تويت
مغارة جارة الوادي) 17-10-2013 -العمود المستقيم
- قرب بلدة وادي العيون,
مغارة بطول 800م (وإذا ما كسرت ونقبت بدايتها ونهايتها فستكون آلاف الأمتار), كان دخولنا فيها بدون تجهيزات وبالصدفة, إذا قصدناها بنهاية النهار, فقط لنتعرف على مدخلها, والذي جهدنا كثيراً لنجده, وعند وصلنا, وحلول الظلام قلنا سنرى بدايتها, وأخذنا الإغراء الى نهايتها ولمدة 3 ساعات, وليلاً, وننصح بعدم دخول المغاور ليلاً, مغارة غريبة ومميزة بكلّ المقاييس فأولاً هي مخالفة لكلّ المغاور إذ أنّ مياه جدولها تأتي من المدخل وتتجه نزولاً الى نهاية المغارة, بعكس كلّ المغاور حيث يخرج النبع منها ويتجه مسارها صعوداً الى نهاية المغارة, وهكذا صحّت تسمية هذه المغارة (المغارة العاصية) وذكّرتنا بنهر العاصي المخالف بإتجاه مساره, وسبب هذا أنّه حيث ندخل في المغارة (مدخل المغارة) هو ليس مخرج النبع كما هو معتاد وإنما كسر في جدار المغارة في وسطها, أما تكملتها صعوداً في المجرى فيحتاج إلى إعادة نقب وفتح تماماً كما هو نهاية المغارة حيث تغلّ المياه, وهذا مشروع مستقبلي وسيكون الإكتشاف لإمتدادات مذهلة, رغم صعوبة إعادة الفتح, وهذه المغارة القديمة (عمرها حوالي 500 ألف عام) كانت كثيرة ورائعة التشكيلات ولكنّ هذه التشكيلات وبالكثير منها قد طمرت بالصخور الكبيرة المنهارة من طبقات سقفها عبر مئات آلاف السنين, فمثلاً هناك طاقة نحو أسفلها أسميتها (الطاقة الزرقاء) ترى فيها وحتى تحت مستوى مائها تشكيلات رائعة تعطيك مثلاً عما كانت عليه هذه المغارة, وفيها ذلك العمود الرائع (العمود المستقيم) وكذلك (شلال الدرجات) وغيرها, فصخور هذه المغارة ضعيفة نسبياً وهذا ما سبب إنهياراتها المستمرة, وأمر رائع آخر حول هذه المغارة هو بنيتها الوحلية وبشكل كثبان رمل (كثبان الوحل) وهذه بنيت ببطئ وعمرها آلاف السنين, (عليها كتابات ذكرى منذ العام 1959 وربما قبل هذا) بالطبع كتابات الذكرى أمر خاطئ, ويعتبر جريمة إذا كان فوق تشكيل جميل, يبدو أن هذه المغارة الواسعة المسار قد شاع دخولها في الخمسينات والستينات والسبعينات, ثم إبتعد عنها الناس, وربما لإنتشار قصة إختفاء رجل دين فيها, بقاء هذا الوحل وبجوار المجرى المائي يعني أنّ منسوب المجرى المائي في هذه المغارة لا يرتفع في موسم الأمطار, رغم وجود هذا النفق الكبير لمجرى المغارة, ويعني أيضاً أن التدفق المائي الضخم لهذا النبع قد غلّ وإختفى منذ عشرات آلاف السنيين, وللأسف مضطرين لعدم ذكر الأسم والموقع الدقيق لهذه المغارة لحمايتها, حتى نضمن صونها, فللأسف هبّت هذه الأيام موجة دخول للمغاورمن قبل المتتطفلين المتسلقين, وهمّهم البروظة وسرقة أتعاب وإكتشافات الغير, وليس من همومهم المغاور.- قرب بلدة وادي العيون,
