تويت
"طارق سكيكر".. أنامل الماء وحنجرة البيانو
أروى غندور لغته الموسيقا، وأنامله تنساب على علامات ومفاتيح البيانو كالماء، تحدياته الجديدة يخوضها دون توقف وخاصة ما يحاول تكريسه من خلال دمج الموسيقا الغربية بالشرقية وفق رؤيته الجديدة.
إنه عازف البيانو "طارق سكيكر" الذي التقته مدونة وطن eSyria بتاريخ 31/5/2013 وكان الحوار التالي:
* حدثنا عن بداياتك وخطواتك الأولى في عالم الموسيقا، وبمن تأثرت في تلك المرحلة؟
** تعلمت الموسيقا والعزف على البيانو ذاتياً، معتمداً في ذلك على الكتب والتسجيلات، فكان ومازال اعتمادي الأكبر لمختلف أنماط الموسيقا، وأثناء دراستي الجامعية درست مع الخبير الروسي الأستاذ "فيكتور بابينكو" ثم شاركت بورشات عمل للموسيقا اللاتينية مع عازف البيانو الكوبي "انريكي" ومع عازف الترومبون السويسري "اماديس دينكل" في موسيقا الجاز.
* كثيرون يعتبرون البيانو أبو الآلات الموسيقية، أين تتجسد هذه المقولة في بلادٍ معظم موسيقاها تعتمد على مقامات شرقية؟
** بكل تأكيد البيانو هو أبو الآلات الموسيقية، فهو آلة شاملة تستطيع عزف كل الأنماط المعروفة، بالإضافة إلى أنها ترافق جميع الآلات في العزف، وبالمقابل هي آلة لا تحتاج لمن يرافقها، ولكنها تفتقر للربع الشرقي فهي لا تستطيع عزف السلالم والمقامات الشرقية كـ "البيات والسيكا والراست" ما يجعلها محدودة الاستخدام في النمط الشرقي كآلة أساسية، ولكن مؤخراً استطاع بعض المؤلفين العرب أن يدخلوا هذه الآلة وبشكل قوي جداً في الموسيقا الشرقية، ومنهم الموسيقار "عمر خيرت" الذي استطاع عزف ألحان "محمد عبد الوهاب" على البيانو متداركاً الربع الشرقي عبر التوزيع الأوركسترالي للألحان الشرقية.
* لماذا لم يتم تكريس فكرة العازف المنفرد "صولو" أو الفرقة التي تقدم موسيقا صرفة في بلادنا، وبقيت مهمته الأساسية وراء المطربين؟ وأين تجد نفسك أكثر في هذه الحالات؟
** أعتقد أن السبب الرئيسي هو قلة مؤلفي الأعمال التي تكرس فكرة العزف "صولو" مقارنة
الفنان طارق سكيكر بمؤلفي الأغاني التجارية، والأهم ضآلة المهتمين والداعمين لهذه الأعمال، لأن الدعم يتجه دائماً للأعمال الغنائية، فمردودها المادي أكبر ومضمونه أكثر، أنا شخصياً أميل للموسيقا الصرفة التي تكرس العازف المنفرد وهذا ما جذبني لموسيقا الجاز والفلامنكو وللموسيقا اللاتينية، فهي تترك مساحة كبيرة لكل موسيقي، وتمكنه من الارتجال على المسرح، مبيناً قدراته ومعبّراً عن أفكاره الموسيقية.* قرّبنا أكثر من فرقة تريو أوكسجين، ألا تجد أن تحديد الفرقة برقم يجعلها أمام تحد كبير، خاصة أنكم تكسرونه وتستعينون بعازفين إضافيين؟
** في "أوكسجين" نحاولُ تقديم موسيقا اللاتين والفلامنكو والجاز، التي قدمها أشهر الموسيقيين العالميين، كـ "تشيك كوريا وشانو دومينغز وباكو دي لوسيا وميشيل كاميلو"، ولكن وفق رؤية جديدة تمتزج بالموسيقا الشرقية، انطلقت فكرة تأسيس "أوكسجين" عندما حاولت آلة البيانو "طارق سكيكر" أن تتحاور مع آلة ايقاع شرقية "فراس حسن"، فكانت الخطوة الأولى تسجيل (Retaila) وهي إحدى مقطوعات الجاز فلامنكو، بمشاركة عازف البيس غيتار "فجر العبد الله".
وكلمة (تريو) تدل على ثلاثة موسيقيين وتضم "طارق سكيكر" بيانو، و"عمر حرب" بيس غيتار، و"هادي الحمصي" ايقاع، وهذا التكوين مألوف جداً بالنسبة لموسيقا الجاز والاتن والفلامنكو، وبالفعل هذا يعتبر تحدياً كبيراً، فيتطلب هذا التكوين أن يكون الموسيقيون على مستوى موسيقي عالٍ جداً، ولكن الاستعانة بمغنية شرقية ضمن تكوين غربي بحت هو الجديد في "تريو أوكسجين".
* تعتمدون في فرقة تريو أوكسجين على تقديم النمط الغربي بنفَس شرقي، ما هي رؤيتكم في ذلك؟
** الموسيقا لغة عالمية لا تقف عند حدود جغرافية، فمعرفتنا للآلات الغربية، لا تنسينا شغف الموسيقا الشرقية، فنحاول تقديم رؤانا فيها،
انامل على البيانوولقد قدمنا الموشح والدور على آلات غربية بمرافقة صوت شرقي، وأدخلت الجاز والموسيقا الكلاسيكية في التوزيع الموسيقي للموشح وهذا يعد خطوة جديدة في التوزيع الموسيقي العربي بشكل عام.* ما هي أهم الفرق والفنانين الذين عملت معهم، وأهم مشاركاتك المحلية والعربية والعالمية؟
** لسنوات طويلة شاركت مع فرقة "اوركسترا طرب" بقيادة الأستاذ "ماجد سراي الدين" في معظم حفلاتها التي أقيمت في كل من "سورية– لبنان- الأردن– الإمارات- قطر– الكويت- السعودية– المغرب– الجزائر–فرنسا- ليبيا"، كما شاركت في حفلات "اوركسترا الموسيقا العربية" بقيادة الأستاذ "جوان قرجولي"، أيضاً مع "اوركسترا سيد دروييش" بقيادة "رشيد هلال".
عزفت مع العديد من النجوم كـ "الشاب خالد" و"فلة الجزائرية" و"أصالة نصري" و"وديع الصافي" و"لطفي بوشناق" و"ميشلين خليفة" و"الهام مدفعي" و"ميادة الحناوي" و"كريمه الصقلي" و"درصاف الحمداني" وآخرين، كما قمت بالتنفيذ الموسيقي لبعض أعمال المخرج الفرنسي "كريستيان بيل" وهو مساعد مخرج لأعمال الفنان العالمي "انطوني كوين" مثل الفيلم الوثائقي "من أجل هذا"، وقمت بالتوزيع الموسيقي لألبومين غنائيين لنفس المخرج، إضافة لمحاولة جادة في تشكيل فرق تقدم أنماطاً موسيقية جديدة في سورية، منها فرقة "play rai" التي تقدم الموسيقا الجزائرية، وفرقة "Chilli" لموسيقا أميركا اللاتينية.
عازف البيس غيتار "عمر حرب" والمشارك في فرقة "تريو أوكسجين" يحدثنا عن زميله في الفرقة فيقول: «"طارق" من العازفين المميزين في سورية فهو يمتلك خبرة في الموسيقا الشرقية والغربية، بالإضافة لقدرته على الارتجال والتوزيع الموسيقي، فأنا أجده موسيقياً متكاملاً وليس عازف بيانو فقط، ونعمل معاً في "أوكسجين" من خلال عدة أفكار ونحاول تجسيدها على أرض الواقع كموسيقا، وهو مشروع بدأه
المغنية ميس حرب "طارق" أساساً ويقوم بالتوزيع والإشراف الموسيقي فيه».عازف القانون "عماد ملقي" يشهد لـ "سكيكر" بقوله: «يجمع بين التكنيك والإحساس العالي، ونادراً ما نجد عازفين يجمعون ذلك في عدة أنماط موسيقية، فعندما نسمعه في الكلاسيك والجاز ميوزيك نستغرب أنه نفس العازف الذي يقدم على الأورغ أروع المقامات والتقاسيم، فهو مجتهد ويتدرب كثيراً».
أما المغنية "ميس حرب" فتقول: «"طارق سكيكر" من الموسيقين الشباب الذين نفتخر بهم في بلدنا، فضلاً عن أخلاقه العالية والتي تكمل شخصيته، وبالحقيقة أشعر بالاطمئنان والارتياح الشديدين عندما يعزف معي في حفلاتي».
جدير بالذكر أن "طارق سكيكر" من مواليد 1984 خريج كلية الحقوق في جامعة دمشق.