إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفنان "خالد دروبي" إبداع تحت الماء .. صاحب مهنةٍ تحتاج نفساً طويلاً للغوص في أعماق البحر لاستخراج الصدف ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفنان "خالد دروبي" إبداع تحت الماء .. صاحب مهنةٍ تحتاج نفساً طويلاً للغوص في أعماق البحر لاستخراج الصدف ..




    "خالد دروبي".. إبداع تحت الماء
    بلال سليطين
    "خالد دروبي" فنانٌ وصاحب مهنةٍ تحتاج نفساً طويلاً للغوص في أعماق البحر لاستخراج الصدف، ليصوغ منه أشكالاً فنية جديدة ما يثير إعجاب الناس لاقتنائها وشرائها.
    يقول العم "خالد دروبي" إنه تعلم صناعة الصدف عن طريق المصادفة، ويضيف في حديثه مع مدونة وطن eSyria في /7/5/2013: «كان عمري /25/ سنة عندما كنت أشاهد بعض أبناء اللاذقية وهم يصيدون الصدف ويصنعون منه بعض الأشكال، وفي يوم من الايام كنت أسبح في البحر وأمارس هوايتي في الغطس فوجدت مجموعة من الصدف في قاع البحر، وقد أعجبني مشهدها فقررت اخراجها من الماء الى اليابسة وبعد أن أخرجتها قررت أن أصنع منها شكلاً معيناً كما يفعل الآخرون ومنذ ذلك الوقت انطلقت رحلتي مع هذه الصناعة ولم تتوقف ولن تتوقف طالما لدي القدرة على الغوص واستخراج الصدف».
    صانع الصدف العجوز اختار من شاطئ البحر مكاناً ليبيع الصدف فيه حيث يقف يومياً بجوار الحديقة البحرية في حي الرمل الجنوبي باللاذقية ويضع امامه مجموعة الاشكال الصدفية التي صنعها بيده، ويقول السيد "دروبي": «تجارة الصدف مقبولة نوعاً ما رغم أن الجهد المبذول فيها كبير جداً إلا أن هناك زبائن كثراً لها، حيث أبيع منتجاتي في اللاذقية وخارجها، وهناك تجار يتعاملون معي في حلب وأبيعهم باعداد كبيرة (بالجملة)، وأحياناً كنت أقف صباحاً أمام محطة القطار لأبيع المسافرين بعض القطع الصدفية التذكارية حتى يحتفظوا بها كذكرى من اللاذقية عروس البحر، خصوصاً أن أسعاري رمزية وبسيطة».
    السيد "خالد دروبي" حدثنا عن كيفية جمع الصدف وصناعته قائلاً: «في البداية أحضر الصدف بنفسي من أعماق البحر، حيث أقوم في الصباح بجولة غطس مستخدماً "خرطوماً ونظارة، وشبكة تسمى العنب عيونها ناعمة جداً وأصل الى أعماق تتراوح بين /7 إلى 8/ أمتار على أبعد تقدير مستغلاً ركود الماء ووضوح الرؤية في الأعماق، ومن ثم أجمع الصدف صدفة صدفة مستخدماً سكيناً أشبة بالإزميل، حيث أزيل الصدفة عن الصخر وأضعها في الشبكة التي أحملها ومن ثم أخرج من الماء آخذ نفساً وأعود إليه من جديد وهكذا

    البجعة
    حتى أجمع عدداً كبيراً من الصدف ومن ثم أخرج إلى الشاطئ لتبدأ عملية تحويل الصدف الى اشكال فنية للبيع».
    ويضيف "دروبي": «أحيانا أجمع الصدف بالماء حتى يكثر عددها ومن ثم أخرجها دفعةً واحدة هذا الامر يصلح مع الصدف الصغير لأن اخراجه سهل، أما الصدف الكبير فهو صعب جداً وتحتاج إلى ازميل حقيقي لازالته، طبعاً الصدف يكون موجوداً على الصخور وأنتقي منه النظيف فقط والذي لا يكون له رائحة».
    اخراج الصدفة الكبيرة يعقبه بعض التنظيف بحسب السيد "دروبي" حيث يقول: «بعد إخراجها من الماء آخذها للمنزل وأقوم بعملية سلق لكل صدفة، وأخرج ما في داخلها من لحم وأوزعه على الناس فهي تفيد وجع الظهر والارجل ومرضى السل والضعف الجنسي، وهذه اللحوم يبيعها بعض صناع الصدف وأنا لا أبيعها، بعد السلق أقوم بتنظيفها من خلال عملية جلخ لجسم الصدفة الخارجي يزال العشب الاخضر بواسطتها ويظهر شكل الصدفة وجماليتها، ومن ثم أقوم بعملية طلاء لها بواسطة اللكر وأضع بداخلها لمبة وأوصلها بشريط كهربائي وأبيعها، وكل قطعة تستهلك معي فقط ساعة من الوقت لتحضيرها».
    الصدف الصغير له استخدامات عدة بعكس الكبير، حيث يصمم بواسطته السيد "دروبي" مجموعة من الاشكال، وقد تحدث عن ذلك قائلا: «بعد اخراجه من البحر أغسله بماء حلو وانشره في الشمس حتى يجف ومن ثم أبدأ بتصميم أشكال بواسطته.
    في البداية آتي بكرتونة أفصلها على مقاس الشكل الذي أريده، ويكون ارتفاعها /5/ سم وألصق عليها الكيكون (الصدف)، ومن ثم أبدأ بتصميم الوردة (من الصدف) كل وردة على حدة، بعدها أوقفها وألصقها على القاعدة المصنوعة من الصدف أصلاً. الوردة تصنع بشكل بسيط كل صدفة مقابلها صدفة ومن ثم بالاتجاهين المعاكسين والصقهما وهكذا حتى تأخذ الشكل الذي أريده، أما صدف (الكيكون) فهو دعامة الوردة وهو صدف بحري».
    "دروبي" يقول إنه يصمم الأشكال من بناة أفكاره، ويتحدث

    عن كيفية تصميم شكل البجعة بالقول: «الرأس أصنعه بيدي وهو عبارة عن مادة النشا مع الغري اللاصق حيث أقوم بعملية خلط بسيطة تحولهما الى شبه المعجونة، وبعد ذلك أضعها في كيس من النايلون لكي لا تجف وأستخدمها كلما احتجت في صناعة رأس البجعة. جناحا البجعة اسمهما فراشة الماء اما ذيل البجعة فاسمه صدف مأكول السمك، أما الوسط فهي كيكونة، فيما تسمى القاعدة طبة ماء البحر. في صناعة البجعة نأتي أولاً بصدفة "طبة الماء" ونلصق فوقها "الكيكونة" وفوق الكيكونة نلصق جناحا البجعة (فراشة الماء) ومن ثم نضع رأس البجعة المصنوع من المعجونة».
    اكثر أنواع الصدف في ساحلنا بحسب "دروبي" هو (باقور البحر، ضفر، مأكول السمك، مبروم، كيكونة، فراشة الماء، فراشة الطير بالماء)، ولكل نوع استخدامه أيضاً، "الفراشة" لتصميم البجعة والعصفور، "مأكول السمكة" للورد ويكون لونه أحمر، "مأكول السمك، والباقور" يستخدمان في صناعة السفينة، أما "الضفر والباقور" فهما لصينية الضيافة.
    "دروبي" مشهور بتصميم المساجد والكنائس ويعد واحداً من أشهر مصمميهما بالصدف في المحافظة، ويعلق "دروبي" على ذلك قائلا: «بذلت جهودا ًجبارة حتى استطعت التمييز في صناعتهما، فأي صورة لمسجد أو كنيسة تعطيني اياها بعد اسبوع كامل أعطيك مجسما ًلها بالصدف، كما أصمم "الورد، السفن، السلل، سلات الضيافة من دون حلق، الطبات للصور، البجع، الفراشات، الأساور، شكالات المفاتيح، قلب الحب .. إلخ"».
    الرجل الكبير في السن ينصح مقتني الاشكال الصدفية باجراء عملية تلميع دائمة لها عبر حرقها قليلاً بالنار، ويختم حديثه لنا بمقطع من أغنية يغنيها دائما ويقول: «زرعت الصدف بالشباك ما صار/ سقيته بدمع العين ما صار/ مثلك يا صدف في البحر لا تربى ولا صار».
    للسيد "دروبي" زبائن ومهتمون بما ينتج، حيث تقول السيدة "فاتن سمنة" التي صادفناها خلال زيارتنا وهي تشتري بعضاً مما صنعه: «أشتري منه دائماً وازين منزلي بمنتجاته، فهذه الأشكال من

    السيدة "فاتن سمنة" وقد اشترت وردة من الصدف
    تراث المنطقة، ولها علاقة بالبحر الذي تربينا على شاطئه، ومن الضروري أن نضع أشياء ترتبط ببيئتنا في البيوت التي نسكنها حتى تتزين بها».
    فيما قالت السيدة "آمنة جودة" وهي من سكان الحي الذي يبيع فيه منتجاته: «السيد "خالد" ومنتجاته يعتبران من معالم هذه المنطقة، فهو يصمم أشكالاً من وحي بيئتنا الاجتماعية والثقافية ويستخدم في صناعتها الصدفة التي هي جزء من بيئتنا البحرية التي نرتبط ارتباطاً وثيقاً بها فكرياً وثقافياً. لا أستطيع تخيل منزلي دون هذه الأشكال، فالوردة موجودة الى جانب الهاتف في المنزل فيما أضع السلة في وسط الصالون بينما أضع الفراشة في المكتبة، حيث تشعر في منزلي وكأنك في بيت من الصدف».
يعمل...
X