إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

يعتبر الإعلام من أهم النوافذ التي تحقق التواصل مع مختلف شرائح المجتمع، وتسهم بتنميتهم الفكرية .. - نورس محمد علي ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يعتبر الإعلام من أهم النوافذ التي تحقق التواصل مع مختلف شرائح المجتمع، وتسهم بتنميتهم الفكرية .. - نورس محمد علي ..

    دور الإعلام في بناء المجتمع

    نورس محمد علي
    الأحد 29 أيلول 2013



    يعتبر الإعلام من أهم النوافذ التي تحقق التواصل مع مختلف شرائح المجتمع، وتسهم في تنميتهم الفكرية والمعرفية.
    مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 17/9/2013 عدداً من الإعلاميين والأدباء للتحدث عن دور الإعلام وأهميته، فكانت البداية مع الإعلامية "ثناء عليان" التي قالت: «لقد كان للإعلام دور بارز في التغييرات التي حدثت في العالم، ابتداءً من عصر الخطباء الكبار في "روما" أمثال "شيشرون"، إلى ما نشهده اليوم من المتغيرات على الساحة العربية، بعد دخول عصر الفضائيات وتقنيات البث الرقمي إلى جميع المنازل، فأغلبية المجتمعات تنساق وراء أي رأي أو خبر بقدر الضجة الإعلامية المصاحبة له، حتى لو كان بعيداً عن المنطق، وهذا ما نشهده اليوم فعلياً، من قلب للوقائع والحقائق التي تلقى رواجاً عند تكرارها على أكثر من محطة.

    ومن الجدير بالذكر أن هناك اختلافاً في درجة تأثّر الجمهور بالدعاية الإعلامية تبعاً لدرجة الثقافة لدى كل فرد، وهذا ما حدث فعلياً في "طرطوس" المعروفة بمستوى ثقافة أبنائها التي انعكست على تجريد الوقائع والحقائق ووضعها في دائرة التحليل لتأكيد مدى مصداقيتها».

    وتتابع: «لقد أدرك الشارع الطرطوسي بما تمتع به من ثقافة أن صدور مواقف موحدة من قبل أغلب وسائل الإعلام الشهيرة في العالم تجاه أي حدث، يعود إلى جهة واحدة مالكة أو مسيطرة على مختلف هذه الوسائل، وأنها تتبع إلى منظومة سياسية واحدة، وهذا ما يضع أية وسيلة إعلامية مخالفة لهذا التحالف في تحدٍ لإثبات جدارتها، خاصة أن تمويل أي وسيلة إعلامية يعتمد بشكل أساسي على الإعلانات التجارية وهو أقل جدارةً بالمنافسة، أو أن تموّل الوسيلة الإعلامية مباشرة من ميزانية دولة ما، أي إنها ستحدد خطوطاً حمراء لهذه الوسيلة كي لا تتجاوزها، ما سيفقدها ثقة جمهورها ويجعلها مجرد صدى لسياسة تلك الدولة، كما أنها لن تستطيع إقناع الجمهور فهي تركز على مواضيع بعيدة عن اهتمامهم.

    وبما أن مشكلة التمويل تتحكم بمصداقية أية وسيلة إعلامية فكان لابد من ابتكار نوع من وسائل الإعلام بتكلفة أقل وأكثر قدرة على الوصول إلى الجمهور في مختلف البلدان، وتجلى ذلك في الإعلام الإلكتروني، إلا أنه حتى الآن مايزال غير قادر على منافسة الفضائيات في الوصول إلى الجمهور لعدم وصول الكثيرين منهم إلى شبكة الإنترنت، وبسبب العداء القديم لدى أكبر شريحة من الجمهور العربي مع القراءة، علماً أن هذه الشريحة هي الأكثر استهدافاً من قبل الإعلام الناجح، لذلك نرى في "طرطوس" الكثير من صفحات التواصل الاجتماعية الهادفة التي تصل إلى مختلف شرائح المجتمع استناداً إلى ثقافتهم وطبيعة بيئتهم وحياتهم الاجتماعية».

    وتضيف: «لن أكرر مقولة إن الحروب الحديثة هي حروب إعلام في الدرجة الأولى، لكنني أستطيع التأكيد- أنا ابنة البيئة الطرطوسية- أن أي دولة مقبلة على حرب يتحتم عليها إعداد إعلام قادر على التأثير في نطاق أوسع بكثير من قدرة أسلحتها التقليدية، وأول خطوة في هذا السياق هي إصدار قانون مرن يسهل إطلاق وسائل إعلام وطنية ومحلية في كل محافظة خاضعة للمساءلة القانونية في حال خروجها عن الأخلاقيات المهنية.

    رغم الغزو الإعلامي الذي تتعرض له "سورية" قبل الأزمة الحالية بأعوام إلا أنها لم تدرك أهمية هذه المسألة بعد، حيث نلاحظ توقف الزمن في وسائل الإعلام السورية رغم تغيير وزراء الإعلام ومديري جميع الوسائل الإعلامية عدة مرات خلال السنوات الماضية، وما تزال متدنية المستوى مقارنة مع وسائل إعلامية شقيقة أقل
    الأديبة فاطمة صالحتكلفة منها كقناة "nbn" وتلفزيون "المنار" ووسائل أخرى كانت لها شعبية وحضور أكبر في الشارع السوري عامة والطرطوسي خاصة فقد كان عرضة للاستهداف الإعلامي، وهذا ما أدركه القائمون على وسائل النشر الاجتماعية المحلية الشبابية فتصدوا له بكل براعة».

    وفي لقاء مع الإعلامية "روزانا خير بك" حدثتنا عن واقع الثقافة في الإعلام فقالت: «الاتجاه الثقافي في بعض الوسائل الإعلامية سابقاً كان مجرد سيرة ذاتية لشخصيات فكرية وأدبية وفنية، أو حوارات غير مفيدة لا تدخل في تفاصيل الحياة الثقافية ومشكلاتها، خاصة على مستوى السينما والمسرح تليهما الدراما التلفزيونية، أما اليوم فنلاحظ اهتماماً أكبر بالثقافة في إعلامنا ووسائل النشر المحلية، وتغطية أكبر للمهرجانات والمعارض الثقافية عبر المواقع الإلكترونية الخاصة التي أنشأها الشباب الطرطوسي وصفحاتهم الاجتماعية التي اعتبرت من أسرع الوسائل وصولاً إلى جميع الفئات والشرائح.

    وأعتقد بأن هناك تقصيراً من حيث عدد الصحف والمجلات الورقية المحلية التي تعنى بالنشر الثقافي، فيجب أن ننتقل من متابعة الحراك الثقافي إلى الفعل بمعنى أن نكون صانعي الثقافة بما تملكه هذه البيئة الطرطوسية من مستوى ثقافي منافس على مستوى القطر».

    وتتابع: «تحظى وسائل الإعلام بأهمية بالغة في وقتنا الحاضر، ولها تأثير كبير في أنماط وسلوك العيش والأفكار لدى الناس، من خلال تغيير المعارف والقيم عن طريق المناقشة والإقناع، وهي المؤثر الأكبر في كل سلوكيات المجتمع.

    وكلنا نعلم أن حياتنا الاجتماعية تشهد ثورة هائلة في المعلومات، وكماً هائلاً من الأخبار والصور الثابتة والمتحركة التي نستطيع تسجيلها وإعادة بثها ونشرها بسرعة كبيرة عبر الإنترنت وتطبيقاته المتنوعة، إضافة إلى شبكات التواصل الاجتماعي "الفيس بوك والتويتر"، التي جمعت كل الخصائص التي تستقطب الجمهور، من صوت وصورة ومؤثرات وإمكانية التعليق والتصوير والتوزيع إلى آخره، ناهيك عن رخصها وتوافرها وسهولة استخدامها، فهي تلعب دوراً هاماً في نقل الجمهور من متلق جامد وهامد إلى مستقبل ديناميكي وفعال، إلى أن يصبح مرسلاً وصانعاً للحدث أيضاً.

    فقد تمكن الجميع من كسر الحواجز والاتصال بكل يسر عبر "الشبكة العنكبوتية" ومع كل دول العالم، ولهذا أصبحت هذه الوسائل ذات فاعلية وتأثير قوي ونشط في الشارع.

    ومن المؤكد أن جيل الشباب هم الأكثر تأثراً في التطور التكنولوجي، فهم الأكثر تقبلاً واستجابة لكل ما هو جديد في عالم الكمبيوتر والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، التي تقدم بوسائل باهرة وبطرق تقنية تؤثر في نفوس الشباب وفكرهم وفي سلوكهم، وتسهم في تشكيل ثقافة استهلاكية بين الشباب باعتبارهم الأديبة نهاد أحمدمستهلكي المستقبل».

    الروائية "نهاد أحمد" قالت: «للإعلام دور كبير في المجتمع فمثلاً عند صدور رواية أو أي عمل أدبي آخر تتلقفه وسائل الإعلام فتبدأ الحديث عنه بمختلف جوانبه سلبياته وإيجابياته، ما ينعكس بشكل مباشر وسريع على العمل الذي من أهم أهدافه تنمية المجتمع أو طرح هم أو فلسفة أو حتى ثقافة عامة، فالإعلام بمختلف وسائله المقروءة والمسموعة أصبح عصب الحياة، وهذا ما جعل النتاج الفكري والثقافي في "لبنان" مثلاً نشيطاً وبنّاءً رغم ظروفه الصعبة، وهنا ندرك أننا لا نملك قنوات إعلامية رسمية مثالية تقوم بواجباتها في مختلف الظروف، إنما نعتمد في شكل من الأشكال على جهود الشباب الطرطوسي الذي أدرك هذا وحاول تقوية ضعف الحوار والكبت الثقافي وثقافة التحدث عن الجمال مثلاً عبر وسائل النشر الشبابية المحلية كالرسائل النصية أو صفحات التواصل الاجتماعية التي تعددت وتخصصت في فكر وثقافة المجتمع الطرطوسي المحلي والأهلي، وهذا انعكس بالمقابل على الثقافة النفسية الذاتية لمحبة الآخر والتحدث عنه بعيداً عن الأنانية».

    أما عن أهمية التطور التكنولوجي وثورة الاتصالات الإعلامية في الحياة الاجتماعية فقالت: «لا غنى عن التكنولوجيا فقد اختصرت الأوراق والمسودات والزمن، وخير مثال عن هذا: أنا كأديبة أستطيع الكتابة بكل حرية وأنشر ما كتبته ليصل إلى جميع المهتمين في لحظة، ومن ثم أتلقى الردود المتعددة عليه، وهنا يمكن القول: إن الزمن أصبح أكثر أهمية، فزيارة الأهل مهمة جداً لكنها أخذت من وقت عملي، وهذا يدفعني إلى تنظيم وقتي، ويمكن لأي مهتم أن يواكب هذا، ويضع تجربته في ميزان النجاح أو الفشل لإدراكها، وهذا ما يجعلنا أكثر حاجة إلى قنوات أخلاقية تساهم في نشر وعي وطني بنّاء يقدم موروثاً وتركة وطنية للأجيال».

    وفي لقاء مع الأديبة "فاطمة صالح" التي حدثتنا عن حاجتنا إلى وسائل إعلام أخلاقية قالت: «نحن بحاجة إلى تطوير إعلامنا المحلي خاصة، وأن تكون المصداقية صاحبة الأولوية الأولى فيه، إضافة إلى التشويق، وهنا علينا أن نأخذ من "العولمة" ما يناسبنا ويخدم مجتمعنا، مع الحفاظ على خصوصيّته التي تشكّل هُويَته، كي لا نذوبَ فيها ونفقدَ ذاتنا، ونسمح للريح باقتلاعنا كما قال عظيم الهند "المهاتما غاندي"».

    وتضيف عن مدى تأثر المجتمع بالإعلام: «للإعلام بكل أشكاله تأثير كبير في المجتمع والأفراد، ويساهم إلى حَدّ كبير في تربية الصغار، فالجميع يتأثر بالإعلام ويُصبحُ التقليد والمُحاكاة، حالة شبه عامة في هذا المجتمع، خاصة ًلدى جيل الشباب، ومن هنا تتوضّح خطورة وأهمية الإعلام، فهو يصنعُ الرأي العام، خاصة في هذه المرحلة الخطيرة والهامة في تاريخ وطننا الغالي، والعالم».
يعمل...
X