إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أديب مخزوم - عن معرض اللوحة الصغيرة في صالة كامل .. اتجاهات متنوعة تنادي بالحرية والارتجال ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أديب مخزوم - عن معرض اللوحة الصغيرة في صالة كامل .. اتجاهات متنوعة تنادي بالحرية والارتجال ..

    معرض اللوحة الصغيرة في صالة كامل .. اتجاهات متنوعة تنادي بالحرية والارتجال


    أديب مخزوم
    يكشف معرض اللوحة الصغيرة في غاليري كامل عن تجليات المشاعر والأحاسيس الفنية المجسدة في لوحات ومنحوتات مجموعة من الفنانين السوريين والعرب وهم: حمود شنتوت ومصطفى علي وسبهان آدم ونزار صابور وفؤاد دحدوح وعصام درويش وعروبة ديب وعادل كامل وآزاد حمي ومحمد العامري ومحمد الجالوس وعباس يوسف.

    نتساءل في تجوالنا على أعمال المعرض: هل ثمة إشارات إشكالية تتصدر هذه التظاهرة التشكيلية، وما مدى قدرة الفنانين المشاركين على إيجاد الخط التصاعدي الأسلوبي في الأبعاد التصويرية والفراغية، وما هي نقاط الالتقاء والافتراق بين الفنانين المشاركين.‏

    في محاولة للتوغل نحو العمق التكويني والتلويني بعيداً عن مظاهر القراءة الاستعراضية نشير إلى طغيان العناصر الواقعية المختزلة (الإنسانية والطبيعية والحيوانية..) والتي تعيد جذور التقنيات المتعددة إلى لغة واحدة هي لغة الحرية التعبيرية الباحثة عن أساليب شخصية وخاصة.‏

    فالنظرة النقدية التحليلية تفيد أن البوابة التي فتحها حمود شنتوت منذ بدايات انطلاقته الفنية على حركة التلوين التلقائي والضوء الساطع جعلته يتقدم بثقة لافتة بعيداً عن مظاهر المشاهد الملموسة، باحثاً عن نبض الاختزال والاختصار والتحوير الذي يتولد من رغبة العودة إلى ذلك التضاد اللوني وحيوية الحركة الضوئية التي هي بمجملها مراحل متطورة من تجارب سابقة له في مجال القدرة على إظهار حساسيته تجاه الأضواء الساطعة على خلفية لونية خافتة أو معتمة.‏

    وفي هذا المعرض يعود مصطفى علي ويستنطق العناصر الحضارية من جديد ويكفي لفنان مثله يمتلك هذه الموهبة، وهذه القدرات أن يسلم نفسه للكتلة الخام لتبدأ الأشكال والحركات تتوالد تباعاً من تحت أنامله عبر تجانس ووحدة العلاقة بين المفردات التشكيلية الساكنة والمتحركة.‏

    وهو يعمل ومنذ بداياته على ربط الاتجاهات الحديثة بالمناخ النحتي الشرقي وبالتراث وبتنويعات الذاتية الثقافية المتوسطية لاستلهام كل ما هو خاص وحميم ودافئ وهذا ما نجده على الأقل في منحوتاته التي تستوحي إيقاعات المناخ الأسطوري الشرقي لتدعيم أواصر العلاقة بين الماضي والحاضر وبين الشرق والغرب.‏

    ويسجل سبهان آدم اختمارات رؤاه في أحداث الصدمة البصرية، فهو في كل خطوة من خطوات إنجاز اللوحة يظهر رغبته في إسقاط الأقنعة التي تغطي الوجوه الجميلة، فالإشارات الإنسانية والحيوانية تتداخل في الشكل الواحد، بل أكثر من ذلك نجده يضيف إلى هذه الدرامية ألواناً وحشية وصارخة أحياناً للوصول إلى أقصى الحالات الانفعالية في التعبير عن مأساوية الواقع الراهن ووحشية الإنسان المعاصر.‏

    وتأتي أعمال نزار صابور لتنبه الذاكرة من جديد بقدرته على التغيير أو التجاوز، ففي إشارته التشكيلية ملامح من تساؤلات فنان تتعدى إطار الأسطورة والتأمل والانطباع, فهي إشارات ودلالات للاعتراف بقدرة العناصر التاريخية على التجدد والتواصل مع معطيات وتطلعات اللوحة الفنية التشكيلية الحديثة.‏

    ونرى فؤاد دحدوح يُؤثر العودة إلى جماليات كسر النسب الأكاديمية في منحوتاته الجدارية والفراغية، حيث يتواصل مع إغراءات التشكيل الحديث في اندفاعاته الدينامية نحو عناصر الاختزال والاختصار، وذلك لإعادة صياغة نبض العناصر والأشكال الإنسانية، في حين يتجاوز عصام درويش في بعض لوحاته المعروضة أسلوبه التجزيئي أو التنقيطي رغم أنه في لوحات أخرى معروضة يتواصل مع خطه الأسلوبي الذي تميز به منذ سنوات طويلة وكرّسه كواحد من الفنانين السوريين والعرب القلائل الذين أعادوا اللوحة إلى منطلقات الاتجاه التجزيئي في الرسم الذي جاء كردة فعل على الفن الانطباعي في خطوات البحث عن علاقة النقطة بالنقطة المجاورة وعلاقة الجزء بالكل في تنويعات لوحته الفنية الحديثة والخاصة.‏

    وتظهر عروبة ديب في منحوتاتها أكثر ارتباطاً في توازنها مع ثقل نقطة الثبات بالرغم من انسيابية الخطوط في المساحة الفضائية.‏

    إلا أن أكثر ما يميز منحوتاتها هو تجاوزها البعيد للنطاق التسجيلي والكلاسيكي إضفاء المزيد من اللمسات العفوية والمتحررة والتي تعطي عناصرها الإنسانية المدى التعبيري والرمزي المفتوح على توترات العيش وسط يوميات الحروب والمجازر المتواصلة دون توقف أو نهاية.‏

    ويتابع عادل كامل بحثه التشكيلي والتقني عبر تنقله الدائم بين الواقع والتجريد من دون أن يعني ذلك خروجاً عن النمط الأسلوبي والمناخ العام الذي يميز لوحاته القائمة منذ بداياته على تجسيد التفافات أعواد الكرمة وأوراقها وتحولات ألوانها مع تبدلات الفصول والأزمنة.‏

    ورغم ما يبرزه أحياناً من انفعال في حركات الخطوط الالتفافية التي تحفر طبقات اللون الطري فإنه يتبع في هذه الحركات حياة شجرة وأعواد الكرمة، وبعبارة أخرى تغيب أعواد الكرمة وتبقى حركاتها الدالة عليها.‏

    ويعيدنا آزاد حمي إلى أجواء التواصل مع لوحاته التي قدمها في معارضه السابقة والتي ركز فيها على موضوع صراع الديكة، بحيث تتحول حركات الديوك المتصارعة في لوحاته إلى فسحة لرؤية ضربات ولمسات ولطخات اللون في المدى التصويري وهو حين يدخل موضوع صراع الثعلب مع الديك إلى لوحاته الأحدث، فإنه يزيد من حدة الصراع وديمومته ورمزيته المرتبطة بحدة الصراع الدموي المتصاعد في شوارع المدن المنكوبة والمدمرة والمحاصرة.‏
يعمل...
X