في رحيل الأستاذ جورج صدقني
عماد جنيدي
وتتابعت لقاءاتي به منذ ذلك الحين فعرفت فيه المفكّر القوميَّ الوحدويَّ الأصيل والإنسان الشفَّاف المتواضع الكريم والخدوم والمتعاطف مع أيِّ فقيرٍ يحتاجه في طلب ما منطقي.
إنسان يفهم البعث رسالةً حضارية وينفد بعمق إلى فكر حافظ الأسد وشديد الإعجاب بفكر زكي الأرسوزي وشعر العرب القدماء وخاصة أبو الطيب المتنبي، ومترجم بارع عن الفرنسية لا يترجم إلاَّ الكتب والأبحاث التي تدافع عن الحقِّ العربي.
وكان في مقالاته «المناضل» يستشهد بالآيات والأحاديث النبويّة التي تنادي بالردِّ على العدوان (وأعدوا لهم) أو بالأيات التي تشيدُ بالعرب (إنا أنزلناه قرآناً عربيَّاً).
كانت عيناه عيني نسر وأنفه أنف عقاب ولا يخاف في قول الحِّق لومةَ لائم
كان عميقاً في فهمه لفكر القائد الخالد حافظ الأسد ولم يصغِ أبداً لمنطق التجاوزات ولم يُدخل في جيبهُ خلال حياته قرشٌ إلاَّ من مرتبه الشهري ومهماته الحزبية.
رحمَ الله جورج صدقني إنه واحدٌ من آخرِ عمالقة الفكر القومي العربي وعلمٌ من أعلامنا.