبني، وزاغ مثل السهم، من ذا يقربه، وان شكوت جفاءه، اْنَّبني، وقال لي:( متقلبه).

    @ ما هي طموحاتك وأحلامك التي تودي تحقيقها، وكذلك طموحات وأحلام المرأة في بلدك بشكل عام، التي ترنو لها وتحلم بتحقيقها؟؟؟

    اطمح أن أرى يوماً تتحرر فيه المرأة من أوهامها الساذجة، وتقف إلى جانب شريكها لبناء وطن قوي ومستقل، الأحلام دائماً تتجدد، والطموحات، لا تقف عند حد، لذلك أتمنى على الله أن أجد الوقت للمطالعة والكتابة، وهما الهواية المحببة إلى قلبي، كما أتمنى للمرأة العربية، تحقيق طموحاتها في ظل الأمان والاستقرار.
يعمل...
X