تويت
سمعت عنين الناعورة
وستة آلاف عام من الدوران
إعداد : فرهد ظفور
*عهد رستم - منقول
ستةآلاف عام من الدوران المتواصل
حماة هبة العاصي
والنواعير
تنشر الخصب والجمال
في أرجاء المدينة
حماه مدينة تكنّت بنواعيرها على الرغم من أنها تمتلك ثروات أثرية هامة من قلاع وخانات وأديرة وكنائس الا أن النواعير ظلت تشكل أهم ملامحها الاثرية والتاريخية
فالمدينة اخترعت دواليب خشبية أخذها العاصي ليلهو بها ويديرها فتنشر الخصب والجمال في أرجاء المدينة 0 لقد عرف الحمويون النواعير منذ ستة آلاف عام فمدينتهم تعتبر الأولى في المشرق تستعمل تلك الاداة الفريدة في الري وقد اقتبس الالمان هذه الصناعة منهم حيث قال المؤرخ الالماني سوبر نهايم«إن الصليبيين اقتبسوا صنع النواعير من بلاد الشام فأنشؤوا قرب فرانكفورت نواعير تشبه نواعير حماه. علاقة الأرض بالخشب : ابتكر سكان حوض العاصي الناعورة كوسيلة رخيصة الكلفة لرفع مياه النهر إلى حقولهم وبساتينهم وحماماتهم وخاناتهم وذلك عبر مجرى حجري عال يكون ارتفاعه مساوياً لأعلى نقطة في الناعورة ويمتد هذا المجرى المسمى (حجرية)على قناطر تستند إلى أعمدة قوية وتتدرج بالانخفاض حسب مستوى الجهة المطلوب وصول الماء لها 0 ومن المرجح أن إقامة هذه النواعير في حماه دون غيرها من المناطق التي يمر بها نهر العاصي يعود إلى انخفاض مجراه في حماه عن مستوى الحوض الذي يمر فيه حيث يصل إلى سبعين متراً 0
الناعورةالام : النواعير ليست بحجم واحد ولا تحمل اسماً واحداً بل تختلف احجامها واسماؤهاباختلاف موقعها حسب ما أفادنا به السيد أيمن السوس مدير مدينة حماه القديمة حيث قال:«يرتبط حجم الناعورة حسب المنطقة المراد سقايتها فكلما ارتفعت تلك المنطقة يزيدقطر الناعورة والعكس صحيح ولكل منها اسم يميزها عن شقيقاتها فمنها من يأخذ اسم المنطقة التي تقع فيها مثل الناعورة الجسرية أي تقع جسر ومنها يأخذ اسم صانعها مثل الناعورة المحمدية نسبة لصانعها محمد وهكذا وتعتبر هذه الأخيرة أم النواعير فهي أكبرها ويبلغ ارتفاعها 5ر21 متراً و تقع في باب النهر 0 أنين العاصي ينبعث من جديد 114 ناعورة تتوزع بين سدي الرستن والعشارنة تعمل المدينة على تأهيل من 2 إلى 3نواعير سنوياً ضمن خطة لتأهيلها وإعادة الحياة لها حيث تقوم بترميم وإعادة بناءالحجريات المتوفرة والأطر الخشبية عشرة عمر من من الحمويين لا يشعربالأسى عندماتكون إحدى النواعير متوقفة فالناعورة تشكل جزءاً هاماً من المدينة ومن ذكرياتها وتكوينها الجمالي فهي صديقة وملاذ لكل شخص يسكن المدينة بل أنها ساعدتهم للتخلص من آلامهم وخيباتهم كما ساعدتهم على تعلم السباحة حيث كانوا يتعلقون بأذرعة دولابهاالضخم ويقذفون بأنفسهم إلى الماء إنها تستقطب آلاف السياح سنوياً فهي تدخل في وجدان كل حموي كبيراً كان أم صغيراً فنحن لا نبالغ إذا قلنا بأنها حملت همومهم وآهاتهم وأنينهم وكانت بحق حافظة أسرار قاصديها وملهمة لشعراء المدينة ومطربيها فلا تجدحموياً واحداً لا يحفظ عن ظهر قلب اغاني النواعير ولا سيما أغنية نجيب السراج «سمعت عنين الناعورة »وقصائد المرحوم وجيه البارودي ووليد قنباز وغيرهم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــفالمدينة اخترعت دواليب خشبية أخذها العاصي ليلهو بها ويديرها فتنشر الخصب والجمال في أرجاء المدينة 0 لقد عرف الحمويون النواعير منذ ستة آلاف عام فمدينتهم تعتبر الأولى في المشرق تستعمل تلك الاداة الفريدة في الري وقد اقتبس الالمان هذه الصناعة منهم حيث قال المؤرخ الالماني سوبر نهايم«إن الصليبيين اقتبسوا صنع النواعير من بلاد الشام فأنشؤوا قرب فرانكفورت نواعير تشبه نواعير حماه. علاقة الأرض بالخشب : ابتكر سكان حوض العاصي الناعورة كوسيلة رخيصة الكلفة لرفع مياه النهر إلى حقولهم وبساتينهم وحماماتهم وخاناتهم وذلك عبر مجرى حجري عال يكون ارتفاعه مساوياً لأعلى نقطة في الناعورة ويمتد هذا المجرى المسمى (حجرية)على قناطر تستند إلى أعمدة قوية وتتدرج بالانخفاض حسب مستوى الجهة المطلوب وصول الماء لها 0 ومن المرجح أن إقامة هذه النواعير في حماه دون غيرها من المناطق التي يمر بها نهر العاصي يعود إلى انخفاض مجراه في حماه عن مستوى الحوض الذي يمر فيه حيث يصل إلى سبعين متراً 0
الناعورةالام : النواعير ليست بحجم واحد ولا تحمل اسماً واحداً بل تختلف احجامها واسماؤهاباختلاف موقعها حسب ما أفادنا به السيد أيمن السوس مدير مدينة حماه القديمة حيث قال:«يرتبط حجم الناعورة حسب المنطقة المراد سقايتها فكلما ارتفعت تلك المنطقة يزيدقطر الناعورة والعكس صحيح ولكل منها اسم يميزها عن شقيقاتها فمنها من يأخذ اسم المنطقة التي تقع فيها مثل الناعورة الجسرية أي تقع جسر ومنها يأخذ اسم صانعها مثل الناعورة المحمدية نسبة لصانعها محمد وهكذا وتعتبر هذه الأخيرة أم النواعير فهي أكبرها ويبلغ ارتفاعها 5ر21 متراً و تقع في باب النهر 0 أنين العاصي ينبعث من جديد 114 ناعورة تتوزع بين سدي الرستن والعشارنة تعمل المدينة على تأهيل من 2 إلى 3نواعير سنوياً ضمن خطة لتأهيلها وإعادة الحياة لها حيث تقوم بترميم وإعادة بناءالحجريات المتوفرة والأطر الخشبية عشرة عمر من من الحمويين لا يشعربالأسى عندماتكون إحدى النواعير متوقفة فالناعورة تشكل جزءاً هاماً من المدينة ومن ذكرياتها وتكوينها الجمالي فهي صديقة وملاذ لكل شخص يسكن المدينة بل أنها ساعدتهم للتخلص من آلامهم وخيباتهم كما ساعدتهم على تعلم السباحة حيث كانوا يتعلقون بأذرعة دولابهاالضخم ويقذفون بأنفسهم إلى الماء إنها تستقطب آلاف السياح سنوياً فهي تدخل في وجدان كل حموي كبيراً كان أم صغيراً فنحن لا نبالغ إذا قلنا بأنها حملت همومهم وآهاتهم وأنينهم وكانت بحق حافظة أسرار قاصديها وملهمة لشعراء المدينة ومطربيها فلا تجدحموياً واحداً لا يحفظ عن ظهر قلب اغاني النواعير ولا سيما أغنية نجيب السراج «سمعت عنين الناعورة »وقصائد المرحوم وجيه البارودي ووليد قنباز وغيرهم .
سمعت عنين الناعورة وستة آلاف عام من الدوران - عهد رستم
تعليق