إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حوار الشاعر ( محسن عبد اللطيف )".. ثقافة الجسد برؤية حداثوية - نورس علي ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حوار الشاعر ( محسن عبد اللطيف )".. ثقافة الجسد برؤية حداثوية - نورس علي ..


    "محسن حسن".. ثقافة الجسد برؤية حداثوية

    نورس علي


    كتب الأديب "محسن" الشعر الحداثي بعد أن أغنى لغته المعرفية بمفردات جميلة عفوية، فصاغها بتأملية وجدانية تذوقها محبو الأدب بشغف.
    مدونة وطن eSyria التقت الشاعر "محسن عبد اللطيف حسن" بتاريخ 10/8/2013 وأجرت معه الحوار التالي:

    * هلا حدثتنا عن بدايتك مع كتابة الشعر؟

    ** كتبت الشعر كخربشات صغيرة من طفل استهوته المفردات والبيئة الغنية بها، فالموهبة لها دور أساسي في تنشيط الفكر، ومن خلال ذلك يشعر الإنسان بأن له كينونته وله عالماً جديداً بل عالماً آخر يعيشه من خلال الكتابة أو القراءة والمطالعة، وليس هذا العمل انزواء وإنما هو تنمية للموهبة.

    * كتبت الشعر الحداثي، فما الذي دفعك إلى هذا منذ البدايات؟

    ** أكتب الشعر الحداثي الذي يكلفني الجهد الكبير والتواصل مع الأدب بشكل مستمر للتعمق أكثر في الحياة، فالشاعر يشعر بالعالم أنه موجود عندما تكتمل القصيدة، وعندما يبدأ عالم آخر هو عالم اللغة، فاللغة هي الجمال وجمالها هو الحركة الأساسية للمعرفة، ومن خلال المعرفة يكون الإدراك والوعي عند الشاعر وهذا مهم جداً، وهو نتاج البحث المعرفي وانتقاء الكلمة الجميلة وتوظيفها في المكان المناسب.

    وقد بدأت بالشعر الحداثي لأنه يعطيني رؤية وبعداً ومظهراً جميلاً يحلق أكثر في الفضاء، فيعطي ألواناً وليس لوناً واحداً، ويعطي الصفاء والوجدان.

    * لديك اهتمام كبير باللغة، من جهة ترتيب مفرداتها وانتقائها؟

    ** لا يمكن للشاعر أن يكون طرفاً آخر في اللغة، وإنما يجب أن يكون في صلب اللغة الجميل لينمي مواهبه فيكون هذا حافز كبير لتقويم لسانه الشعري. إن ترتيبات اللغة جاءت بطريقة عفوية عبر التأمل الذي اعطى الحافز الأكبر للصراع بين الذات والعالم الآخر، ومن خلاله ولدت اللغة لدي وكانت منها أشكال وحياة واسعة وشاملة لها بعدها الأعمق والأوسع، وذات طابع إنساني وجداني، وهذا ما نسميه ثقافة اللغة التي تنتج الشعر والعودة إلى الأصالة.

    * لك رأي خاص في الموسيقا الشعرية، حدثنا عنه؟

    ** الكلمة تفرض وجودها عندما تعبر عن شيء ما، وتأخذ بعدها وإطارها الجميل فيه، فتشدوا معها الموسيقا وتنطلق بها أشعار الشاعر إلى آذان المتلقي، فيشعر بها أنه موجود.

    * لشعرك نسيج معاصر تتحدى به الخوف على مستقبل الشعر؟

    ** الشاعر يمتلك أحاسيس كثيرة ومن هذه الأحاسيس الخوف أو الاحباط، فيحاول أن يعطي القصيدة إضاءة حتى ولو كان فيها شيء من الضبابية،
    عصافير تنقر الحلم
    فيمنحها القوى والوجود، بمعنى أنه يخاف على هذه الكلمات عندما تخرج من كبده وتتناثر في الفضاء الرحب.

    * تحدثت كثيراً عن العناية بالتراكيب الشعرية، فكيف تصف لنا هذه التراكيب؟

    ** الألفاظ دائماً تعكس ذات الشاعر بمختلف حالاته، والشعر الذي أقدمه من خلال مجموعاتي يعكس تعاملي مع الكلمة بسهولة وواقعية فهي قريبة من الحياة بشكل عام والحياة الاجتماعية بشكل خاص، وتهتم بإنسانية المواطن وحياته ومصيره، والحفاظ دائماً بهذا الإطار هو الكلمة الصادقة التي لا تشوبها شوائب فتظهر بكامل أناقتها.

    * هل انطبع البحر بأشعارك من خلال الأفكار أو المفردات؟

    ** لقد تأثرت كثيراً ببيئتي الساحلية، فظهرت وخلدت في كلماتي بأمكنتها ومشاعرها وانتماءاتها، بهدف المحافظة عليها بمختلف مكوناتها ومفرداتها الواقعية، فالمراكب البحرية عاشت آلاف السنين وخلدت قصص الأقدمين وانتقلت إلينا بحضارة شعوبها.

    * كيف تمكنت من الأدوات الشعرية، وكيف عملت على تنميتها؟

    ** الأدوات الشعرية لها علاقة بالثقافة التي يمتلكها الشاعر، وهذا الشعر هو حياة متجددة تعاصر الإنسان القديم والحديث، ولكن مفهوم الشعر هنا وفق التبدلات الطارئة في الواقع الذي يفرض نفسه ضمن غمار الصراع الدائم والذي تختلف فيه وضمنه الأدوات باستمرار، وتختلف أيضاً طريقة تقديمه باختلاف الأدوات لتناسب الحالة، فالتجربة والثقافة المشحونه بطابع الفكر والوعي والإدراك تساهم في تطور الأدوات، والشاعر يمر بعدة تجارب تعد تواصلاً مباشراً مع الأدب والتطور ويدخل بها بما يمتلك من وعي وإدراك وتهيئة وتجربة ناضجة.

    * لماذا شدك الشعر الوجداني في غمرة الصراعات الواقعية الحياتية؟

    ** يشدني الشعر الإنساني الوجداني لأنه يقدم الحالة المعرفية الحقيقية بمفاهيمها ومنطقيتها، وتكون صادقة مع الطرفين الصادر والمتلقي، ولا تخرج عن مضمون هديل المنافيوإطار الشعر المحبب من المتلقي.

    * كتبت مجموعتك الشعرية الأولى بعناية فائقة، فما كان الحامل الأدبي لها؟

    ** هنا دخل الخوف ببطء إلى أعماقي، وكان هناك نضج فكري بسيط، وتجربة بسيطة، لأنه يعتبر موقفاً يجب أن أتحمل عواقبه مهما كانت، ولكن ما كتب عنه النقاد غيّر كل ما بداخلي وأنعش أفكاري وأحاسيسي وأزال الخوف، وتوسعت دوائر الفكر والثقافة لدي وبدأت بعدها بالمطالعة المعرفية ضمن عقلية تتحكم بكل شيء لمجابهة التقلبات التي قد تطرأ، لوضع أساس جديد للكتابة.

    * كيف تقرأ حركة النقد في الأدب السوري؟

    ** النقد مقصر نوعاً ما، لأنه لا يحمل هموم الأديب، وإنما يشجعه بوتيرة متقطعه ليتركه في مهب الأدب وحده يواجه التحديثات الأدبية.

    * للأنثى وجود واضح في أغلب أعمالك، حدثنا عن حقيقة هذا الوجود؟

    ** أعتبر الأنثى الآلة المطلقة على الأرض، وهي الوجود في الحياة والصراع من أجل الحياة، فالجسد الخاص بها هو الثقافة والفكر الإنساني المتحضر.

    "براءة تامر" مهتمة بالأدب والمطالعة لمختلف مجموعات الشاعر "محسن" الشعرية، قالت عنه: «إن إيمانه بكينونة المرأة جعلني أتابع مختلف أعماله، فأقرأ صوره الشعرية بشغف واستدل منها كيف يجب أن يكون جسد المرأة ثقافة بعيدة عن الغريزة، متحدياً بذلك كل مألوف».

    وقال الأديب "محي الدين محمد" في مجموعة "هديل المنافي" للشاعر "محسن حسن": «هي نسيج معاصر يتحدى صاحبها الخوف على مستقبل الشعر ويعقد مصالحة مع الماضي، ولكن حلمه يحمل بعداً آخر في الشجون وتدفق الكلمات، فالتجليات الروحية القلقة تتسع فيها مغامراته، ويستخدم أدوات عصره على الرغم من قيلولته الطويلة في المنافي».

    يشار إلى أن الشاعر "محسن عبد اللطيف حسن" من الشاعر "محسن عبد اللطيف حسن" في منزلهمواليد عام /1960/ مدينة "طرطوس"، وهو خريج كلية الفنون الجميلة، وله عدة إصدارات أدبية منها "أوراق في مهب الرحيل" و"وحدك تقرئين رحيلي" و"قامات الانتظار والشجر" و"عصافير تنقر الحلم" و"رغيف القمر".
يعمل...
X