إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أقدم مكبس زيتون حجري معروف ..الحجارة الصماء.. بدائية طرق الحصول على زيت الزيتون .- نورس علي..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أقدم مكبس زيتون حجري معروف ..الحجارة الصماء.. بدائية طرق الحصول على زيت الزيتون .- نورس علي..

    الحجارة الصماء.. بدائية طرق الحصول على زيت الزيتون

    نورس علي



    تعد مكاسر الزيتون ذات المحور الحجري ومعاصر التقالات الحجرية من ابتكار أبناء الريف الساحلي، الذين سخروا مكونات الطبيعة للحصول على زيت الزيتون.
    السيد "عبد الكريم صقر" من أبناء ريف مدينة "بانياس" تحدث لمدونة وطن eSyria بتاريخ 15/7/2013 عن هذه المكاسر فقال: «إن طبيعة الحياة الصعبة في الريف الساحلي خلال الحقبة التاريخية ما بين أواخر القرن ما قبل الماضي وعشرينيات القرن الماضي، جعلت من ذهنية أبناء هذا الريف ذهنية متقدة في
    توظيف وتسخير مكونات الطبيعة بما يخدم حياتهم المعيشية، فما كان منهم إلا أن ابتكروا مكاسر الزيتون ذات المحور والذراع الحجري التي تعد من أقدم وسائل كسر ثمار الزيتون في الريف الساحلي، وخير دليل على هذا الآثار الباقية لهذه المكاسر في قرية "الزريرية" التابعة لناحية "تالين" في مدينة "بانياس".

    حيث يوجد في القرية الأنواع الثلاث لهذه المكاسر التي تعرف باللغة الشعبية المحلية "الباطوس" وتختلف هذه المكاسر فيما بينها بمحورها الذي صنع أولاً من الحجر ومن ثم تطور وصنع من الخشب وصنع بعدها من المعدن.

    وإذا تحدثنا عن أقدمها وهو الباطوس الحجري يمكن القول إن اختيار الصخرة الكبيرة الأم كان له دور كبير في أدائها خلال العمل، حيث كانت تختار ذات حجم كبير ليتمكن نحاتها من تجويفها بدقة عالية والإبقاء في منتصفها على محور ينحت بطريقة مذهلة واستقامة جيدة ليؤدي دوره بكل إتقان في حمل المحور المستقيم الذي يوصل بحجرتي الطحن أو ما يعرف شعبياً بالعجول.

    حيث يحمل هذا المحور في أعلاه تجويفاً صغيراً يحمل المحور المستقيم ويمنعه من التحرك أو السقوط، و له شكل أسطواني يبدأ بشكل هرمي واسع القاعدة وينتهي في الأعلى بدائرة قطرها أقل من قطر القاعدة الأساسية، ما يمنحه قوة كبيرة تمكنه من حمل محور العجول الذي تديره قوة الإنسان عادة».

    أما السيد "علي دلا" من ريف مدينة "بانياس" فقال عن توابع هذا المكسر الحجري للحصول على زيت الزيتون أو ما يعرف بالمكبس: «إن ابداع أبناء الريف الساحلي في ابتكار المكسر الحجري بالكامل تبعه ابتكار مكبس أو معصر مؤلف من الحجارة أيضاً، وهذا النوع من المعاصر يعد من أقدم أنواع المكابس على الإطلاق لأنه مصنوع من الحجارة المنتشرة في الطبيعة الريفية.


    وكان هذا المكبس مؤلفاً من عدة قطع حجرية أولها قطعتان منحوتتان بشكل مكعب طولاني ترتكزان على قاعدة سفلية تساوي بمساحتها القاعدة العلوية، ولهما في أحد وجهيهما وهما الوجهان المتقابلان، تجويف دائري بعمق حوالي عشرة سنتيمترات ليحمل محوراً صغيراً يرتكز عليه محور التثقيل الطويل الذي يعمل على رفع الأوزان الحجرية من الأسفل وتثقيلها من الأعلى نحو الأسفل لتكبس جيوب القنب أو ما يعرف بالعلائق، والتي تحوي ثمار الزيتون المكسرة بواسطة العجول، المتوضعة فوق بعضها بعضاً على قاعدة حجرية منحوتة بدقة عالية من جميع أوجهها بشكل مكعب نحت على وجهه العلوي وحافتيه اليمنى واليسرى قناتان تلتقيا في المقدمة ضمن قناة منحوتة نحو خارج القاعدة الحجرية لتسمح بمرور الزيت المعصور إلى الأوعية المراد جميع الزيت فيها».

    الباحث التراثي "حسن اسماعيل" أكد أن هذا النوع من المكاسر والمكابس الحجرية هي أقدم الأنواع التي استخدمها الإنسان للحصول على زيت الزيتون، مضيفاً: «لقد كانت تختار أنواع خاصة من الصخور الطبيعية لتمنع رشوح الزيت خارجها، ولتعمر طويلاً بوجه القوة الهائلة التي تتعرض لها خلال العمل، وكان من أفضل هذه الأنواع الصخور الزرقاء الصلدة الصماء».

    يضيف: «من النادر أن نجد في وقتنا الحالي بقايا هذه المكاسر والمعاصر لأنها فقدت بفعل عوامل الطبيعة والإنسان، وإن وجدت فهي تدل على الذهنية المبتكرة لأبناء القرية».
    مكسر زيتون ذا محور حجري يعد الأقدم بين المكاسر المعروفة السيد "عبد الكريم صقر" أمام أقدم مكبس حجري معروف
    عبير
    :p
يعمل...
X